بكلمات مؤثرة .. كيف ودعت مؤسسات الدولة وكبار المبدعين صنع الله إبراهيم؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
في مشهد يجسد مكانته في وجدان الثقافة العربية، تتابعت بيانات النعي من مؤسسات الدولة، والهيئات الثقافية، والرموز الإبداعية، لرحيل الأديب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، الذي غيّبه الموت أمس عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا سيظل شاهدًا على تجربة فريدة في السرد العربي.
اتفق الناعون على أن فقدانه يمثل خسارة فادحة للأدب المصري والعربي، وأن كلماته ستبقى حية في ذاكرة القراء والمبدعين.
نعى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الراحل بكلمات عكست تقديره العميق لإبداعه، مؤكدًا أن "الإرث الأدبي الزاخر الذي قدمه سيجعل منه أيقونة خالدة في مسيرة الإبداع العربي وأحد رواد الأدب المصري المعاصر"، مشيرًا إلى أن إنتاجه الغزير "يمثل مرآة صادقة للمجتمع بكل تناقضاته".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن الساحة الأدبية "فقدت قامة أدبية استثنائية"، مشيدًا بكونه "أحد أعمدة السرد العربي المعاصر" الذي التزم طوال حياته بقضايا الوطن والإنسان، مؤكدًا أن أعماله أصبحت "علامات مضيئة في المكتبة العربية".
المؤسسات الثقافية تستحضر مسيرتهأعربت مكتبة الإسكندرية عن حزنها العميق لرحيل الكاتب، وذكّرت بمحطاته البارزة في العمل الصحفي والأدبي، وبما قدمه من روايات خالدة مثل تلك الرائحة، وذات، وشرف.
كما رثته الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، معتبرة إياه "علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي المعاصر" و"نموذجًا أصيلًا لأدب المقاومة"، مشيرة إلى دوره في رئاسة دورة المؤتمر عام 2012 تحت شعار "عقد ثقافي جديد".
أما مؤسسة هنداوي، فأكدت أنه كان "أحد أبرز الأصوات الحرة في الثقافة العربية"، و"كتب بجرأة المبدع وصدق الشاهد"، وأن أثره سيظل نابضًا في الذاكرة.
المبدعون يودعونه بالدموع والكلمات الصادقةودّعه نقيب الصحفيين خالد البلشي بوصفه "ضميرًا حرًا، ومثقفًا من طراز فريد، ومؤرخ اللحظة الإنسانية"، بينما عبّر الروائي أحمد مراد عن حزنه قائلًا: "كان أول من شجعني من جيل الكبار.. سأكتب دائمًا وكأنك تقرأ".
الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله استعاد ذكرياته معه منذ لقائهما الأول عام 1985، واصفًا إياه بأنه "كاتب فريد في فنّه وصفائه وشجاعته"، أما الكاتب إبراهيم عبد المجيد فنعاه بكلمات موجعة: "يا إلهي.. رحل صنع الله إبراهيم.. كل كلام الدنيا لا يكفي تعبيرًا عن حزني يا معلمنا وصديق العمر الجميل".
الفنان تامر يوسف روى قصة بورتريه رسمه للراحل قبل 25 عامًا، كاشفًا عن بساطته وتواضعه، بينما قال الكاتب عمارة إبراهيم إنه كان "الإنسان الطيب، قليل الكلام، كثير الغموض، صاحب المواقف الصلبة".
رحل الجسد.. وبقي الأثرهكذا، بدا وداع صنع الله إبراهيم أشبه بجنازة رمزية للكلمة الحرة، التي ظل طوال مسيرته يجسدها بصدق وشجاعة، رحل الجسد، لكن أعماله ستبقى حية، شاهدة على عصر، ومُلهمة لأجيال قادمة، تحفظ اسم صاحبها في سجل الخالدين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صنع الله إبراهيم مؤسسات الدولة الدكتور مصطفى مدبولي صنع الله إبراهیم
إقرأ أيضاً:
أحد رواد الأدب المصري المعاصر.. أبرز أعمال الكاتب صنع الله إبراهيم
رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 الأديب والكاتب صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الثقافة المصرية والعربية.
أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن بالغ حزنه وأساه لرحيل الأديب الكبير، مؤكدًا أن وفاته تمثل خسارة فادحة للساحة الأدبية، ووصفه بأنه قامة استثنائية حيث امتازت أعماله بعمق الرؤية والتزامها الدائم بقضايا الوطن والإنسان، مما جعله نموذجًا للمبدع الواعي الذي جمع بين الإبداع الفني والتحليل النقدي. وأضاف الوزير أن مسيرة الراحل زاخرة بأعمال أصبحت علامات بارزة في المكتبة العربية، وأسهمت في تشكيل وعي أجيال من الكتّاب والمثقفين.
نشأة وتكوين شخصية أدبيةوُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937م، ونشأ في بيئة شجّعته على القراءة والاطلاع، حيث كان لوالده دور مهم في توجيهه نحو عالم الكتب والقصص، مما أسهم في تكوين شخصيته الأدبية منذ الصغر.
المسار المهني والسياسيالتحق الراحل بكلية الحقوق، وفي عام 1967 عمل في وكالة الأنباء المصرية، ثم انتقل إلى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية حتى عام 1971م، قبل أن يتوجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي وصناعة الأفلام، وفي عام 1974م عاد إلى القاهرة، ليتفرغ تمامًا للكتابة منذ عام 1975م.
ملامح التجربة الأدبيةامتاز إنتاج صنع الله إبراهيم بالاعتماد على التوثيق التاريخي والاقتراب من القضايا السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، إلى جانب تضمين الكثير من سيرته الذاتية في أعماله، وتنوعت أعماله بين الرواية والقصة، محققة حضورًا قويًا في المشهد الثقافي العربي.
أبرز الأعمال والإسهاماتمن أشهر رواياته: شرف التي احتلت المرتبة الثالثة ضمن قائمة أفضل مائة رواية عربية، واللجنة، وذات، والجليد، ونجمة أغسطس، وبيروت بيروت، والنيل مآسي، ووردة، والعمامة والقبعة، وأمريكانلي. وقد رسخت هذه الأعمال مكانته كأحد أبرز رواد الأدب المصري المعاصر.
جوائز ومواقف مثيرة للجدلأثار صنع الله إبراهيم الجدل عام 2003م برفضه استلام "جائزة الرواية العربية" من المجلس الأعلى للثقافة وذلك احتجاجًا على الأوضاع العامة، كما حصل على عدد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004م، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017م.