الثورة نت/ أسماء البزاز

في إطار الاهتمام المستمر بتحفيز الكفاءات وتعزيز ثقافة التميز المؤسسي، شهدت هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة، فعالية تكريم لعدد من قياداتها وكوادرها الإدارية والفنية المتميزة.

وعبر المدير العام التنفيذي للهيئة الاستاذ سام احمد البشيري في كلمة عن بالغ تقديره للجهود التي بذلها المكرمون خلال الفترة الماضية، والتي أسهمت في تحقيق إنجازات نوعية انعكست إيجابًا على أداء الهيئة ومكانتها، مؤكداً أن هذا التكريم ليس سوى محطة تقدير وعرفان لما يقدمه موظفو الهيئة من تفانٍ وإخلاص في العمل.

وأشار البشيري إلى أن الهيئة تسير بخطى ثابتة ضمن خطتها التطويرية الشاملة، التي ترتكز على تحديث البنية التحتية للمختبرات، وتطوير أنظمة العمل واللوائح، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، بما يواكب المتطلبات الإقليمية والدولية، ويعزز حماية المستهلك ودعم الاقتصاد الوطني.

كما حث المدير العام التنفيذي جميع كوادر الهيئة على مواصلة العطاء والعمل بروح الفريق الواحد، وتكريس الجهود للارتقاء بالأداء المؤسسي، مؤكّدًا أن النجاحات التي تحققت ما كانت لتتم إلا بتكاتف الجميع وإخلاصهم في خدمة الوطن.

وتم توزيع شهادات التكريم والدروع التقديرية على القيادات والموظفين المتميزين، وسط أجواء احتفائية تجسد روح الانتماء المؤسسي، وتعكس التزام الهيئة برعاية الكفاءات ودعمها باعتبارها الركيزة الأساسية لاستدامة التميز.

حضر فعالية التكريم نائبا مدير عام الهيئة الدكتور كمال عباس مرغم والمهندس ابوالحسن النهاري وعدد من مدراء الدوائر بالهيئة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عُمان واستقطاب وتهجير الكفاءات

 

 

 

خلفان الطوقي

 

كثير من دول العالم تستقطب الكفاءات، وتشرع بعض السياسات لإنجاح مثل هذه المبادرات، وهناك أمثلة لدول قامت بذلك، أذكر منها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكندا وغيرها من الدول الأوروبية. وهناك أيضًا دول عربية، بل وخليجية، قامت بالمثل، مثل المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة. وبكل تأكيد هناك دول أخرى عديدة لا أعلم عنها. بعض هذه الدول لم تكتفِ باستقطاب الكفاءات؛ بل قدّمت لها مزايا مغرية تصل إلى حدّ التجنيس.

في عُمان، هناك برنامج "الإقامة الذهبية" شبيه بما هو مطبَّق في بعض الدول، ولكن ما يتم تداوله في بعض الأوساط أن هناك هجرة لبعض الكفاءات من الوافدين لأسباب عديدة. وبعد استطلاع شخصي، فإن هناك من يرى أنهم شعروا بأنهم غير مرحَّب بهم، ولو بطريقة غير مباشرة، من خلال حملة التعمين والتوطين. وهناك من يرى أن فرص النمو وتوسيع تجارته غير واردة، والبعض الآخر يشتكي أن الوقت قد حان للرحيل قبل تطبيق ضريبة الدخل الشخصي عليه. كما ترى فئة أخرى أن هناك حملة تنمُّر ضدهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تجد من يتصدّى لها من الجهات المعنية، معتبرة أن هذه مجرد مؤشرات لما هو أصعب في قادم الوقت.

أيًّا كانت أسباب هذه الهجرة، مقصودة أم غير مقصودة، فإن الكفاءات البشرية الوافدة تظل في غاية الأهمية حيثما وُجدت. وأهم ما يميّزها: نقل الخبرات والمهارات والمعرفة إلى مواردنا البشرية الوطنية، وتعزيز التنافسية لمؤسسات القطاع الخاص ومن ثم على مستوى الدولة، ورفع مستوى الإنتاجية والجودة، وتلاقح الأفكار ووجهات النظر لأجل ديمومة التنافسية والانفتاح، وخلق فرص وآفاق أرحب لصالح المجتمع تمتد على مستوى الدولة. وأخيرًا، أضف إلى ذلك أنهم ينضمون إلى الفئة الوسطى في المجتمع، وهم الأكثر صرفًا ماليًا في حياتهم اليومية، مما يسهم في ضمان استقرار المستوى الاجتماعي للبيئة التي يعيشون فيها.

التعمين والتوطين، وإن كان في جوهره محمودًا وذا نية حسنة، إلّا أن تنفيذه إذا جاء متسرّعًا، غير مدروس في بعض جوانبه، وغير متدرج، أو نتيجة ردّة فعل؛ فإن آثاره ستكون مكلفة ومؤلمة، وسيدفع الجميع ثمنها الباهظ ولو بعد حين. وأيّ معالجات لاحقة قد تعيدنا إلى المربع الأول.

التعمين أو التوطين، مهما كان، ووسط ضغوط مجتمعية، على الحكومة أن تنظر إليه من مختلف الزوايا لا من زاوية واحدة؛ لأنها تملك المعلومات والإحصاءات، ولديها المنظِّرون والمفكرون والباحثون والمشرّعون، الذين يمكنهم دراسة إيجابيات وسلبيات كل قرار، ومعرفة آثاره وعواقبه المستقبلية.

علينا قراءة الواقع بدقة، ويمكننا أن نقارن بين الدول التي استقطبت الكفاءات من كل دول العالم واستفادت منها وتعايشت معها وتطورت معًا، وبين الدول التي تقوقعت على نفسها وتخوّفت من كل شيء، فتسبّبت في رحيل الوافدين عنها بشكل مباشر أو غير مباشر، ثم برّرت انغلاقها لتطمئن نفسها. فأيُّ فئة من الدول نريد أن نكون؟

إن كانت لي حرية الاختيار، فإنني أتمنى أن نكون من فئة الدول التي تحافظ على الكفاءات المؤهلة الموجودة بيننا، وتعمل جنبًا إلى جنب مع الموارد البشرية العُمانية للاستفادة منها. بل وأشجّع بلدي على استقطاب الكفاءات النادرة التي نحتاجها فعليًا بعد القيام بالتشخيص اللازم، والتي ستفتح لنا مزيدًا من الآفاق والفرص الوظيفية والتأهيلية المستقبلية، دون هواجس مبالغ فيها، أو شكوك واهية في كثير من الأحيان، أو تردّد يعطّلنا عن اللحاق بركب التطور، أو مخاوف غير مبرَّرة.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عُمان واستقطاب وتهجير الكفاءات
  • الفيتوري: البيانات التي يصدرها المركزي “مضللة” ولا تعكس وضع الاقتصاد الليبي
  • بعد رفضه التكريم من الرئيس الأمريكي.. توم كروز مرشح لجائزة أكبر | تفاصيل
  • اجتهدنا ونستحق..تكريم المتفوقين علمياً في 150 هيئة شبابية ورياضية بالجيزة
  • بين نذر الشر وغياب التدخل المبكر… حادثة الطبيبة التي هزّت الرأي العام
  • تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. مدير عام حرس الحدود يشهد حفل تكريم المتقاعدين من منسوبي المديرية
  • تحت رعاية وزير الداخلية.. مدير حرس الحدود يشهد حفل تكريم المتقاعدين من منسوبي المديرية
  • اتحاد "بشبابها" يطلق من طنطا فعالية "مساجدنا حياة" بمسجد السيد البدوي
  • مناقشة رسالة دكتوراه حول تأثير التحول الرقمي على الأداء المؤسسي في المكتبات العامة بمصر