الكرم بين العادة والعبء.. دعوات مجتمعية لكسر حلقات التكاليف الباهظة في المناسبات - عاجل
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
لم تعد الولائم والمناسبات الاجتماعية تقتصر على كونها مظاهر للبهجة وصلة الرحم، بل تحوّلت لدى كثيرين إلى مصدر قلق وضغط اجتماعي واقتصادي، خصوصًا في ظل التكاليف الباهظة التي تتطلبها حفلات الزواج والمآدب المصاحبة لها.
وبين موجة البذخ التي تجتاح بعض الأسر بدافع التفاخر و«مجاراة الناس»، وبين أسر محدودة الدخل تجد نفسها مُجبرة على تحمل ما لا تطيق كي لا تُتهم بالبخل أو التقصير، تتعالى الدعوات المجتمعية نحو تبني نماذج جديدة تُعيد تعريف الكرم بمعايير الحكمة والتعقل، وتضع حدًّا للهدر الغذائي والتكاليف غير الضرورية، مع الحفاظ على روح المناسبة وجوهرها الإنساني والديني.
أخبار متعلقة "الأرصاد": أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقتي الباحة وحائلاختبارات ومراجعة أسبوعية.. "التعليم" تحدد آلية معالجة فجوة التعلم - عاجل .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الكرم بين العادة والعبء.. دعوات مجتمعية لكسر حلقات التكاليف الباهظة في المناسبات نماذج جديدة للزواجاتودعا عبدالله الريس، المدير التنفيذي لجمعية التنمية الأهلية في حي عبدالله فؤاد، إلى تبني فكرة نماذج اجتماعية جديدة للزواجات، تبقي على المودة وتقلل التكاليف، خاصة في المجتمعات التي تعاني من ضغوط اقتصادية واجتماعية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الكرم بين العادة والعبء.. دعوات مجتمعية لكسر حلقات التكاليف الباهظة في المناسبات
وذلك من خلال بعض الأفكار التي يمكن أن تدعم هذا الهدف، و الدعوة إلى تقليص الإنفاق على الزواجات من خلال التركيز على الجوهر بدلاً من المظاهر، مثل تقليل تكاليف الاحتفالات والمهر ، والاكتفاء بمناسبات عائلية متواضعة تعزز التواصل والمودة.
وقال: لتعزيز الوعي المجتمعي يجب نشر حملات توعية عبر وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية مثل منصات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على أهمية الزواج المبني على التفاهم والمحبة بدلاً من الإسراف، مع مشاركة قصص ناجحة لأزواج تبنوا نماذج بسيطة.
عبد الله الريس
وأضاف: يجب دعم مبادرات مجتمعية مثل إنشاء مبادرات محلية ، وتنظيم أعراس جماعية بتكاليف مخفضة، أو توفير قاعات مجانية مدعومة من الجمعيات أو الجهات الحكومية، ما يساعد الشباب على بدء حياتهم بسهولة.
كذلك تفعيل دور المؤسسات الدينية والاجتماعية مثل الدعوة إلى خطب ومحاضرات تشجع على الزواج الميسر، مع التأكيد على القيم الإنسانية والدينية التي تحث على التسامح وتقليل الشروط المادية.ولائم مسرفةفيما بين المختص في الشؤون البيئية الوليد الناجم، أنالهدر الغذائي وتبعاته البيئية في الزواجات والمناسبات له أثره على المجتمع والبيئة، فعندما نبالغ في إعداد الطعام في المناسبات ويُلقى جزء كبير منه في النفايات، فإننا لا نهدر فقط الطعام، بل نُحمّل البيئة أضرارًا خطيرة.
وتابع: من المؤسف أن الكثير من المناسبات الاجتماعية، وخصوصًا حفلات الزواج، تشهد مظاهر من الإسراف في إعداد كميات كبيرة من الطعام تفوق حاجة المدعوين، ما يؤدي إلى هدر غذائي كبير.
وأضاف: رغم أن الكرم قيمة نبيلة في مجتمعنا، إلا أن الإفراط في تقديم الطعام حتى يُرمى الفائض منه يُعد مخالفة شرعية وبيئية.
الوليد الناجم
وأكد أن التبعات البيئية لهذا الهدر تشمل كل طبق طعام أُعدّ ثم رُمي، استهلك قبله آلاف اللترات من المياه، وكميات كبيرة من الكهرباء والوقود في الزراعة والنقل والتبريد والطبخ و بقايا الطعام تُنقل إلى المكبات، فتتحلل وتُطلق غاز الميثان الضار بالغلاف الجوي ، حين يُهدَر الطعام في المناسبات.
وبين أن هذه الممارسة تتناقض مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة تلك المتعلقة بحفظ الموارد وتقليل الفاقد الغذائي الإفراط في إنتاج الطعام لتغطية الطلب في المناسبات يساهم في تدهور الأراضي الزراعية واستهلاك الموارد بشكل غير مستدام فكل لقمة تُرمى = مياه ضائعة + هواء ملوث + موارد مستنزف .ساحة للتفاخروتسائل المواطن حسين الحاجي: أليس من الحكمة أن نُعيد تعريف الكرم بمعايير التعقل لا الاستعراض؟ وبين أن الذي يدفع شخصاً بسيطاً لمأدبة تفوق قدرته خشية أن يُوصم بالبخل، هو سيف التقاليد وهاجس الركض خلف صورة اجتماعية زائفة لا تمثل حقيقة صاحبها بل تمثل سطوة العُرف على العقل.
كما أن ليست كل سفرة عامرة كرماً وليست كل وجبة كبيرة سخاءً، و المؤسف في مجتمعنا أن الكرم ارتبط بالولائم والعطاء بالموائد، ولكن حينما تتحول الضيافة إلى ساحة للتفاخر وتصبح معياراً للوجاهة فإننا أمام عادة لا تُكرم الضيف بل تُرهق المضيف وتُبدد معها المال والوعي، والنتيجة إسراف يتكرر وهدر يتضخم وضغط نفسي لا يُحتمل.
حسين الحاجي
وأكمل: كم هو مؤلم أن بعض الأغنياء يُبالغون في البذخ بدافع التفاخر، والأشد ألماً أن يُجاريهم محدودو الدخل فيكلفون أنفسهم فوق طاقتها ليُرضوا العُرف بينما هم في دواخلهم يئنون من ضغط هذه العادة .
وأكد أن البذخ سلوك مذموم من ثري مُترف أو بسيط مُكابر، علينا أن نُحرر الضيافة من قبضة المجاملة وأن نُشعل في وعينا أن الكرم لا يعني الهدر وأن احترام النعمة خير من بعثرتها، وأن المجتمع الواعي لا يُقاس بحجم أطباقه بل بحجم حكمته.
وشدد على أن الأوان قد آن لكسر دائرة الضغط الاجتماعي وتحرير الكرم من سلاسل المظاهر، فليس من الرجولة ولا من المروءة أن يُقحم الإنسان نفسه في الديون من أجل مظهر ينتهي بنهاية المناسبة ، قال الله تعالى : " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" .أعباء اقتصاديةوذكر الأخصائي الاجتماعي عبد الرحمن السويلم، أن هناك بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي قد تُثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود أثناء إقامة المآدب، ما قد يضعهم في حرج، ويُسبب لهم أعباء اقتصادية تفوق طاقتهم.
عبدالرحمن السويلم
وقد يدفع ذلك ببعضهم إلى الانعزال عن مجتمعهم لعدم قدرتهم المادية على مجاراة التكاليف وفي المقابل، نجد بعض الميسورين يقعون في الإسراف والتبذير اعتقادًا أنه نوع من الكرم، أو خوفًا من انتقاد الناس إن قدّموا القليل لضيوفهم.
من هنا تأتي أهمية مراعاة ظروف الجميع عند تقديم الولائم والاحتفاء بالمناسبات، والتذكير بأن النعم لا تدوم، وأن شكرها يكون بالاعتدال وعدم التكلف.
كما طرح عددًا من التوصيات للحد من هذه الظاهرة مثل أهمية اعتماد مبدأ الاعتدال دون تكلف في إقامة الولائم والمناسبات، و مراعاة اختلاف القدرات المادية بين أبناء العائلة وعدم إحراج أحد بأي التزام يفوق طاقته، و أهمية التركيز على المعنى الاجتماعي وصلة الرحم بدلاً من المظاهر ، و وضع آلية توافقية واضحة للضيافة تضمن المشاركة الرمزية والمقبولة من الجميع ، و نشر ثقافة شكر النعمة والاقتصاد فيها، والابتعاد عن الإسراف والتباهي، وتخصيص جزء من الجهود للمبادرات الاجتماعية التي تخدم العائلة وتزيد من تلاحمها.
كما وضع د. خالد برهان عددًا من الحلول لإقامة حفلات صغيرة أو منزلية بدلًا من القاعات الفخمة وتقليل عدد المدعوين للحفل ليشمل المقربين فقط، و الاكتفاء بحفل عقد قران بسيط دون زفاف كبير، والاعتماد على خدمات محلية أو شخصية (مثل الطبخ أو التصوير من معارف) .
خالد برهان
إضافة إلى الاستغناء عن المظاهر المكلفة مثل الهدايا الفخمة، الكوشة، أو عروض الزفة المبالغ بها، و الزواج الجماعي، و التخطيط المبكر والميزانية المحددة لتجنب الإنفاق العشوائي، و التركيز على بناء الحياة الزوجية بدلاً من حفلة ليوم واحد.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات محمد السليمان الدمام التكاليف الباهظة الكرم المناسبات المناسبات الاجتماعية الولائم حفلات الزواج تكاليف الزواج الزواج الهدر الغذائي غلاء تكاليف الزواج التکالیف الباهظة فی المناسبات article img ratio
إقرأ أيضاً:
«الإمارات نظيفة» تنطلق في دبي بمشاركة مجتمعية استثنائية
دبي (الاتحاد)
انطلقت الدورة الرابعة والعشرون من حملة «الإمارات نظيفة»، التي تنظمها مجموعة عمل الإمارات للبيئة تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة، في رحلتها الوطنية بدءاً من دبي بنشاط استثنائي، مُضفيةً أجواءً حماسيةً على ما يُتوقع أن تكون إحدى أكثر دورات الحملة تميزاً حتى الآن.
وأثار الإطلاق المرتقب حماساً واسع النطاق في أوساط المجتمع، مدعوماً بالحضور القوي للشركاء المؤسسيين والمتطوعين الذين اجتمعوا بروحٍ مشتركةٍ من الطموح لتعزيز التطلعات البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كان الجو العام احتفالياً، ويتناسب تماماً مع «عام المجتمع»، ويعكس الوحدة والالتزام والفخر الجماعي.
ستجوب هذه الحملة الوطنية البارزة جميع الإمارات السبع، وستبلغ ذروتها في 16 ديسمبر في العاصمة أبوظبي، مؤكدةً بذلك دورها كركيزة أساسية في العمل البيئي في الدولة.
بشراكةٍ فعّالةٍ مع بلدية دبي، أُقيم حفل الافتتاح أمس السبت، واستقطبت الحملة 8,500 من المشاركين المتفانين، متحدين بهدف مشترك، اجتمع المشاركون في منطقة بر الروية قبل أن يتفرقوا عبر عدة مناطق محددة، مغطين أكثر من 12 كيلومتراً من التضاريس الطبيعية. وقد أثمرت جهودهم الدؤوبة عن جمع وفرز وإعادة توجيه كميات كبيرة من النفايات بكفاءة إلى مرافق إعادة التدوير، مما أحدث أثراً بيئياً فورياً وقابلاً للقياس وعزز القدرة التحويلية للعمل الجماعي.
تم تزويد المتطوعين بقمصان وقبعات وقفازات قطنية وأكياس قمامة قابلة للتحلل الحيوي، مصممة بشكل مستدام، مما يعكس التزام المجموعة الراسخ بتقليل المواد أحادية الاستخدام والدعوة إلى ممارسات سليمة بيئياً في كل مرحلة من مراحل الحملة. وقد جمعوا معاً 5570 كجم من النفايات العامة، بالإضافة إلى 1000 كجم من الورق، و350 كجم من البلاستيك، و50 كجم من علب الألومنيوم، و500 كجم من الخردة المعدنية، و500 كجم من الزجاج، وتم فصلها جميعاً بعناية عن مجرى النفايات العامة وإرسالها إلى مصانع إعادة التدوير المحلية. مما أسهم في تحقيق فوائد بيئية كبيرة.
وفي كلمتها أمام الحضور، أعربت الدكتورة حبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، عن خالص تقديرها لآلاف المتطوعين والشركاء والداعمين الذين يواصل تفانيهم دعم حملة «الإمارات نظيفة» عاماً بعد عام. وأكدت أن الحملة، التي تُقام تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة وبشراكة استراتيجية مع بلدية دبي ودعم عدة جهات أخرى، تظل واحدة من أبرز المبادرات البيئية المجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تشهد نمواً مطرداً في نطاقها وتأثيرها وأهميتها الوطنية كل عام.
أخبار ذات صلة
وأكدت الدكتورة المرعشي أن «نسخة هذا العام تتماشى تماماً مع أولويات الاستدامة والتنمية الاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام المجتمع، مما يساعد على تعزيز القيم الأساسية للوحدة والتطوع والمسؤولية المدنية المشتركة. على مدار الـ24 عاماً الماضية، تطورت حملة الإمارات نظيفة لتصبح منصة ديناميكية للتعليم البيئي والتحول السلوكي، مما يوفر مساحة للمشاركة الهادفة عبر الأجيال والقطاعات والجنسيات».
نجاح باهر
وفي كلمتها الختامية، قالت المرعشي: «إن النجاح الباهر الذي حققته الحملة يُجسّد بقوة وحدة وطننا وفخرنا الوطني ووعينا البيئي الراسخ. في مجموعة عمل الإمارات للبيئة، نلتزم التزاماً تاماً بدفع عجلة الاستدامة وتعزيز العمل الجماعي الذي يدعم انتقال دولتنا الحبيبة نحو اقتصاد دائري وحيادية مناخية طويلة الأمد. معاً، نبني مستقبلاً أنظف وأكثر اخضراراً ومرونة للأجيال القادمة».