الجنوب يقول كلمته مبكرًا.. كثافة تصويتية لافتة في حلايب وشلاتين مع انطلاق ماراثون الشيوخ 2025
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
في مشهد انتخابي فريد، أظهرت مدن الجنوب المصري وعيًا سياسيًا مبكرًا، حيث تصدّر أهالي حلايب وشلاتين وأبو رماد مشهد اليوم الأول من انتخابات مجلس الشيوخ 2025، بتوافد مكثف منذ الساعات الأولى لصباح الاثنين، في مشهد عبّر عن التزام وطني صادق تجاه استحقاق دستوري هام.
. إشادة بالأداء
ورغم الطبيعة الجغرافية الوعرة وبعد المسافات في تلك المناطق الحدودية، سجّل المواطنون حضورهم اللافت قبل فتح أبواب اللجان بوقت، واصطفوا في طوابير أمام المقار الانتخابية، مؤكدين أن المشاركة لا تعترف بالبعد، وأن الجنوب شريك أساسي في صناعة القرار.
وبدأت عملية التصويت في تمام التاسعة صباحًا داخل 68 لجنة رئيسية موزعة على مدن محافظة البحر الأحمر، التي تضم 333,441 ناخبًا يحق لهم التصويت. وتحتل مدينة الغردقة النصيب الأكبر من الكتلة التصويتية بـ194,534 ناخبًا داخل 34 لجنة، تليها سفاجا بـ10 لجان و45,261 ناخبًا، ثم القصير بـ8 لجان تشمل 35,576 ناخبًا.
أما في أقصى الجنوب، فتضم الشلاتين 3 لجان تخدم نحو 10,889 ناخبًا، بينما تحتوي حلايب على لجنتين فقط مخصصة لـ5,086 ناخبًا، ما لم يمنع الأهالي هناك من التوافد المبكر والمشاركة بكثافة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين في دائرة البحر الأحمر، والتي ضمّت خمسة أسماء يتنافسون على مقعد فردي واحد، هم:
جمال السليك (حماة الوطن – رقم 1)
أحمد فؤاد القاضي (العدل – رقم 2)
عبدالرحمن أحمد عبدالمبدئ (المحافظين – رقم 3)
حسام عبدالعظيم (المصريين – رقم 4)
محمد عطا الزمر (مستقل – رقم 5)
ويخوض هذا الاستحقاق الانتخابي ما مجموعه 424 مرشحًا على النظام الفردي على مستوى الجمهورية، بينهم 183 مستقلًا و241 مرشحًا حزبيًا، فيما تتقدّم قائمة واحدة فقط على مستوى القوائم، وهي «القائمة الوطنية من أجل مصر».
وتُجرى الانتخابات على مدار يومي الإثنين والثلاثاء داخل 8,286 مقرًا انتخابيًا بمختلف المحافظات، وسط إشراف قضائي كامل من قرابة 9,500 قاضٍ من هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، حيث تُفتح اللجان يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.
ومع بداية التصويت، بدت مدن الجنوب وكأنها تؤكد أن الانتماء لا يُقاس بالموقع، وأن المشاركة السياسية الحقيقية تنبع من الإيمان بدور الفرد في صناعة مستقبل وطنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الاحمر مدينة الغردقة محافظة البحر الاحمر انتخابات مجلس الشيوخ الغردقة البحر الأحمر ناخب ا
إقرأ أيضاً:
علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.
وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.
وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".
موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.
وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.
ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.
أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.