حوامل غزة بين الجوع والحصار.. أجساد منهكة وأجنة مهددة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
وأكدت أمينة عبد الفتاح حمودة -وهي من سكان مخيم جباليا– أن الجوع الحاد الذي تعانيه يؤثر مباشرة على صحتها وصحة جنينها، قائلة إن جسدها يشعر بأنه يتآكل من الداخل بسبب نقص الغذاء، وخوفها متزايد من احتمال تعرّض الجنين لتشوهات ناتجة عن القصف والحرب التي لا تهدأ.
أما رانيا صالح الحوراني فتحدثت عن الظروف الصعبة التي تمر بها، مشيرة إلى افتقارها إلى بيئة صحية مناسبة لإنجاب طفل في هذه الظروف القاسية.
وأضافت أن نقص حليب الأطفال والحفاضات في الأسواق وارتفاع أسعارها غير المسبوق يزيدان العبء على الأمهات الحوامل والأسر عموما.
وتعاني الحوامل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة من تدهور حاد في الحالة الصحية بسبب محدودية توفر الغذاء الكافي والمغذي، مما ينعكس سلبا على نمو الأجنة ويزيد مخاطر الولادة المبكرة والتشوهات الخلقية.
كما أن انعدام توفر مستلزمات الولادة الأساسية والرعاية الصحية يزيد التحديات التي تواجهها النساء الحوامل في القطاع المحاصر.
وفي ظل هذه الظروف تبقى الحوامل في غزة عرضة لمخاطر صحية جسيمة، وسط غياب الدعم الكافي، مما يحوّل ولادة طفل إلى معركة من أجل البقاء في ظل إغلاق الاحتلال جميع منافذ الحياة على الأهالي داخل القطاع.
14/8/2025-|آخر تحديث: 09:33 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجوع يبدد طموح طلاب غزة في مستقبل واعد بسبب استمرار الحرب
غزة"رويترز": كانت الطالبة مها علي تطمح في أن تصبح صحفية يوما ما وتغطي الأحداث في غزة، لكن طموحها الوحيد الآن هي وغيرها من الطلاب بات أن تجد طعاما في ظل الجوع الذي يجتاح القطاع الفلسطيني.
ومع اشتداد وطيس الحرب، تعيش مها (26 عاما) بين أنقاض الجامعة الإسلامية التي كانت تعج بالحياة يوما ما قبل أن تصبح الآن ملاذا للنازحين شأنها شأن غيرها من المؤسسات التعليمية في غزة.
وقالت مها "إحنا كشباب بقالنا سنتين واقفين محلنا... مفيش شيء في حياتنا بيمشي... مفيش إيشي موجود غير الموت. لا في شغل ولا في تعليم ولا في حرية تنقل... إحنا قاعدين هنا بنولع نار قاعدين بننقل ماي، بنعمل أشياء عقلنا مش قادر يستوعبها، صوت الشباب مش مسموع في غزة... بنحكي من فترة طويلة إحنا بدنا نعيش. إحنا بدنا نتعلم... إحنا بدنا نسافر... صرنا هلا بحكي إحنا بدنا ناكل".
ومها واحدة من جيل من سكان غزة، في مراحل تعليمية من المدرسة إلى الجامعة، يقول إنه حرم من التعليم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ عامين تقريبا والتي دمرت مؤسسات القطاع.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) عليها في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وحولت جزءا كبيرا من القطاع إلى ركام. وتعاني غزة من الفقر وارتفاع معدلات البطالة حتى من قبل الحرب.
واتهم وزير التعليم الفلسطيني أمجد برهم إسرائيل بتدمير المدارس والجامعات على نحو ممنهج، قائلا إنها دمرت 293 مدرسة من أصل 307 إما كليا أو جزئيا.
وأضاف أن إسرائيل تريد بذلك قتل الأمل في نفوس الشبان.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي أو وزارة الخارجية على طلب للتعليق.
واتهمت إسرائيل حماس وفصائل مسلحة أخرى بالتسلل إلى المناطق والمنشآت المدنية، ومن بينها المدارس، واستخدام المدنيين دروعا بشرية.
وتنفي حماس هذه المزاعم، وتتهم هي والفلسطينيون إسرائيل بشن غارات عشوائية.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحدث تقييم للأضرار استنادا إلى صور الأقمار الصناعية في يوليو تموز كشف أن 97 %من المنشآت التعليمية في غزة تعرضت لأضرار بدرجات متفاوتة، وإن 91 بالمئة منها تحتاج إلى إعادة تأهيل أو إعادة بناء كاملة لتصبح صالحة للعمل مرة أخرى.
وأضاف "لا تزال القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية تحد من دخول المستلزمات التعليمية إلى غزة وتؤثر سلبا على حجم المساعدات المقدمة وجودتها".
ترسم هذه الإحصاءات القاتمة مستقبلا مظلما لياسمين الزعنين (19 عاما) التي راحت تفرز الكتب التي لا تزال سليمة وهي جالسة في خيمة للنازحين رغم الغارات الإسرائيلية والنزوح.
وتتذكر كيف كانت منغمسة في دراستها، تطبع الأوراق وتجد مكتبا وتجهّزه بالإضاءة.
وقالت "بسبب الحرب، تم توقيف كل شيء. يعني، كل ما بنيته وعملته، كل ما فعلته تم تهديمه وتم تحطيمه في ثواني".
ولا يوجد أمل في التخفيف من المعاناة أو العودة إلى الفصول الدراسية فورا.
ولم يتمكن الوسطاء من التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي أشعلت فتيل الصراع عندما شنت هجوما على بلدات في جنوب إسرائيل، التي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتعتزم إسرائيل شن هجوم جديد على غزة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد إنه يتوقع إتمام ذلك الهجوم "بسرعة معقولة" في حين استمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مطالب جديدة لإنهاء المعاناة في القطاع الفلسطيني.
وتتذكر سجى عدوان (19 عاما) وهي طالبة متفوقة في معهد أزهري بغزة وتعيش في مدرسة تحولت إلى مأوى مع عائلتها المكونة من تسعة أفراد، كيف قُصف المبنى الذي كانت تدرس فيه سابقا.
وفي ظل الحصار، اختفت كتبها وموادها الدراسية. ولشغل ذهنها، تدوّن ملاحظات على الأوراق الدراسية القليلة التي حملتها معها.
وقالت "كل ذكرياتي كانت هناك، طموحاتي وأهدافي. كنت أحقق حلما هناك. كان المعهد بمثابة حياة. عندما كنت أذهب إليه كنت أشعر براحة نفسية".
وأضافت "كانت دراستي هناك تمثل حياتي ومستقبلي الذي كنت أتطلع إلى أن أتخرج منه".