المؤرخ شعبان يوسف: الأدب يُجمع والسياسة تُفرق.. وتصنيف الأديب سياسيا كارثة
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
قال الأديب والمؤرخ شعبان يوسف، إن موقف الكاتب الكبير الراحل صنع الله إبراهيم من بعض الجوائز الأدبية أثار جدلاً واسعًا في الوسط الثقافي، موضحًا أن رفضه لجائزة الرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003، والتي كانت قيمتها نحو 100 ألف جنيه، جاء لأسباب أعلنها بنفسه، في حين قبل لاحقًا جوائز أخرى من داخل مصر وخارجها، بشرط ألا تكون مرتبطة بأنظمة سياسية أو جهات حكومية.
وأشار يوسف ، خلال حواره في برنامج "العاشرة" ، من تقديم الإعلامي محمد سعيد محفوظ، على شاشة " اكسترا نيوز"، إلى أن شخصية صنع الله إبراهيم متسقة تمامًا مع مواقفه، لكن الجدل الذي أثاره رفضه للجائزة طغى على مناقشة إسهاماته الإبداعية ومساره في تطوير الرواية العربية.
وأضاف يوسف أن على الأديب والروائي ألا يُصنَّف سياسيًا، لأن الأدب بطبيعته يجمع، بينما السياسة تفرق، معتبرًا أن تصنيف الكاتب بأنه يميني أو يساري يمثل كارثة، إذ يؤدي إلى انقسامات وتكتلات داخل الوسط الثقافي، قد ينتهي فيها التيار الأقوى بإقصاء التيار الآخر.
ولفت إلى أن صنع الله إبراهيم ظل طوال مسيرته محسوبًا على اليسار، وهو ما أكسبه اهتمامًا خاصًا من التيار اليساري في مصر والعالم العربي، ومنحه مكانة بارزة بين رموزه.
وأكد يوسف أن اليسار لم يكن دعمًا محليًا فقط، بل امتد إلى أفق عربي وعالمي، ما أتاح لصنع الله إبراهيم مساحة واسعة من الاحتضان الثقافي.
وأشار إلى أن الكاتب كان أول من أصدر رواية من جيل الستينيات، وأنه حظي باهتمام نقدي كبير، حيث خصص الناقد الراحل محمود أمين العالم كتابًا مستقلًا عنه عام 1985، وهو أمر نادر في النقد العربي، وجاء بعد صراع نقدي بين مدارس مصرية ومغربية.
وشدد على أن هذا الاهتمام النقدي يعكس مكانة صنع الله إبراهيم كأحد أهم رموز الإبداع العربي في العقود الأخيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المؤرخ شعبان يوسف الأدب جمع والسياسة فرق وتصنيف الأديب سياسيا صنع الله إبراهیم
إقرأ أيضاً:
12 قتيلا بأستراليا خلال احتفال بعيد يهودي وتصنيف الهجوم "إرهابيا"
قُتل 12 شخصا وأصيب أكثر من 10 آخرين، بينهم شرطيان، في حادث إطلاق نار وقع اليوم الأحد على شاطئ بوندي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، استهدف حشدا خلال احتفال بعيد "الحانوكا" (عيد الأنوار) اليهودي.
وقالت الشرطة الأسترالية إن أحد منفذي الهجوم المسلح كان ضمن القتلى، في حين أصيب المشتبه به الثاني وتم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أن حالته حرجة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله إنه تمّ تحديد هوية أحد المسلحين في هجوم سيدني ويدعى نافيد أكرم.
من جهتها، أفادت شبكة (إيه بي سي) الأسترالية نقلا عن خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز بنقل 16 مصابا في هجوم شاطئ بوندي إلى المستشفيات.
وقد أعلنت الشرطة في وقت لاحق عن التعامل مع تهديد بوجود عبوة ناسفة يدوية الصنع في منطقة "بوندي".
ووقع إطلاق النار أثناء تجمع لأفراد من الجالية اليهودية لإيقاد أول شمعة احتفالا بعيد "الأنوار" (حانوكا)، الذي يستمر هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الواقعة بأنها "صادمة ومروعة"، وأضاف "قلبي ومشاعري مع كل شخص تضرر من هذا الحادث"، مؤكدا أن المستجيبين لحالات الطوارئ يعملون على إنقاذ الأرواح في الموقع.
واعتبر ألبانيزي أن هجوم شاطئ بوندي "حادث إرهابي"، مشددا على أنه "هجوم يستهدف الأستراليين اليهود في اليوم الأول من العيد".
ووصف ألبانيزي الهجوم بأنه "غير منطقي وإرهابي ويهدف إلى زرع الخوف"، متعهدا بتخصيص كل الموارد الممكنة لسلامة المواطنين اليهود.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل على تحديد كل المتورطين في هذا العمل المشين، كاشفا أن أحد منفذي الهجوم كان معروفا لدى السلطات لكنه لم يكن يشكل تهديدا وشيكا.
وبحسب شبكة (إيه بي سي) الأسترالية، فقد دعا ألبانيزي كبار الوزراء لاجتماع للجنة الأمن القومي.
من جانبها، أعلنت الاستخبارات الأسترالية أن مستوى التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال عند درجة "محتمل"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شهدته سيدني.
وقال المسؤول الأمني إن السلطات تعمل على التحقق من هويات منفذي الهجوم، مؤكدا استمرار الإجراءات الأمنية المشددة لضمان سلامة المواطنين.
من جهته أعرب وزير داخلية أستراليا عن شعوره بالصدمة إزاء ما حدث في بوندي، مشيرا إلى أنه ورئيس الوزراء يتلقيان إحاطة مباشرة من كافة الأجهزة الأمنية.
وفي سياق ردود الفعل، ندد المجلس الوطني الأسترالي للأئمة ومجلس أئمة نيو ساوث ويلز والمجتمع المسلم الأسترالي، في بيان مشترك، بحادثة إطلاق النار التي وقعت في منطقة بوندي بمدينة سيدني، واصفين إياها بـ"المروعة".
وأكد البيان أنه "لا مكان لأعمال العنف والجرائم في المجتمع الأسترالي"، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.
ودعا البيان أفراد المجتمع إلى التزام اليقظة وتوخي الحذر، مؤكدا أن هذه اللحظة تستدعي وحدة جميع الأستراليين، بمن فيهم المجتمع المسلم، في رفض العنف وتعزيز الوئام الاجتماعي وسلامة الجميع.
من جهته، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الحادث بأنه "هجوم وحشي للغاية على اليهود" و"إرهابي"، مضيفا أن إطلاق النار على شاطئ بوندي يعد هجوما على الجالية اليهودية بأكملها.
وطالب هرتسوغ باتخاذ إجراءات لمواجهة ما وصفه بـ"الموجة الضخمة" من معاداة السامية التي تؤثر على المجتمع الأسترالي.
يأتي ذلك في حين وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر انتقادا لاذعا لحكومة أستراليا، قائلا إن عليها أن "تعود إلى رشدها" بعد أن تلقت "عددا لا يحصى من إشارات التحذير".
وقد أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن حالة من الهلع سادت مكان الحادث، حيث شوهد العديد من المحتفلين يفرون من الموقع السياحي الشهير.
وقال شاهد عيان يدعى هاري ويلسون لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد": رأيت 10 على الأقل راقدين على الأرض والدماء في كل مكان.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إطلاق النار استهدف فعالية نظمتها حركة "حباد" بمناسبة عيد "الحانوكا"، حضرها نحو 2000 شخص.
وتعد "حباد" إحدى المنظمات اليهودية المعروفة عالميا ولها انتشار واسع، وتُصنّف في بعض الأحيان ضمن المنظمات اليهودية ذات التوجهات المتشددة التي ترفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
وبثت شبكة التلفزيون الأسترالية (إيه بي سي) لقطات تُظهر ما يبدو أنه سلاح ناري ملقى على الأرض، وعناصر من الشرطة يقدمون المساعدة لأشخاص في موقع الحادث.
كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على إكس أشخاصا في شاطئ بوندي يتفرقون على وقع دوي إطلاق نار وصفارات إنذار الشرطة.