لم تكمل الرضيعة الفلسطينية جوري المصري شهرها الثالث، حتى أودى بحياتها الجوع لتكون واحدة من ضحايا الحصار الإسرائيلي الذي يخنق قطاع غزة.

ومساء الخميس، لفظت الرضيعة أنفاسها الأخيرة بمدينة دير البلح وسط القطاع، بعدما فشلت عائلتها في تأمين نوع خاص من الحليب العلاجي كانت بحاجة إليه، وسط انعدام المستلزمات الطبية والغذائية، ومواصلة تل أبيب إغلاق المعابر بالتزامن مع الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين هناك.

وعانت الرضيعة جوري، مثل باقي الأطفال بغزة، ويلات الحرب منذ ولادتها فاضطرت أسرتها إلى النزوح تحت القصف الإسرائيلي، وعاشت أيامها القليلة في ظروف قاسية من نقص الغذاء والرعاية، في بيئة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.

وفاة الطفلة جوري المصري (3 أشهر) بسبب سوء التغذية وفقدان حليب الأطفال، وهي الرابعة التي تتوفى في قطاع #غزة خلال الساعات الـ48 الماضية#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/6zBNysJJJK

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 27, 2025

ولدت بصحة جيدة

ولدت جوري بصحة جيدة، دون أمراض مزمنة أو تشوهات خلقية، لكنها احتاجت إلى نوع من الحليب العلاجي غير متوفر في غزة منذ أسابيع، نتيجة الحصار الإسرائيلي.

وقال والدها، محسن المصري، بنبرة يغلبها الانكسار، إنه بحث في كل مكان دون أن يجد الحليب لطفلته.

وأوضح أن طفلته كانت بصحة طبيعية، لكن حالتها تدهورت بسرعة جراء سوء التغذية، قبل أن يكمل "ابنتي ماتت جوعا، دون ذنب".

نفد الحليب فاستشهد الأطفال

وأشار الوالد إلى أن جوري كانت بحاجة إلى حليب علاجي غير متوفر في القطاع، ومع استمرار نفاده، تدهورت حالتها وأصبحت هيكلا عظميا، وجسدا هزيلا، ووجها شاحبا.

وأضاف: كانت تحتضر بصمت، ونحن عاجزون أمامها، هذه جرائم حرب حقيقية ترتكب بحق أطفالنا الرضّع، الذين يموتون جوعا واحدا تلو آخر.

لم تكن مأساة جوري معزولة؛ فمع استشهادها، ارتفع عدد الرضع الذين استشهدوا بسبب الجوع خلال أقل من 24 ساعة إلى ثلاثة، بعد استشهاد الرضيعة كندة الهمص (10 أيام)، والرضيع نضال شراب (5 أشهر)، وكلاهما شيع من مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي القطاع.

إعلان

تحذيرات طبية

هذه الحالات المؤلمة جاءت بعد تحذيرات متكررة أطلقتها مستشفيات في غزة، كان أبرزها في 19 يونيو/حزيران الجاري، حين أعلنت قرب نفاد حليب الأطفال بالكامل، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الرضّع.

لكن التحذيرات لم تلقَ استجابة دولية، وبقيت سياسة التجويع الإسرائيلية مستمرة، إذ تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي جميع المعابر، وتمنع دخول أي إمدادات غذائية أو طبية، ما تسبب في دخول غزة مرحلة المجاعة الكاملة، بحسب تقارير أممية.

انهيار صحي تام

وإلى جانب الجوع، يعاني القطاع من انهيار شبه تام في النظام الصحي، بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات، ونفاد الأدوية والمستلزمات، ما حوّل مرافق الصحة إلى أماكن عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية.

في هذا السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في آخر إحصاء له في 25 مايو/أيار الماضي، استشهاد 242 شخصا بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من الأطفال الرضّع وكبار السن.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية، قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا بغزة، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.2 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. 112 طفلا يدخلون المشافي بغزة بسبب سوء التغذية

 أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريح صحافي، إن الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة وحصار خانق “تجاوز مرحلة الكارثة”.

وأضاف أن 17 مستشفى تعمل جزئيا من أصل 36 في القطاع، مشيرا إلى عدم وجود مستشفى في شمال غزة أو في رفح جنوب القطاع.

وأشار إلى أن 500 شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تشمل الأمم المتحدة.

وذكر غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية تمكنت بشكل “محدودا للغاية” من الوصول إلى غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد الثاني آذار/ مارس لماضي.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ مطلع مطلع آذار/ مارس الماضي بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

في السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في آخر إحصاء له في 25 أيار/ مايو الماضي، وفاة 242 شخصا بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من الأطفال الرضّع وكبار السن.

وأمس الخميس، استشهد رضيعان في قطاع غزة،  نتيجة سوء التغذية ونفاد حليب الأطفال، في ظل الحصار المشدد والإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عائلتي الطفلين شيعتا جثمانيهما من مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن فارقا الحياة بسبب الحرمان من أبسط مقومات الرعاية الصحية والغذائية.

وكانت مصادر طبية قد حذرت الأسبوع الماضي من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة الرضّع، جراء نفاد حليب الأطفال واستمرار الحصار والحرب التي دمّرت النظام الصحي في القطاع.



وقال محمود شراب، عم الرضيع نضال (5 أشهر)، إن ابن شقيقه توفي بسبب “نقص الغذاء وعدم توفر الحليب”، مشيرًا إلى وجود حالات مماثلة في المستشفى تستدعي تدخلًا عاجلا لإدخال الحليب العلاجي والغذاء المناسب للأطفال. أما محمد الهمص، والد الرضيعة كندة (10 أيام)، فأكد أن طفلته توفيت جراء سوء التغذية ونقص الأدوية، بحسب الوكالة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

وتحاصر دولة الاحتلال غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. 112 طفلا يدخلون المشافي بغزة بسبب سوء التغذية
  • «الأونروا» تطالب برفع الحصار عن غزة لضمان استمرار عملها الإغاثي
  • "الأونروا" تطالب برفع الحصار عن غزة لضمان استمرار عملها الإغاثي
  • الأونروا تطالب برفع حصار غزة وآلاف الأطفال يواجهون سوء التغذية
  • وفاة رضيعين فلسطينيين جوعا جراء الحصار الإسرائيلي لغزة
  • وفاة رضيعين جوعا جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة
  • الجوع يقتل أطفال غزة.. رضيعان آخر ضحايا الحصار (شاهد)
  • غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
  • مدينة الخليج العربي وضحكات الأطفال تُنبت الحياة في أرضٍ كانت جرداء