ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
واشنطن ـ لم تدُم المهلة التي تحدثت عنها المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن اتخاذ قرار تجاه إيران أكثر من يومين، رغم أن الأخيرة دعت للانتظار والترقب لمدة أسبوعين.
وجاءت الضربة الأميركية مبكرة، ومفاجئة، مستهدفة 3 منشآت نووية في عمق الأراضي الإيرانية، وسط تبريرات متباينة وتحليلات متضاربة في واشنطن.
ووصفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنها "خطوة استباقية لحماية الأمن القومي الأميركي"، مستندة -وفق تصريح لمسؤولين- إلى معلومات استخباراتية تحدثت عن تسارع الأنشطة النووية الإيرانية ووجود "خطر وشيك" على الأمنين الإقليمي والدولي.
ورغم أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون شددت على أن العملية كانت "محدودة" وتهدف إلى إرسال رسالة واضحة دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة، فإن ترحيبا واسعا صدر من تل أبيب، حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الضربة بأنها "خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أن "التهديد النووي الإيراني لم يعد يُحتمل ولا يحتمل التأجيل".
ويشير مراقبون إلى أن الضربة الأميركية جاءت في وقت حساس، إذ تدخل المواجهة بين إيران وإسرائيل أسبوعها الثاني، وسط دعوات إسرائيلية متكررة إلى تحرك عسكري دولي لـ"كبح المشروع النووي الإيراني"، مما يعزز فرضية أن الضربة لم تكن قرارا أميركيا صرفا، بل جاءت بتأثير مباشر من الحليف الإسرائيلي.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال النائب الجمهوري السابق توم غاريت إن الضربة "محدودة ومبررة"، مضيفا أن "إيران تهدد بتدمير أميركا منذ عام 1979، وحين تقترب من امتلاك سلاح نووي، يصبح التحرك واجبا".
وأضاف أن طهران "تورطت في صراعات أنهكت المنطقة، وخصوصا في اليمن، ما يجعل تهديداتها جزءا من واقع لا يمكن تجاهله".
وفي المقابل، شكّك عدد من الباحثين في دوافع القرار الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، معتبرين أنه لم يُبن على معطيات استخباراتية مستقلة، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية من إسرائيل.
إعلانوتقول باربرا سلافين، الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، للجزيرة نت، إن "صقور إسرائيل والمقربين منهم في واشنطن أقنعوا ترامب بأن اللحظة مواتية لضربة تقضي على البرنامج النووي الإيراني، بينما تمر طهران وشركاؤها بمرحلة ضعف". لكنها حذرت من أن الضربة قد تكون "نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى أن "التهدئة باتت بعيدة المنال على المدى المنظور".
وعقب الضربة، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم بأنه "جريمة شنعاء"، مؤكدا أن واشنطن وتل أبيب "تجاوزتا خطا أحمر بمهاجمة منشآتنا النووية"، مضيفا "لا أعلم إن كان بقي أي خط للتفاوض بعدها".
وفي حين أعلن ترامب أن الضربة "دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، نفت طهران تعرض المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان لأضرار كبيرة، وأكدت استمرار البرنامج "دون توقف"، مع تلويح بإغلاق مضيق هرمز وتهديد مباشر لسلاسل إمداد الطاقة العالمية، وهو ما أثار مخاوف من أزمة طاقة جديدة.
ورغم التصعيد، تراهن الإدارة الأميركية على أن الضربة، إضافة إلى الضغط العسكري المتواصل من إسرائيل، قد تدفع إيران إلى العودة لطاولة المفاوضات.
ورفض جيم هانسون، المحارب الأميركي السابق والخبير في دراسات الأمن القومي، التعليق للجزيرة نت، مكتفيا بالقول إنه يفضل الحديث لقناة فوكس نيوز. لكنه صرّح لهذه بأن "النظام الإيراني قد يلوّح بالتصعيد، لكنه لا يريد حربا شاملة"، متوقعا أن "هاتف البيت الأبيض سيرنّ قريبا بمكالمة من طهران تعلن فيها استعدادها للعودة إلى التفاوض".
وفي السياق ذاته، قال النائب السابق توم غاريت إن "ما تقوله إيران وما يمكنها فعله فعليا أمران مختلفان"، مضيفا أن "الشعب الإيراني هو الخاسر الأكبر، في ظل نظام لا يظهر أي استعداد للتخلي عن طموحه النووي".
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة تطرح سؤالا مفتوحا حول طبيعة الرد الإيراني واتجاه التصعيد، وسط أجواء مشحونة تشير إلى دخول المنطقة في فصل جديد من المواجهة، قد يصعب التحكم بمآلاته، خاصة مع غياب أفق واضح للتهدئة أو التفاوض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النووی الإیرانی أن الضربة
إقرأ أيضاً:
ستارمر: واشنطن اتخذت إجراءات لاحتواء تهديد البرنامج النووي الإيراني وندعو طهران للمفاوضات
إنجلترا – حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أن البرنامج النووي الإيراني يشكل “تهديدا خطيرا للأمن الدولي”، وأشاد بالإجراءات الأمريكية الأخيرة لـ”احتواء هذا التهديد”.
وقال ستارمر في تصريحات: ” يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديدا خطيرا للأمن الدولي. لا يمكن السماح لإيران أبدا بتطوير سلاح نووي وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات للتخفيف من هذا التهديد”.
وأضاف: “لا يزال الوضع في الشرق الأوسط متقلبا والاستقرار في المنطقة يمثل أولوية. ندعو إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة”.
من جهته لفت وزير بريطاني إلى أن الولايات المتحدة لم تتقدم باي طلب في دعمها لهجوم ايران
وأكد وزير التجارة البريطاني عدم مشاركة بلاده في الهجمات وإنما تم إبلاغهم فقط.
وليل الأحد، شنت الولايات المتحدة هجومًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان.
ووفقا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان الهدف من الهجوم الحد من القدرات النووية للبلاد.
وقال إن على طهران الموافقة على “إنهاء هذه الحرب” وإلا ستواجه عواقب وخيمة.
وطالبت طهران بعقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي.
وأعلن البرلمان الإيراني أن طهران توقعت هجومًا على المنشأة النووية في فوردو، فأخلتها، ولم يلحق بها أي ضرر لا يمكن إصلاحه.
وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران لا تنوي التوقف عن تطوير صناعتها النووية بعد الهجمات.
وأفاد مركز الأمن النووي الإيراني أنه لم يسجل أي تسربات لمواد مشعة في المنشآت النووية التي هاجمتها الولايات المتحدة.
من جانبها، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنها لم تسجل حتى الآن أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذه المنشآت النووية.
المصدر: وكالات