مؤتمر نحن الاحتواء يعزز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
تواصل إمارة الشارقة استعداداتها لاستضافة "المؤتمر العالمي2025 نحن الاحتواء"، الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتنظيم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيّة خلال الفترة من 15 حتى 17 سبتمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة، وبشراكة استراتيجية مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية وبدعم من شركاء المدينة الاستراتيجيين.
ويضم برنامج المؤتمر الرسمي 83 جلسة عمل موزّعة على مدى ثلاثة أيام، إضافة إلى فعاليات محورية تسبق الافتتاح الرسمي تشمل، قمة المناصرين الذاتيين بمشاركة 280 مناصرًا من مختلف الدول وتعقد يوم 14 سبتمبر، وقمة الأسر التي تجمع 140 أسرة من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة في اليوم ذاته.
ويعد المؤتمر الحدث الأبرز لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، ويُعقد مرة كل أربع سنوات منذ عام 1963، حيث تنقّل في محطاته السابقة بين المملكة المتحدة والمكسيك وأستراليا وكينيا، ويعكس تنظيمه في الشارقة ثقة المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي تضطلع به الإمارة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويستقطب المؤتمر هذا العام مشاركة واسعة من القارات الخمس تمثل، منظمات المناصرة الذاتية، ومنظمات الأسر، ومقدمي الخدمات الصحية والتعليمية، والمؤسسات الاجتماعية، والشركات الدامجة، والمنظمات التنموية، إلى جانب قادة حكوميين وخبراء سياسات من أنحاء العالم.
ويُبرز شعار المؤتمر "نحن الاحتواء" روح العمل الجماعي، إذ يتيح المؤتمر للمناصِرين الذاتيين وهم الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية الذين يتحدثون عن حقوقهم بأنفسهم، ليكونوا في صدارة الجلسات والنقاشات، ويعبّروا عن تجاربهم وتطلعاتهم مباشرة أمام صانعي القرار، إذ تعمل منظمات المناصرة الذاتية على تمكين هذه الفئة لضمان سماع صوتها بوضوح.
وقالت سـو وسينسون رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية، إنّ انعقاد المؤتمر العالمي الثامن عشر للمنظمة في إمارة الشارقة، يُمثّل محطة مفصلية في مسيرة العمل من أجل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، كونه يُعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشراكة مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وأوضحت أن هذه الشراكة تجسّد نموذجًا فاعلاً لما يمكن تحقيقه عندما تتكامل الجهود الإقليمية مع الحركة العالمية تحت راية هدف مشترك، يتمثل في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان مشاركتهم الكاملة في مجتمعاتهم.
ويركّز المؤتمر على عدة محاور تتعلق بتنظيم وتفعيل جهود المناصرة الذاتية وتدريب المناصرين على مهارات التواصل والتأثير وبناء الوعي داخل الأسر ونقل أصوات المشاركين إلى صناع القرار، فضلاً عن دعمهم في أوقات الأزمات الصحية والطبيعية والحروب وتعزيز الصحة النفسية والبحث في مصير الأشخاص ذوي الإعاقة بعد وفاة الوالدين، إضافة إلى دعم تنفيذ الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
ويعزز المؤتمر المكانة العالمية لإمارة الشارقة بمناصرة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام، وإبراز جهودها في التأثير الإنساني و الحقوقي، ويجسد انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل الدولي المشترك من أجل تمكين هذه الفئة المهمة من المجتمعات، وتوسيع مفهوم الاحتواء ليشمل كافة أبعاد الحياة الاجتماعية.
وتضم منظمة الاحتواء الشامل الدولية أكثر من 200 منظمة عضو من 115 دولة موزّعة على خمس مناطق رئيسية تشمل: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ثماني دول و11 مؤسسة"، وأوروبا "16 دولة و 20 مؤسسة"، وأفريقيا "14 دولة و 19 مؤسسة"، والأميركتين "16 دولة و 34 مؤسسة"، وآسيا والمحيط الهادئ "10 دول و 23 مؤسسة" ، وتُعد المنظمة الممثل الرسمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وعائلاتهم أمام الأمم المتحدة والمحافل العالمية.
ويسلط المؤتمر الضوء على نجاحات شبكة الاحتواء الشامل الدولية خلال العقود الماضية مثل اعتماد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006، وتبني أهداف التنمية المستدامة في 2015، ونجاح أعضائها في تعديل القوانين الوطنية في بلدانهم لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، ما يجعل المؤتمر خطوة جديدة نحو تحقيق الرؤية العالمية لمجتمعات دامجة ومنصفة.
وتدعو مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، جميع الجهات المعنية من مؤسسات حكومية وخاصة ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الأكاديمية وأولياء الأمور والمختصين، للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث العالمي، والتفاعل مع محاوره وتوصياته المستندة إلى مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإعاقة الذهنية الشرق الأوسط الشارقة سلطان القاسمي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الأشخاص ذوی الإعاقة ذوی الإعاقة الذهنیة
إقرأ أيضاً:
المياسة الأنصاري: مؤتمر قيادة بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية والقيادة
شاركت الطالبة الجامعية، المياسة الأنصاري، في مؤتمر "قيادة: تطلعات وتنمية الشباب المسلم في قطر"، بدافع البحث عن تطوير الذات وفهم أعمق لمكانة الشباب في بناء المجتمع.
مؤتمر "قيادة" الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة ونظمته مؤسسة قطر بالتعاون مع الدولي الإسلامي في سبتمبر/أيلول الماضي، جمع أكثر من ألف شاب وشابة من مختلف المؤسسات التعليمية في الدوحة، وتطرق إلى مسألة إحياء الهوية الإسلامية في المجتمعات المعاصرة، في ظل تحولات عالمية متسارعة تفرض تحديات جديدة على الشباب.
وفي حوار مع الجزيرة نت، قالت المياسة إن "حضوري جاء من شغفي بالقيادة والرغبة في الاستفادة من تجارب ملهمة، لكن ما وجدته تجاوز منصة الأفكار، لقد كانت التجربة مساحة حقيقية للتعلم والتحول الذاتي".
وأضافت "كان لي شرف أن أكون الطالبة الوحيدة التي ألقت كلمة في حفل افتتاح المؤتمر، وكان هذا الموقف تجربة غنية ألهمتني بعمق. خلال حديثي، شعرت بعمق اهتمام الحضور وتفاعلهم، ورأيت في أعينهم شغفهم واستعدادهم للاستماع".
وتؤمن المياسة أن مثل هذه اللقاءات تكشف عن قوة التنوع في مواجهة التحديات، إذ تعتبره مصدرا للإبداع، خصوصا عندما يلتقي شباب من خلفيات وتجارب متعددة ويحملون هَما مشتركا حول دورهم وهويتهم.
وترى المياسة أنّ تحديات الشباب المسلم اليوم تبدأ من الحاجة لإيجاد توازن دائم بين ما يرثونه من قيم إسلامية ثابتة ومتطلبات عالم يتغير بوتيرة متسارعة.
وأشارت إلى أن "العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي أوجدت فرصا وتحديات في آن واحد، تمنحنا آفاقا واسعة لكنها تفرض اختبارات متكررة على تمسكنا بجذورنا".
رغم ذلك، ترفض المياسة فكرة الصراع الداخلي وتعتبر أن الوعي بالهوية واستخدام الأدوات العصرية بإدراك يمكنان الشاب من النجاح دون أن يفقد أصالته.
إعلانوبحسب قولها، تغيرت رؤيتها لدور القائد خلال مشاركتها في المؤتمر، وباتت تعتقد أن القيادة ليست قوة أو سيطرة بل مسؤولية أخلاقية قبل كل شيء، وتتجسد في القدوة، والصدق، والعدل، والأمانة، والصبر، والعمل الجماعي والتعاون.
وأضافت "تعلمت أن القائد الحقيقي يصنع الأثر بالفعل وليس بالقول، ويبدأ بتغيير نفسه ليصبح مصدر إلهام في بيئته".
القيم الإنسانية
وذكرت أن كلمات المتحدثين شكّلت محطات فارقة في وعيها، حيث أكدوا أن القيادة الحقة لا تكتفي برفع الشعارات بل ترتبط بالقيم الإنسانية والرؤية الواضحة، وأن "الإيمان والعمل هما جناحا التغيير الحقيقي في المجتمعات".
وتشيد المياسة بتجربة إلقائها كلمة ضمن فعاليات المؤتمر، التي مثلت لها اختبارا فعليا لمعنى القيادة، إذ وجدت صدى حديثها في تفاعل الكثيرين الذين تبادلوا معها الرؤى والأسئلة حول معنى الهوية والقيادة.
وعن الدعائم التي ترسخ الهوية الإسلامية في الحياة الشخصية قالت المياسة إن الممارسات اليومية مثل المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، تعيد ربط الفرد بجذوره وقِيَمه في عالم متغير.
وتميز المؤتمر بورش عمل ونقاشات حول دور الأسرة في بناء القيم، والحوار الأخلاقي، وأثر الإعلام والتقنيات الحديثة على وعي الشباب.
كما كانت الدعوة مركزية لأن يكون الإيمان بالله بوصلة في حياة الشباب، وأن يعملوا على تحويل الحيرة والتساؤلات إلى رحلة بحث ونضج، وأن يرسموا أثرهم بإيجابية في كل دوائر حياتهم.
وترى المياسة أن ما خرجت به من المؤتمر ليس مجرد أفكار، بل كان التزاما عمليا بأن تكون جزءا من حل جماعي، يحمل هويته بثقة، وينفتح على العالم بعين ناقدة، ويؤمن أن كل خطوة صغيرة بالاتجاه الصحيح تبني حاضرا أفضل ومستقبلا أكثر إشراقا لجيل الشباب المسلم.
الجدير بالذكر أن المؤتمر كان منصة جمعت قادة وعلماء ومؤثرين وشبابا قطريين، فتحوا حوارا عميقا حول مفهوم الهوية، وأهمية ترسيخها والتمسك بمصادرها، لا سيما القرآن الكريم والسنة النبوية، مع التأكيد على ضرورة مواكبة العصر وتفادي الانغلاق.
وشهدت الفعاليات جلسات وورش عمل متخصصة ركزت على تطوير المهارات، وتعزيز الوعي الفكري، وتبادل الخبرات حول تحديات العولمة وتأثير وسائل الإعلام.