فعالية نوفا في سهل أتين تُعزّز الحركة السياحية والترفيهية في موسم خريف ظفار
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
العُمانية: يتيح موسم خريف ظفار فرصًا حيوية لدعم وتمكين الطاقات الشبابية لعرض مشاريعهم وتنمية قدراتهم الريادية وتشجيعهم على دخول سوق العمل الحر.
وتُعدّ فعالية "نوفا" في سهل أتين بولاية صلالة من الوجهات السياحية والترفيهية التي تقام ضمن موسم خريف ظفار لعام 2025 مستقطبةً الزوار عبر مجموعة من الأنشطة والتجارب السياحية، التي تستمر حتى 31 أغسطس المُقبل.
وقالت وئام بنت بخيت الكثيرية، صاحبة المشروع، لوكالة الأنباء العُمانية: إن الفعالية تضم باقة من الأنشطة الترفيهية والتجارية التي تلائم مختلف الفئات العمرية، مشيرةً إلى أن الموقع يشمل أركانًا متعددة أبرزها مجسّم "القمر العملاق" بارتفاع 8 أمتار، ومسرحٌ مفتوح، إلى جانب ألعاب ترفيهية، والأنشطة المختلفة لعربات الطعام المتنقلة.
من جانبه، أوضح حمود بن علي السليمي، الشريك المؤسس لكرنفال "نوفا"، بأن فكرة الكرنفال ترتكز على تقديم نموذج مبتكر يُسهم في إبراز محافظة ظفار كوجهة سياحية متجددة في موسم الخريف، عبر فعالية متكاملة تضم علامات تجارية عُمانية وعربية، إلى جانب توفير مساحة لعرض منتجات الأسر المنتجة ورواد الأعمال للزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
من جهته، قال علي بن حسن البلوشي، رائد الأعمال وصاحب مشروع "قند" بالموقع: إن فعالية "نوفا" تتميز بجهود الشباب العُمانيين القائمين عليها، الذين تولوا مهام التنظيم والتشغيل بصورة ذاتية، مما أسهم في استقطاب عدد كبير من الزوار خلال الموسم الحالي.
وأكد البلوشي على أهمية تقديم الدعم اللازم لرواد الأعمال المشاركين في مثل هذه الفعاليات، سواء من خلال الدعم المادي أو اللوجستي، داعيًا إلى ضرورة أن تحظى هذه المبادرات الشبابية باهتمام ومساندة من الجهات المعنية نظرًا لما تمثّله من قيمة مضافة تعزز المشهد السياحي والاقتصادي في المحافظة.
الجدير بالذكر أن المبادرات الريادية الشبابية تُسهم في إثراء المقومات السياحية لمحافظة ظفار لا سيما في موسم الخريف، من خلال تقديم تجارب مبتكرة تعزز من جاذبية الموسم السياحي وتوفّر فرصًا اقتصادية واجتماعية مستدامة.
كما تؤكد هذه المشروعات على الدور المتنامي الذي يضطلع به الشباب العُماني في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز حضور ريادة الأعمال في المشهد المحلي، بما يواكب تطلعات التنمية الشاملة التي تشهدها سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع.. بين الرسالة والممارسة
خالد بن أحمد العامري
يُعرِّف مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع نفسه في موقعه الإلكتروني بأنَّه يسعى إلى التعريف بثقافة وتاريخ سلطنة عُمان وتعزيز الهوية الوطنية، وإلى الاهتمام بالثقافة والإبداع بوصفهما رسالة وقيمة وطنية، من خلال توظيف وسائل الإعلام المختلفة، وتعزيز علاقته بالمجتمع عبر برامج مشتركة، وتشجيع ودعم الإبداع الفكري والثقافي على المستوى الوطني.
كما يُؤكد المركز في أهدافه توفير المناخ الفكري والاجتماعي المناسب لمختلف شرائح المجتمع، واستثمار طاقاتهم لخدمة المجتمع المحلي في المجالات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والبيئية، ومدّ جسور التواصل الحضاري والثقافي مع المراكز الثقافية والإعلامية محليا وعالميا، وتنظيم الأنشطة الهادفة، والحفاظ على مفردات الثقافة العُمانية، وتنمية الحسّ الاجتماعي وترسيخ ثقافة العمل التطوعي.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تتسق هذه الأهداف مع الممارسة الفعلية على أرض الواقع؟ وهل يمارس المركز دوره كمؤسسة ثقافية وطنية غير ربحية، أم تحول إلى مؤسسة ربحية على حساب الفن والثقافة؟
وإذا كان المركز يحظى بدعم ورعاية من القطاعين العام والخاص، فما الحاجة إلى تحويل المسابقات الفنية إلى سباق قبلي، فالمؤسسات الثقافية وجدت لتصنع الوعي، وتستنهض المواهب، وتبني جيلًا يؤمن بالفن والإبداع… لا لتستغل التعصب أو شغف الشباب لتحقيق مكاسب مالية.
ما يحدث في مسابقة "صوت الموسم" يثير تساؤلات جادة حول مدى التزام المركز برسالته؛ فبدل أن تكون منصة لدعم الثقافة والمواهب، تحول المركز إلى مؤسسة ربحية عبر التصويت المدفوع من خلال قنوات شركات الاتصالات والبنوك، مع انزلاق المسابقة إلى سباق قبلي لحشد الأصوات والدعم المالي، لا على جودة الأداء أو مستوى الإبداع.
والأخطر أن بعض المتابعين لم يعد ينظر إلى المسابقة باعتبارها منافسة فنية؛ بل معركة قبلية يفرض فيها الانتماء القبلي على حساب الفن. حتى إن بعض أبناء القبائل يشعرون بأن التصويت واجب عليهم، حتى وإن لم يقتنعوا بجدوى المسابقة، وأن من يمتنع يُتهم بأنه خذل قبيلته قبل أن يخذل المتسابق، وكأن خسارة المتسابق خسارة للقبيلة ذاتها. وهكذا يتحول التصويت من دعم للموهبة إلى واجب قبلي يقاس بالولاء لا بالذوق الفني أو القناعة.
وعندما تتحول الفعاليات الثقافية إلى منصات تستحضر التعصب، فإنها تضرب صميم الرسالة الثقافية، وتخلق بيئة ملوثة بالعنصرية والانقسام.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى تدخل الجهات الرسمية لكبح هذا الانحراف، وإعادة المسابقات إلى مسارها الطبيعي قبل أن تتحول إلى صراعات تزرع الاحتقان وتضعف تماسك المجتمع، بدل أن تعزز قيمة الفن والثقافة.
الإبداع لا يُشترى، والمواهب لا تقاس بعدد المُصوِّتين؛ بل بما يقدمه المتسابقون من جودة وأداء. وإذا لم يعالج المركز آلياته وسياساته، فسوف تفقد فعالياته مصداقيتها، ويتحول من منصة ثقافية وطنية إلى مجرد وسيلة للربح، بعيدة عن رسالته الأصلية في تعزيز الثقافة والفن في سلطنة عُمان.
إنَّ مسؤولية المؤسسات الثقافية أكبر من مجرد تنظيم مسابقات موسمية؛ فهي تصنع ذوق المجتمع، وترسّخ الوعي، وتبني هويته. ومن ثمّ فإن استمرار هذه الممارسات دون تصحيح سيحول الفن من ساحة للإبداع إلى ساحة للتعصب والانقسام.