آخر تحديث: 29 غشت 2023 - 10:16 صبقلم: أحمد صبري لَمْ يتسنَّ لسياسي أن ينهضَ بمِثل الدَّوْر الذي نهض به الراحل أحمد حسن البكر في تاريخ العراق الذي وضعته في دائرة الحدث صانعًا له ومركز استقطاب من 1963ـ1979 كان فيها القائد في ميادين العمل السِّياسي والعسكري، قاده هذا الدَّوْر إلى رئاسة الحكومة العراقيَّة عام 1963 ورئيسًا للجمهوريَّة ولقيادة قُطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1968.

لَمْ تنَلْ مِنْه الملمَّات والمصاعب التي واجهته في تلك السنوات من دُونِ أن تكسرَ إرادته وتغيِّرَ بوصلة مَسيرته نَحْوَ التغيير والحفاظ على العراق عروبيًّا واحدًا وقويًّا ومهابًا.وتحوَّل البكر عَبْرَ هذا الدَّوْر إلى ملاذٍ لرفاق السِّلاح والعمل السِّياسي ومرجعيَّة لهم الذين وجدوا في شخصيَّته المتوازنة القائد الذي كان زاهدًا بالسُّلطة ومتواضعًا، ويسعى للحفاظ على تقاليد العمل السِّياسي ومتطلَّباته. وواجَه البكر كما يروي الدكتور محمد مظفر الأدهمي في كتابه الموسوم (أحد حسن البكر الرئاسة الصعبة.. 1963ـ1979) الذي صدر مؤخرًا في بغداد من إصدارات دار الذاكرة للنشر والتوزيع. يروي أنَّ البكر حاول أن يمسكَ العصا من الوسط في تعاطيه مع الخلافات التي حدثت في صفوف قيادات البعث بعد نجاح ثورة 8 شباط 1963 على عبد الكريم قاسم؛ ليجنِّبَ الدولة والحزب ضياع هذه التجربة التي أدَّت فيما بعد إلى اشتداد الصراع بَيْنَ الطرفيْنِ، وبنجاح عبد السَّلام محمد عارف في استثمار هذا الصراع بانقلابه على الحكم في 18 تشرين الثاني 1963. ويتوقَّف الأدهمي عند محطَّات مضيئة في فترة رئاسة البكر عَبْرَ مسؤوليَّته الأولى بالدولة والحزب بإنجازات ما زالت في ذاكرة العراقيين مستذكرًا مواقفه وإنجازاته ومِنْها: بيان 11 آذار وقانون الحُكم الذَّاتي مع الأكراد ـ قرار تأميم النفط ـ إعلان الجبهة الوطنيَّة مع بقيَّة الأحزاب ـ النهضة الشاملة في الصِّناعة والزِّراعة والإدارة والتعليم، وارتفاع المستوى المعيشي والصحِّي للمواطن العراقي. وحملة مَحْوِ الأُمِّيَّة التي قادها البكر حين أصدر قانون مُحْوِ الأُمِّيَّة رقم ١٥٣ لسنة ١٩٧١. وبتطوير الجيش والقوَّات المسلَّحة ومشاركة العراق في حرب تشرين1973 ضدَّ الكيان الصهيوني ونصرة شَعب فلسطين. وحسنًا حاول المؤلِّف الدكتور الأدهمي برؤية الباحث والمؤرِّخ والمُهتَمِّ بالتاريخ العراقي، حيث حاول أن يوثِّقَ مَسيرة رجل بحجم أحمد حسن البكر الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ العراق في فترة كانت أخطر فترات الإثارة في تجربته خلال 17 عامًا من مَسيرته؛ لِيعطيَ للرجُل الزاهد بالسُّلطة التي تنازل عَنْها في تموز 1979 لنائبه الرئيس صدام حسين؛ لِيعطيَ الرجُل حقَّه وإبراز دَوْره في مسار العراق في تلك الحقبة التي كانت مليئة بالتحدِّيات والمفاجآت والمصاعب الذي تمكَّن بنظرته وشجاعته ودَوْره أن يطفئَ نيران وتحدِّيات كانت تستهدف العراق أرضًا ومستقبلًا . وعِنْدما نتوقَّف عِند إبراز دَوْر شخصيَّة كانت عامل توازن بَيْنَ أقرانه ورفاقه، فإنَّنا نشير إلى دَوْره القيادي مذ كان عضوًا في اللجنة القوميَّة العُليا للضبَّاط الأحرار التي تمكَّنت بعد توسيع دائرة المنتمين لمنظَّمة الضبَّاط الأحرار التي أطاحت بالملكيَّة عام 1958.وهذه القدرة للراحل أحمد حسن البكر على حشد وتجميع رفاق السِّلاح، في محاولة لتصحيح المسار ووقف حالة التداعي التي أضعفت منظومة الدولة في العراق، حان الوقت للتغيير فكانت ثورة 17 تموز 1968 التي قادها وأطاحت بحكم الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة يشهد توقيع اتفاقية للتعاون التقني بين مجموعة السويدي ومركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة

شهد السيد/ حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مراسم توقيع اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي بين مركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة والاستهلاك وشركة السويدي إليكتروميتر، بغرض توفير حلول تكنولوجية تلائم احتياجات ترفيق المدن الذكية في البلدين.
ويستهدف الجانبان استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية ومعالجات البيانات الضخمة لتحسين كفاءة واستدامة شبكات توزيع المرافق مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير حلول تقنية لتحسين كفاءة خدمات الحماية من الحرائق وشحن السيارات الكهربائية وإنارة الشوارع والمنازل وغيرها من الخدمات الضرورية لقاطني المدن الذكية.
ووفق الاتفاقية سيتوزع إنتاج الحلول التكنولوجية بين مصر وإسبانيا، كما سيتم إدماج طلاب مدرسة السويدي للتكنولوجيا التطبيقية في كافة مراحل التعاون بين الجانبين لتأهليهم للعمل في مصانع الشركة بمصر وإسبانيا.
وقع الاتفاقية المهندس عماد السويدي، رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدي إليكتروميتر، والدكتور أندريس لومبارت إستوبينان، الرئيس التنفيذي لمركز سيرسي، بحضور السيدة/ ماريا ديل مار فاكيرو بيريانيز، نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون الإسباني، والسفير ألفارو إيرانزو جوتيريز، سفير إسبانيا في مصر، والمهندس محمد زكي السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والمهندس ماجد المنشاوي، رئيس مجلس الأعمال المصري الإسباني.
قال المهندس عماد السويدي إن الاتفاقية تتسق مع هدف مجموعة السويدي إليكتروميتر، وهو "الاستثمار في التكنولوجيا تمهيدًا للاستثمار في الصناعة"، لأن التغيرات العالمية الأخيرة أثبتت للجميع أن من ينتج التكنولوجيا يستطيع أن يكون لاعب رئيسي في السوق العالمي ويصبح قادر على تحقيق نمو مستدام، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تُعتبر خطوة استراتيجية في مجال التعاون بين البلدين وليس المؤسستين فقط، لأنها ستوفر حلول تكنولوجية لكل شركات ومستهلكي البلدين، وتحميهم من الآثار السلبية للصراعات التجارية.
وقالت السيدة/ ماريا ديل مار فاكيرو بيريانيز، نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون الإسباني، إن الاتفاقية سيكون لها أثر إيجابي على البلدين، خاصةً مع الاهتمام الكبير الذي توليه مقاطعة أراجون لقطاعات التكنولوجيا والصناعات الهندسية والاستدامة البيئية، حيث تمثل صناعة السيارات 30% من الناتج الصناعي للمقاطعة، كما أن أراجون تساهم وحدها بنحو 80% من قدرات الطاقة المتجددة في إسبانيا، و12% من إجمالي إمدادات الطاقة في إسبانيا، كما تستضيف العاصمة سرقسطة مؤتمر “the wave”، وهو واحد من أهم مؤتمرات ريادة الأعمال في أوروبا.
وأكدت نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون رغبة بلادها في التعاون مع قطاع التكنولوجيا المصري الغني بالمواهب الشابة والخبرات المتراكمة.
من جانبه استغرض السيد/ حسام هيبة أخر تطورات نظم الاستثمار والحوافز المُقدمة للمستثمرين في مصر، مشيرًا إلى منظومة المناطق الحرة ستكون ملائمة لاستضافة المنشأت الجديدة التي ستعتمد على التكنولوجيا المتطورة الناتجة عن هذه الاتفاقية، حيث تضم مصر 9 مناطق حرة عامة حاليًا، و4 مناطق حرة عامة تحت الإنشاء تبدأ عملها منتصف العام القادم، هذا بالإضافة إلى 230 منطقة حرة خاصة، جميعها تتمتع بإعفاءات ضريبية وجمركية كاملة، ما يسهل إعادة تصدير المنتجات التكنولوجية للأسواق المُستهدفة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، مع إمكانية توجيه 20% من المنتجات إلى السوق المصري.
وأشار الرئيس التنفيذي للهيئة إلى أن مصر تتجه حاليًا إلى تحقيق التكامل بين المنافسين الأفارقة، خاصةً المغرب وجنوب إفريقيا، من أجل زيادة تدفق الاستثمارات والتجارة البينية "أفريقية- أفريقية"، كما تم توقيع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون مع كل مؤسسات الترويج للاستثمار في إفريقيا تقريبًا، ما يسهل إنشاء مراكز تصنيعية وتقنية مشتركة داخل العديد من دول القارة.
من جانبه أكد المهندس محمد السويدي أن هناك فرص ضخمة للتعاون بين البلدين من أجل تسريع الالتزام المصري والإسباني بمتطلبات الاستدامة البيئية الأوروبية.
وقال السفير ألفارو إيرانزو جوتيريز، سفير إسبانيا في مصر، أن البلدين يمتلكان الكثير من القواسم المشتركة القادرة على دعم جهود التنمية في إقليم البحر المتوسط بأكمله.
وأكد المهندس ماجد المنشاوي، رئيس مجلس الأعمال المصري الأسباني، وجود العديد من قصص النجاح للتعاون الاستثماري بين البلدين منذ مطلع القرن الحالي، في قطاعات البترول ومعالجة المياه والصرف الصحي وصناعة الأدوية والنقل والسكك الحديدية، وطالب بأن يتم توجيه جزء من التعاون التقني بين السويدي إليكتروميتر وسيرسي لقطاع السياحة، خاصةً ان البلدين ضمن أهم مقاصد السياحة العالمية ويتمتعان بعوامل جذب استثنائية يمكن تعظيم الاستفادة منها عبر التكنولوجيا الحديثة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مؤتمر الإمارات الـ 21 للعناية الحرجة في دبي
  • 11 مستشفى و112 وحدة ومركز.. أسوان تستعد لتطبيق التأمين الصحي الشامل
  • أخبار الوادي الجديد: تخفيض أسعار اللحوم بسوق اليوم الواحد.. ومركز تعليم الكبار بالجامعة يحارب الأمية
  • في ذكرى رحيله.. أحمد مظهر فارس الشاشة الذي خيّل له الفن والفروسية (بروفايل)
  • نشر تفاصيل الحدث الأمني الخطير في غزة.. الحديث عن 14 جنديا
  • عاجل | “غصبًا عنك فيها شغل”.. شاب أردني يفجّر السوشال ميديا بوعد توظيف ناري! .. فيديو
  • وزير الإسكان يتفقد النزل البيئي القديم والفندق الجبلى ومركز الزوار بمشروع التجلي الأعظم
  • لا يزال البحث عن الحدث المفقود في الحسا الذي داهمته السيول
  • الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة يشهد توقيع اتفاقية للتعاون التقني بين مجموعة السويدي ومركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة
  • عرض قد يبدو بسيطا.. لكنه قد يكشف عن الإصابة بالسرطان