يمانيون |
شدّد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، على أن خيار الاستسلام لدى حزب الله “غير وارد على الإطلاق”، مؤكداً أن الحزب “لا يمكن أن يبقى صابراً إلى ما لا نهاية”، في ظل استمرار العدوان الصهيوني وتصاعد الضغوط الأمريكية.

وفي مقابلة خاصة مع قناة الميادين، كشف الشيخ نعيم قاسم تفاصيل جديدة عن موقف حزب الله من معركة “طوفان الأقصى”، وتطوّرات التصعيد مع العدو في الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أن الحزب اتخذ خطوات مدروسة في إطار “معركة الإسناد” وليس الحرب الشاملة، لتفادي نتائج قد تكون كارثية على لبنان في ظل المعطيات الحالية.

وقال: “سنواجه عندما يكون هناك قرار لدينا بالمواجهة. لدينا خياران لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة. ولا يوجد لدى حزب الله شيء اسمه الاستسلام، فهذا الأمر غير وارد.”

طوفان الأقصى .. قرار حماس ومفاجأة كبرى
واعتبر الشيخ نعيم قاسم أن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م كانت “حدثاً عظيماً ومؤثراً غيّر المنطقة”، مؤكداً أن قيادة حزب الله لم تكن على علم مسبق بالعملية، وأن السيد حسن نصر الله اطّلع عليها بعد نصف ساعة فقط من انطلاقها.

وأوضح أن قيادة حزب الله اجتمعت بعد ذلك، وقررت دخول معركة إسناد لغزة بدلاً من فتح جبهة شاملة، مشيراً إلى أن الحرب الشاملة كانت ستجر لبنان إلى دمار واسع وتدخل أمريكي مباشر، من دون ضمان تحقيق أي من الأهداف المرجوة.

وأشار إلى أن قرار قصف مزارع شبعا في اليوم التالي للطوفان جاء كموقف رمزي على أساس أنها أرض لبنانية محتلة، فيما خُططت معركة الإسناد لتخفيف الضغط على غزة، مع الحفاظ على توازنات الوضع الداخلي اللبناني.

وحدة الساحات… من الفكرة إلى الواقع
وحول مفهوم “وحدة الساحات”، أوضح قاسم أن الفكرة كانت مطروحة سابقاً، لكنها لم تكن منظمة بشكل كامل، إلا أن معركة “طوفان الأقصى” فرضت تنسيقاً عملياً بين الساحات المقاومة تحت عنوان الأهداف المشتركة، حيث عملت كل ساحة وفق قدراتها وتقديراتها الخاصة.

اختراقات أمنية في ملف البيجر والتنصت الواسع
وفي أخطر ما كشفه، تحدث قاسم عن تفجيرات البيجر التي استهدفت حزب الله، مؤكداً أن الاحتلال الصهيوني تمكن من اختراق عمليات شراء أجهزة البيجر المفخخة، ما أدى إلى وصول معلومات تفصيلية عن التركيبة والمواد المتفجرة.

وأوضح أن هذه الضربة كشفت مستوى خطيرًا من التنصت والتجسس الصهيوني واسع النطاق، الذي تجاوز التوقعات.

وأكد أن العدو الصهيوني تمكن من الوصول إلى معلومات هائلة عبر المسيرات وشبكة الاتصالات والتنصت الإلكتروني، في ظل وجود ثغرات لم تكن مكشوفة بالكامل لدى الحزب.

ومع ذلك، أشار إلى أن التحقيقات لم تكشف عن اختراق بشري مباشر للدوائر القيادية.

كما كشف أن هناك شحنة ضخمة تضم 1500 بيجر مفخخ كانت في طريقها إلى تركيا، وتم إيقافها بناءً على طلب مباشر من حزب الله إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالتواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استجاب للطلب وصادر الشحنة.

استشهاد السيد نصر الله.. صدمة وخط مستمر
وتحدث الشيخ نعيم قاسم بحزن بالغ عن استشهاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، واصفاً رحيله بأنه “لم يكن متوقعاً حتى داخل الحزب”، وأنهم كانوا يتصورون أن سماحته سيكون آخر من يغادر، لما كان يتمتع به من “شجاعة وتسديد إلهي وقيادة لا تُعوّض”.

وقال: “لا نبكي لأنه غادر، بل لأنه لا يعوّض، لقد رسم لنا خطاً واضحاً. وشهادته ليست نهاية، بل وقود يغذي استمرار المسيرة.”

وأشار إلى أن خروجه الإعلامي في 30 سبتمبر 2023، بعد ثلاثة أيام فقط من استشهاد السيد نصر الله، كان ضرورة حتمية لطمأنة القاعدة الشعبية، وقد تم في ظروف أمنية صعبة، قائلاً:

“سجلنا الكلمة من غرفة صغيرة بلا تكييف، مساحتها ثلاثة أمتار بثلاثة أمتار، وكانت تلك أقصى الإمكانات المتاحة حينها.”

العدوان على الضاحية.. رسالة صهيونية أمريكية مشتركة
وفي ما يتصل بالتصعيد الأخير على لبنان، أكد الشيخ قاسم أن الغارات الصهيونية على تسعة مبانٍ في الضاحية الجنوبية لم تكن سوى حلقة في سلسلة ضغط أمريكي واضح عبر أدوات “إسرائيل”، موضحاً أن المشروع الأمريكي بات يقوم على أخذ ما عجزت عنه الحرب، عبر الابتزاز السياسي والضغط العسكري.

وقال: “إذا كان العدو يظن أن بمقدوره تركيعنا بالضغط والخنق والتهديد، فهو واهم. نحن لن نبقى صابرين إلى ما لا نهاية، والقرار بالمواجهة ليس بعيداً إذا لزم الأمر.”

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشیخ نعیم قاسم طوفان الأقصى نصر الله حزب الله لم تکن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجندي يفسر سر اختيار الذهب لوصف نعيم الجنة ويدلل على رمزية اللون الأخضر

تحدث الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن المعاني العميقة الكامنة وراء استخدام كلمة «الذهب» في وصف نعيم أهل الجنة، موضحًا أن اختيار هذا المعدن دون غيره من الأحجار الكريمة في قوله تعالى: «يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» لم يأتِ عبثًا، بل لحكمةٍ إلهيةٍ بليغة تتصل ببلاغة القرآن وعمق دلالاته.

وخلال حلقة خاصة من برنامج «لعلهم يفقهون» تحت عنوان «حوار الأجيال»، المذاع عبر قناة «dmc» مساء الأربعاء، أوضح الشيخ خالد الجندي أن التعبير القرآني يرتبط دائمًا بثقافة المخاطبين في زمن نزوله، مشيرًا إلى أن العرب وقتها لم يكونوا على دراية بالألماس أو الياقوت أو المعادن النفيسة الأخرى، بينما كان الذهب بالنسبة لهم هو رمز الغنى والوجاهة والكرامة. 

وقال الجندي: «القرآن لا يخاطب الناس بما يجهلون، بل بما يدركونه في لغتهم وثقافتهم، ولذلك جاء ذكر الذهب لأنه في نظر العربي آنذاك قمة ما يرمز إلى العطاء والتقدير».

هل أرباح الألعاب الإلكترونية حرام أم حلال؟.. أمين الفتوى يجيبهل يجوز ترديد أذكار المساء بعد المغرب؟.. رد العلماء

وتناول الجندي كذلك رمزية اللون الأخضر في قوله تعالى: «ويلبسون ثيابًا خضرًا من سندسٍ وإستبرق»، مؤكدًا أن اللون الأخضر ليس مجرد اختيار جمالي، بل له بعدٌ روحيٌّ ومعنويٌّ عميق، إذ يذكّر بالجنة والحدائق والظل الوارف، ويبعث في النفس راحة البصر وطمأنينة القلب. وأضاف: «الأخضر هو لون الحياة والنماء، ولون النعيم الذي ينعكس على نفوس أهل الجنة بالسكينة والسرور».

كما شرح الشيخ خالد الجندي الفرق بين نوعي الحرير المذكورين في الآية الكريمة، مبينًا أن السندس هو الحرير الرقيق الناعم الشفاف، في حين أن الإستبرق هو النوع السميك الثقيل منه، قائلاً: «الله سبحانه وتعالى جمع بين الرقة والجلال، فالسندس فيه بهاءٌ ورقةٌ وإشراق، بينما الإستبرق يوحي بالعظمة والوقار».

وفي ختام حديثه، أشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن القرآن الكريم وصف نعيم أهل الجنة بأنهم «متكئون فيها على الأرائك»، مؤكدًا أن هذا التعبير لم يرد فيه ذكر الجلوس أو الوقوف أو النوم، لأن الاتكاء في اللغة هو رمز الراحة المطلقة ورفع العناء، فقال: «الاتكاء لا يكون إلا لمن زال عنه الهم والتعب، فهو علامة الراحة والدعة والاطمئنان».

طباعة شارك تفسير الآيات دار الإفتاء الإستبرق خالد الجندي لعلهم يفقهون الذهب السندس

مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية تنعى اللواء الغماري: دماء اليمن وفلسطين تمتزج في معركة المصير الواحد
  • وكيل الأزهر : قواتنا المسلحة الآن تخوض معركة التنمية وبناء الوطن
  • دعاء اليوم…لا تنسوا هو عبادة يحبها الله
  • عمرو موسى: السلام في ذهن الكثير من الإسرائيليين يعني استسلام الطرف الآخر
  • أمين تنظيم الجيل: الحزب تقدم بقائمتين للحزب بشرق وغرب الدلتا لخوض انتخابات النواب 2025
  • الجندي يفسر سر اختيار الذهب لوصف نعيم الجنة ويدلل على رمزية اللون الأخضر
  • ‏قمة شرم الشيخ… من تجاهل المأساة إلى تبييض الجريمة
  • تقرير لـMiddle East Eye يكشف: لهذا السبب يبدي حزب الله استعداده للتقرب من السعودية
  • قمة شرم الشيخ: نهاية حرب أم بداية معركة جديدة؟
  • قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي