منذ أن تقلّد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، إمارة منطقة القصيم في التاسع من ربيع الآخر لعام 1436هـ، بدأت صفحة جديدة في تاريخ الإمارة، عنوانها: التنمية الشاملة، والحوكمة الذكية، واستثمار رأس المال الاجتماعي.

لم يكن سموه مسؤولًا تقليديًا، بل مثقفًا يحمل وعيًا تنمويًا عميقًا، أدرك مبكرًا أن إمارات المناطق لم تعد حكرًا على الملفات الأمنية فحسب، بل باتت ذراعًا تنسيقيًا فاعلًا في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

فهم لدور الإمارة ولدوره كمسؤول، عبر الأمير فيصل بن مشعل، في تصريحات سابقة، قال فيها: إن دور الإمارة في السابق كان أمنياً وتقليدياً، تتعامل مع الشرطة والمباحث والمحكمة وقطاعات أخرى، أما الآن فدورها الأعظم هو تنموي، تمسك بكل خيوط التنمية في المنطقة، ممثلة في مجلس المنطقة، والمبادرات الأخرى، وما يستجد على كل الأحداث والأيام التي يعيشها المسؤول فيها.

بهذا الفهم، أعاد الأمير تشكيل دور الإمارة، إيماناً منه بالدور التنموي لإمارات المناطق، في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، وإدراكاً بأهمية استكشاف الميزات النسبية، لمجتمع وبيئة كل منطقة، تارة بأفكار ذهنية مبنية على أن المجتمع مطبع بالتنمية، وتارة أخرى بقدراتها على استثمار جهود كل قطاعات المنطقة الحكومية والخاصة والقطاع الثالث في خدمة مجتمعها.

مسؤول مختلف.. وصانع أثر

 فيصل بن مشعل بن سعود لم يكن أمير منطقة فحسب، بل كان مشروعًا تنمويًا متكاملًا، يُحتذى به في الإدارة، والوعي، والتواضع، وحب الوطن، وما تحقق في القصيم خلال عقد من الزمن، لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة قيادة تعرف الطريق، وتملك الرؤية، وتؤمن بالناس.

ومع اقتراب الذكرى الحادية عشرة لتوليه المسؤولية، يواصل سموه رحلته، مستندًا إلى رصيد وافر من الثقة، والإنجاز، والطموح الذي لا سقف له.

الأمير المثقف.. الذي تتوقف خطاه أمام كتاب

 لا يخفي الأمير فيصل بن مشعل شغفه بالثقافة والمعرفة؛ فهو الأكاديمي الحاصل على الدكتوراه، والمثقف الذي شوهد يتأمل بإعجاب كتاب الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبدالمحسن «علمتنا الشمس» في إحدى جولاته الثقافية داخل المجمعات التجارية.

هذا البُعد المعرفي انعكس على نهجه الإداري، إذ رسّخ مفهوم «التنمية الذهنية»، وحرص على تحويل مجتمع القصيم إلى شريك حقيقي في التنمية، مؤمنًا بأن المواطن هو المحور لا المتلقي.

تواضع المسؤول وعفوية القائد

 تجلت إنسانية الأمير في مواقف عدة، أبرزها ما وثقه مقطع متداول في يوليو 2025، خلال وداعه لسفير دولة الإمارات الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان، حينما قال السفير مازحًا: «لا تتعب نفسك وتطلع»، فرد الأمير بعفويته الشهيرة: «طالع لو تحلف إلى يوم الدين»، في مشهد لقي إشادة واسعة بروح التواضع والبساطة التي يتمتع بها سموه.

قائد بإرادة تنموية

 خلال 11 عامًا من القيادة، تحوّلت القصيم إلى ورشة تنموية مفتوحة، وارتفعت مؤشرات جودة الحياة، وتقدّمت الإمارة في التصنيفات الرقمية والخدمية؛ إذ حققت المركز الثاني بين إمارات المملكة في مؤشر الحكومة الرقمية بنسبة 84% لعام 2024، مقارنة بـ66% في العام السابق.

وفي قطاع التعليم، توسعت جامعة القصيم لتضم 38 كلية و24 برنامجًا أكاديميًا، مع تنفيذ أكثر من 220 مشروعًا، وإنشاء مدينة طبية ومستشفى بيطري جامعي، في حين سجلت الجامعة 15 اعتمادًا دوليًا و50 اعتمادًا وطنيًا.

أما في البنية التحتية، فدعمت الإمارة مشاريع تصريف السيول بتكلفة 3 مليارات ريال، وتأهيل الطرق والحدائق بما يفوق مليار ريال، في ظل ارتفاع نسبة التوطين إلى 67%، وتنفيذ أكثر من مليون زيارة رقابية.

بيئة خضراء.. واستدامة تنموية 

لم تغب البيئة عن أجندة الأمير، فكان من أوائل من أطلقوا مبادرات بيئية مثل «أرض القصيم خضراء»، والتي حقّقت المرحلة الخامسة عشرة منها نقلة نوعية في جهود التشجير بالمنطقة، بإسهامها في زراعة أكثر من (7,521,316) شجرة بمختلف مدن القصيم ومحافظاتها ومراكزها، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وتحسين جودة الحياة، في إطار مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للبيئة ورؤية المملكة 2030.

ليس هذا فحسب، بل إن دوره كان لامعاً وبارزاً في إنشاء واحة بريدة على مساحة 30 مليون م²، بهدف زراعة الأشجار باستخدام المياه المجددة، وهو مشروع متكامل للاستدامة يساهم في مبادرة السعودية الخضراء.

المشروع الذي دشنه أمير منطقة القصيم، يشمل زراعة مليون شجرة، وتتغذى هذه الواحة من المياه المجددة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة لشركة المياه الوطنية.

ودخلت واحة بريدة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة صناعية من صنع الإنسان، وحصلت على بصمة الكربون المائية وترشيد استهلاك المياه.

كما شجّع قبل 6 أعوام، تأسيس رابطة أصدقاء البيئة في كل محافظة، لترسيخ ثقافة الوعي البيئي والتطوع، من أجل الاستفادة من المياه المعالجة بالمنطقة لتعزيز الغطاء النباتي في واحة مدينة بريدة وغابة محافظة عنيزة، رابطة أثمرت عن زراعة أكثر من 400 ألف شجرة، بمشاركة جميع الجهات الحكومية والأهلية والروابط.

وقد أشادت مجلة «مستقبل العلوم الاجتماعية» بتجربة إمارة القصيم، ووصفت الأمير فيصل بأنه «قائد للاستدامة»، داعية إلى تعميم تجربته على بقية إمارات المملكة.

وبحسب المجلة، فإن المبادرات التي قدمتها إمارة منطقة القصيم حققت الأهداف البيئية للتنمية المستدامة، والتي تحققت مؤشراتها بدرجة كبيرة، فازداد الوعي لدى المشاركين بأهمية المشاركة التطوعية بالأنشطة البيئية وأهمية حماية البيئة وحفظ الثروات الطبيعية والعمل على تطوير البيئة وقيمة التنمية الخضراء وزراعة الأشجار للحفاظ على البيئة.

وحققت إمارة القصيم الهدف الرابع من SDGS وفق المواءمة بينها وبين رؤية 2030 والتي نصت على عدم ترك أحد خلف الركب، بتمكين الجميع من تحقيق إمكانياتهم في إطار يحقق الكرامة والإنصاف والمساواة في ظل بيئة صحية.

رؤية واضحة.. لتمكين الشباب وبناء الإنسان

أولت إمارة القصيم اهتمامًا خاصًا بالشباب، من خلال برامج التدريب المهني والتأهيل القيادي، مستهدفة الحد من بطالة الشباب وتمكينهم من قيادة المستقبل، وقد برزت مؤشرات نجاح هذا التوجه في:

• تمكين أكثر من 31 ألف مستفيد من برامج الإسكان.

• استيعاب أكثر من 12 ألف طالب في مشاريع الأوقاف التعليمية.

• تأهيل 2700 معلم عبر مركز التطوير المهني.

• استفادة 5 ملايين مواطن من الخدمات الصحية في عام واحد.

• تنفيذ مشاريع نقل وخدمات لوجستية بأكثر من 3 مليارات ريال.

القصيم.. من نموذج محلي إلى تجربة وطنية رائدة

 لم تكن النجاحات التي حققتها إمارة القصيم بمعزل عن الجهود الوطنية، بل جاءت بتكامل مع رؤية 2030، فحققت الإمارة أهدافًا عدة من أهداف التنمية المستدامة (SDGS)، لا سيما:

• الهدف الرابع: ضمان التعليم الجيد والمستدام.

• الهدف الثامن:  النمو الاقتصادي والتوظيف الكامل.

• الهدف الثالث عشر والخامس عشر: العمل المناخي وحماية البيئة.

وقد أكدت دراسات أن سمو الأمير استطاع توحيد جهود الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وخلق ثقافة مجتمعية تنموية، جعلت القصيم ركنًا فاعلًا في مسيرة المملكة نحو المستقبل.

التدريب المهني:

 تدريب مهني ملائم، وفرته الدورات التدريبية والتأهيل المهني التي أتاحته إمارة القصيم، للشباب، مما أهلهم لممارسة عملهم الجديد والذي يتوافق مع الهدف الثامن الأهداف الأممية بالحد من نسبة الشباب غير الملتحقين بالتدريب وهو ما يدعم جهود المملكة في التوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل.

مهارات القيادة:

 خلال العقد الذي تولى فيها الأمير الدكتور فيصل المسؤولية، حققت إمارة منطقة القصيم أهداف التنمية المستدامة الاجتماعية من خلال تبنيها لتعليم مهارات القيادة للشباب والشابات و دعم نجاحاتهم بتخصيص الجوائز للمجتهدين والمحفزة لمن هم على ذات الطريق، واضعةً تكافؤ الفرص بين الجنسين معياراً لبناء المبادرات وتنفيذها.

وعززت الإمارة في الشباب مقاصد الأمن الفكري والانتماء الوطني وحملتهم المسؤولية بصنع القرار والمشاركة فيه، وهي المؤشرات والمقاصد التي نص عليها الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة SDGS 2030 والمعني بمفهوم ضمان الحصول على التعليم الجيد.

واستوعبت مبادرات الإمارة ومجالاتها توزيع النمو والاستدامة على جميع أفراد المجتمع ووسعت خياراتها التنموية الاجتماعية مع البقاء على ثوابت دعم الانتماء الوطني والأمن الفكري.

خطوات أثمرت بفرصاً متساوية بين الجنسين، مما ساهم في تعزيز التسامح بين أفراد مجتمع المنطقة وترسيخ الانتماء الوطني و أهمية تقبل الآخر، وهي من المقاصد الرئيسة للهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة.

ثقافة تنموية:

 نجحت إمارة القصيم في عهد الأمير الدكتور فيصل في تكوين ثقافة تنموية لمجتمع المنطقة أثمر حراكاً تنامى على مر السنوات وبمختلف المبادرات حتى باتت ركناً أساساً في خارطة أفراد المنطقة التنموية.

مبادرات حققت مقاصد ضمنية للمستفيدين بارتفاع شعورهم بالانتماء والولاء للمجتمع والوطن، ورفعت مستوى حس المسؤولية بالمشاركة المجتمعية جراء مشاركتهم في المبادرات، وهو ما أوصل رسالة إضافية للدور التقليدي لإمارة المنطقة.

نتائج لم تكن لتتحقق لولا مراعاة استراتيجية الإمارة التنموية للمقومات النسبية المميزة للمنطقة و توفير البيئة المحفزة للمستفيدين التي تساعدهم على النجاح.

كفاءة الطاقة وخفض الاستهلاك للمباني

 كنتيجة لحرصه على تطبيق المعايير كافة التي تكفل خفض استهلاك الطاقة ومتابعة ذلك أولاً بأول، التزاماً بالمعايير والمتطلبات بهذا الجانب، حصلت إمارة منطقة القصيم على نسبة 100% في بطاقة الأداء لعام 2022م من المركز السعودي لكفاءة الطاقة.

نجاح لم ينسبه لنفسه -وإن كان أبرز صانعيه- بل إن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أشاد بدور مسؤولي الإمارة للوصول إلى هذا الإنجاز المتمثل في تعزيز الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة وتطبيق جميع الممكنات التي تسهم في خفض الاستهلاك في المباني التابعة لإمارة المنطقة، محاولاً نسبة الفضل لأهله، إشادات بتجربة إمارة القصيم

تمكين المرأة:

 خطوات متميزة خطتها إمارة القصيم في تمكين المرأة وريادتها وتميزها في العديد من المجالات، من خلال الأرقام والإحصاءات، التي أظهرت نموًا في برامج تمكين المرأة عبر فرص العمل، ومشاركتها في صناعة القرار من خلال حضورها الفاعل سواء في ديوان إمارة المنطقة أو الجهات الحكومية والقطاعات العسكرية والمؤسسات الأهلية، وتمكين المرأة سواء في ديوان إمارة المنطقة، أو من خلال التركيز على وجود العنصر النسائي في كل مجال ومناسبة.

خطوات أفصح عنها أمير القصيم في تصريحات سابقة، مؤكدًا دعمه برامج تمكين المرأة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا الاجتماعية، وتعزيز دور المرأة القيادي وتمكينها في تولي العديد من المسؤوليات بمختلف القطاعات بالمنطقة.

إشادات وتوصيات بتعميم التجربة:

 تجربة استثنائية أثمرت فرص عمل لائق وتوجيه المؤهلين إلى سوق العمل بعد تأهيلهم، بحسب دراسة أصدرتها مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية، أوصت خلالها بتعميم تجربة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز -أمير القصيم-، واستنساخ نموذج قائد الاستدامة البارع في خلق التعاون بين الآخرين، من أجل توحيد جهودهم والتأثير فيهم.

وأكدت ضرورة تعميم تجربة إمارة القصيم، في استثمار طاقات مجتمع المنطقة وأفراده من الشباب والشابات في مجال القيادة وصنع القرار أو المشاركة فيه، عبر العديد من المبادرات التنموية التي نفذتها إمارة المنطقة أو أشرفت على تنفيذها.

الدراسة أوصت -كذلك- بتعميم تجربة القصيم في تعزيز انتماء الشباب لوطنهم ومجتمعهم، مشيدة بالدور التوعوي للأمير الدكتور فيصل بن مشعل، والمبادرات التي سنتها الإماراة لنبذ الإرهاب والفكر الضال، ونشر ثقافة الأمن الفكري، وقيم التسامح وأهمية تقبل الآخر.

أمير القصيمرؤية 2030قد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أمير القصيم رؤية 2030 الدکتور فیصل بن مشعل الأمیر الدکتور فیصل فیصل بن مشعل بن سعود إمارة منطقة القصیم إمارة المنطقة تمکین المرأة إمارة القصیم أمیر القصیم القصیم فی الأمیر فی رؤیة 2030 من خلال أهداف ا أکثر من

إقرأ أيضاً:

أمير المنطقة الشرقية يقدم التعازي للعبيد في وفاة والدته

قدم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم، التعازي إلى خالد بن أحمد العبيد في وفاة والدته -رحمها الله-، وذلك خلال زيارة سموه لمنزل الأسرة في محافظة الخبر.
وسأل سموه الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
من جانبه، أعرب خالد العبيد عن خالص شكره وامتنانه لسمو أمير المنطقة الشرقية على مواساته الصادقة، التي كان لها بالغ الأثر في التخفيف من مصابهم.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مشروع تطوير طريق الأمير فيصل بن بندر بطول 15.5 كيلومتر شمال العاصمة
  • نائب أمير الرياض يبحث مع وزير التعليم المشروعات التعليمية في المنطقة ومحافظاتها
  • أمير الشرقية يستقبل مدير جوازات المنطقة ويشيد بتطور الخدمات الرقمية
  • معرض حرس الحدود التوعوي للسلامة البحرية ينطلق بالمنطقة الشرقية
  • الشيخ فيصل آل ثاني.. 60 عاما من ريادة الأعمال وحفظ التراث
  • أمير تبوك يطّلع على تقرير أعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة
  • أمير المنطقة الشرقية يقدم التعازي للعبيد في وفاة والدته
  • الخريف: الصناعة ليست للكبار فقط وفرص رواد الأعمال وصغار المستثمرين تتزايد .. فيديو
  • إمارة تبوك تعلن عن انطلاق مسابقة “الابتكار 2025” لتحفيز الإبداع وتحسين الأداء الحكومي بالمنطقة