لم تكن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية أمام الرئيس الأوغندى يويرى موسيفينى، مجرد تصريح دبلوماسى رتيب، بل كانت إنذارا صريحا لكل من تسول له نفسه العبث بحقوق مصر المائية، قالها السيسى بوضوح لا يحتمل التأويل، من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ.
هذه ليست قضية حدود يمكن التفاوض حولها ولا ملفا اقتصاديا يقبل التسويات، بل معركة حياة أو موت، تختبر قدرة الدولة المصرية على الدفاع عن شريانها الأزلى نهر النيل منذ آلاف السنين كان النيل هو سر بقاء هذه الأمة، وحين كانت تضعف حضارات من حولها ظل النيل فى مصر يجرى شاهداً على أن الحياة تبدأ من ضفافه.
الرئيس السيسى وضع الأرقام أمام الجميع 1600 مليار متر مكعب هى جملة المياه فى حوض النيل الأبيض والأزرق، لكن نصيب مصر والسودان لا يتجاوز 85 مليارًا، أى 4% فقط من الإجمالى، بينما تتبدد مئات المليارات فى الغابات والمستنقعات والبخر. ومصر، التى لا تملك أنهارًا بديلة ولا أمطارًا غزيرة تعتبر كل متر مكعب يصل إليها مسألة بقاء.
لسنا أعداء التنمية، بل كنا دائما الداعم الأول لأشقائنا الأفارقة نشارك فى مشروعاتهم، ونمد لهم يد العون فى بناء سدودهم وتوليد كهربائهم لكن التنمية الحقيقية لا تُبنى على حرمان شعب آخر من حقه فى الحياة، ومن يظن أن مصر ستقبل بفرض الأمر الواقع لم يقرأ التاريخ جيدًا.
هذه الدولة التى عبرت قناة السويس فى ست ساعات عام 1973 وقهرت المستحيل بسواعد أبنائها، قادرة إن أرادت أن تحمى نيلها بكل ما تملك من قوة. جيش مصر، الذى وصفه التاريخ بأنه درع الأمة وسيفها، لا يتحرك إلا دفاعًا عن الحق، لكنه إذا تحرك لا يعرف سوى النصر.
القضية اليوم فى يد قيادة سياسية تعرف معنى الأمن القومى وتقرأ الخريطة جيدًا، السيسى لا يهدد لكنه يضع الحقائق فى نصابها، ويؤكد أن التعاون هو الطريق المفضل، لكن إذا فُرضت المواجهة، فستكون مصر على أتم الاستعداد، سياسيًّا وعسكريًّا، لحسم القضية لصالحها.
إن مصر بتاريخها الممتد لآلاف السنين لم تعرف يوما التنازل عن حق أو التفريط فى شبر أرض أو قطرة ماء، والنيل الذى سالت على ضفافه دماء الأجداد دفاعًا عن الكرامة لن يكون استثناءً، نحن أمة إذا مسّت سيادتها أو حُرم شعبها من حقه فى الحياة انتفضت بكل ما تملك من قوة، وجعلت العدو يندم على لحظة ظن فيها أن مصر قد تُهزم، الرسالة واضحة لكل من يعبث أو يتوهم، لا تختبروا صبر مصر فصبرها حكمة لكن ردها مؤلم، وعندما تتحرك لا تترك وراءها إلا النصر.
حفظ الله مصر .. حفظ الله الجيش
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ن تسول له نفسه يعتقد أن مصر
إقرأ أيضاً:
الوسطية بين الحلال والحرام.. وضوابط الاستفادة من الحياة دون تجاوز
أوضح الشيخ أحمد المشد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الالتزام الديني الحقيقي لا يعني التعالي أو ترك الاستفادة من الطيبات، بل يقوم على التمييز بين ما أحله الله وما حرمه.
واستشهد بقول الله تعالى: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ»، مؤكدا على أن هذا التمييز يمثل أساس الفهم الصحيح للشريعة، وأن على المسلم أن يتعامل مع الحياة بصدر منفتح، مستفيدًا مما هو طيب ومجتنبًا ما هو خبيث.
وحذّر خلال حواره ببرنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد من خطورة التفسيرات الخاطئة التي قد تستغل رغبة بعض الناس في التقرب إلى الله لتقديم صورة مشوهة عن الدين أو لتحقيق مصالح شخصية.
وشدد على ضرورة الوعي بوظيفة الإنسان في الكون وتحقيق التوازن بين الالتزام الديني والاستفادة من متع الحياة المباحة.