الصدفية.. مرض جلدي مزمن أم التهاب عابر؟
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
مرض الصدفية .. أفادت بوابة الصحة «جيزوند بوند.دي» الألمانية بأن الصدفية تعد مرضًا جلديًّا مزمنًا غير معدٍ.
وأفاد خبراء المجلة المتخصصة في الأخبار الطبية بأن المرض يتسم بظهور بقع حمراء متقشرة غالبًا ما تكون مصحوبة بحكة شديدة، وتتطور الصدفية عادة في شكل نوبات متقطعة، إذ تتناوب فترات نشاط المرض الحاد مع فترات قد تكون الأعراض فيها خفيفة أو غائبة تمامًا.
وعلى الرغم من أن بعض المرضى يتأقلمون مع المرض ولا يشعرون بتأثير كبير على حياتهم اليومية، إلا أن آخرين يعانون من عبء نفسي وجسدي شديد نتيجة الأعراض الظاهرة ومتطلبات العناية المستمرة بالبشرة.
واقرأ أيضًا:
وتتجلى الصدفية في أشكال متعددة، وأكثرها ظهورا هو الصدفية الشائعة، والتي تظهر على شكل بقع حمراء محددة الحواف ومغطاة بقشور فضية لامعة تعرف باللويحات، وتظهر هذه اللويحات غالبا بشكل متناظر على جانبي الجسم، مثل المرفقين أو الركبتين، وقد يصاحبها حكة شديدة، خاصة أثناء النوبات النشطة.
وفي بعض الأحيان تؤدي الحكة المتكررة إلى تهيج إضافي في الجلد وظهور شقوق مؤلمة، خصوصا في اليدين والقدمين، والتي تصبح أكثر إيلاما عند الحركة أو ملامسة المواد المهيِّجة، بحسب دي بي إيه.
أشكال الإصابة بالصدفيةويمكن أن تمتد الصدفية لتصيب الأظافر أيضًا فيما يعرف بالصدفية الظفرية، حيث تظهر حفر صغيرة في الأظافر، أو تصبح سميكة وذات لون أصفر بني، وفي بعض الحالات قد تنفصل عن الجلد.
وهناك أشكال أخرى للصدفية أقل شيوعًا، مثل الصدفية العكسية التي تصيب طيات الجسم الرطبة كالإبطين والأربية وتحت الثديين، حيث تكون القشور قليلة بسبب الرطوبة المستمرة، والصدفية البثرية التي تتميز بظهور بثور صغيرة مليئة بالقيح غير المعدي، والتي قد تظهر وحدها أو مع الصدفية الشائعة.
وتصيب الصدفيَّة النقطية الأطفال والمراهقين بشكل خاص، وتظهر فجأة بعد عدوى بالمكورات العقدية على هيئة طفح جلدي نقطي واسع الانتشار، وقد تختفي خلال أسابيع أو أشهر، لكنها أحيانا تعود أو تتحول إلى الشكل الشائع.
وتنتج الصدفية عن تفاعل مناعي ذاتي معقد، حيث يفرز الجهاز المناعي المفرط النشاط مواد التهابية تؤدي إلى تكاثر سريع وغير طبيعي لخلايا البشرة بمعدل أسرع بعشر مرات من الطبيعي، ما يجعل الطبقة القرنية تتراكم قبل أن تتساقط بشكلها المعتاد، هذا التسارع يسبب سماكة الجلد وظهور القشور، بينما يؤدي الالتهاب وزيادة التروية الدموية إلى احمرار المناطق المصابة.
ويُعد العامل الوراثي أبرز أسباب المرض، حيث ترتفع احتمالية إصابة الأبناء في حال إصابة أحد الوالدين إلى 15%، وتصل إلى 40% إذا كان كلا الوالدين مصابا.
ويؤكد الأطباء على أن مسار المرض غير متوقع، إذ قد تتناوب فترات النشاط الشديد مع فترات هدوء شبه تام، بينما يعاني بعض المرضى من أعراض مستمرة وشديدة لفترات طويلة.
محفزات الصدفيةوثمة عوامل عديدة قد تحفز النوبات أو تزيد شدتها، مثل الحروق الشمسية، أو الاستحمام بماء شديد السخونة، أو الجروح السطحية أو الوشم وثقب الجسم، إضافة إلى الضغوط النفسية والعدوى والتدخين والكحول وبعض الأدوية كأدوية الملاريا.
ويعتمد تشخيص الصدفية غالبا على الفحص السريري للأعراض الجلدية المميزة، وفي الحالات الملتبسة يمكن فحص عينة من الجلد أو الأظافر لاستبعاد العدوى الفطرية، كما يتم تقييم شدة المرض حسب نسبة مساحة الجلد المصابة وتأثير الأعراض على جودة الحياة.
ولا يوجد علاج شافٍ للصدفية حتى الآن، لكن يمكن السيطرة على الأعراض بفعالية من خلال العناية اليومية بالبشرة باستخدام مراهم وكريمات مرطبة ودهنية، والعلاجات الموضعية بالكورتيزون أو نظائر فيتامين D3، إضافة إلى العلاج بالضوء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لإبطاء تكاثر الخلايا وتقليل الالتهاب، وفي الحالات المتوسطة إلى الشديدة، يمكن اللجوء إلى العلاجات الجهازية الفموية.
ويمثل التعايش مع الصدفية تحديًا كبيرًا لكثير من المرضى، إذ قد تتسبب الحكة الليلية وقلة النوم والإرهاق المستمر في تدهور جودة الحياة، كما يعاني بعضهم من وصمة اجتماعية نتيجة الاعتقاد الخاطئ بأن المرض معدٍ، ما يدفعهم أحيانًا إلى العزلة أو تجنب الأنشطة الاجتماعية اليومية.
ويؤكد الأطباء أن الدعم النفسي ومجموعات المساندة، إلى جانب التواصل مع مرضى آخرين لديهم تجارب مماثلة، أمور تساعد في تحسين التكيف النفسي وتخفيف العبء العاطفي الناتج عن المرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصدفية مرض الصدفية
إقرأ أيضاً:
علاج سحر المرض هل يجب فك العمل للشفاء؟.. 9 حقائق لا تعرفها
لا شك أن الكثيرين يبحثون عن علاج سحر المرض يتساءلون هل يجب فك العمل للشفاء؟، وقد هلكت أجسادهم بسبب السحر الذي لجأ إليه ضعاف النفوس، واستخدموه لإيذاء غيرهم؛ بتسليط وعمل السحر بالمرض، وحيث إنه ابتلاء عضال ليس من اليسير على البدن تحمله، من هنا يكثر البحث عن علاج سحر المرض وهل يجب فك العمل للشفاء؟، لعل به ينجو المسحور من هلاك محقق .
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن شفاء المريض بسبب السحر بيد الله وليس له علاقة بفك العمل، منبهًا إلى أن السحر يمكن أن يؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية للإنسان، ولكن هذا التأثير لا يعني استحالة الشفاء.
وأوضح “ قابيل” في إجابته عن سؤال : كيفية علاج سحر المرض هل يجب فك العمل للشفاء ؟، أن الشفاء من تأثير السحر يمكن عند فك العمل أو السحر الذي يصيب الإنسان، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يتحدث عن السحر كنوع من الابتلاء، حيث يقول الله تعالى: "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ." (البقرة: 102).
وأضاف أن هذا يدل على أن السحر موجود كابتلاء، ولكن الله سبحانه وتعالى أقوى من كل هذه الأعمال، والأمر كله بيد الله عز وجل ، منوهًا بأن السنة النبوية الشريفة توضح أيضًا إمكانية الشفاء من السحر.
واستند لما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر، وكان يُخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، ولكنه دعا الله حتى شفاه، قائلاً: "سُحِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى كان يُخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ثم قال: هل شعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه.".
وأشار إلى أن هذا يوضح أن الشفاء حدث بفضل دعائه إلى الله جل وعلا وفك السحر عنه، لافتًا إلى أن الشفاء من السحر يأتي عبر الأخذ بالأسباب الشرعية، مثل الرقية الشرعية وقراءة القرآن والدعاء.
ودلل بما قال الله تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ..." (الإسراء: 82).، مبينًا أن القرآن نفسه يحمل الشفاء للنفوس والأبدان، وبالتالي فك السحر باستخدامه يُعد وسيلة فعالة للشفاء.
وتابع: وهذا لا يتحقق إلا بالأخذ بالأسباب الطبية والعلاجية فى حال وجود مرض عضال، والأمر كله بيد الله عز وجل ، مؤكدًا أن التوكل على الله والمواظبة على الصلوات الخمس، وكذلك الوضوء الدائم، لأنه سلاح المؤمن.
واستطرد: والانشغال بما أقام به الإنسان، والتحصن بالأذكار والرقية الشرعية هي أساسيات في العلاج من السحر، حيث أن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، ويجب على الإنسان أن يلجأ إليه بالدعاء والعمل بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.
طريقة علاج السحروأفاد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحره لبيد بن الأعصم من يهود زريق، وكان أثر السحر إنه يشعر بالإرهاق، وكان يشعر إنه صلى وهو لم يصل، فالله سبحانه وتعالى أنزل على سيدنا النبي محمد، الفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي".
ولفت إلى أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الشيطان يجرى في البنى آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه مجاريه بالجوع، يعنى لما تصوم لا يستطيع يجرى في الدم، والأقوى قراءة المعوذتين والفاتحة وسورة الإخلاص، وآية الكرسي، وهذا الحل وليس الذهاب للدجالين، يبقى عليها بالصلاة والدعاء وأذكار الصباح والمساء، حتى يذهب عنها كل هذا".