السودان.. الأمم المتحدة تنفذ عمليات إنزال جوي لإنقاذ آلاف الأطفال من المجاعة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان، نفّذ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عمليات إنزال جوي حاسمة للمساعدات الغذائية إلى المناطق النائية في ولاية أعالي النيل، حيث يواجه أكثر من مليوني طفل خطر سوء التغذية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل غياب التمويل الكافي والصراعات المستمرة التي أجبرت نحو مليون لاجئ من السودان المجاور على اللجوء إلى جنوب السودان.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن عمليات الإسقاط الجوي تشكل الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السكان المحاصرين في المناطق التي يصعب الوصول إليها برًا، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من أربعة أشهر التي يتمكن فيها توصيل الغذاء إلى هذه المناطق، وقد تجاوزت كمية المساعدات التي تم إسقاطها جواً 400 طن متري، في إطار جهود تهدف للوصول إلى حوالي 40 ألف شخص.
تأتي هذه الجهود في ظل تحولات كبيرة في آليات المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث تولت وزارة الخارجية الإشراف على برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) التي أغلقت أبوابها رسميًا مطلع يوليو، مع تقليص كبير في عدد الموظفين، بهدف إحداث هيكل أكثر مرونة واستعدادًا لتبني حلول غير تقليدية مثل الإسقاط الجوي.
وأشار مسؤول رفيع في وزارة الخارجية إلى أن المرحلة الانتقالية لم تعرقل الاستثمار في حلول مبتكرة للتعامل مع الأزمات الإنسانية، مؤكداً أن الأشهر المقبلة ستكشف عن استراتيجية أكثر وضوحًا للمساعدات الخارجية.
في الوقت نفسه، تواجه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحديات مالية كبيرة، مع تجميد أو إغلاق تمويل بقيمة 1.4 مليار دولار مخصص لبرامج اللاجئين، مما أثر سلباً على نحو 12 مليون لاجئ حول العالم، أي ما يعادل ثلث اللاجئين.
وزارة الصحة السودانية تسجل 1307 إصابات جديدة بالكوليرا مع 18 وفاة خلال أسبوع في ظل أزمة متفاقمة
أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 1307 حالات إصابة جديدة بوباء الكوليرا، بينها 18 وفاة، خلال أسبوع واحد، وسط تفاقم الأزمة الصحية التي تضرب عدة ولايات في البلاد.
وأوضح مركز عمليات الطوارئ بالوزارة، الثلاثاء، أن الإصابات توزعت على 35 محلية في 12 ولاية، تصدرتها محلية طويلة في ولاية شمال دارفور بتسجيل 519 إصابة، تلتها قيسان بـ236 حالة وباو بإقليم النيل الأزرق بـ108 إصابات، وفقاً لصحيفة “سودان تربيون”.
وتعاني محلية طويلة، التي تضم أكثر من 560 ألف نازح، من أوضاع معيشية صعبة تشمل ضعف الإمدادات الغذائية وشح المياه وانهيار الخدمات الصحية، مما ساهم في انتشار الوباء، وسُجل أعلى معدل وفيات في محلية بليل بجنوب دارفور.
ووصل إجمالي الإصابات المؤكدة بالكوليرا إلى أكثر من 91 ألف حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 2302 حالة في 116 محلية موزعة على 17 ولاية، في المقابل، شهدت العاصمة الخرطوم تراجعاً ملحوظاً في الإصابات مع تسجيل 35 حالة فقط في 5 محليات، وهو ما عزاه المركز إلى حملات التطعيم الطارئة وتحسين جودة المياه بدعم من وكالات الأمم المتحدة.
وتشهد السودان أزمة عميقة إثر اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أثر سلباً على الخدمات الصحية وظروف المعيشة، وزاد من تفاقم أزمة النزوح داخلياً وخارجياً، ورغم جهود وساطات عربية وأفريقية ودولية، لم يُنجز حتى الآن وقف دائم لإطلاق النار.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان المجاعة في السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
السودان.. كارثة إنسانية في الفاشر وانعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية
تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، كارثة إنسانية غير مسبوقة مع انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية، حيث تحولت السلع الضرورية إلى أمنيات بعيدة المنال للمواطنين في ظل أوضاع مأساوية، بحسب تقارير ميدانية صادرة من المدينة ومن معسكر “أبو شوك”.
وأكد مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور في بيان أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل الفاشر وصلت إلى 88%، ما يعني انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، موضحًا أن الأزمة تجاوزت مرحلة التحذير لتصبح مأساة إنسانية حقيقية.
وأشار البيان إلى أن الأطفال والنساء، كأكثر الفئات ضعفًا، يعانون من جوع مروع وسوء تغذية حاد، مع انتشار مشاهد الهزال في المخيمات والمجتمعات المضيفة، مبدياً أسفه لمشاهدة حالات وفاة ناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وفي معسكر “أبو شوك” بمدينة الفاشر، أعلنت غرفة الطوارئ انعدام الخدمات الأساسية، خاصة المواد الغذائية، وغياب خدمات الصحة، مع ارتفاع سعر شوال الدخن إلى 4 ملايين و300 ألف جنيه دون توافره في الأسواق.
وأوضحت الغرفة أن “الموت البطيء” يهدد حياة المدنيين العزل في شمال دارفور ومعسكر أبوشوك، مع تفاقم حالات سوء التغذية وزيادتها بشكل كبير، وصعوبة الحصول على المياه نتيجة انعدام وقود تشغيل الآبار، وسط أوضاع اقتصادية متدهورة.
وأشارت إلى أن متوسط الوفيات بسبب الجوع يبلغ أربعة أشخاص أسبوعيًا في المخيم، بالإضافة إلى حالات الوفاة الناتجة عن الأمراض.
تأتي هذه الأزمة الإنسانية وسط استمرار الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي دخلت عامها الثالث مخلفة دماراً شاملاً وأزمة نزوح هي الأكبر في العالم، حيث نزح أكثر من 14.3 مليون شخص، أي ما يعادل ثلث سكان البلاد.
وأدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وندرة الخدمات الأساسية، لا سيما الغذاء والمواد الطبية، مما يعمّق معاناة المدنيين في مناطق متفرقة من السودان.
رغم الحرب والأوضاع الصعبة.. أكثر من مليون نازح سوداني يعودون إلى مناطقهم الأصلية
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن أكثر من 1.3 مليون سوداني، بينهم مليون نازح داخليًا، عادوا إلى مناطقهم الأصلية خلال الأشهر الماضية، على الرغم من الظروف الإنسانية القاسية التي تشهدها البلاد نتيجة النزاع المسلح المستمر منذ أبريل 2023.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نُقل عنهم أن موجات العودة بدأت بالتزايد تدريجيًا، رغم أن الأوضاع في السودان ما زالت تُعد من بين “الأكثر تدميرًا في العالم”، بحسب توصيف الأمم المتحدة.
وقال مامادو ديان بالدي، المنسق الإقليمي للأزمة في السودان، إن “أعدادًا متزايدة من النازحين قرروا العودة إلى ديارهم”، مشيرًا إلى أن “مليون نازح داخليًا عادوا بالفعل في الأشهر الأخيرة”. من جانبه، أوضح عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، أن “أكبر موجات العودة بدأت مطلع 2025، وتواصلت باتجاه العاصمة الخرطوم منذ مارس الماضي”.
ووفق المفوضية، فإن ما لا يقل عن 320 ألف شخص عادوا إلى مناطقهم الأصلية منذ يناير فقط، ضمن حركة عودة جماعية بدأت أواخر عام 2024.
رغم ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن العديد من المناطق التي عاد إليها النازحون لا تزال “محفوفة بالمخاطر”، إذ يفتقر العائدون إلى الممتلكات، ويواجهون تحديات تتعلق بفقدان الوثائق المدنية، وانتشار الذخائر غير المنفجرة، إلى جانب مخاطر العنف الجنسي وانعدام الخدمات الأساسية.
كما أشار البيان إلى أن ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة تعاني من تدمير شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، التي تحوّل بعضها إلى ملاجئ جماعية.
وفي ظل هذه الأوضاع، توقعت الأمم المتحدة عودة نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم بحلول نهاية عام 2025، لكنها شددت على أن هذا الرقم يعتمد على تحسن الأوضاع الأمنية واستعادة الخدمات الحيوية.
ودعت الوكالات الأممية إلى تعزيز التمويل الإنساني بشكل عاجل، مع استمرار وجود نحو 10 ملايين نازح داخل السودان، بينهم 7.7 مليون شخص نزحوا بسبب الحرب الحالية.
آخر تحديث: 26 يوليو 2025 - 14:20