في عالم لا يزال يواجه تحديات صحية جسيمة، من تفشي الأوبئة إلى النقص في الرعاية الأساسية في الدول الفقيرة، أطلق الملياردير والناشط في مجال الصحة العالمية بيل جيتس تحذيرًا شديد اللهجة بشأن نية الولايات المتحدة تقليص تمويلها المخصص لبرامج الصحة والتنمية العالمية. تحذير لم يكن صدى لمخاوف عامة فقط، بل جاء مدعومًا ببيانات واقعية، وأثار ردود فعل واسعة بين خبراء الصحة، كان أبرزها من الدكتور محمد حنتيرة، وكيل كلية الطب بجامعة طنطا، الذي وصف الأمر بأنه تهديد فعلي لحياة ملايين البشر.

خطر فعلي على الأرواح.. أزمة تتجاوز الأرقام

يرى الدكتور محمد حنتيرة أن تصريحات بيل جيتس ليست مجرد وجهة نظر، بل تمثل تحذيرًا مبنيًا على معطيات علمية دقيقة.

 ويؤكد أن الدول ذات الدخل المنخفض ستكون الأكثر تضررًا من خفض التمويل، لكونها تعتمد بشكل أساسي على هذه المساعدات الدولية في إدارة برامج الرعاية الصحية الأساسية ومكافحة الأمراض القاتلة.

ويضيف: "إذا كانت التقديرات تشير إلى أن نحو 14 مليون شخص قد يواجهون خطر الوفاة بحلول عام 2030 نتيجة هذه التخفيضات، فهذه ليست مبالغة، بل نتائج محسوبة استنادًا إلى مؤشرات أداء فعلية لبرامج صحية تمولها الولايات المتحدة."

عقود من التقدم مهددة بالضياع

يُحذر حنتيرة من أن التقدم الكبير الذي أحرزته البشرية في تقليل نسب الإصابة والوفاة بالأمراض المعدية، خصوصًا في إفريقيا وجنوب آسيا، بات مهددًا. ويرى أن برامج مثل "PEPFAR" لمكافحة الإيدز، ومبادرات تطعيم الأطفال، هي أمثلة حية على كيف يمكن للتمويل الأمريكي أن ينقذ الأرواح.

ويتابع: "أي تقليص في هذا التمويل لا يعني فقط تهديد حياة الأفراد، بل انهيار البنية التحتية الصحية في بعض الدول الفقيرة، ما قد يؤدي إلى عودة الأوبئة وانتشارها بصورة أوسع".

الاستثمار في الصحة هو استثمار في الأمن العالمي

يركز الدكتور حنتيرة على أهمية النظرة الاستراتيجية لقضية التمويل الصحي، مشيرًا إلى أن الأمر يتجاوز الجانب الإنساني ليطال أبعادًا سياسية وأمنية، إذ أن الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة تكون أكثر عرضة للاضطرابات الداخلية، والنزاعات المسلحة، والهجرة الجماعية.

ويؤكد: "الصحة ليست مجرد خدمة، بل هي أساس للاستقرار والتنمية، وأي تراجع في تمويلها سيؤدي إلى نتائج كارثية تطال ليس فقط الدول الفقيرة، بل العالم بأسره."

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.. أمل المستقبل

أشاد الدكتور حنتيرة بدعوة بيل جيتس للمبتكرين الأفارقة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، معتبرًا أن هذه الرؤية تُعد مفتاحًا لتطوير حلول صحية فعالة ومنخفضة التكاليف في ظل محدودية الموارد.

وقال: "علينا كأدميين ومؤسسات طبية في إفريقيا أن نكون جزءًا من هذا التحول، ونستثمر في البحث العلمي لتطوير أدوات رقمية تساعدنا في التشخيص المبكر، وإدارة الأوبئة، وتحسين الخدمات الصحية للمجتمعات المحرومة."

التزام إنساني نادر وإلهام عالمي

في ختام حديثه، عبّر الدكتور حنتيرة عن تقديره لموقف بيل جيتس المعلن بالتبرع بـ99% من ثروته لدعم الصحة والتعليم في إفريقيا، واصفًا هذه الخطوة بأنها من "أسمى صور الالتزام الأخلاقي في التاريخ الحديث للعمل الخيري".

وأكد: "هذه المبادرات يجب أن تكون مصدر إلهام لكل رجال الأعمال حول العالم لدعم قضايا العدالة والصحة، فالمال وسيلة للبناء وليس فقط للتكديس."

الرسالة التي يوجهها الدكتور محمد حنتيرة واضحة ان الصحة ليست رفاهية، بل حق أصيل لكل إنسان. والعبث بتمويلها لا يعني فقط تقليص ميزانية، بل هو اعتداء على حياة الملايين من البشر ممن لا صوت لهم، ولا نظام صحي يحميهم. في زمن الأزمات، تبقى الإنسانية والوعي العالمي هما الطريق الوحيد نحو مستقبل آمن ومتوازن.

طباعة شارك البشر الملياردير بيل جيتس الصحة العالمية الولايات المتحدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البشر الملياردير بيل جيتس الصحة العالمية الولايات المتحدة بیل جیتس

إقرأ أيضاً:

طلب قياسي على تذاكر كأس العالم 2026: 5 ملايين طلب من أكثر من 200 دولة خلال 24 ساعة

صراحة نيوز- شهدت المرحلة الثالثة من مبيعات تذاكر كأس العالم لكرة القدم (فيفا 2026) إقبالًا غير مسبوق، إذ وصل الطلب خلال 24 ساعة فقط من فتح باب البيع إلى مستويات استثنائية، مع تقديم مشجعين من أكثر من 200 دولة وإقليم نحو خمسة ملايين طلب عبر موقع (FIFA.com/tickets).

وبحسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تعكس الأرقام الأولية شهية كبيرة لحضور مباريات مرحلة المجموعات، حيث تصدّرت مواجهة كولومبيا والبرتغال قائمة المباريات الأكثر طلبًا خلال فترة السحب العشوائي حتى الآن.

وأشار فيفا إلى أن الدول الثلاث المستضيفة للبطولة، كندا والمكسيك والولايات المتحدة، تصدّرت قائمة الدول الأكثر طلبًا للتذاكر، تلتها عشر دول هي: كولومبيا، إنجلترا، الإكوادور، البرازيل، الأرجنتين، اسكتلندا، ألمانيا، أستراليا، فرنسا، وبنما.

وخلال هذه المرحلة من المبيعات، يستطيع المشجعون اختيار المباريات التي يرغبون بحضورها، وفئات التذاكر، وعدد التذاكر لكل مباراة، مع الالتزام بالقيود المعتمدة. كما ستكون التذاكر متاحة للشراء عبر سوق إعادة البيع والتبادل الرسمي التابع للفيفا ابتداءً من يوم الاثنين المقبل عبر الموقع نفسه.

وفي سياق متصل، أعلن فيفا طرح تذاكر مخصصة لاتحادات الدول المشاركة بأسعار ثابتة، وذلك عقب الجدل الذي أثير في مراحل البيع السابقة حول سياسة التسعير الديناميكي، التي تعتمد على تغير الأسعار وفق حجم الطلب.

وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم، بصفته منظمة غير ربحية، أن العائدات المتأتية من كأس العالم ستُعاد استثمارها في تطوير كرة القدم للرجال والنساء والشباب في الاتحادات الـ211 الأعضاء، متوقعًا تخصيص أكثر من 90 بالمئة من استثمارات دورة 2023–2026 لدعم نمو اللعبة عالميًا، وتعزيز برامج التطوير في مختلف الدول

مقالات مشابهة

  • عاجل | كارثة صحية تهدد السكان.. الاشتباه في استخدام مياه صرف صحي غير معالجة لري المسطحات الخضراء بـ«ماونتن فيو شيل أوت»
  • عمرو أديب: القلعة البيضاء مهددة بالانهيار.. واستقالة المجلس في هذا التوقيت غير شريف
  • إحباط كارثة صحية في عدن.. ضبط آلاف الكراتين من مشروبات غازية فاسدة قبل تسويقها
  • نيويورك تايمز: إسطنبول مهددة بأسوأ “كارثة إنسانية”
  • أثر: 4 ملايين ريال لتنفيذ مشاريع صحية استراتيجية العام المقبل
  • خبير اقتصادي:العراق يعاني من العجز المزمن في الميزان التجاري
  • طلب قياسي على تذاكر كأس العالم 2026: 5 ملايين طلب من أكثر من 200 دولة خلال 24 ساعة
  • تحذيرات من كارثة إنسانية بعد عواصف غزةاسرائيل تغتال قياديا عسكريا بارزا من حماس
  • طلب غير مسبوق على تذاكر مونديال 2026.. 5 ملايين طلب خلال 24 ساعة فقط
  • حى شمال الجيزة يحاصر منطقة انفجار الغاز ويزيل 7 منازل مهددة بالانهيار