الكوابيس المستمرة.. أسبابها وكيفية التعامل معها
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
روسيا – تشير الدكتورة يوليا رومانينكو، أخصائية علم النفس، إلى أن الكوابيس ليست تجربة ممتعة، خاصة إذا تكررت بانتظام. وتوضح الأسباب الكامنة وراء حدوثها، بالإضافة إلى طرق التخلص منها.
ووفقا للدكتورة، يُعتبر النوم دائما فرصة لاكتشاف أشياء جديدة عن اللاوعي. ففي كثير من الأحيان، لا تقتصر الكوابيس على كونها أحلاما مزعجة فقط، بل تتحول إلى تجارب حية ومخيفة تجعلك تستيقظ متصببا عرقا، مع تسارع في ضربات القلب وشعور بالقلق.
وتقول الدكتورة: “إذا كان الشخص يعاني من الكوابيس بشكل مستمر، فهذه إشارة إلى وجود شيء ما في داخله يسبب قلقا مزمنا. وقد يكون لهذا أثر فعلي، إذ أن السبب غالبا يكون خارج نطاق الوعي، ما يعني أنه قد يظهر في أي لحظة، ليس فقط أثناء النوم، بل خلال النهار أيضا، مثل نوبات الهلع المفاجئة التي تحدث بدون سبب واضح”.
وتشير الطبيبة إلى أنه إذا تكررت الكوابيس عدة مرات في الأسبوع، وتداخلت مع النوم وقللت من جودة الحياة، فقد تكون علامة على اضطراب القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطرابات نفسية أخرى. وترجع أسباب الكوابيس غالبا إلى مشكلات نفسية لم تُعالج بعد.
وتتابع قائلة: “يستمر الدماغ أثناء النوم في معالجة الانفعالات التي حدثت خلال النهار. وإذا كانت هناك صراعات غير محلولة، أو مشاعر مكبوتة، أو أحداث صادمة في الحياة الواقعية، فإن النفس تستمر في معالجتها من خلال الأحلام. والسبب دائما يكمن في عدم اكتمال معالجة هذه الانفعالات. فمثلا، الشخص الذي تعرض لهجوم ولكنه لم يعبر عن خوفه داخليا، قد يرى مشاهد خطر متكررة في أحلامه”.
ووفقا لها، فإن سببا محتملا آخر للكوابيس هو التوتر والقلق المزمنان. عندما يعاني الشخص من توتر مستمر، ينشط الدماغ “وضع التهديد” أثناء النوم، ويتجلى ذلك في مشاهد مثل المطاردة، السقوط، العنف، أو الكوارث. كما يمكن أن تنشأ الكوابيس من مشاهدة أحداث مزعجة قبل النوم، مثل أفلام الرعب، أخبار الكوارث، أو حتى الأحاديث المتوترة.
وتضيف: “يجب مراعاة الخصائص النفسية الفردية، فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق، أو يمتلكون تفكيرا إبداعيا وخيالا واسعا، هم أكثر عرضة لتكرار الكوابيس”.
وتقدم الطبيبة عدة نصائح للتخلص من الكوابيس، أولها تحليل المخاوف والتغلب عليها. ومن الأدوات المفيدة الاحتفاظ بـ”مذكرات أحلام”، حيث يتم تدوين الكوابيس بهدف البحث عن الروابط بينها وبين الانفعالات الحقيقية. كما يُساهم العلاج النفسي في تقليل تكرار الكوابيس.
وتنصح الطبيبة باستخدام أسلوب “إعادة كتابة السيناريو”، حيث إذا تكرر الكابوس، يتخيل له نهاية بديلة وإيجابية، ما يساعد على تخفيف العبء العاطفي المرتبط به.
وتشير الطبيبة إلى أهمية اتباع عادات نوم صحية، مثل الخلود للنوم في نفس الوقت يوميا، وتجنب الكافيين والأطعمة الدسمة قبل النوم، وتهوية الغرفة جيدا. كما تؤكد على ضرورة الاسترخاء الجسدي قبل النوم، مثل ممارسة التأمل، أو تمارين التنفس، أو اليوغا الخفيفة، التي تُرخي الجسم وتساعد النفس على التخلص من القلق.
وتختم الطبيبة حديثها قائلة: “الكوابيس إشارة من النفس إلى توتر داخلي. وإذا كانت تزعج الشخص باستمرار، فهي علامة واضحة تستدعي استشارة معالج نفسي في أقرب وقت ممكن”.
المصدر: gazeta.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
استشاري علم نفس: انقطاع الإنترنت المفاجئ يسبب أعراض انسحاب رقمي
قالت الدكتورة نيڤين حسني استشاري علم النفس الرقمي عضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات، إن إنقطاع الإنترنت المفاجئ يُعد بمثابة “صدمة رقمية” للكثيرين، خاصةً في ظل الإعتماد الكلي على الشبكات في الحياة اليومية في عصرنا الحديث عصر التقدم والتكنولوجيا حيث أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا (عمل، تواصل، ترفيه، تنقل، تسوق).
الأثر النفسي لإنقطاع الإنترنت المفاجئوأوضحت أن الأثر النفسي يشمل قلق مفاجئ واضطراب في المزاج، شعور بالعزلة الاجتماعية الرقمية نتيجة فقدان الإتصال بالآخرين، تشتت ذهني وتعطّل في الأداء الوظيفي أو الدراسي، توتر وانفعال زائد بسبب انقطاع روتين اليوم الرقمي
إنسحاب الإدمانوأضافت استشاري علم النفس الرقمي، فى تصريح خاص لـ" صدى البلد"، أن أعراض التعلق بالإنترنت يُشبّه الانقطاع الرقمي المفاجئ بأعراض “إنسحاب الإدمان”، ويؤدي إلى قلق شديد وتوتر لدى المستخدمين الذين يعانون من الاعتماد الرقمي المفرط.
وأشارت إلى أن علم النفس الرقمي هو فرع حديث من علم النفس حيث يدرس كيف تؤثر التكنولوجيا على الإنسان نفسياً وعقلياً وجسدياً وكيف تؤثر على المشاعر والسلوكيات والعلاقات والاتجاهات والأخلاقيات، كما تدرس كيف يشكل التفاعل مع الإنترنت والسوشيال ميديا أنماط التفكير والانفعالات واتخاذ القرار.
النظام الرقمي الإدراكيوأوضحت نيفين، أن إنقطاع الإنترنت يمثل خللاً في “النظام الرقمي الإدراكي” للفرد، أي أن الدماغ أصبح مبرمجاً على نمط معين (الإشعارات، التصفح، الرد السريع)، والانقطاع المفاجئ يسبب خللاً في هذا الروتين، ما قد يؤدي إلى اضطرابات قصيرة المدى أو حتى أعراض انسحابية مثلها كمثل المواد المخدرة، مشيرة إلى أن الأعراض التى تظهر عند إنقطاع المفاجئ للانترنت تتمثل فى:
• أعراض تشبه الانسحاب الرقمي: صداع، اكتئاب خفيف، ملل شديد
• نوبات من الغضب أو الحزن المفاجئ.
• الشعور بفقدان السيطرة.
• اضطراب التركيز والانشغال الذهني.
وأشارت استشارى علم النفس الرقمى، إلى أن هناك فرق فى التأثير بين الفئات العمرية، حيث أن المراهقين هم الفئة الأكثر تأثراً، نظراً لاعتمادهم على الإنترنت لتكوين الهوية والتواصل الاجتماعي، أما البالغون فهم يتأثرون بدرجة أقل عموماً، لكن العامل الحاسم هو نمط الاستخدام. أما بالنسبة لكبار السن قد يشعرون بالعزلة، خاصة إذا كانوا يعتمدون على التطبيقات للتواصل مع أبنائهم.
إدمان السوشيال ميدياوالأعراض التى تظهر عند الأشخاص المرتبطين بشدة بالإنترنت أو لديهم إدمان سوشيال ميديا مثل اضطرابات النوم، نوبات قلق عند عدم التفاعل أو النشر، المقارنة المستمرة بالآخرين والشعور بالنقص، العزلة الاجتماعية الواقعية،فقدان الإحساس بالوقت.
وقالت أن هناك طرق للتعمل نفسيا مع انقطاع الإنترنت وهى:
1. التحضير النفسي المسبق لفكرة أن الانقطاع وارد.
2. تخصيص وقت يومي بلا إنترنت للتعوّد التدريجي مع تبني فكرة عمل ديتوكس رقمي بإنتظام.
3. الاستعانة بالأنشطة البديلة مثل القراءة، المشي، أو قضاء وقت مع العائلة.
4. الاحتفاظ بنسخ ورقية للمعلومات المهمة لتقليل التوتر.
5. ممارسة التنفس العميق أو التأمل عند الشعور بالذعر الرقمي.
وأكدت أن إنقطاع التيار الكهربى فرصة لإعادة تقييم تعلقنا بالإنترنت مثل:
• إعادة تقييم الاعتماد الزائد على الإنترنت.
• تحسين التوازن الرقمي – الواقعي.
• استكشاف الأنشطة غير الرقمية التي نُهملها.
• تعزيز مهارات التكيّف النفسي بدون الاعتماد على الإنترنت كمسكن للمشاعر.
وأخيرا فأن انقطاع الإنترنت قد يبدو أزمة في لحظته، لكنه فرصة ذهبية لإعادة الاتصال بذواتنا الحقيقية، وتخفيف الاعتماد المفرط على العالم الرقمي. وعلم النفس الرقمي يدعونا ألا نكتفي فقط بفهم تأثير التكنولوجيا علينا، بل نملك زمام التحكم فيها أيضاً.