5 سيناريوهات إسرائيلية للوضع الإيراني بعد الهجمات الأخيرة
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
تواصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في التركيز على الوضع الإيراني بعد الهجمات الأخيرة والتي امتدت لـ12 يوما، وتخللها قصف منشآت نووية رئيسية باستهداف مباشر من الطائرات الأمريكية.
الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، قدم ما أسماه "جَرْدَا لنتائج الحملة على إيران، وتضمنت خمسة جهود هجومية، أولاها الاغتيالات التي شملت القادة العسكريين كخطوة افتتاحية في الحرب، وثانيها التفوق الجوي من خلال إنشاء ممر آمن للطائرات الاسرائيلية، مما سمح لها بالهجمات أثناء التزود بالوقود بطريقة تسمح بسلسلة من الهجمات على مسافة كبيرة".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الطائرات بدون طيار تواجدت فوق إيران لغرض اصطياد منصات إطلاق الصواريخ أرض-أرض، وتحييد أنظمة الدفاع الجوي، والقضاء على القادة، وشكل وجودها المستمر في سماء إيران مصدر خوف، ربما أكثر من تأثير الطائرات المقاتلة".
وأشار أن "الاستخبارات الاسرائيلية تعقّبت منصات إطلاق الصواريخ، وحدّدت مواقع أنظمة الدفاع الجوي، مع أن إيران دولة كبيرة وبعيدة، ودون توجيه استخباراتي دقيق، كان يستحيل العثور على هذه الأهداف، ولتحقيق هذه المهمة، تم على مر السنين تطوير قدرات استخباراتية جديدة، وشكل التفوق الجوي مصدر فشل منهجي لدى إيران، التي استعد جيشها لحرب تكون فيها القيادة والسيطرة مركزية وفعالة، ولا تحتاج الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات للهروب من الطائرات في السماء، بعد أن تم تعطيل أنظمة الدفاع الجوي بأكملها".
وأشار أننا "بحاجة لمزيد من الوقت لفهم التغيير الذي أحدثته الحملة بشكل كامل، مما يتطلب دراسة مدى تعطّل نظام القيادة، ومدى تدمير البرنامج النووي، ومستوى تفكيك منظومة الصواريخ، ومنظومة القيادة والسيطرة، حيث تعافت إيران بسرعة وفعالية من الضربة الساحقة التي تلقتها في بداية الحرب، وجميع القادة المُعيّنين حديثًا لديهم خبرة، وبالتالي، قد لا يوجد ضرر طويل الأمد عليها".
وأكد أن "الاحتكاك بين طهران وتل أبيب دفعهما لمعرفة بعضهما البعض، فقد بات إسرائيل تعرف عن إيران اليوم أكثر مما كانت تعرفه في السابق، من حيث القدرات أو الثقافة الاستراتيجية، كما أن الإيرانيين سيستفيدون من هذه الحملة، ويتحسنون على نحو مماثل، كما سيعملون على بناء قدرات للتعامل مع اختراق الاستخبارات الإسرائيلية، والتفوق الجوي الذي حققته".
ورجّح أن "يتجادل الزعماء الإيرانيون كثيرًا حول ما إذا كان عليهم العودة للمفاوضات، أو الذهاب في طريق آخر، فإذا عادوا للمفاوضات سيكون الأمر مختلفا، لأنهم سيحرصون ألا يظهر الاتفاق النووي الجديد وكأنه توقيع اتفاق استسلام، لكن الخلاصة الإسرائيلية أن الافتراض المطلوب للعمل هو أن إيران سترغب بالحفاظ على مشروع الردع النووي، وبطريقة مختلفة عن المسار السابق، حيث كانت دولة على عتبة النووي".
وأشار أن "الإنجاز الذي تحقق بمواجهة البرنامج النووي هو إلغاء القدرة على تخصيب اليورانيوم في إيران، فإذا رغبت بذلك، فسيتعين عليها بناء منشأة جديدة للتخصيب، لأنه قبل الحرب، كل ما احتاجته إيران منذ لحظة اتخاذ القرار هو أسبوع واحد لوصول مستوى التخصيب العسكري، واليوم، بعد الحرب، قد يستغرق الأمر عدة أشهر، لأنها لا تملك القدرة اليوم على إعادة تحويل اليورانيوم المخصب إلى معدن، لكن التكنولوجيا المطلوبة لإعادة التحويل بسيطة نسبيا مقارنة ببقية العملية".
ورصد الكاتب خمسة سيناريوهات أسفرت عنها الحرب، من الأسوأ إلى الأفضل، أولها تحقيق اختراق سريع نحو القنبلة، حيث لدى إيران مواد مخصبة بنسبة 60%، ولديها المعرفة اللازمة، وعملية إعادة التأهيل ستستغرق عدة أشهر، لكنها في هذا السيناريو ستتحمل المخاطر، وستصبح دولة مصابة بالجذام، وتدفع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك ضدها".
وذكر أن "السيناريو الثاني هو توقيع اتفاق، ولكن في الوقت نفسه بناء قدرة نووية سرية، وبما أن إيران عانت من الإذلال مع بداية الحرب، فإنها في هذا السيناريو ستوافق على توقيع اتفاق نووي، لكن في الممارسة العملية هو عبارة عن احتيال، وهنا سيكون التحدي الاستخباراتي والعملياتي لإسرائيل والغرب".
وأضاف أن "السيناريو الثالث فهو غياب الاتفاق وغياب الهجوم، بجانب إعادة تأهيل إيران ببطء كدولة نووية متهورة، مما يفترض عدم وجود اتفاق نووي، وهنا سيتم فرض عقوبات إضافية هائلة عليها، بما فيها من جانب مجلس الأمن".
وأشار ان "السيناريو الرابع هو تخلي إيران عن السلاح النووي، من خلال اتفاق نووي حقيقي وكامل، خشية تعرض استقرار النظام للخطر، وهو سيناريو ممتاز، لكن احتمال حدوثه ضعيف جداً، لأنه يتناقض مع مبادئها الأساسية، وصولا للسيناريو الخامس المتمثل بسقوط النظام، رغم أن القدرة على التنبؤ به تشكل مشكلة بالغة الصعوبة، وكما أن هذه العملية قد تستغرق سنوات، فإنها قد تحدث قريبا جدا، وهو سيناريو حلم لإسرائيل".
وختم بالقول إن "إيران ما بعد الحرب أصبحت دولة أضعف، لكنها ليست أقل خطورة، مما يتطلب سياسة إسرائيلية جديدة، توازن بين التوتر بين الاستعداد لتكرار الهجوم من أجل الحفاظ على الإنجاز، وبين إطار تعاقدي مقيد وضابط يضمن بُعدها عن البرنامج النووي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإيراني الحرب النووي سيناريوهات إيران النووي الاحتلال الحرب سيناريوهات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمريكي: المشروع النووي الإيراني لم يُدمر بالكامل
خاص
بدأت الولايات المتحدة تقييم التداعيات المترتبة على الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، في وقت تشير فيه التقديرات الأميركية إلى تغير واضح في معادلة القوة بالمنطقة.
فبعد قصف طائرات “بي 2” لمنشآت نووية إيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدميرها بالكامل، إلا أن تقارير استخباراتية، وفي مقدمتها من وكالة “سي آي إيه”، تحدثت عن ضرر كبير دون تأكيد التدمير الكامل، وصرح المتحدث باسم البنتاغون أن البرنامج النووي الإيراني تعطّل لعامين على الأقل.
ومن جانبه، أوضح مصدر رسمي في الإدارة الأميركية، أن إيران اليوم أضعف مما كانت عليه قبل أشهر، مشيراً إلى خسائر متعددة، من بينها تراجع نفوذها في المنطقة، خاصة بعد الضربات التي طالت ميليشيات حليفة لها مثل حزب الله والحوثيين، إلى جانب تأثر النظام السوري، أحد أبرز حلفائها.
كما أشار المصدر إلى أن الغارات الإسرائيلية دمّرت أجزاء من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، واستهدفت الرادارات، ما أفقد طهران قدراتها الدفاعية، إلى جانب مقتل عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري.
وأكد أحد المسؤولين الأميركيين أن الضربات الأخيرة أسقطت هالة الحصانة التي كانت تحيط بإيران، مضيفًا: “لم يعودوا بمنأى عن الاستهداف، وليسوا بالقوة التي كانوا يُصورون بها”.
لكن رغم الضربات، يرى مسؤولون أميركيون أن تدمير المشروع النووي الإيراني بشكل كامل غير ممكن من خلال القصف الجوي فقط، مشيرين إلى أن البنية التحتية للمشروع تضررت بدرجة كبيرة، ما أوقف تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي على المدى القريب.
التقديرات الأميركية تظهر أن إيران لا تزال تحتفظ بترسانة تضم نحو 1500 صاروخ باليستي، تشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.
في ضوء هذه التطورات، تتحرك واشنطن في مسارين متوازيين: تعزيز وجودها العسكري لمواجهة أي تهديد محتمل، وتسريع الجهود الدبلوماسية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.
وشدد أحد المسؤولين على أن التصعيد العسكري أثبت محدودية الحلول العسكرية، وأن الخيار الأفضل هو التوصل لاتفاق دبلوماسي يضمن منع إيران من استئناف أنشطتها النووية، محذرًا من أن البديل سيكون عقوبات اقتصادية أشد قسوة قد تضعف إيران أكثر.