في لحظة فارقة محفوفة بالخطر، وقبل أن تصل قوات النظام السوري إلى قريته الصغيرة "التبني" الواقعة غرب محافظة دير الزور، اختار سوري أن ينقذ ما تبقى من فكره لا جسده بدلا من أن يترك كتبه تواجه مصير المصادرة أو الحرق.

حمل الرجل كتبه بصمت إلى حفرة حفرها بيديه تحت الأرض، كأنما يدفن قلبه ووعيه معها، ليحميها من بطش السلطة وعيون المخابرات.

وفي قرية يسودها الهدوء الخانق، كانت تلك الحفرة شهادة على مقاومة من نوع آخر: مقاومة بالمعرفة.

بدأ الرجل بنقل كتبه بصمت تحت جنح الظلام، كتابًا تلو الآخر، مستخدمًا أغطية بلاستيكية وأفرشة لتغليفها بعناية، كما لو كان يودّعها مؤقتًا لا إلى الأبد. دفن مكتبته بجوار منزله، في حفرة ضيقة لكنها آمنة، وفي قلبه إصرار لا يلين على إنقاذ ما راكمه من فكرٍ ومعرفة طوال سنوات.

تلك المكتبة لم تكن مجرد أوراق، بل حصيلة عمر من الاهتمام بالفلسفة، والفكر السياسي، والتاريخ، والدين، جُمعت قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وبعد مرور 6 سنوات من الغياب القسري، أعادت لحظة استثنائية الروح إلى تلك الكتب؛ إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظات استخراج الكتب المدفونة، وسط فرحة عارمة غمرت صاحب المكتبة وعائلته.

وبحسب ما ذكر، تم العثور على ما يقارب ألفي كتاب، سلمت من المصادرة والنسيان بفضل جرأة رجل قرر أن يقاوم بطريقته: أن يخبئ المعرفة حتى يحين وقت ظهورها من جديد.

رجل من أبناء محافظة ديرالزور يستخرج ألفي كتاب أخفاها تحت الأرض قبل وصول قوات نظام الأسد البائد إلى قرية التبني بريف ديرالزور. pic.twitter.com/lsUeTLa7Id

— Qasem (@Qasemqt) July 5, 2025

وانهار حكم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تولى السلطة في سوريا عام 1963 ودام 61 عاما، مع فقدان نظام بشار الأسد السيطرة على العاصمة  دمشق ودخولها في قبضة فصائل المعارضة المسلحة.

إعلان

يذكر أنه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تنصب حاجزا عسكريا يعيق حركة الفلسطينيين غرب بيت لحم

نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الجمعة، حاجزا عسكريا على المدخل الرئيس للريف الغربي في محافظة بيت لحم.

وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا قرب الجسر في منطقة "عقبة حسنة" التي تعد المدخل الرئيس لبلدات: بتير، ونحالين، وحوسان، ووادي فوكين، وأوقفت المركبات وفتشتها، ودققت في بطاقات المواطنين، ما أدى إلى أزمة مرورية في المكان.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، فجرًا، شابين فلسطينيين من مدينة جنين.

وذكر نادي الأسير أن الاحتلال اعتقل الشاب عمر عماد عطاطرة، بعد اقتحام منزل عائلته وتفتيشه في بلدة يعبد جنوبا، كما اعتقلت الشاب محمد بسام نصار، خلال اقتحام بناية سكنية في حي البساتين بمدينة جنين.

وكان الاحتلال اعتقل - أمس - فلسطينيا من حي الخروبة في جنين بعد مداهمة منزله وتفتيشه.

ويكثف الاحتلال من حملات اعتقال واحتجاز الفلسطينيين واستجوابهم ميدانيا، خلال اقتحام مدينة وقرى وبلدات جنين، منذ بدء العدوان في 21 يناير الماضي.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل اقتحام الضفة ويهدد مطلقي تعليمات الإخلاء
  • تجدد دعوات الاحتجاج في توغو قبيل الانتخابات البلدية
  • اصابة شاب خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الرام
  • إصابة عدة فلسطينيين بالاختناق واعتقال ثلاثة خلال اقتحام الخضر جنوب بيت لحم
  • مواجهات وإصابات في اقتحام قوات الاحتلال لمناطق بالضفة الغربية
  • في التطبيع السوري ـ الإسرائيلي
  • العدو الإسرائيلي يعتقل شابين من جنين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنصب حاجزا عسكريا يعيق حركة الفلسطينيين غرب بيت لحم
  • جشي: لا تحرّر دون مقاومة… والرهان على المجتمع الدولي وهم