عربي21:
2025-12-15@02:58:53 GMT

عقيدة العدو في الحرب لم تتغير

تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT

يريدها حربا خاطفة أياما معدودة، ويريدها في أرض أعدائه بعيدا عن مستوطنيه.. ولكن لماذا طالت الحرب إلى هذا المدى حتى لتكاد تنهي عامها الثاني ولا يبدو لها في الأفق نهاية؟ أليس هذا دليلا على أن العدو غير عقيدته القتالية؟

الجواب: لا لم يغير العدو عقيدته؛ لأن الحرب بالنسبة له كلما طالت باءت بالفشل وانتشر الفزع بين مستوطنيه وفقد العديد من جنوده وقياداته، وهو كيان لا يستطيع أن يعيش على الخوف ويهرب كل بضع ساعات إلى الملاجئ.



وللتذكير، يوم أعلن نتنياهو الحرب ووضع لها هذا السقف العالي من الأهداف، من تدمير المقاومة واحتلال القطاع وتفكيك القيادة السياسية والعسكرية في غزة واستعادة أسراه، حدد لذلك عدة أسابيع، ثم لما اصطدم بالمقاومة على الحدود قال إن النصر سيتحقق عندما يحتل مستشفى الشفاء، بزعم أنه تقبع في أنفاق تحته القيادات العسكرية والأسرى المحتجزين، ولما باء هناك بالفشل اندفع بنصف فرق جيشه إلى خان يونس، حيث هدم بيت السنوار. أول حرب تجد فيه قيادة العدو نفسها في خطر إذا توقفت الحرب، وهذا ما كرره نتنياهو دائما: إن توقف الحرب يعني انتصار حماس. ورغم فشله المتكرر فإنه يتعمد التطويل في الحرب على حساب جيشه الذي يتفكك ومجتمعه الذي يزداد رعبا؛ لأنه يقدم مصلحتهومرة أخرى يوحي إلى مستوطنيه أنها عدة أسابيع حتى يفكك ألوية المقاومة، ولما فشل رفع راية أخرى وهي: تحقيق النصر المطلق لا بد أن يُعلَن من رفح، حيث بقيت فقط ألوية رفح الأربعة، وعندما فشل في رفح قفز إلى خطة الجنرالات وبعدها قفز إلى عربات جدعون. الآن بعد قرابة 653 يوما لا يجد شيئا تحقق ليقدمه إلى جمهوره الخائف الجبان.

هذه الحرب طالت لأسباب كثيرة:

- أولها أنها أول حرب لا يكون للاحتلال فيها زمام المبادرة..

- وأنها أول حرب تدور على الأراضي التي احتلها وتهاجَم فيها مستعمراته وقواعده العسكرية وتقع تحت سيطرة المقاومة لساعات أو لأيام..

- وأنها أول حرب تبدأ بالقضاء على واحدة من أهم فرق النخبة في جيش الاحتلال وهي فرقة غزة..

- وأنها أول حرب تبدأ ويقع له فيها هذا القدر من الخسائر (تقريبا 1200 قتيل و250 من الأسرى)..

- وأنها أول حرب تبدأ بفشل مركب وهزيمة استراتيجية عسكرية واستخباراتية وأمنية..

- وأنها أول حرب يطلق فيها على كيانه قرابة 500 صاروخ من قطاع غزة في أول نصف ساعة..

- وأنها أول مرة يهان جيشه بهذا الشكل على أيدي رجال يستعملون الدراجات البخارية والطائرات الشراعية والسير على الأقدام..

العدو الآن يعض على جراحه ويزداد إجرامه مع النساء والأطفال والعزّل في غزة، وللأسف الأنظمة العربية لا تكتفي بخذلان المقاومة ولا بخذلان الشعب الفلسطيني، وإنما ترى مصلحتها في التماهي مع العدو
- وأنها أول حرب يراها الاحتلال تهديدا حقيقيا لوجود كيانه بعد أن فشلت نظرية الأمن ونظرية الجيش الذي لا يُقهر..

- وأنها أول حرب تجد فيه قيادة العدو نفسها في خطر إذا توقفت الحرب، وهذا ما كرره نتنياهو دائما: إن توقف الحرب يعني انتصار حماس. ورغم فشله المتكرر فإنه يتعمد التطويل في الحرب على حساب جيشه الذي يتفكك ومجتمعه الذي يزداد رعبا؛ لأنه يقدم مصلحته على مصلحة الكيان.

العدو الآن يعض على جراحه ويزداد إجرامه مع النساء والأطفال والعزّل في غزة، وللأسف الأنظمة العربية لا تكتفي بخذلان المقاومة ولا بخذلان الشعب الفلسطيني، وإنما ترى مصلحتها في التماهي مع العدو في تحقيق أهدافه.

والمقاومة تدرك هذا والشعب الفلسطيني يدرك هذا، وقدما الغالي والنفيس من المهج والأرواح، ولن يسمحا للعدو بتحقيق أي من أهدافه. بل كما هنا خسارة في الأنفس والأموال فهناك بوادر نهاية لهذا المشروع الخبيث ولكل من ارتبط به من الأنظمة، والعدو الآن بحاجة لوقف الحرب أكثر من حاجة المقاومة إليها، ولهذا يزداد سعاره، وهو السعار الذي يدل على استفحال المرض واليأس من الشفاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الحرب نتنياهو المقاومة غزة الاحتلال احتلال مقاومة غزة نتنياهو حرب مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شاهد / الفيديو الذي حذفته قناة الإخبارية السعودية .. بعد انتشاره كالنار في الهشيم

ودعا خطيب المسجد الحرام في السعودية صالح بن حميد، الجمعة، إلى اتخاذ أطفال فلسطين “قدوة في الرجولة والبطولة ضد العدو الصهيوني” الإسرائيلي. وقال بن حميد، في خطبته الجمعة بالمسجد الحرام: “الرجولة من الحكمة وجميل الأخلاق، وتكتمل بالعقيدة والفضيلة، وتقوم على سمو النفس ورفعة الأخلاق والابتعاد عن سفاسف الأمور”، وفق ما نقلته قناة “الإخبارية” السعودية.

الفيديو الذي حذفته قناة الإخبارية السعودية pic.twitter.com/VeRDiSFB54

— د. علي ظافر (@alidhafer2017) December 13, 2025 وأضاف: “تُبنى الرجولة بالتمسك بالدين والأخلاق والاعتزاز بالأصل والانتماء للمجتمع، وضعف الرجولة يظهر في السطحية ومظاهر الاستعراض والاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي”. وتابع: “اجعلوا أطفال فلسطين قدوة حسنة يتعلم منها أولادكم الرجولة ومواقف الأبطال ضد العدو الصهيوني الظالم”. وقال خطيب المسجد الحرام: “ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب”.

وسبق للنظام السعودي ان قام بسجن مشائخ دين وخطباء جمعة سعوديون بسبب ارائهم ازاء قضايا الامة في خطب الجمعة والحديث عن فلسطين كما جرى للشيخ المعتقل الدكتور علي عمر بادحدح الذي اشاد في خطبته باهل فلسطين واعتبرهم في مقدمة الامم المجاهدة ضد العدو الصهيوني حيث دعا لمناصرتهم واعتبار تجاهل مناصرتهم ضياع للدين .. 

"أهل فلسطين اليوم هم في مقدمة الأمم".. من خطبة سابقة للشيخ المعتقل الدكتور #علي_عمر_بادحدح pic.twitter.com/Py4Z2i00Zi

— معتقلي الرأي (@m3takl) December 13, 2025  وعلى مدار سنتين من العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية، يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وخصوصا الأطفال والنساء، انتهاكات جسيمة طالت حقوقهم في الحياة والتعليم والعيش بكرامة. ومنذ أن بدء العدوان و حرب الإبادة بقطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت سنتين، قتل جيش العدو الإسرائيلي والمغتصبين الصهاينة في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيا، وأصابوا نحو 11 ألفا، إضافة لاعتقال ما يزيد على 21 ألفا. فيما خلّفت الإبادة على قطاع غزة أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد عن 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخشاه أوروبا من انهيار السودان؟
  • أمن المقاومة في غزة يحذّر من منشورات تحريضية بسوق النصيرات ويدعو للإبلاغ الفوري عنها
  • “حماس” وجناحها العسكري ينعيان القائد المجاهد الكبير رائد سعد ورفاقه الأبطال
  • "المجاهدين" تنعى الشهيد القائد رائد سعد بغزة
  • عاجل | كتائب القسام: ننعى قائد ركن التصنيع العسكري في الكتائب رائد سعد الذي ارتقى إثر عملية اغتيال نفذها العدو
  • الحية يحدد أولويات عمل حماس خلال المرحلة المقبلة
  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • شاهد / الفيديو الذي حذفته قناة الإخبارية السعودية .. بعد انتشاره كالنار في الهشيم
  • “لجان المقاومة” : الكارثة الإنسانية في غزة فصل جديد من فصول حرب الإبادة الصهيونية