يفتح آفاقًا للتعليم ويهدد مهارات الطلاب.. مختصون: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
أكد مختصون لـ ”اليوم“ أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا مؤثرًا في التعليم وحياة الأطفال، إذ يمكن أن يسهم في رفع مستوى الطالب عبر التعلم المخصص، والتغذية الراجعة الفورية، وزيادة التفاعل والدافعية، كما يوفر فرصًا لدعم الفروق الفردية.
وحذروا من سلبيات محتملة مثل الاعتماد المفرط على التقنية، تراجع التفكير النقدي، الغش الذكي في أداء المهام، وفقدان بعض المهارات الأساسية كالتحليل وحل المشكلات.
وأشاروا إلى مخاطر تتعلق بالارتباط العاطفي الزائف مع الأنظمة الذكية، وضعف التفاعل الإنساني، إضافة إلى تحديات حماية الخصوصية وأمن البيانات، وخلصوا إلى أن التقنية ليست المشكلة بحد ذاتها، بل في كيفية توظيفها، وأن الحل يكمن في التوازن بين دور المعلم والتقنيات، مع تعزيز الدراسات المحلية لفهم الأثر التربوي والاجتماعي بشكل أعمق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يفتح آفاقًا للتعليم ويهدد مهارات الطلاب.. مختصون: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
وقالت أخصائية الطفولة والتربية وسام عبدالعزيز: لسنا أمام تقنية عابرة، بل أمام تحول جذري سيعيد تشكيل طريقة تعليم أطفالنا، مؤكدةً أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهومًا تقنيًا محضًا، بل أصبح جزءًا من البيئة اليومية للأطفال، الأمر الذي يفرض التفكير العميق في تصميمه وتوظيفه بما يحفظ حقوق الطفل ويعزز تجاربه التعليمية.
وأوضحت أن تعريف ”الذكاء الاصطناعي للأطفال“ يمر عبر ثلاث دوائر، وهي أنظمة مخصصة للأطفال، وأنظمة يتفاعلون معها حتى لو لم تُصمَّم لأجلهم، وأنظمة تؤثر عليهم بشكل غير مباشر، مضيفةً أن التركيز ينبغي أن يكون على الأنظمة المصممة خصيصًا للأطفال، لأنها الأكثر تأثيرًا على وعيهم وسلوكياتهم.
وسام عبدالعزيز
وأشارت إلى أن الأبحاث الحديثة في مجال التفاعل بين الطفل والحاسوب أظهرت أن الأطفال يتعاملون مع تقنيات الذكاء الاصطناعي كجزء طبيعي من محيطهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لتأثيرات العدالة أو الانحياز أو حتى فقدان مهارات أساسية، ومن هنا تنبع الحاجة إلى تطوير أنظمة تعليمية ذكية تتسم بالشفافية والعدالة وتحمي الطفل من المخاطر المبكرة.
تأثير مباشر على مستوى الطالبوأكد الباحث الدكتور راضي الزويد، أن الذكاء الاصطناعي قادر على رفع مستوى الطالب بشكل ملحوظ إذا استُخدم بطريقة صحيحة، فهو يتيح "التعلّم المخصّص" عبر مواءمة المناهج مع قدرات كل طالب، ويقدم تغذية راجعة لحظية تساعده على التعلم من الأخطاء بسرعة، كما يزيد من تفاعل الطلاب ودافعيتهم.
وحذر الزويد من سلبيات محتملة، أبرزها الاعتماد الزائد على التقنية، وغياب التفكير النقدي، إضافة إلى فجوة رقمية قد تعمّق التباين بين الطلاب بحسب توفر الإمكانات التقنية، مشددًا على أن التوازن هو الحل، بحيث يظل المعلم في قلب العملية التعليمية مع الاستفادة من التقنية كأداة مساندة وليست بديلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يفتح آفاقًا للتعليم ويهدد مهارات الطلاب.. مختصون: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
أما الباحث التقني مؤيد الشميري، فسلّط الضوء على جانب آخر، وهو اعتماد الطلاب المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام الدراسية والبرمجية، مشيرًا إلى أن بعض النماذج قد تقدم بيانات غير دقيقة أو حلولًا جاهزة، ما يجعل الطالب يفتقر إلى مهارات التحليل وحل المشكلات.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق علاقات عاطفية ”زائفة“ مع الطلاب، حيث تحاكي النماذج مشاعر غير حقيقية، ما قد يسبب اعتمادًا عاطفيًا غير صحي ويؤثر على العلاقات الإنسانية الطبيعية.
وشدد على أهمية حماية خصوصية الطلاب، خاصة وأن محادثاتهم مع أنظمة الذكاء الاصطناعي تُخزَّن عادة لتحسين النماذج، موصيًا باستخدام التشفير والمراقبة المتقدمة لحماية البيانات من أي تسريب أو هجمات إلكترونية.
مؤيد الشميري
وبيّن المشرف التربوي أحمد البعيجي أن الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يزال في مراحله الأولى، وما زال بحاجة إلى أبحاث ودراسات معمّقة في البيئة المحلية لفهم آثاره بدقة.
وشدد على أن المشكلة ليست في التقنية بحد ذاتها، وإنما في أسلوب استخدامها داخل الصفوف الدراسية، فإذا جرى توظيفها بشكل متوازن، فإنها قد تكون أداة لتعزيز العملية التعليمية، أما إذا أسيء استخدامها فقد تحد من التفاعل البشري وتضعف ديناميكية التعليم التقليدي.
أحمد البعيجي
وأشار الخبير النفسي والسلوكي عبده الأسمري إلى أن التقنية تحمل وجهي عملة، أحدهما يساعد على التطوير، والآخر يهدد بتعميق الفجوة الاجتماعية وخلق تحديات تربوية ونفسية جديدة.
وأضاف أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيؤدي بالضرورة إلى فجوة بين الطلاب، إذ سيتمكن بعضهم من الاستفادة من أدواته بينما يُحرم آخرون - خصوصًا في البيئات الفقيرة - من هذه الإمكانية.
وتابع: هذه الهوة ليست جديدة، لكنها قد تصبح أكثر وضوحًا في الميدان التعليمي مقارنة بالمجتمع عامةً، حيث يؤثر توفر التقنية بشكل مباشر على جودة التحصيل العلمي.
وحذّر الأسمري من أن الاستخدام غير المنظم للذكاء الاصطناعي قد يقود إلى العزلة وضعف التعاون بين الطلاب، وأن التقنية بطبيعتها تميل إلى خلق حالة من الانفصال عن التفاعل الواقعي، وقد يصل الأمر إلى حدّ الإدمان وما يترتب عليه من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وتابع أن تكوين ”صداقات عاطفية“ مع أنظمة الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا للمهارات الاجتماعية الحقيقية، إذ يعزز الاعتمادية المفرطة ويقود إلى تقوقع نفسي بعيد عن الواقع.
عبده الأسمري
وللتعامل مع هذه التحديات، شدد الأسمري على ضرورة أن تضع المؤسسات التعليمية خططًا متوازنة تضمن المواءمة بين الذكاء الاصطناعي والجهد البشري، مع التركيز على تنمية مهارات البحث والتحليل والتفكير النقدي، وأن دور الأسرة لا يقل أهمية، إذ ينبغي عليها متابعة استخدام الأبناء للتقنية ومساندة المدارس في ضبط هذا التوازن.
ولتقليل الاعتمادية على العلاقات الافتراضية، أوصى الأسمري ببرامج اجتماعية تربط الطلاب بالأنشطة الواقعية داخل المدارس والجامعات، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، وهذه المبادرات تسهم في بناء صداقات حقيقية قائمة على التفاعل الإنساني، بعيدًا عن العوالم الافتراضية التي قد تفتقر إلى العمق العاطفي والاستقرار.
ومن زاوية أخرى، حذّر الأسمري من المخاطر الاجتماعية لتخزين محادثات الطلاب والاعتماد على البيانات الشخصية، إذ قد يؤدي كشفها إلى فقدان الثقة في التقنية وزيادة القلق داخل الأسر، وهنا تبرز الحاجة إلى ثقافة استباقية لدى الأسر، تقوم على الحذر في التعامل مع محركات البحث والوعي بأهمية حماية الخصوصية.
وفي ختام حديثه، أكد الأسمري أن التقنين والتخطيط والوعي المسبق هي مفاتيح الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، وينبغي توجيه الشباب إلى التعامل مع التقنية كأداة مساعدة لا كبديل عن الجهد البشري أو العلاقات الواقعية، مع ضرورة توثيق قصص وتجارب واقعية تحذر من المخاطر الناتجة عن سوء الاستخدام.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات جدة الذكاء الاصطناعي تطوير الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي في التعليم التعليم الطلاب الدراسة الدراسة بالذكاء الاصطناعي أن الذکاء الاصطناعی article img ratio إلى أن
إقرأ أيضاً:
Snapdragon 8 Elite Gen 5.. معالج كوالكوم الجديد يفتح عصرًا أسرع للذكاء الاصطناعي على الهواتف
في خطوة تُعيد رسم ملامح المنافسة في عالم المعالجات المحمولة، أعلنت شركة كوالكوم عن إطلاق شريحتها الأحدث Snapdragon 8 Elite Gen 5، التي وصفتها بأنها "أسرع نظام تشغيل محمول على شريحة في العالم"، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من الأداء فائق السرعة وكفاءة الطاقة في الهواتف الذكية الرائدة.
يستهدف المعالج الجديد الشركات المصنعة التي لا تطور منصاتها الخاصة، ومن المتوقع أن نرى أول الهواتف المزودة به خلال الأيام القليلة المقبلة، مع دخول عمالقة الصناعة مثل سامسونج، أوبو، شاومي، فيفو، وسوني على خط المنافسة لتبني المنصة الجديدة في أجهزتها الرائدة لعام 2025.
تأتي شريحة Snapdragon 8 Elite Gen 5 بمعالج Oryon من الجيل الثالث، الذي يُعدّ القلب النابض للأداء المتطور. ووفقًا لكوالكوم، فإن المعالج الجديد يُحقق قفزة بنسبة 20% في الأداء العام مقارنة بالجيل السابق، ويُحسّن كفاءة الطاقة بنسبة تصل إلى 35%، ما يعني أداءً أقوى وعمر بطارية أطول، مع تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 16%.
ويُركّز تصميم الشريحة على تحقيق "أداء مستدام" يضمن ثبات الأداء العالي لفترات طويلة دون ارتفاع درجات الحرارة، وهي مشكلة واجهت كثيرًا من الهواتف الرائدة سابقًا. كما حسّنت كوالكوم بنية المعالجة الداخلية لتُتيح تشغيل التطبيقات الثقيلة والتبديل السلس بينها، ما يجعل التجربة اليومية أكثر سرعة واستقرارًا.
من أبرز النقاط التي تراهن عليها كوالكوم في هذا الإصدار الجديد هو محرك الذكاء الاصطناعي المطور، الذي يُمكّن الهواتف من معالجة نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا على الجهاز دون الحاجة إلى الاتصال الدائم بالسحابة.
ويعتمد هذا التحول على وحدة المعالجة العصبية Hexagon المُحدثة، التي تمنح زيادة في الأداء بنسبة تصل إلى 37% مقارنة بالجيل السابق، مما يفتح المجال أمام موجة جديدة من التطبيقات الذكية التي تعتمد على الفهم اللحظي للسياق.
وقال كريس باتريك، نائب الرئيس الأول ومدير قطاع الهواتف المحمولة في كوالكوم، إن Snapdragon 8 Elite Gen 5 يضع المستخدم "في قلب التجربة"، مضيفًا: "المعالج الجديد يُمكّن وكلاء الذكاء الاصطناعي من رؤية ما تراه، وسماع ما تسمعه، والتفكير معك في الوقت الفعلي".
ولا يقتصر تميز المعالج الجديد على الأداء فقط، بل يمتد ليشمل قدرات تصوير احترافية غير مسبوقة. إذ تُعدّ هذه الشريحة أول منصة للهواتف المحمولة تدعم تقنية ترميز الفيديو الاحترافي المتقدم (APV)، ما يُتيح للمبدعين والمصورين إنتاج محتوى عالي الجودة مباشرة من هواتفهم الذكية. وتعد هذه الخطوة نقلة نوعية للمحترفين الذين يعتمدون على الهاتف كأداة أساسية في صناعة الفيديو.
وقد سارعت كبرى الشركات العالمية إلى إعلان نيتها اعتماد المنصة الجديدة في أجهزتها القادمة، ومن بينها سامسونج، وون بلس، وأوبو، وهونر، وآي كيو أو، ونوبيا، وبوكو، وريلمي، وريدمي، وريد ماجيك، وروج، وسوني، وفيفو، وشاومي، وزد تي إي، ما يعكس الثقة الكبيرة في قدرات كوالكوم على قيادة جيل جديد من الأداء الذكي.
ويرى محللون أن Snapdragon 8 Elite Gen 5 لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في صميم التجربة اليومية للمستخدمين، ليصبح الهاتف أكثر قدرة على التفاعل، والتنبؤ بالاحتياجات، وتنفيذ الأوامر في الوقت الفعلي.
ومع اقتراب إطلاق أول الأجهزة المزودة بهذه المنصة، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في سباق "الهواتف الذكية الفائقة"، حيث تندمج السرعة والكفاءة والذكاء في معالج واحد يحمل توقيع كوالكوم، ويعد بإطلاق عصر جديد من الحوسبة المحمولة الذكية.