صدى البلد:
2025-11-23@10:41:48 GMT

إلهام أبو الفتح تكتب: قانون روان

تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT

حين خرج طبيب الطفلة روان ليتحدث عن عمليتها الجراحية، شعر كثيرون أن الأمر لم يعد إنقاذًا لطفلة بقدر ما كان خرقًا لسرية المريض. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يحق للطبيب أن يكشف تفاصيل علاج مريضه، خاصة إذا كان طفلة، حتى لو وافقت أسرتها؟

روان بنت صغيرة عندها ٩ سنوات، تحملت ما لا يتحمله الكبار. وزنها الزائد سرق طفولتها، حرمها من اللعب والجري، وحتى من المشي إلى المدرسة مثل باقي الأطفال.

كانت تذهب بـ”توكتوك” بدل قدميها. حاولت أسرتها كل الطرق: “دايت”، رياضة، جلسات وطافت معظم المستشفيات… لكن بلا فائدة. وأخيرًا اضطروا يوافقوا على العملية كحل أخير.
طفلة تعاني وطبيب يحاول أن ينقذها. لكن ما حدث بعد ذلك هو ما أوجعنا: نشر تفاصيل وصور وفيديوهات عن حالة روان، وتحويل معاناتها إلى موضوع للدعاية. قسم الطبيب واضح: "أحفظ سر المريض كما أحفظ حياته". السرية ليست خيارًا، وليست ملك الأهل يتنازلون عنها وقتما يشاءون. السرية أساس الثقة بين المجتمع والطبيب. لو انهارت هذه الثقة، ينهار معها معنى مهنة الطب.

من المهم أن نرفع الوعي بخطورة السمنة عند الأطفال، لكن هذا يمكن أن يكون بطرق أخرى: دراسات، حملات، قصص دون أسماء أو صور. أما إن طفلة صغيرة مثل روان تتحول لوجه في الإعلام، فهذا انتهاك لخصوصيتها وطفولتها.
القضية ليست علاجًا أو جراحة ناجحة، لكنها الخصوصية. إنقاذ الجسد لابد أن يترافق مع حماية الروح من التشهير. والطفولة لا تحتاج علاجًا طبيًا فقط، لكنها تحتاج أيضًا احترامًا وصونًا للبراءة.
وهنا يأتي الدور الأهم: على نقابة الأطباء وضع قواعد واضحة تمنع أي طبيب من كشف أسرار مريضه لأي سبب. وهناك قانون موجود ليحمي خصوصية كل مريض، صغيرًا أو كبيرًا، من أن يتحول إلى مادة للدعاية.. كما حدث أيضًا مع الطبيب الذي تراقص بمولودة بعد أن قام بتوليد الأم في جراحة قيصرية صعبة ونشر الصور والفيديوهات على السوشيال ميديا. قصة روان جرس إنذار لحماية سرية المريض واتخاذ إجراءات رادعة ضد أي طبيب ينتهك هذه السرية لأي سبب كان.
القانون موجود، لكنه ليس كافيًا. هناك نصوص واضحة تمنع إفشاء أسرار المرضى، لكن التطبيق في الميدان ما يزال ضعيفًا، ولا يضمن فعليًا حماية خصوصيات المرضى من الانتهاك.. يجب أن يترافق مع تطبيق صارم، ورقابة فعالة، ومجتمع واعٍ يعرف أن خصوصية الطفل مثل روان ليست أقل أهمية من حياته الصحية.

طباعة شارك الطفلة روان تكميم المعدة المسؤولية الطبية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تكميم المعدة المسؤولية الطبية

إقرأ أيضاً:

البدور في افتتاح مركز صحي مخيم مأدبا: “المركز الصحي” سيكون بوابة المريض في المنظومة الصحية

صراحة نيوز- افتتح وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور، اليوم السبت، مركز صحي مخيم مأدبا الأولي، بحضور محافظ مأدبا حسن الجبور وعدد من النواب والأعيان وأعضاء مجلس اللامركزية في المحافظة، مؤكداً حرصه على تعزيز مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأهالي المخيم.

وأوضح البدور أن المركز الصحي سيكون بوابة المريض في المنظومة الصحية، حيث يعد خط الدفاع الأول لصحة المواطن والركيزة الأساس للتخفيف من الضغط على المستشفيات وضمان الوصول إلى خدمات طبية قريبة وسريعة وفعّالة.

وأضاف أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود وزارة الصحة لتنفيذ رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الهادفة إلى الارتقاء بجودة الرعاية الصحية في مختلف مناطق المملكة، من خلال بناء مراكز صحية حديثة تلبي احتياجات المواطنين وتوفر بيئة ملائمة للمرضى والكوادر الطبية.

وأكد أن الوزارة ماضية في تطوير البنية التحتية للمراكز الصحية، واستبدال المباني المستأجرة والمتهالكة بمنشآت دائمة تتسم بالكفاءة والاستدامة، بما يضمن بيئة تشغيلية أفضل ويعزز مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين ضمن منظومة متكاملة للرعاية الصحية.

ويأتي إنشاء مركز صحي مخيم مأدبا الأولي لتلبية احتياجات سكان المخيم الصحية، حيث سيقدم خدمات رعاية أولية فعّالة تشمل الطب العام، وطب الأسرة، والنسائية والتوليد، وطب الأسنان، إلى جانب تقديمه لخدمات الأمومة والطفولة، واحتوائه على مختبر طبي، وصيدلية، وسجل طبي، ووحدات المحاسبة والمستودعات.

ويمتد المركز، الذي تم تمويله من موازنة اللامركزية بقيمة 925 ألف دينار، على مساحة 950 متراً مربعاً موزعة على طابقين، ويخدم نحو 20 ألف نسمة، وبمعدل 5 آلاف مراجع شهرياً.

مقالات مشابهة

  • إلهام أبو الفتح تكتب.. حتى لا يخطئ الآخرون
  • إلهام أبو الفتح تكتب: حتى لا يخطئ الآخرون
  • د.هبة عيد تكتب: توأم روحي.. وهدية السماء بعد طول الرجاء
  • البدور في افتتاح مركز صحي مخيم مأدبا: “المركز الصحي” سيكون بوابة المريض في المنظومة الصحية
  • روان أبو العينين: 260 ألف مُحاصر يواجهون الجوع والموت في الفاشر بالسودان
  • روان أبوالعينين: 260 ألف إنسان تحت حصار مستمر في الفاشر السودانية
  • روان صلاح تحصد البرونزية للهجن الأردنية في ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض
  • سارق المحافظ الإلكترونية في قبضة الأمن بعد خداع سيدة بزعم التبرع لزوجها المريض
  • خميس تكتب: يوسف العيسوي.. الأب الصامت لكل أردني
  • «هساعد زوجك المريض».. حيلة المتهم للنصب على المواطنين وسرقة محافظهم الإلكترونية