رصدت صحيفة إسرائيلية، الخسائر المحتملة نتيجة قرار إعادة احتلال قطاع غزة، كجزء من وعد بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر الكامل، مؤكدة أن الجيش بات مطالبا بتقديم خططه العسكرية رغم معارضة رئيس الأركان.

وقالت الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حان أرتسي سرور، إنّ "الجانب المتطرف داخل الحكومة متحمس لهذه المهمة، وما أنكره سموتريتش سابقا، يُعلنه اليوم بصوت عاليٍ وهو أن الاحتلال العسكري جيد، لكن الخطة هي الاستيطان اليهودي في القطاع".



وأضافت سرور في مقال ترجمته "عربي21" أن "وتيرة الأحداث في هذين العامين تُطمس الحدود، ويعود كل شيء إلى طبيعته، لكن علينا أن نتوقف، ونقول بصوت عالٍ: لأول مرة منذ السابع من أكتوبر، أصبح المساس بحياة الرهائن خيارًا واقعيًا، لأن الجميع يُدرك أن احتلال القطاع يعني قتلهم، وإذا كان هذا الأمر محرّمًا لما يقارب عامين، فهو الآن موضوعٌ للنقاش، وأصبح قتلهم يأخذ شكل التصويت بين مع وضد".

وأوضحت أنه "قبل أحد عشر شهرًا، قُتل ستة مختطفين في الأنفاق، امتلأت الشوارع بالحشود التي تهتف "كفى"، لكن الزمن حساس هنا، لأن الحقيقة أنه حتى لو كان المختطفون هم جوهر القصة، فهم ليسوا كل القصة، ففي النهاية، حتى لو لم يكن هناك مختطف واحد في غزة، فإن احتلالها بالكامل بعد عامين من الحرب الضروس قرارٌ لا يُصدق في إهماله بسبب سلوك الحكومة، ومن يرغب باتخاذ خطوة مثيرة للجدل كهذه، عليه على الأقل أن يسعى لإيجاد حد أدنى من التوافق".

وأشارت أنه "في هذه الأثناء، بينما يعد رئيس الوزراء ووزراؤه باحتلال القطاع، فإنهم في الوقت ذاته يواصلون الترويج للإعفاء الجماعي من التجنيد الإجباري للحريديم، ومن وجهة نظرهم، سيُنفّذ هذه الخطة الجهنمية الجنود التعساء الذين لا يُعبّر تعبير "الانهيار تحت وطأة العبء" عن الثمن الباهظ الذي يدفعونه، فيما عائلاتهم المتفككة، والجنود المنهكون عقليًا، يُفضّلون السجن على جولة أخرى، فيما بيانات مثل الاستنزاف، ونقص القوى العاملة، والانهيار النفسي لم تعد وظيفة الحكومة".



وأضافت أن "الحكومة التي أرادت اتخاذ خطوة مُعقّدة كهذه، ستحاول على الأقل تهدئة ساحات أخرى، حيث يواصل خلال الحرب التلاعب بأزمة دستورية، وقد أصدر وزير الاتصالات تعليماتٍ لموظفيه بتجاهل إرشادات الاستشارات القانونية، رغم صدور توجيه صريح من المحكمة العليا يفيد بأن إقالة المستشار لم تُطبّق، وهذا مجرد مثال بسيط، وفي النهاية، لا يمر أسبوع إلا ويتحقق فيه رعب للصراع بين السلطات".

وأكدت أن "من يريد احتلال القطاع، والسيطرة على مليوني غزّي، عليه أن يضع خطة مفصلة لما سيفعله بهم، ومن سيتولى رعايتهم تحديدًا، كم من الوقت سيستغرق هذا الاحتلال تحديدًا؟ شهر؟ سنة؟ 30 عامًا؟ لا توجد خطة كهذه، أما الاحترافية، فبطبيعتها، تعتبر كلمة بذيئة".

وأوضحت أنه "إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح ألا يُحتل القطاع، حتى لو اتُخذ مثل هذا القرار، فسيفشل في اختبار التنفيذ بسبب ما يسمونه الواقع، لأنهم سيختارون نموذجًا مُخففًا يُواصل عملية التلاعب، أو سيقولون إنهم اتخذوا قرارًا، وعندما يفشل، سيُلقون باللوم على ترامب أو العالم، أو رئيس الأركان الضعيف الذي عيّنوه بأنفسهم، أو الدولة العميقة".

وأوضحت أن "قدرة الحكومة على تنفيذ مشاريع أبسط بكثير معدومة، لذا لا يوجد سبب للاعتقاد بأن مشروعًا معقدًا ومثيرًا للجدل كهذا سيكشف فجأة عن قدرات مذهلة، والسؤال، كما هو الحال دائمًا، هو ما الذي سنخسره في الطريق، كم جنديًا سيُقتل، وكم رهينة سيدفعون حياتهم ثمنًا لذلك، وإلى أي مدى سيتسع الشرخ بين السلطات، وكيف سيتعافى الإسرائيليون من هذه التجربة المريرة، لأن الحرب ستنتهي في مرحلة ما، وستُقلل الدولة خسائرها، وتُحاول تسويق هذه المهزلة على أنها نجاح".

وختمت بالقول إن "هذه الحرب تفتقر إلى التوجيه والتخطيط، والفشل في اتخاذ القرارات خلال هذين العامين في إدارتها يستحق التحقيق المُعمّق، لكن ذلك لا يحصل في ظل عدم تشكيل لجنة التحقيق الحكومية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الخسائر احتلال غزة احتلال فلسطين غزة خسائر حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أردني: جهد إسرائيلي مُمنهج لإعاقة وصول قوافل المساعدات إلى غزة

هديل غبّون

عمّان، الأردن (CNN)-- قال حسين الشبلي، الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إن إسرائيل تبذل "جهدًا ممنهجًا لمنع وصول قوافل المساعدات الأردنية إلى غزة"، مُشيرًا إلى أن قيمة مساعدات المملكة إلى القطاع بلغت منذ بداية الحرب 335 مليون دولار أمريكي.

وجاءت تصريحات الشبلي خلال لقاء مفتوح مع وسائل الإعلام، الثلاثاء، تحدث خلاله عن جهود الهيئة، والتحديات التي تواجه عملها، وظروف توزيع المساعدات داخل غزة.

وقال الشبلي إن هناك "جهدًا ممنهجًا من الاحتلال الصهيوني يهدف إلى إعاقة وصول القوافل... من خلال تعطيل عمليات التفتيش، وتأخير مرور الشاحنات... ورفض إدخال بعض المواد بحجج واهية، مثل انتهاء مدة التفتيش أو تقييد عدد الشاحنات المسموح بدخولها يوميًا، والاعتداءات المتكررة على قوافل المساعدات، التي شملت مؤخرًا حوادث تفجير إطارات الشاحنات وتكسير زجاجها".

وأوضح أن قوافل المساعدات تمر بعدة مراحل تبدأ من مستودعات الهيئة في الأردن، مرورًا بجسر الملك حسين، ثم عبر الأراضي المحتلة، وصولًا إلى قطاع غزة. وأشار إلى أن عملية التفتيش في نقاط العبور تستغرق ما بين 6 إلى 8 ساعات، فيما قد يستغرق الوصول إلى المعبر الشمالي للقطاع وتنزيل المواد نحو 8 ساعات إضافية، ليصل الوقت الإجمالي أحيانًا إلى 36 ساعة بسبب "التعقيدات والعرقلة المتعمدة".

وأضاف الشبلي أن "من يشارك في الاعتداءات على القوافل قد يكون من المستوطنين، أو أفرادًا منفردين، أو جهات تنظيمية، أو حتى جهات حكومية ووزارية تسعى لعرقلة وصول المساعدات"، مشيرا إلى أن القوافل الآن تسير تحت حماية أمنية كاملة من لحظة عبورها جسر الملك حسين وحتى دخولها قطاع غزة، خلافًا للفترات السابقة.

وفي رده على استفسار لموقع CNN بالعربية حول آلية توزيع المساعدات والصعوبات داخل القطاع، قال الشبلي: "لا توجد جهة حقيقية تمتلك الكفاءة والقدرة والإمكانية، ومؤمنة بأنها قادرة الآن على توزيع المساعدات داخل قطاع غزة. لنكن واقعيين، قطاع غزة يعيش حالة حرب، حالة تجويع، حالة فوضى. هذه الفوضى قد تكون مصطنعة، ومن المؤكد أنها مفتعلة من قبل دولة الاحتلال، وذلك لعرض هذه الحالة من الفوضى واستخدامها ذريعة لتنفيذ ما ترغب به من قتل، وتجويع، وخلط الأوراق داخل القطاع"، حسب قوله.

وأكد الشبلي مواصلة المملكة إرسال المساعدات، بالتعاون مع شركاء دوليين، مثل برنامج الغذاء العالمي، رغم ما تواجهه من تحديات كبيرة، أبرزها نقص الأدوات اللوجستية، ونقص قلة الشاحنات داخل القطاع، وعدم كفاية تأمينها حتى الآن، مما يصعّب الوصول للمستحقين مباشرة.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط يرفض ويدين خطة إسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة
  • ما تكلفة إعادة احتلال قطاع غزة عسكريا وإستراتيجيا؟
  • مظاهرات أمام مقر الحكومة الإسرائيلية للمطالبة بإنهاء الحرب وعدم احتلال غزة
  • إعادة احتلال غزة.. اجتماع مصيري لاتخاذ القرار في إسرائيل الخميس
  • لماذا إعادة احتلال قطاع غزة “فخ إستراتيجي”؟ خبير عسكري يجيب
  • لماذا إعادة احتلال قطاع غزة فخ إستراتيجي؟ خبير عسكري يجيب
  • توجه إسرائيلي نحو احتلال كامل قطاع غزة بعد اجتماع نتنياهو الحاسم
  • 51 شهيدا باستهداف إسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة
  • مسؤول أردني: جهد إسرائيلي مُمنهج لإعاقة وصول قوافل المساعدات إلى غزة