موقع النيلين:
2025-06-29@08:54:39 GMT

المخاطر والفرص

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

لقد تأخَّر خروج هذا الصراع إلى السطح ، ولكنه ظل قائماً منذ العام ٢٠٢٠م تاريخ توقيع “اتفاق جوبا” هذه المواجهات كانت منتظرة ،ولكن اللحظة السودانية كانت سبباً ظرفياً في تجنبها .
هذه الحرب تركت جروحاً غائرة، ما في الأعماق ظهر على السطح، ولكن ثمة دروس مستفادة، لا بد أن نتوقف أمامها بالفحص والدرس، قبل أن يحترق السودان.

أول هذه الدروس، أن نفهم أن هذه الحرب هي مجرد أداة من أدوات مشروع الهيمنة الذي يعتقد أن هناك فرصة سانحة للاستيلاء على السودان برمته، وليس بالقوة العسكرية وحدها، و يدرك ايضاً أن هناك قوى ممانعة لهذا الطموح غير المشروع.

عثرات تواجه حكومة الحرب التي يعمل رئيس الوزراء بصعوبة على تشكيلها، ربما تكون هي ذاتها امتداد للأزمة وتعبيداً لطريق الانهيار ، إذا أصرت بعض الحركات المسلحة على الاستمرار في الأوضاع التي خلفتها شراكة الجيش وقوى الحرية والتغيير التي أفلت في أكتوبر ٢٠٢١م .
“اتفاق جوبا” نص على نسبة شراكة ٢٥% تتقاسمها جميع الفصائل الموقعة عليه ، ولم ينص على ميزة تفضيلية لحركة مسلحة دون غيرها حتى تمنح وزارات ايرادية بعينها ، ولم ينص ايضاً على تسمية الحقائب الوزارية التي تقع ضمن انصبة أطرافه.

إصرار حركتي “تحرير السودان_مناوي” والعدل والمساواة بقيادة “د.جبريل ابراهيم ” على وزارتي “المالية” و”المعادن” يفتح باب التكهنات واسعاً حول الأهداف والمطامع.
وفي ذات المنحى، يواجه الشريك العسكري صعوبات في حسم الأمر ، خشية أن يتهمه شركاؤه بمحاولة الهيمنة على السلطة ، بينما تمارس عليه أطراف أخرى موقعة على الاتفاق ضغوطاً هائلة من أجل إنصافها في الحصول على نصيبها الذي استولت عليه حركتين فقط.
لا غرابة أصلاً أن تكون هناك أزمة ثقة بين شركاء السلطة، التراشقات الاخيرة كرست أزمة ثقة عميقة.

هذا المشهد يعطينا درساً مهماً، مفاده أن تجربة الحرب هذه تؤكد ضرورة وأهمية حماية الجبهة الداخلية،وهذا يتطلب تقديم كل التنازلات الممكنة، السودانيين في “دارفور” و”كردفان” ينتظرون الخلاص من جحيم الجنجويد، ولن يغفروا لمن تركوهم يواجهون مصيراً دموياً وانصرفوا لتقسيم السلطة .

الدروس قاسية في هذه الحرب، لكنها مفيدة لمن لديه حكمة وتقدير سياسي صحيحان.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية

استبعد محللون وخبراء إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدثوا عن عراقيل أساسية لا تزال تقف في طريق أي اتفاق محتمل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وعقب انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكد ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار تحديدا الأسبوع المقبل.

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيلتقي مسؤولين كبارا في البيت الأبيض الاثنين المقبل.

وبشأن المهلة الزمنية التي حددها ترامب، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك إن ترامب يستعمل الوقت بطريقة مرنة، وما أراد قوله هو أن إنهاء الحرب في غزة يدخل ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن المهم هو ما سيحدث خلال المباحثات التي سيجريها ديرمر في واشنطن، ولفت إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها حكم قطاع غزة.

ويقضي العرض الأميركي -يواصل واريك- بأن إنهاء الحرب على غزة مشروط بخروج قادة حماس من غزة وتخلي الحركة عن أسلحتها، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتعين عليه الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بفكرة أن قطاع غزة يصبح جزءا من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.  

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيتم إبلاغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حركة حماس.

كما قالت إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام.

من جهته، اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أنه من المستحيل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المدة الزمنية التي حددها ترامب، لأن هناك عقبات أساسية لا تزال قائمة، أولاها أن إنهاء الحرب من منظور فلسطيني يختلف عن إنهائها من منظور إسرائيلي، والفلسطينيون يرفضون التوقيع على اتفاق لا ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.

إعلان الضمانات

وأشار الشوبكي إلى مسألة الضمانات التي يفترض أن تقدم للفلسطينيين بأن تستمر حالة الهدوء ووقف إطلاق النار خلال المرحلة التفاوضية، وهي مسألة لا يشير إليها الأميركيون والإسرائيليون بشكل واضح، بالإضافة إلى أن الطرح الأميركي بإيجاد حكم بديل في غزة يفتقد -يضيف الشوبكي- إلى أدوات تنفيذه على أرض الواقع.

وذكّر الشوبكي بأن حماس أعلنت في تصريحات سابقة لها أنها مستعدة لعدم المشاركة في حكم غزة، وهو موقف قدمته للوسطاء العرب.

وقال إن طرح هذا الموضوع مجددا هو محاولة لخفض سقف المفاوض الفلسطيني، مؤكدا أن المشكلة التي تطرح حاليا تكمن في محاولة فرض أنماط حكم جديدة في غزة، كما قال إن "من يريد تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة فليمكّنها في الضفة الغربية".

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فإن ما تطلبه المقاومة الفلسطينية من مطالب يلغي ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.

وقال حنا إن إنهاء الحرب يتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وتقديم ضمانات، وطرح تساؤلات عن مصير سلاح المقاومة ومصير القطاع في المرحلة المقبلة.

وأوضح أن انسحابات إسرائيل من المناطق التي تحتلها ترتبط عادة بالواقع الداخلي والواقع الدولي وبعمليات المقاومة وما توقعه من خسائر في صفوف جيش الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • البيوضي: حكومة الدبيبة ماضية نحو خيار الحرب
  • جدل جديد بشأن حصة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان في السلطة
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: هناك اتفاق لإعادة ذوينا.. ورفض نتنياهو يعرقل الصفقة
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • مشكلة السودان وليست مشكلة الشمال !!
  • مادورو ليهود العالم: أوقفوا جنون الحرب التي يقودها نتنياهو
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • ما بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. وانعكاس ذلك على قضايا المنطقة