ينتقل فيروس "شيكونغونيا" عبر لدغات البعوض، ويتسبب بأعراض تشمل الحمى وآلام المفاصل، وتشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بحمى الضنك. وتُعد الفئات الأكثر عرضة للإصابة الحادة هم صغار السن، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. اعلان

في ظل تفشي غير مسبوق لفيروس "شيكونغونيا" في جنوب الصين، أعلنت السلطات عن سلسلة من التدابير الوقائية الصارمة شملت استخدام الناموسيات، ونشر كميات كبيرة من المطهرات، والاستعانة بطائرات بدون طيار لرصد أماكن تكاثر البعوض، فضلاً عن فرض غرامات مالية على المواطنين الذين لا يزيلون المياه الراكدة من محيط منازلهم.

ووفقًا للبيانات الرسمية، تجاوز عدد الإصابات بالفيروس حاجز 7,000 حالة حتى يوم الأربعاء، معظمها سُجّلت في مدينة فوشان، وهي مركز صناعي رئيسي يقع بالقرب من هونغ كونغ. وقد أبلغت هونغ كونغ نفسها عن إصابة واحدة فقط. وبينما تشير السلطات إلى أن معدل الإصابات بدأ في الانخفاض تدريجيًا، لا تزال مستويات القلق مرتفعة.

الفيروس والبيئة والعدوى

ينتقل فيروس "شيكونغونيا" عبر لدغات البعوض، ويتسبب بأعراض تشمل الحمى وآلام المفاصل، وتشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بحمى الضنك. وتُعد الفئات الأكثر عرضة للإصابة الحادة هم صغار السن، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وقد بثّ التلفزيون الصيني مشاهد لعمّال وهم يرشّون سحبًا من المطهرات في الشوارع والأحياء السكنية ومواقع البناء، ضمن حملة واسعة النطاق شملت حتى مداخل المباني الإدارية. وتعيد هذه المشاهد إلى الأذهان الإجراءات الصارمة التي اتُّخذت خلال جائحة كوفيد-19، والتي أثارت حينها جدلاً داخليًا وخارجيًا.

Related اجتياح صامت: البعوض ينقل أمراضًا مدارية إلى قلب أوروبامخاوف من أمراض وراثية وزواج الأقارب.. أوروبا تدرس فرض قيود على التبرع بالحيوانات المنويةأمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي يحذّر من كارثة صحية وتكلفة ضخمة

غرامات وإجراءات صارمة

وتنص التعليمات المحلية على فرض غرامات تصل إلى 10,000 يوان (نحو 1,200 يورو) على من يُهمل إزالة المياه الراكدة من الزجاجات، أو أواني الزهور، أو الأوعية المكشوفة، كما لوّحت السلطات بإمكانية قطع الكهرباء عن المخالفين في بعض المناطق.

ورغم أن الفيروس لا ينتقل من إنسان إلى آخر، فقد فرضت السلطات في مدينة فوشان الحجر الصحي المنزلي لمدة أسبوعين في مرحلة أولى من التفشي، قبل أن يتم التراجع عن القرار لاحقًا. كما أُجبر بعض المصابين على البقاء في المستشفى لأسبوع على الأقل.

ومن ضمن الإجراءات المبتكرة التي وردت تقارير بشأنها، استخدام أنواع من الأسماك لالتهام يرقات البعوض، بل ومحاولة إدخال بعوض أكبر حجمًا يتغذى على الناقل الأصلي للفيروس.

تحذيرات دولية واتساع نطاق الانتشار

وفي تطور لافت، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرًا لمواطنيها بعدم السفر إلى مقاطعة "قوانغدونغ"، التي تضم عدة مدن كبرى من بينها دونغقوان، إضافة إلى بلدان أخرى متأثرة بالفيروس مثل بوليفيا وعدد من الدول الجزرية في المحيط الهندي.

ويُشار إلى أن دولًا أخرى، من بينها البرازيل، سجلت أعدادًا مرتفعة من الإصابات هذا العام، كما أُبلغ عن حالات متفرقة في كل من فرنسا وإيطاليا، ما يعكس نمطًا متسارعًا في انتشار الفيروس خارج المناطق المدارية التي يُعتبر شائعًا فيها.

ويُرجّح خبراء أن ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة في الصين هذا العام قد وفّر بيئة خصبة لتكاثر البعوض، وساهم في تفاقم الأزمة الصحية.

جهود مركزية وقلق دولي

وقد عقدت السلطات الصينية اجتماعات على مستوى الدولة، وجرى اعتماد بروتوكولات طوارئ للتعامل مع التفشي، في خطوة تعكس إصرار الحكومة على احتواء الأزمة وتفادي أي انتقادات داخلية أو خارجية بشأن الاستجابة.

وتأتي هذه التطورات في سياق سجلّت فيه الصين خبرة طويلة في التعامل مع الأوبئة منذ انتشار فيروس سارس في عام 2003، مرورًا بجائحة كوفيد-19، ما يعزز من حضور النهج الصارم في استجابتها لأزمات الصحة العامة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة حزب الله إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة حزب الله وقاية من الأمراض الصحة الصين أمراض نادرة إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة حزب الله اليابان فلاديمير بوتين قطاع غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان

إقرأ أيضاً:

صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي

في وقت بالغ الحساسية يشهده الشرق الأوسط، تتسارع الأحداث بين طهران وتل أبيب وسط مؤشرات متزايدة على دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، بعد عودة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد.

فبين تهديدات متبادلة وضربات محدودة تنسب لهذا الطرف أو ذاك، أصبحت الأوضاع تنذر باحتمال تحول الحرب الباردة بين الجانبين إلى مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الوكلاء وتصل إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية، في وقت يشهد فيه النظام العالمي اضطرابات عميقة وتغيرًا في التحالفات.

وتأتي هذه التطورات في ظل عجز المسارات الدبلوماسية عن تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف النووي الإيراني، وتزايد القلق من أن تمضي طهران في استكمال مشروعها الذي ترى فيه بعض العواصم الغربية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، بينما تعتبره إيران حقًا سياديًا لتطوير قدراتها العلمية والدفاعية.

أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية

قال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.

أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.

نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.

لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.

شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.

وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.

ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.


 

طباعة شارك الملف النووي الإيراني الشرق الأوسط طهران قوى إقليمية إسرائيل

مقالات مشابهة

  • بين الإصلاحات الاقتصادية وتحديات الإيرادات: المواطن بين التفاؤل والقلق
  • تقارير تكشف عن موقفه.. هل ينتقل صلاح إلى الدوري التركي؟
  • مجلس الزمالك يعيد تشكيل المكتب التنفيذي برئاسة هشام نصر
  • المراكز الأميركية للأمراض توقف توصيتها السابقة بأخذ لقاحات كوفيد-19 للجميع
  • تفاقم "حمى الضنك" في بنجلاديش مع تزايد حاد في الإصابات والوفيات
  • نفوذ الصين يتصاعد في أفريقيا وسط ارتباك أميركي
  • صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
  • فيروس اليد والقدم والفم HFMD.. الأعراض وطرق الوقاية
  • الجدة ليو.. أيقونة الحيوية التي كسرت قيود العمر في الصين| تفاصيل
  • فيديو - إعصار ماتمو يضرب جنوب الصين ويتسبب بإجلاء مئات الآلاف