صدى البلد:
2025-08-15@07:24:23 GMT

محمد مندور يكتب: الفتاوى في عصر الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT

منذ تأسيسها، أخذت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على عاتقها مهمة توحيد الرؤية الإفتائية عالميا، وتطوير أدوات الفتوى بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية التكنولوجية. لكن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديا كبيرا امام الفتاوى والمفتين في مختلف أنحاء العالم.

لذا كان من الذكاء ومواكبة أحداث العصر اختيار موضوع المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان " صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" ، والذي أقيم بالقاهرة برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 80 دولة، ضمت كبار المفتين وعلماء وخبراء متخصصين في الشريعة والتكنولوجيا.

 جاء هذا المؤتمر بموضوعه الاستشرافي ليؤكد على أهمية إعداد مفتي قادر على الجمع بين التعمق في العلوم الشرعية والإلمام بالتقنيات الحديثة، بما يضمن إصدار فتاوى رصينة تراعي الواقع وتستشرف المستقبل.

في نفس الوقت يناقش تحدي الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الفتاوى التي يطلبها مستخدموه.

الحقيقة ان الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بقيادة فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، استطاعت أن تجعل من المؤتمر منصة حوارية كبرى تربط بين عراقة العلوم الشرعية وحداثة التقنيات الرقمية، وتفتح الباب أمام أجيال جديدة من المفتين للتعامل الواعي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الضوابط الشرعية والمنهجية العلمية الأصيلة.

اللافت أيضا ذلك الدور الذي يقوم به الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. حيث قدم عرضا حظي بإشادة واسعة تناول فيه رؤية متكاملة لصناعة المفتي الرشيد في زمن التحولات الرقمية، وضرورة تسليح المفتين بالمهارات التقنية والمعرفة العميقة بمستجدات وتطورت العصر، مع الالتزام بالمنهج الوسطي الذي يحقق مقاصد الشريعة ويحمي المجتمعات من الفتاوى المتشددة أو المنفلتة أو الخاطئة.

الحقيقة ان الإشادة بالجهد الكبير الذي تبذله الأمانة العامة تحت قيادته في تطوير برامج التدريب، وإطلاق مشروعات رقمية إفتائية، وبناء قواعد بيانات متطورة للفتاوى، بما يواكب سرعة التغير في عالم المعلومات، أمر ليس بغريب، فنحن أمام منظومة تسعى لبناء متخصصين في الفتوى يتفاعلون مع المستقبل.

بشكل عام، المؤتمر خرج بعدد من التوصيات الهامة، أبرزها ادماج التقنيات الذكية في منظومة الإفتاء، وانشاء برامج تدريبية متخصصة تجمع بين العلوم الشرعية والتقنية، وتعزيز التعاون الدولي بين دور الإفتاء لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة.

فالحقيقة التي لا يمكن أن نغفلها هي أن صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي لم تعد خيارا بل ضرورة حتمية.. فالجمع بين الأصالة والمعاصرة هو السبيل لضمان استمرار رسالة الإفتاء في خدمة الناس.

طباعة شارك الإفتاء مؤتمر الفتوى الذكاء الاصطناعي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء مؤتمر الفتوى الذكاء الاصطناعي العامة لدور وهیئات الإفتاء فی العالم الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الإفتاء العالمي العاشر.. هل الذكاء الاصطناعي بديل للمفتي البشري؟

قال محمد عادل، مراسل قناة إكسترا نيوز، إن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإفتاء العالمي العاشر لا تزال منعقدة حتى الآن، وسط مشاركة رفيعة المستوى من مفتيين وعلماء شريعة ورجال دين من مختلف دول العالم، في واحدة من أبرز الفعاليات الإفتائية على الساحة الدولية.

فتاوى وأحكام| هل يجوز للزوجة التى تضع مكياج تجملا لزوجها أن تتيمم؟.. هل يأثم الزوج إذا لم يأمر زوجته بلبس الحجاب؟.. دار الإفتاء توضح حكم الشرع في صيام يوم المولد النبويوكيل الأزهر في مؤتمر الافتاء: العالم أيقن أن الكيان الصهيوني أبعد ما يكون عن السلامالدرعي: التقنيات الحديثة في الإفتاء تقرِّب الوصول للمعلومة وتغلق أبواب الفتنمفتي تشاد يطالب بتنظيم دورات تدريبية للعاملين بمجال الإفتاء لمواكبة تطورات العصر

وأوضح عادل، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، أن الجلسة الافتتاحية شهدت نقاشات مهمة، من بينها محور رئيسي حول إمكانية أن تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل المفتي البشري، حيث جاءت جميع الآراء والتوصيات لتؤكد استحالة حدوث ذلك، نظرًا لأن عملية الإفتاء ترتبط بالاجتهاد البشري والفهم العميق للنصوص والثوابت الشرعية، وهي عملية لا تحتمل الخلل أو التلاعب.

وأكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة للمفتي في تنظيم المعلومات وتسريع الوصول إلى المصادر، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُستخدم كبديل عن العنصر البشري.

وأشار المراسل إلى أن الجلسة الافتتاحية شهدت مشاركة شخصيات بارزة، من بينهم الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وكذلك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الإفتاء المصري، الذي حضر ممثلًا عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ما يعكس أهمية المؤتمر ودعم الدولة المصرية له.

طباعة شارك الإفتاء مؤتمر الإفتاء العالمي الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • تفاصيل مقترح اتفاقية هيئات الإفتاء في العالم عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • مفتي الجمهورية: نحتاج لبلورة رؤية متكاملة لصناعة المفتي الرشيد
  • دار الإفتاء تحذّر: الذكاء الاصطناعي يُهدّد الفتوى بـ 3 أزمات خطيرة
  • مؤتمر الإفتاء العالمي: ضوابط صارمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لمواجهة الفتاوى الشاذة
  • قطر تشارك في المؤتمر العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالقاهرة
  • مفتي موسكو: دمج الذكاء الاصطناعي في الإفتاء ممكنٌ وضروري ولكن بحذر ومسئولية
  • مؤتمر الإفتاء العالمي العاشر.. هل الذكاء الاصطناعي بديل للمفتي البشري؟
  • وزير الشئون الدينية الجزائري: لا بديل عن المفتي البشري في زمن الذكاء الاصطناعي