دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما كان مترو أنفاق لندن جديدًا، كانت فيكتوريا هي الملكة، وكانت إنجلترا أبرد بأكثر بمقدار درجتين فهرنهايت.

ولكن الآن، أصبح 60% من نظام المترو الذي ساهم في إنقاذ لندن من القنابل النازية خطرًا صحيًا غير مكيَّف في الأيام الساخنة للغاية.

في هذه الأثناء، لم يتوقف مترو أنفاق نيويورك بأمريكا عن العمل منذ عام 1904، وأصبحت الشلالات المعلِّقة للخدمات أكثر شيوعًا عند هطول الأمطار، مع تحول فتحات التهوية في الأرصفة إلى أحواض تجميع، وتدفّق الفيضانات المفاجئة عبر السلالم.

صورة لمياه الأمطار الغزيرة وهي تتدفق في محطة مترو أنفاق في نيويورك في 31 يوليو/تموز.Credit: Selcuk Acar/Anadolu/Getty Images

تتلقى حتى أحدث أنظمة العالم دروسًا قاسية في التصاميم اللازمة للنجاة في ظل ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.

في عام 2021، عند هطول أمطار غزيرة بلغ ارتفاعها 20 سنتيمترًا تقريبًا في ساعة واحدة على مدينة تشنغتشو في الصين، أصبحت عربات المترو أشبه بغواصات مليئة بالعائلات المذعورة. 

ولقي 14 شخصًا حتفهم في خط لم يتجاوز عمره عقدًا من الزمن.

وقال نائب رئيس قسم تخطيط التكيف المناخي والاستدامة في هيئة النقل الحضرية في مدينة نيويورك، إريك ويلسون: "تحدّثنا مع أنظمة المترو من حول العالم. تشهد مدن مثل طوكيو وباريس ولندن هطول أمطار غزيرة".

كانت هذه الأنظمة في السابق ملاذًا آمنًا من الفوضى التي تحدث في الأعلى، ولكنها الآن أصبحت أكثر خطورة، فلم تُشيَّد البنية التحتية التي دعمت الحياة الحضرية في القرن الماضي للعصر الذي نعيش فيه.

أفاد ويلسون أنّ كل عاصفة تُمثل تحديًا مختلفًا، مع كشفها عن مشاكل جديدة في أماكن جديدة. 

ونظام المترو مُحاط بالمياه بالفعل، مع بنائه أسفل جدول مائي أصبح بدوره يرتفع مع ارتفاع مستوى سطح البحر.

وقال ويلسون: "خلال يومٍ جاف، يضخ النظام ما بين 13 و14 مليون غالونًا من المياه من جميع أنحاء الأحياء الخمسة، ليُخرج تلك المياه من النظام"، مشيرًا إلى احتمال "تضاعف هذا الضغط مرات عديدة" خلال هطول أمطار غزيرة.

يبلغ عمر بعض المضخات أكثر من 60 عامًا، وبينما تشمل الميزانية الرأسمالية آلاتٍ أفضل لتصريف المياه، إلا أنّ الاستثمارات الأكثر وضوحًا هي بناء مئات الأرصفة التي تُبنى حول مداخل مترو الأنفاق.

تبني نيويورك أرصفة حول مداخل مترو الأنفاق لمنع تدفق المياه أسفل السلالم إلى المنصات خلال هطول الأمطار بغزارة.

في حين غمرت المياه أجزاءً من مترو أنفاق لندن عدة مرات في السنوات القليلة الماضية، تُسبب فصول الصيف الحارقة جحيمًا جديدًا يُعززه الطين الذي يحبس الحرارة.

ليست سوى 40% من شبكة مترو أنفاق لندن مُجهزة بمكيّفات الهواء، مع تواجد معظمها على الخطوط الأقرب إلى السطح، وتلك التي تعمل فوق الأرض. 

ستُخفِّف القطارات الجديدة على خط "بيكاديلي" من حِدّة المشكلة قريبًا، ولكن قد لا تحصل بعض القطارات على هذه الميزة أبدًا.

قالت كبيرة مسؤولي السلامة والصحة والبيئة في هيئة النقل في لندن، ليلي ماتسون، أنّ تركيب مكيفات الهواء في الخطوط العميقة يشكل "تحديًا حقيقيًا".

وتابعت: "غالبًا ما تكون الخطوط عميقة جدًا وتفتقر إلى تهوية أنفاق كافية للتعامل مع تكييف الهواء. لذلك، نستخدم أساليب جديدة أخرى، مثل المراوح، والمراوح القوية، لخفض الحرارة".

ولكن يتفق الخبراء في المدينتين على أن مشاكل النقل الجماعي ليست سوى العَرَض الأول والأكثر وضوحًا لمتلازمة أكبر بكثير، وهي أنّ أنفاقنا شديدة الحرارة والرطوبة لأن المدن المحيطة بها بُنيت لفترةٍ مختلفة، في ظل دورة مياه مختلفة. 

وأحيانًا، تكون أفضل طريقة لحماية أنظمة المترو من الحرارة الشديدة والفيضانات عبر بناء حديقة عشبية أو زراعة بعض الأشجار بالقرب منها.

وعند الحديث عن استثمارات لندن الرأسمالية، قالت ماتسون: "جزء من الأمر يتعلق أيضًا بجعل المدينة نفسها أكثر خضرة وأكثر قدرة على تحمل الحرارة. لذلك، نحن زرع المزيد من الأشجار، ونُطبِّق ما نشير إليه بالصرف الحضري المستدام، أي تخضير الأسطح. كما نبحث أيضًا في كيفية خفض درجات الحرارة المحيطة بالعاصمة، ما سيُسهّل عمل شبكة النقل بشكلٍ كبير".

وأشار المدير التنفيذي لفرع نيويورك لمنظمة "Nature Conservancy"، بيل أولفيلدر، إلى أنّ ثلثي مناطقنا الحضرية مصنوعة من "مواد عازلة، مثل الأسمنت، والأسفلت، كما أنّ الأسطح و90% من المدن والضواحي مملوكة للقطاع الخاص. علينا إيجاد حل".

مقبرة "غريد وود" في بروكلين بنيويورك.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: بريطانيا أحوال الطقس الاحتباس الحراري ظروف مناخية نقل مترو أنفاق

إقرأ أيضاً:

تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024، حيث ارتفعت درجات الحرارة بوتيرة تزيد بمقدار المثلين عن المتوسط العالمي في العقود الأخيرة.

وأصبحت الموجات الحارة في المنطقة أطول وأكثر حدة، وفقاً لأول تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يركز على المنطقة.

وقالت سيليست ساولو الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «ترتفع درجات الحرارة بمعدل مثلي المتوسط العالمي، مع موجات حرّ شديدة ومرهقة للمجتمع إلى أقصى الحدود».

وخلص التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة في عام 2024 تجاوز متوسط الفترة من 1991 إلى 2020، بمقدار 1.08 درجة مئوية، فيما سجّلت الجزائر أعلى زيادة بلغت 1.64 درجة مئوية فوق متوسط الثلاثين عاماً الماضية.

وحذّرت ساولو من أن الفترات الطويلة التي زادت فيها الحرارة عن 50 درجة مئوية في عدد من الدول العربية كانت «حارة للغاية» بالنسبة لصحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصاد.

وأشار التقرير إلى أن موجات الجفاف في المنطقة، التي تضم 15 بلداً من أكثر بلدان العالم ندرة في المياه، أصبحت أكثر تواتراً وشدة، مع اتجاه نحو تسجيل موجات حرّ أكثر وأطول في شمال أفريقيا منذ عام 1981.

وخلص التقرير إلى أن مواسم الأمطار المتتالية، التي لم يسقط فيها المطر، تسببت في جفاف في المغرب والجزائر وتونس.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أكثر من 300 شخص في المنطقة لقوا حتفهم العام الماضي بسبب الظواهر الجوية القاسية، ولا سيما موجات الحر والفيضانات، في حين تضرر ما يقرب من 3.8 مليون شخص.

وأكّد التقرير الحاجة الماسة للاستثمار في الأمن المائي، عبر مشروعات مثل تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إلى جانب تطوير أنظمة الإنذار المبكر للحدّ من مخاطر الظواهر الجوية. ويمتلك نحو 60 في المائة من دول المنطقة هذه الأنظمة حالياً.

ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بمقدار 5 درجات مئوية، بحلول نهاية القرن الحالي، في ظل مستويات الانبعاثات الحالية، استناداً إلى التوقعات الإقليمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

مقالات مشابهة

  • بلاستيك ثوري يتفوّق على الفولاذ في نقل الحرارة ويعزل الكهرباء… هل يغيّر مستقبل الصناعة؟
  • طقس غائم جزئيا مع هطول أمطار غدا
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • مفيش غيره عملها .. أقوال مثيرة لـ طالبة عين شمس ضد مسئول أمن المترو
  • 98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
  • «الأرصاد»: شرورة الأعلى حرارة بـ31 مئوية.. والسودة الأدنى
  • أدنى درجة حرارة في الجبل الأخضر.. وتأثيرات المنخفض الجوي تبدأ غدا
  • كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
  • مقتل جندي بريطاني بأوكرانيا | الخارجية الروسية: لندن متورطة في الأعمال المتطرفة
  • «الأرصاد»: شرورة الأعلى حرارة بـ32 مئوية.. والسودة الأدنى