استسلام حماس وإعدامهم شرط إنهاء الحرب.. نقاش حاد بين هند الضاوي وسياسي إسرائيلي بشأن غزة -تفاصيل
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
كتب- محمد أبو بكر:
شهدت إحدى المداخلات التليفزيونية نقاشًا حادًّا بين الكاتبة الصحفية المصرية هند الضاوي، والسياسي الإسرائيلي الدكتور مئير مصري؛ حيث ركز النقاش على مسار الحرب الجارية في قطاع غزة، وإمكانية استمرارها، والجدل الدائر حول نيَّات إسرائيل من وراء العمليات العسكرية.
بدأت المذيعة النقاشَ بسؤال مباشر: "إلى أي حد يمكن أن تذهب إسرائيل في هذه الحرب؟ وهل سيكون بنيامين نتنياهو مستعدًّا لدفع الأمور نحو استمرارها؟"، وأشارت إلى موافقة "الكابينت" الإسرائيلي على احتلال غزة، وإن كان تحت مسمى "السيطرة"؛ لتجنب التبعات القانونية، لافتةً إلى الانقسام العلني بين القيادتَين السياسية والعسكرية في إسرائيل، وضغط الشارع على نتنياهو؛ مما يطرح العديد من السيناريوهات.
هل الجيش الإسرائيلي قادر على السيطرة الكاملة؟
وجهت المذيعة سؤالًا إلى الدكتور مئير مصري، حول قدرة الجيش الإسرائيلي على السيطرة الكاملة على غزة، والقضاء على حركة حماس، واستعادة الرهائن.
وقال مئير: القضاء على "حماس" يتطلب احتلال الأرض والتموضع فيها لفترة لا بأس بها، ودون ذلك لا يمكن القضاء على "حماس"، وبالتالي أنا كنت أقول دائمًا منذ البداية، منذ اليوم الأول، إن احتلال القطاع بالكامل هو هدف استراتيجي لتصحيح أخطاء الماضي، وهو الانسحاب أحادي الجانب، والطرف الوحيد القادر على القضاء على "حماس" هو إسرائيل، بينما السلطة الفلسطينية ومصر غير معنيتَين بذلك.
وأضاف مئير مصري: اليوم إسرائيل أمام الأمر الواقع؛ يجب العودة إلى السياسة القديمة، فرض مناطق عازلة، وإعادة التموضع العسكري، والكف عن الانسحاب أحادي الجانب وتقديم هدايا بالمجان.
الضاوي تشكك في قدرات الجيش الإسرائيلي
وشككت هند الضاوي في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه، واعتبرت أن إسرائيل ضعيفة عسكريًّا.
وقالت الضاوي: هل فعلًا الجيش الإسرائيلي قادر؟ هذا أمر ليس مسلَّمًا، وإذا كانت لديها القدرة من بداية الحرب أن تقضي على "حماس" لاستطاعت أن تفعلها؛ ولكن الواقع والاختبار الميداني أكدا أن إسرائيل ذات كفاءة قتالية ضعيفة جدًّا، ولذلك تحاول التغلب على ذلك بالسلاح الجوي وقصف المدنيين وقتل النازحين.
وأضافت الضاوي: إسرائيل ليس لديها قدرة على القضاء على "حماس"، وهي لا تراهن على ذلك، ولا يهمها الأسرى، وإسرائيل تريد تجميع الفلسطينيين بعد تجويعهم وإبادتهم على الحدود المصرية، لعل وعسى تلتقط فرصة لتهجيرهم إلى الأراضي المصرية، وأنا لا أعتقد أن نتنياهو يستطيع أن يفعل شيئًا بهذه العملية.
ورد السياسي الإسرائيلي، قائلاً: هذا الكلام موجود فقط في مخيلة ضيفتك وأمثالها؛ لأن هذا نتاج "بروباغندا" عربية، ولا توجد لدى إسرائيل أية خطة لتهجير الغزيين، وهناك بحث عن فرص لمَن يريد الخروج من القطاع أن يخرج بحرية، وهذا لا يسمى تهجيرًا، ومن يريد أن يخرج من حقه، فالسوريون خرجوا إلى تركيا ومصر، والأوكرانيون إلى بولندا، وهذا يحدث في كل العالم".
جدل حول "التهجير" و"السيطرة"
تصاعد النقاشُ حول مصطلح "التهجير" ونيَّات الحكومة الإسرائيلية؛ حيث تمسكت الضاوي بأن إسرائيل تسعى لتهجير الفلسطينيين، بينما نفى مصري ذلك.
وقالت الضاوي: "أنا أقول إن نتنياهو يبحث عن فرص للتهجير"، ليرد مئير المصري: هذا غير صحيح، وهناك بحث عن فرص لمَن يريد الخروج من القطاع أن يخرج بحرية، هذا لا يسمى تهجيرًا، ومن يريد أن يخرج من حقه، يعني السوريين فتحت لهم الأبواب ليخرجوا إلى تركيا وإلى مصر، مليونا سوري على الأقل في مصر إن لم يكن أكثر، في ألمانيا وغير ألمانيا، والأوكرانيون في بولندا".
وردت الكاتبة الصحفية هند الضاوي: لهم حق العودة.. أنتم ترفضون حتى الآن تطبيق قرارات حق العودة منذ 48"، ليرد مئير مصري: "لا لا؛ نحن نتحدث عن دحض دقيق... لا لا، نحن نتحدث عن دحض دقيق، بالطبع لا، أنا أقول لك لا، ولا علاقة حتى لو كانت هناك رغبة في التهجير إلى مصر، وهذا غير حقيقي، أنا كنت في قطاع غزة، وغزة من الطول للعرض، أقول لك 20 دقيقة بالجيش البطيء، يعني مكتظ، صغير للغاية، اللي يهاجر ممكن يهاجر من بيت لاهيا ومن جباليا، ليس فقط من رفح، ولا توجد أية رغبة في التهجير".
وأضافت الضاوي: أنت تتحدث عن أشياء تعبر عن وجهة نظرك، وتنكر أنت على الهواء.. تنكر تصريحات رسمية للحكومة الإسرائيلية.. ألم تستمع إلى بن غفير؟ ألم تستمع إلى سموتريتش؟!".
نتنياهو ومعارضة الداخل الإسرائيلي
وتناول النقاش أيضًا الانقسام الداخلي في إسرائيل، وموقف نتنياهو من المعارضة العسكرية والسياسية.
وقال مئير مصري: "الحكومة في إسرائيل حكومة ائتلاف مكونة من ثمانية أحزاب.. بنيامين نتنياهو، وعلمانيين، وحريديم، ومتدينين صهيونيين، وكل الأشكال والأنواع، وبالتالي نعم هناك متطرفون لديهم بعض الأفكار؛ ولكن هذه الأفكار لا تعبر عن موقف الحكومة الرسمي، وهؤلاء لا يشاركون كما أنتِ ذكرتِ في إدارة الحرب".
وردت الضاوي: "قيام إسرائيل على عدة تيارات؛ منها مثلاً التيار الذي كان على الأرض ويستطيع السيطرة ولديه كثير من المكر السياسي والتأثير داخل الولايات المتحدة الأمريكية، منها بن غوريون، وكان على الجانب الآخر مَن هو عميل، بمعنى أصح لبريطانيا وليس فقط صديق لبريطانيا وهو وايزمان، وهذه الجدلية التناقضية التي قامت عليها إسرائيل استمرت على مر العصور بالمناسبة حتى الآن".
وتابعت الضاوي: الوضع كان مختلفًا بشكل كبير، يعني كان بن غوريون لديه استراتيجية للتوسع وقيام دولة قائمة على الزراعة والصناعة وغيرهما؛ حتى يستطيعوا أن يبنوا جذورًا في هذه الأرض المحتلة من الفلسطينيين، وكان الخلاف على كيفية إنشاء هذه الدولة.
وأكملت الضاوي: ما يحدث الآن ما بين مثلاً الجيش أو المؤسسة، المؤسسات الأمنية في إسرائيل، وما بين نتنياهو وحلفائه، سموتريتش، بن غفير، هو خلاف شخصي بالمناسبة.. نتنياهو الآن لا يرى إلا نفسه، وأصبح مقتنعًا بشكل كبير بأنه ملك إسرائيل".
وعادت المذيعة لتطرح سؤالها الأساسي حول التكلفة التي يمكن أن يدفعها نتنياهو للاستمرار في الحرب.
وقال مئير مصري: "نتنياهو هو رجل على مشارف الثمانين من عمره، وراءه قاعدة شعبية عميقة.. نتنياهو منتخب، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترسل الغذاء والوقود لأعدائها أثناء الحرب.. "حماس" لا تعطي أي مساعدات، وهذا بشهادة الغزيين أنفسهم الذين يستضافون على القنوات، وبالتالي مرة أخرى نحن نريد أن تنتهي الحرب، يجب أن تنتهي الحرب غدًا وليس بعد غدٍ".
وأضاف مئير مصري: تستسلم "حماس"، تنتهي الحرب مباشرةً، تسلمنا مفاتيح القطاع، والسلاح، والمختطفين، وسنرى قياداتها لنحاكمهم محاكمةً عادلة في إسرائيل، والقصاص، ونعدمهم في الميادين، وبعد ذلك تنتهي الحرب، ليس قبل ذلك أبدًا".
وردت الضاوي: "نتنياهو فعل باليهود ما لم يفعله هتلر.. إسرائيل تريد السلام.. إسرائيل تريد السلام؟!.. نريد أن نعلم ما مفهوم إسرائيل عن السلام، ما مفهوم السلام بالنسبة إلى إسرائيل؟ مفهوم السلام أن الجيوش تقدم سلاحها، أن تدمر الجيوش العربية كما دمرت ترسانة الجيش السوري، أن تقتل المدنيين دون أن يرد عليها أحد، هذا هو مفهوم إسرائيل عن السلام، الخضوع التام كعبيد لإسرائيل، هذا هو مفهومهم عن السلام، ولن يلقاه، ولن يشعر أي إسرائيلي بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، ولا على مستوى العالم بالمناسبة".
وأكملت الضاوي: أنا بس أريد أن أستشهد باعترافات الضابط الأمريكي الذي قدم استقالته وكان مسؤولًا عن توزيع المساعدات تحت الرعاية الأمريكية في قطاع غزة، وكان يتحدث بأن هناك طفلًا فلسطينيًّا قبَّل يدَيه بعد أن أخذ هذه المساعدات، وقام جنود الاحتلال بقتل الطفل بعد الحصول على المساعدات.
ورد مئير مصري: سيدتي، الفرق الوحيد أن اليوم هناك وسائل تواصل اجتماعي، وفي السبعينيات لم يكن، حينما بيغن انسحب من سيناء ووقع على معاهدة السلام مع مصر وانسحب من سيناء، هل تعرفين أن هناك إسرائيليين انتحروا؟
وتابع السياسي الإسرائيلي: هناك حوادث انتحار، وكانت هناك معارضة، واللي حرق نفسه أمام الكنيست وغيره، ولم يكن هناك فيسبوك، آنذاك، والمجتمع كان منقسمًا انقسامًا حادًّا، وحينما وقع رابين على أوسلو، وما أدراكِ ما حدث! والمظاهرات! حتى أدت إلى اغتيال رئيس الوزراء، انقسام حاد وشديد.
وردت هند الضاوي: بن جوريون وموشيه شاريت متلازمة التضاد، نعلمها جيدًا.
اقرأ أيضًا:
اضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن أبرز الظواهر الجوية خلال الساعات المقبلة
سد النهضة.. خبير يكشف كمية المياه المتوقع وصولها حال فتح بوابات المفيض
موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
هند الضاوي مئير مصري قطاع غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي حركة حماس بنيامين نتنياهو الكابينتتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
استسلام "حماس" وإعدامهم شرط إنهاء الحرب.. نقاش حاد بين هند الضاوي وسياسي إسرائيلي بشأن غزة -تفاصيل
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
35 25 الرطوبة: 31% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: احتلال غزة تنسيق الجامعات الخاصة 2025 تنسيق الثانوية العامة 2025 زلزال كامتشاتكا الطريق إلى البرلمان سعر الفائدة صفقة غزة هدير عبد الرزاق هند الضاوي قطاع غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي حركة حماس بنيامين نتنياهو الكابينت مؤشر مصراوي الجیش الإسرائیلی صور وفیدیوهات تنتهی الحرب هند الضاوی فی إسرائیل القضاء على أخبار مصر قطاع غزة أن یخرج
إقرأ أيضاً:
ما الأهداف الخفية لقرار نتنياهو احتلال غزة؟
تحدثت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025، عن الأهداف الخفية وراء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة .
وقالت الصحيفة، إنه من الصعب أن يصدق المرء أن رئيس حكومة مثل بنيامين نتنياهو يستطيع اتخاذ قرار بالحرب واحتلال مناطق جديدة بعكس توصيات الجيش. فرئيس الأركان إيال زامير، الذي يعد صاحب فكرة احتلال غزة، وهو الذي صدّق على أدق التفاصيل فيها وهو الذي جلبها جاهزة لنتنياهو، يقول له إنه بعد مراجعة الخطة ودراسة التفاصيل وفحص المخاطر، يجد أن هذه الخطة يجب أن تُستبدل ويحل محلها شيء آخر. وحذره من أن هذا الاحتلال يمكنه أن يهدد حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى " حماس " وأن يؤدي إلى مقتل جنود إسرائيليين كثيرين. لكن نتنياهو أصر على إدخال كلمة احتلال (في آخر لحظة استبدل بها كلمة سيطرة) على الخطة.
وبالطبع هناك مغالطات عديدة وتضليل وبعض الخدع في القرار. فالكابنيت الإسرائيلي منح الجيش شهرين كاملين حتى يستعد للاحتلال، خلالها منحه فرصة لتجربة خطة "الحصار والقتال والتهجير" من دون احتلال، وهو الأمر الذي جعل الوزير المتطرف بتسلئيل سموترتش يقول إن شيئاً لم يتغير في سياسة رئيس الحكومة وما زال يناور في نطاق السياسة التقليدية، التي لا تحسم المعركة ضد "حماس" وت فتح الباب أمام المفاوضات.
وهناك مَن لا يستبعد أن يكون هذا الجدول الزمني مخادعاً، فإسرائيل ما زالت تؤمن بالخدع الحربية أساساً لسياستها، كما لاحظنا في إدارتها الحرب منذ بدايتها؛ خصوصاً مع "حزب الله" ومع إيران ومع سوريا. ولا يستبعد أن يكون نتنياهو مستمراً في أسلوب جر "حماس" إلى المطبات.
لكن القرار في جوهره يخدم أهداف نتنياهو السياسية، الحزبية والشخصية. فهو يحتاج إلى لهيب حربي حتى يبقي على حكومته، لأنه يعرف أن وقف الحرب سيفتح ضده الحرب الأساسية التي يخشاها، وهي الحرب الداخلية لإسقاط حكومته.
هكذا تصرف منذ أن عرف بخطة احتلال غزة. فكما كشف العميد إيرز فاينر، الذي وضع خطة احتلال غزة عندما كان رئيساً لقسم العمليات في اللواء الجنوبي للجيش. لقد وضع الخطة قبل سنة، عندما كان رئيس الأركان هيرتسي هليفي. تحمّس لها نتنياهو ورأى فيها أداة لتحقيق أهدافه. وتمسك بها، بل تشبث بها، وطلب إقرارها وتنفيذها. لكن هليفي رفض ذلك، لأنه وجد فيها ورطة للجيش وتهديداً للمحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس". وكان هذا الرفض من أهم أسباب دفع هليفي إلى الاستقالة ومن أهم الأسباب لاختيار إيال زامير رئيساً للأركان مكانه.
وبحسب فاينر، درس زامير هذه الخطة بعمق وتدخل في تفاصيلها وأقرها بالتنسيق والتفاهم مع نتنياهو. لكن زامير اصطدم بواقع مختلف على الأرض. وبدأ يلتقي الضباط الميدانيين، الذين أكدوا له أخطارها واستشعر أوضاع الجنود وإحباطهم من هذه الحرب التي لا تبدو ذات هدف استراتيجي حقيقي، بل تبدو بلا نهاية. ثم استمع إلى تحذيرات حول الثمن الباهظ الذي يحمله هذا الاحتلال؛ الثمن الاقتصادي والخسائر بالأرواح ورد الفعل الجماهيري ورد الفعل الدولي والإقليمي. فتراجع زامير ووضع خطة بديلة يتم فيها فرض حصار على الفلسطينيين في 3 مناطق ودفعهم إلى الجنوب لتشجيع الترحيل والقيام بضربات محدودة لقوات "حماس"، بقضم مناطق سيطرتها ولكن من دون الاحتلال الشامل.
هنا جاءت انتفاضة نتنياهو. فاختار الإصرار على الاحتلال، ولو دعائياً، عبر التصريحات القتالية والقرار الرسمي. وبهذه الطريقة يظهر "شخصية القائد القوي الصارم". وبالخلاف العلني مع قيادة الجيش يرضي غرائز اليمين المتطرف، الذي يريد أن يظهر أن القيادة السياسية هي القيادة الحقيقية التي يأتمر الجيش بأوامرها. وهو بذلك يتقدم في خطته للانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي، إذ يحاصر ويقيد الدولة العميقة الليبرالية. وعلاوة على ذلك يحقق مأربه في الاستمرار في الحكم. فبحسب الجدول الزمني الذي وضعه الكابنيت لاحتلال غزة (شهران تحضير وثلاثة أشهر عمليات حربية على الأرض وسنتان لإحكام السيطرة)، يمكنه ليس فقط أن يستمر في الحكم بل يمكنه العمل على تأجيل الانتخابات المقررة لشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2026.
هذه هي الأهداف الخفية وراء قرار احتلال غزة. ولكن تحقيقها مسألة أخرى، تتوقف على ردود الفعل في الشارع الإسرائيلي والأميركي والعالمي. فإذا أثرت هذه الردود على البيت الأبيض، تتغير المعادلة. ففي الوقت الحاضر، حصل نتنياهو على ضوء أخضر من واشنطن، إذ إن الرئيس دونالد ترمب الغاضب على "حماس" قال له بوضوح: "افعل ما تشاء لضربها (حماس)، لكن احرص على منع وقوع الغزيين في مجاعة". لكن الضوء الأخضر يمكن أن يتحول إلى أصفر وربما أحمر في حال نجحت الضغوط الإسرائيلية والعربية والعالمية. وليس صدفة أن عائلات المحتجزين وجهت مظاهراتها، الجمعة، إلى مقر السفارة الأميركية في تل أبيب.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: "مستشفى شهداء الأقصى" يحذر من توقفه عن الخدمة لنفاد الوقود تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس ونظيره المصري شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مدينة دير البلح الأكثر قراءة شؤون العشائر بغزة تؤكّد رفضها آلية المساعدات الأميركيّة الإسرائيليّة ترينديول: وجهتكِ الأولى لفساتين وبدلات رسمية تجمع بين الأناقة والعصرية حماس تدعو للتصعيد الشعبي والتظاهر أسبوعيا أمام سفارات الاحتلال وأميركا فنلندا تعلن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025