جمعية العودة الصحية تصدر نداءً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الحياة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أصدرت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في غزة ، اليوم الخميس 14 أغسطس 2025، بياناً صحفياً وجعت من خلاله نداءً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من الحياة في قطاع غزة في ظل الكارثة الغذائية المتفاقمة
وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":
نداء عاجل وطارئ من جمعية العودة الصحية والمجتمعية لـ إنقاذ ما تبقى من الحياة في قطاع غزة في ظل الكارثة الغذائية المتفاقمة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، بات سكان القطاع، لا سيما الأطفال والنساء، يواجهون كارثة غذائية غير مسبوقة تهدد حياتهم وتترك آثارًا كارثية على صحتهم الجسدية والنفسية.
تشهد مراكز جمعية العودة الصحية والمجتمعية، منذ أسابيع، توافد أعداد متزايدة من الأطفال في حالة هزال شديد وضعف عام مرعب. وقد سجّلت عيادة التغذية التابعة لمستشفى العودة في مخيم النصيرات ارتفاعًا حادًا في عدد الحالات التي تحتاج متابعة غذائية خاصة، إذ بلغ عدد الأطفال الذين تلقوا خدمات المتابعة خلال الفترة من يناير حتى منتصف مارس 2025 نحو 7052 حالة، في حين قفز هذا الرقم ليصل إلى 20,870 حالة جديدة خلال الفترة من منتصف مارس حتى نهاية يونيو، أي بزيادة تقارب 195% خلال ثلاثة أشهر فقط، بعد إحكام الحصار وإغلاق المعابر بشكل مشدد.
معظم هؤلاء الأطفال يعانون من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية، وقد أصبح العلاج الغذائي التكميلي، الذي كان شحيحًا في الأصل، يوشك على النفاد التام، ويُستخدم حاليًا فقط للحالات الأشد خطرًا.
ولم يعد الأمر مقتصرًا على الأطفال، فقد توسعت رقعة الجوع لتشمل مختلف الفئات العمرية، مع تدهور مخيف في صحة النساء الحوامل والمرضعات، اللواتي يعانين من فقر دم حاد وإرهاق دائم بفعل غياب المكملات الغذائية الضرورية، وعلى رأسها الحديد وحمض الفوليك.
لقد أسهم الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن سيطر على أكثر من 75% من مساحة قطاع غزة، في تبديد آخر ما تبقى من المساحات الزراعية التي كانت تُشكّل المورد الأخير للمحاصيل المحلية، والتي وفّرت، رغم شُحّها، بعض الخيارات الطبيعية للتغذية.
ومع التوغلات العسكرية المستمرة وتجريف الأراضي واستهداف البنية الزراعية، فقد الأهالي ما تبقى لهم من قدرة على زراعة الأرض أو جني ثمارها، مما أغلق الباب أمام الحد الأدنى من أي أمن غذائي ذاتي. ولم يتوقف الأمر عند حدّ انعدام خيارات الطعام، بل تعدّاه إلى تعطيش السكان، إذ يعاني القطاع من شحّ حاد في مصادر المياه الصالحة للشرب والاستخدام الصحي، الأمر الذي يُضاعف المخاطر الصحية ويُسهّل تفشي الأمراض المعدية.
في هذا السياق، فإن الجوع في غزة لم يعد حالة استثنائية، بل أصبح ظاهرة عامة تتفشى في أوساط النازحين والمقيمين على حدّ سواء. وفي ظل غياب الغذاء والرعاية، تتفاقم الأمراض الوبائية وتنهار الحصانة الصحية الجماعية، مما ي فتح الباب أمام موجة أمراض يصعب السيطرة عليها، وخاصة بين الأطفال الذين لا يقوون على مقاومة أبسط الالتهابات بسبب أجسادهم المنهكة.
التقارير الأممية وشهادات المنظمات الإنسانية تؤكد هذه الصورة القاتمة. فقد وُثق إصابة أكثر 900 ألف طفل يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، من بينهم أكثر من 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وهو رقم مرعب يسجل ارتفاعًا مستمرًا.
كما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من "انفجار وشيك لأزمة مجاعة"، بعد تضاعف عدد حالات سوء التغذية أربع مرات في أقل من شهرين في أحد مراكزها. وفي تقارير رسمية فلسطينية، سُجلت وفاة 92 طفلًا بسبب الجوع، فيما ارتفع عدد ضحايا التجويع إلى 162 شخصًا. كما وُلد أكثر من 1600 طفل بوزن دون الطبيعي، وسُجلت مئات الحالات من الولادات المبكرة والتشوهات الخلقية، في مشهد يختصر حجم المأساة الصحية والإنسانية.
إن هذا الانهيار السريع في الأمن الغذائي ينذر بمأساة أكبر ما لم يُكسر الحصار فورًا، وتُفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية دون قيود. فالجوع لا ينتظر، وسوء التغذية إذا ما ترافق مع المرض، يصنع حلقة قاتلة لا ينجو منها الضعفاء، وهم الغالبية في قطاع غزة اليوم.
إننا في جمعية العودة الصحية والمجتمعية نوجه هذا النداء باسم الجياع والمنهكين والمهددين بالموت بصمت، ونطالب بتدخل إنساني فوري وعاجل لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمرضى، عبر ضمان تدفق الغذاء، ودعم القطاع الصحي، وتمكين المؤسسات الإنسانية من تنفيذ استجابات طارئة وشاملة، قبل أن يتحول الجوع إلى مجاعة جماعية مروّعة.
ويأتي في مقدمة هذه الاستجابة ضرورة تولي مؤسسات الأمم المتحدة، وبشكل عاجل وطارئ، مسؤولية إدخال كل المعونات والمستلزمات المطلوبة لتقديم الاستجابة الإنسانية الفورية، ووقف هذا الخطر المحدق بحياة مئات الآلاف من المجوعين القابعين تحت أتون حرب الإبادة منذ أكثر من 22 شهرًا. كما نُشدّد على أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال فتح غير مشروط للممرات الآمنة، والسماح بوصول الإمدادات الغذائية والدوائية والإنسانية الكافية لوقف حالة الانهيار الإنساني، بما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بكرامة وأمان، بعيدًا عن أي تدخل أو عرقلة أو تسييس.
نناشد المجتمع الدولي، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الصحية والإنسانية في العالم، ألا يصمتوا أمام الجوع القاتل الذي يفتك بأبناء غزة. أنقذوا الأرواح، الآن، قبل أن يفوت الأوان.
جمعية العودة الصحية والمجتمعية
قطاع غزة – فلسطين
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع نائب وزير الخارجية الياباني مصطفى: نؤكد دعمنا الدائم للنيابة العامة ولكل منظومة العدالة الرئاسة ترحب بموقف جنوب السودان الرافض لتهجير سكان قطاع غزة الأكثر قراءة صرف مساعدة مالية جديدة لـ 4515 من عمال غزة والمرضى المتواجدين بالضفة وزراء في الكابنيت: نتنياهو يتفرّد بالقرارات والنقاشات شكلية دون تأثير فعلي الصحة العالمية: غزة شهدت أعلى معدل شهري لحالات سوء التغذية الحاد نتنياهو: ننوي السيطرة على قطاع غزة بالكامل دون حكمه عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: سوء التغذیة فی قطاع غزة ما تبقى من أکثر من
إقرأ أيضاً:
مأساة غزة تزداد: أكثر من 100 طفل يفقدون حياتهم بسبب الجوع وسوء التغذية
صراحة نيوز -طالبت منظمات إنسانية دولية باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأطفال في قطاع غزة، بعد إعلان السلطات الصحية ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال إلى أكثر من 100 منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 بسبب سوء التغذية الحاد.
ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هذا الرقم بأنه “كارثة إنسانية تعكس فشل المجتمع الدولي في حماية أرواح الأبرياء”، داعياً إلى تحرك عاجل لا يحتمل التأجيل.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة يواجهون خطر الموت نتيجة نقص الغذاء، مع ارتفاع معدلات الجوع التي يعاني منها أكثر من ثلث السكان، ممن يضطرون لعدة أيام دون طعام.
وتتطلب الاحتياجات الغذائية في القطاع أكثر من 62 ألف طن شهريًا، في حين أن الإمدادات المسموح بها من قبل السلطات الإسرائيلية أقل بكثير من الحد الأدنى لضمان بقاء حوالي مليوني شخص على قيد الحياة.
وأوضح “أوتشا” أنه رغم تمكن الأمم المتحدة وشركائها من إدخال بعض المواد الغذائية والوقود عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن هذه الشحنات لم تصل بشكل كامل إلى مستحقيها بسبب القيود المستمرة.
وفي ظل نقص الوقود، توقف أكثر من نصف سيارات الإسعاف عن العمل، مما زاد من معاناة المرضى والمصابين. كما حذرت منظمة الأغذية والزراعة من تدهور شبه كامل للأراضي الزراعية في القطاع، ما يعني انهيارًا حادًا في النظام الغذائي المحلي.
تستمر الأزمة الإنسانية في غزة بالتفاقم، وسط نداءات دولية متزايدة لكسر الحصار وتأمين المساعدات العاجلة قبل أن تتحول الكارثة إلى مأساة لا يمكن إصلاحها.