كشفت خبيرة تغذية في مجال الصحة العامة، الدكتورة إيما ديربيشاير من ماكوشيلد: "أن من المهم جدا الاعتناء بصحة أعيننا طوال العام، وخاصة في فصل الصيف بسبب أشعة الشمس الساطعة والمكاتب المكيفة والأجواء الجافة والغبار والرمل ومياه البحر.

وأشارت إن التعرض المفرط لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يكون ضارا جدا بصحة الجزء الخلفي من العين وقد يزيد بمرور الوقت من خطر الإصابة بأمراض خطيرة في العين.

ومن المهم أن نتخذ خطوات منتظمة للمساعدة على الاعتناء بأعيننا. ويشمل ذلك جزءا محددا من العين، البقعة، وهي المسؤولة عن العديد من جوانب الرؤية".

وتوضح ديربيشاير: "البقعة (أو البقعة الصفراء) هي جزء من شبكية العين، وتقع مباشرة في الجزء الخلفي من العين. ويبلغ عرضها نحو 5 مم فقط، ولكنها مسؤولة عن رؤيتنا المركزية، ومعظم رؤيتنا للألوان والتفاصيل الدقيقة لما نراه. وتحتوي البقعة على تركيز عال جدا من الخلايا المستقبلة للضوء، الخلايا التي تكتشف الضوء. إن البقعة هي الجزء الأكثر حساسية في شبكية العين وتمنحنا رؤية مركزية حادة ضرورية لأنشطة مثل القراءة والقيادة".

وأوصت ديريبشاير بزيادة تناول فيتامين C كطريقة لحماية البقعة. وقالت: "فيتامين C هو فيتامين مضاد للأكسدة قابل للذوبان في الماء ويساعد على حماية البقعة من الأضرار التأكسدية. وتتكون العين من طبقات من الأنسجة الضامة التي يحافظ عليها الكولاجين. فيتامين C ضروري لإنتاج الكولاجين، والكولاجين مهم حقا للعيون لأنه يحميها".

وتشمل المصادر الجيدة لفيتامين C ما يلي:

- الحمضيات مثل البرتقال والليمون

- الكيوي

- الفلفل

- الفراولة

- الطماطم

- الخضروات الصليبية (البروكلي، براعم بروكسل، الملفوف، القرنبيط)

ووجدت دراسة استمرت 10 سنوات، ونشرت في مجلة Ophthalmology في عام 2016، أن فيتامين C يرتبط بتطور إعتام عدسة العين.

ويحدث إعتام عدسة العين عندما تتشكل بقع غائمة على عدسة العين. وعادة ما تنمو هذه البقع وتصبح أكبر مع مرور الوقت ما يسبب عدم وضوح الرؤية والعمى في نهاية المطاف.

وتابعت الدراسة حالة أكثر من 1000 زوج من التوائم الإناث. وخلصت إلى أن المشاركين الذين تناولوا المزيد من فيتامين C أظهروا انخفاضا بنسبة 33% في خطر تطور إعتام عدسة العين، بالإضافة إلى عدسات أكثر وضوحا بشكل عام.

ومع ذلك، وجدت دراسة منفصلة من مجلة Nutrients في عام 2020 أن العلاقة بين استهلاك فيتامين C وإعتام عدسة العين لم تكن محددة وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

ونصحت ديربيشاير أيضا بتناول الأطعمة الغنية باللوتين والزياكسانثين وفيتامين E والزنك والنحاس وفيتامين B2 لتعزيز صحة العيون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خبيرة تغذية العين الاشعة فوق البنفسجية اشعة الشمس الصحة العامة فيتامين C عدسة العین فیتامین C

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل عمار الشريعي.. موسيقار أبصرته القلوب قبل العيون

في ذكرى رحيله، يعود اسم عمار الشريعي ليملأ الفضاء الموسيقي المصري والعربي بهيبة لا تُنكر، ودفء لا يُشبهه دفء، فثمة فنانون يعبرون في الذاكرة كعابري طريق، وثمة موسيقيون لا يغادرونها أبدًا، يبقون بيننا كلّما عبر لحن في مشهد، وصوت في مسلسل، ونغمة في أغنية تربّت على أرواحنا ذات عمر، والشريعي واحد من هؤلاء الذين أهدوا للموسيقى قلبًا نابضًا، وللإبداع روحًا ممتدة لا تنطفئ.

مولود من رحم التحدي

وُلد عمار علي الشريعي في السادس عشر من إبريل عام 1948 بمركز سمالوط محافظة المنيا، كفيف البصر منذ اللحظة الأولى، لكن بصيرته اتسعت لتحتوي ما عجزت عنه عيون المبصرين، في صعيد مصر، حيث البساطة والدفء والبيئة الغنية بالتراث الغنائي، تربّى الفتى على أصوات الطبيعة والذكر الحكائي لأهل القرى، فكانت الموسيقى بالنسبة إليه منذ طفولته «جسرًا» إلى العالم، ووسيلة لامتلاك الحياة.

انتقلت الأسرة إلى القاهرة وهو في الخامسة من عمره، وهناك بدأت ملامح رحلته تتشكل، بين مدارس المكفوفين التي تلقى فيها الأسس الأولى للموسيقى، وبين أذن لا تخطئ جمال اللحن ولا دقة الإيقاع. 

وفي الجامعة درس الأدب الإنجليزي، لكن شغفه الحقيقي ظلّ مع الموسيقى، فواصل تعليمه فيها، وتلقى دورات مكثفة في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى صقل أدواته وأصبح واحدًا من أكثر أبناء جيله ثقافة ووعيًا وقدرة على المزج بين مدارس موسيقية متعددة.

من عازف شاب إلى موسيقار تتوقف الدراما عند بابه

بدأ الشريعي حياته المهنية كعازف أكورديون ثم أورج، قبل أن يتحوّل إلى التلحين في منتصف السبعينيات، وكان أول ألحانه للفنانة مها صبري، غير أن بوابته الذهبية جاءت مع الاهتمام المتزايد بالموسيقى التصويرية، وهو المجال الذي استطاع فيه أن يقدّم ثورة حقيقية دون مبالغة.

لم تكن موسيقاه مجرد خلفية للمشهد الدرامي، بل جزءًا من روايته وبنيته الشعورية، يكفي أن نذكر أن أجيالاً كاملة ارتبطت بموسيقى مسلسلات مثل رأفت الهجان، الشهد والدموع، عصر الأئمة، ذئاب الجبل، وليالي الحلمية.. أعمال لم تعد مجرد تترات افتتاحية، بل قطعًا موسيقية لها حكاية خاصة في ذاكرة الناس.

وفي السينما، كان وجوده علامة على جودة العمل، فقد قدّم موسيقى أفلام خالدة مثل البريء، كتيبة الإعدام، حب في الزنزانة، جري الوحوش، وغيرها الكثير.

إبداع «الأصدقاء».. حين اجتمع التجديد مع البساطة

عام 1980 أسس عمار الشريعي فرقة «الأصدقاء» التي ضمّت أصواتًا شابة آنذاك مثل منى عبد الغني وحنان وعلاء عبدالخالق، وقدّم معهم لونًا جديدًا جمع بين بساطة اللحن المصري الأصيل وإيقاعات معاصرة، فصارت أغنياتهم - مثل الطير المسافر وماشية السنيورة - أيقونات لمرحلة كاملة في الغناء المصري.

كانت تجربة فرقة الأصدقاء تجسيدًا لروح الشريعي: الانفتاح، الحداثة، والبحث عن الأصوات الطازجة، مع حفاظ عميق على جذور الموسيقى المصرية.

ثقافة موسيقية واسعة.. وروح قارئة

لم يكن الشريعي مجرد ملحن، بل موسيقي مثقف بالمعنى الواسع للكلمة، قرأ التراث العربي عن موسيقييه ونظرياته، ودرس الموسيقى الغربية، وتعمّق في الفولكلور المصري، والألحان الصوفية، والغناء القبطي، والأغنية الشعبية، ما جعله موسيقيًا قادرًا على تشكيل هوية موسيقية متفردة.

وقدّم عبر برنامجه الإذاعي الشهير «غواص في بحر النغم» رحلة ممتعة في عالم الموسيقى، شرح فيها ببساطة وعمق أسرار الألحان والمقامات، وطاف بالجمهور بين المدارس العربية والعالمية، مؤكدًا أن الموسيقى ليست علمًا نخبوياً بل لغة مشتركة يمكن للجميع فهمها.

إصرار يتجاوز الإعاقة.. وموهبة تكشف طريقها بنفسها

لم ينظر الشريعي يومًا إلى فقدان البصر كعائق، بل كحافز لتقوية حواسه الأخرى، كان قادرًا على تمييز الأصوات بدقة مذهلة، يلتقط أصغر خطأ في عزف واحد من عشرين عازفًا في فرقة، ويمسك بالريشة والقلم ليكتب نوتاته بطريقة خاصة، رغم تحديات الكتابة للمكفوفين في ذلك الوقت.

وكان يقول دائمًا: «ربنا أخد مني حاجة، بس إدّاني بدلها حاجات كتير.. أهمها إن الموسيقى بقت هي عيني».

محطة النهاية.. وبداية الخلود الفني

في السابع من ديسمبر عام 2012، غيّب الموت عمار الشريعي بعد رحلة طويلة مع المرض، شيّعه الفنانون والمثقفون ومحبو الموسيقى الذين أدركوا أنهم يودّعون «مدرسة» كاملة وليست مجرد موسيقار.

لكن رحيله لم يكن نهاية، بل بداية لميراث موسيقي لا ينفد، فما زالت موسيقاه تُدرّس، وأعماله تُسمع، وتترات مسلسلاته تُبث على القنوات، وألحانه تفيض على الذاكرة كلما مرّ مشهد قديم في شاشة أو في قلب.

لأن عمار الشريعي لم يكن مجرد ملحن عابر، بل حالة فنية شديدة الثراء: جمع بين التراث والتجريب، صاغ هوية موسيقية درامية متكاملة، شجّع المواهب الشابة وقدّم أصواتًا مهمة، نقل الموسيقى من فضاء الترفيه إلى فضاء الوعي والمعرفة، أثبت أن الإرادة قادرة على مقاومة كل ما يُسمّى «عائقًا».

في ذكرى رحيله، يبدو أن موسيقى عمار الشريعي لم تغادرنا أبدًا، بل صارت جزءًا من وجدان هذا الشعب، كلما مرّت موسيقى نهايات رأفت الهجان، أو انسابت نغمة حزينة من الشهد والدموع، أو عزف العود بداية حكاية ما.. ندرك أن عمار ما زال بيننا، يضع على كل لحن ملامحه، وعلى كل نغمة قلبه.

طباعة شارك عمار الشريعي فنانون كفيف البصر القاهرة كتيبة الإعدام جري الوحوش رأفت الهجان

مقالات مشابهة

  • الراغب في أن تراه العيون
  • محافظة الغربية تطلق خدمات طبية متقدمة في طب العيون.. افتتاح عيادات الرمد التخصصية للأطفال المبتسرين وتشخيص أورام العين بمستشفى رمد طنطا
  • البقعة يواجه الرمثا غدًا في افتتاح الجولة الثامنة من درع الاتحاد
  • السراحنة يطالب حسان بزيارة ميدانية لمخيم البقعة وعين الباشا
  • عدسة صراحة نيوز ترصد أجواء جلسة النواب
  • Xiaomi 17 Ultra يظهر في تسريب جديد… وترقية الكاميرا قد تتحول إلى تراجع مفاجئ
  • 8 أسباب تجلب لك البركة في حياتك.. الإفتاء توصي بها
  • مالية النواب توصي برفع رواتب المتقاعدين العسكريين والمدنيين
  • كارثة تواجه الأرض.. هل نقترب من عاصفة شمسية كبرى؟
  • في ذكرى رحيل عمار الشريعي.. موسيقار أبصرته القلوب قبل العيون