رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس لم يكن علي تواصل مباشر مع الوزراء الخمسة الذين تم تعيينهم بحكم مواقع العمل و الإقامة .
كما إن الوزراء الذين سيتم تعيينهم بموجب إتفاق جوبا متوقع ألا يكون علي صلة بهم و معرفة مباشرة سابقة.
ربما يشاهد رئيس الوزراء نصف من سيؤدون القسم أمامه لأول مرة وربما أكثر .
الإختيار محكوم بالتوجه المعلوم من مجلس السيادة و من الرأي العام ألا تشمل الحكومة مَن لهم إنتماء سياسي معلوم .
مع هذه المحددات و الشروط هل ستكون لرئيس الوزراء اليد الطولي في اختيار النصف المتبقي من الحكومة ؟
في ظل هذا الوضع سيكون من المحتم أن تكتمل الخبرات و المعارف التي يحتاجها مجلس الوزراء من المتاح لرئيسها أن يعينهم و الخيارات أمامه ضيقة.
كما إن الجهات المختلفة التي رشحت الوزراء لن يجدي مع تعددها غير التنسيق المحكم بين مكوناتها من الذين اختارهم رئيس الوزراء و الذين يمثلون فصائل إتفاق جوبا .
أمام الحكومة أيضا مهمة إحسان الصلة و العلاقة مع مجلس السيادة و مع قطاعات المجتمع المختلفة بما فيها من كيانات جهوية و إثنية لها مطالبها و تأثيرها.
مع كل هذا فنحن أمام حكومة ستعمل في ظل حرب لم تكتمل نهاياتها و لها مهام جسام أهمها توفير الموارد المالية للقوات المسلحة و القوات المساندة .
أيضا للمواطنين حاجات لا تقبل التأجيل للذين هاجروا إلي خارج البلاد و من نزحوا عن ديارهم و يودون العودة .
مع الخدمات و الأمن تحتاج العودة لفرص عمل تمكنهم من إصلاح و ترميم منازلهم و البلاد كلها تحتاج لموازنة محكمة تقلل من الآثار الضاغطة علي المعيشة من تضخم و تغيرات سعر الصرف .
تنتظر الحكومة مهام ثقيلة خارجية عاجلة إذ أننا ندخل المرحلة القادمة بعد حرب إيران و إسرائيل و التي بدأ معها حديث من مسؤولين أمريكان كبار تقول انهم مقبلون علي تدخل مباشر في السودان بعد أن فرغوا من تأسيس إتفاق سلام بين الكنغو و رواندا يجعل خطاهم و وقع حوافرهم قريبة منا.
حوالينا متغيرات إقليمية، فأزمة سد النهضة تتحرك تحت الرمال و دول من خارج الإقليم تسعى في جوارنا لمرحلة جديدة من معاداتنا و تبدو آثارها في جنوب السودان و أفريقيا الوسطي و مالي . هذه و غيرها تفاعلات لا تحتمل الإنتظار و التأخر في وضع السياسات و الخطط اللازمة لها و المتسقة مع أوضاع الحرب و أوضاع إقتصادنا المرهق .
الدكتور كامل إدريس له صلة وثيقة بالمجتمع الخارجي و يكفي أنه كان وجهاً سودانياً مشرفاً تقلد منصباً دولياً مهماً و نجح فيه .
إقامة رئيس الوزراء المستمرة في الخارج ربما يكون من المناسب معها أن يتاح له تعيين نائب رئيس وزراء يهتم بالقضايا الداخلية و تكتمل به دائرة العمل الحكومي .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
أبرز تصريحات | رئيس الوزراء: الحكومة مستعدة لدعم ماسبيرو والصحف القومية لإقالتها من عثرتها المالية وتنفيذ إصلاح حقيقي
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا اليوم لبحث وضع حلول جذرية للمشكلات المالية التي تواجه كلًا من الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبيرو) والهيئة الوطنية للصحافة، وذلك بحضور المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والسيد أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وعدد من قيادات وزارة المالية ومصالح الضرائب، وبمشاركة السيد أحمد كجوك وزير المالية عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
مدبولي: دعم حكومي مشروط بإصلاح حقيقيأكد رئيس الوزراء أن الحكومة تُبدي مرونة كاملة واستعدادًا لدعم ومساندة ماسبيرو والصحف القومية، شريطة تنفيذ إصلاح مالي وإداري حقيقي، يضمن عدم العودة إلى الاستدانة مرة أخرى، ويُسهم في تطوير الأداء الصحفي والإعلامي وتعزيز دور هذه المؤسسات.
وقال مدبولي إن الحكومة سبق أن اتخذت إجراءات مشابهة مع هيئات كانت تعاني من أعباء مالية كبيرة، ونجحت في تجاوز أزماتها بعد تطبيق مبادئ الحوكمة، وتنمية الموارد، والإدارة الرشيدة.
أهمية الدور التنويري لماسبيرو والصحف القوميةوأشار رئيس الوزراء إلى إيمان الحكومة بأهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية والصحفية القومية في نشر المعرفة، وتشكيل الرأي العام، وتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي، مؤكدًا أن معالجة أزماتها المالية ضرورة للحفاظ على هذا الدور الحيوي.
عرض إجراءات تنمية الموارد وترشيد الإنفاقوخلال الاجتماع، استعرض كل من المهندس عبدالصادق الشوربجي، والسيد أحمد المسلماني، الإجراءات التي يتم تنفيذها داخل الهيئتين لتنمية الموارد، وترشيد الإنفاق، واستثمار الأصول، بما يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتحقيق الاستدامة المالية.
مناقشة الديون المتراكمة ومقترحات السدادوشهد الاجتماع استعراض موقف الديون الخاصة بالهيئتين، لا سيما المتعلقة بالتأمينات والمعاشات والضرائب، مع طرح مقترحات حكومية للسداد تهدف إلى وضع حلول جذرية للديون المتراكمة منذ سنوات، مع التأكيد على ضرورة حسن الإدارة والالتزام بالحوكمة.
تكليف بإعداد دراسات مالية شاملةوفي ختام الاجتماع، كلف رئيس الوزراء رئيسي الهيئتين بسرعة إعداد دراسة مالية واضحة ومدعومة بالأرقام، تتضمن جميع الإجراءات المقترحة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية بالمؤسسات الصحفية والإعلامية التابعة لهما، مؤكدًا أن الحكومة ستدعم أي مسار جاد يحقق الاستقرار المالي والتطوير المؤسسي.