رسائل غضب وبُعد إنساني.. عربي21 ترصد تجهيزات الأسطول المغاربي نحو غزة
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
"نعلن انطلاق أسطول الصمود العالمي، نتمنّى السلامة للسفن القادمة من برشلونة، ونحن ننتظرهم هنا في تونس" هكذا أعلن عدد من أعضاء تنسيقية الأسطول العالمي، عن الانطلاقة الفعلية للإبحار نحو القطاع المحاصر، والذي يتجرّع ويلات الحرب والعدوان من قوات الاحتلال الإسرائيلي، الضّاربة بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وحيث تُعقد الاجتماعات التحضيرية، منذ أسابيع، في قلب تونس، تُرفرف أعلام فلسطين إلى جانب رايات الدول المغاربية، وتعلو الأصوات بنقاشات متحمّسة حول ممرّات بحرية، ونقاط التقاء، وجدول رحلات يوصف بـ"المعقّد". هنا، لا حديث إلا عن قطاع غزة، ولا هدف سوى كسر الحصار المفروض عليها منذ 18 عاما.
ومنذ سنوات من الحصار المفروض على كامل قطاع غزة، انطلق خلال الساعات القليلة الماضية، أسطول الصمود العالمي من عدة موانئ في أوروبا، لتصل إلى تونس، نحو انطلاقة ثانية، في اتّجاه غزة، عبر المياه الدولية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
للأسطول كواليس..
تحت شعار "أشرعتنا نحو غزة، وغايتنا كسر الحصار" عشرات السفن والقوارب على أهبّة الاستعداد للانطلاق ضمن "أسطول الصمود العالمي" الذي سيبحر نحو قطاع غزة المحاصر. وتشارك فيه منظمات ونشطاء من تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا وموريتانيا، وكذا نشطاء من عدد من الدول الأخرى، في أكبر مبادرة مدنية من نوعها منذ بدء الحصار عام 2007.
ومن أكثر من 40 دولة، يشارك في الرحلة نشطاء، بينهم صحفيون وأطباء وفنانون وبرلمانيون سابقون. إذ من المُرتقب أن تلتقي القوافل المختلفة في نقطة بحرية دولية قبالة شواطئ غزة لتشكيل مسار موحّد رمزي نحو القطاع المحاصر.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Ayoub Habraoui (@habraoui_ayoub)
وبحسب القائمون على "أسطول الصمود المغاربي" فإنّ: "تحركهم يندرج ضمن تحالف شعبي دولي أوسع يضم "أسطول الحرية"، ومبادرة "صمود نوسانتارا" القادمة من جنوب شرق آسيا، وكذا قوافل من أوروبا والولايات المتحدة".
وأبرز نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، يوسف عجيسة، في عدد من التصريحات الصحفية، أنّ: "الأسطول يقوم على عدّة ركائز، أبرزها هي قافلة الصمود المغاربية التي تضم الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، إلى جانب المسيرة الشعبية العالمية إلى غزة، وكذلك المبادرة الشرق آسيوية -نوسانتارا-".
"فضلا عن مشاركة بعض الشخصيات والمؤسسات المنضوية في تحالف أسطول الحرية، رغم أن التحالف نفسه ليس طرفا مباشرا في إدارة هذه المبادرة المغاربية" وفقا لعجيسة نفسه، مردفا أنّ: "القافلة الأوروبية ستغادر من إسبانيا في بداية سبتمبر/ أيلول، فيما ستتحرك القافلة المغاربية من موانئ تونس في الرابع من الشهر نفسه".
وأشار نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إلى: "وجود محاولات موازية من دول أخرى، ومن المحتمل أن تشهد سواحل ليبيا وبعض الموانئ الأوروبية، أيضا، انطلاق قوافل إضافية"، موردا أنّ: "كل هذه الأساطيل ستلتقي بالنهاية في المياه الدولية، لتشكل مسارا موحدا نحو غزة".
وفي السياق نفسه، أبرز عدد المشرفين على الأسطول المغاربي، أنّ: "التحضيرات اللوجستية على قدم وساق، حيث يواصل المنظمون شراء سفن صغيرة، مع إعادة تأهيل قوارب صيد قديمة لتكون صالحة للإبحار، مع تجهيزها بكل من: الوقود والأعلام والكوادر البحرية".
وطالب المشرفين على الأسطول المغاربي، بـ"مواكبتهم إعلاميا، وكذا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي من طرف المؤثّرين، مع استمرار الشعوب في النزول إلى الشوارع للمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على قطاع غزة المحاصر، حيث لم يرحم بشرا ولا حجرا"، داعين في الوقت ذاته، الحكومات المغاربية، إلى حماية مشاركيها في الرّحلة نحو غزة، بهدف إنساني لا غير.
حاضرون رغم العوائق
بين الوفود المُشاركة في الأسطول العالمي، يتواجد وفد مغربي من شخصيات مدنية وحزبية وحقوقية؛ وتقول "مجموعة العمل من أجل فلسطين" إنّ: "هذه المشاركة تأتي استمرارا لتاريخ التفاعل الشعبي المغربي مع القضية، ورسالة رفض لتطبيع الأنظمة الرسمية".
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال أيوب حبراوي، أحد أعضاء الوفد المغربي، إنّ: "غزة اليوم تشعر بالجوع، وتشعر أن لا أحد في هذا العالم قادر على أن يُدخل لها كيس دقيق. هذا يجعلنا نشعر بالخجل والعار؛ واجبنا أن نكون هناك، لنوصل رسالة: لستم وحدكم".
بدوره، قال ممثل الوفد الجزائري، مروان قطاية، إنّ: "أسطول الصمود العالمي يجمع عدة دول"، مؤكدا أنّ: "أسطولا سينطلق في 31 أغسطس/ آب من إسبانيا على أن تنطلق الأساطيل من بقية الدول في الرابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، وأنّ على الشعوب أن تتحرك وتلتقي في مكان واحد".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة التنسيقية الجزائرية الشعبية لنصرة فلسطين (@tansikiagaza.dz)
أيضا، قال ممثّل موريتانيا، المرتضى ولد اطفيل: إنّ: "هذه الخطوة تأتي استجابة للواجب الديني والإنساني، وتعبيرا عن تضامن الشعوب المغاربية مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار".
وأوضح ولد اطفيل، في حديث صحفي لعدد من المواقع المحلّية الموريتانية، إنّ: "التنسيقية أجرت اتصالات مع عدد من الشخصيات الوطنية والنقابات المهنية ونشطاء المجتمع المدني، تمهيدا لترتيب مشاركة موريتانية فاعلة في هذا الأسطول".
وأكّد أنّ: "الشعوب الحرة لا يمكن أن تظل صامتة أمام الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة"، مطالبا في الوقت ذاته، البرلمان الموريتاني بأن يكون "على قدر المسؤولية في هذه المرحلة المفصلية".
كذلك، بجانب المشاركين من دول المغرب العربي وآسيا وأوروبا، يشارك في "أسطول الصمود" نشطاء من الولايات المتحدة؛ حيث تمّ تجهيز زورقين سيبحران تحت العلم الأميركي، من المقرر أن ينطلقا من مواقع مختلفة في البحر الأبيض المتوسط.
موقف الدول والحكومات؟
إلى حدود اللحظة، وعلى الرّغم من كافة النداءات التي أطلقها عدد من النشطاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي، لمطالبة بلدانهم بضمان حمايتهم وبمواكبة تحرّكهم لفكّ الحصار عن غزة؛ لم يصدر أي موقف رسمي واضح من حكومات الدول المغاربية تجاه الأسطول.
في المقابل، عبّرت عدد من المنظمات الدولية والأممية عن اهتمامها بالمبادرة، فيما حذّرت بعض الحكومات الغربية، رعاياها، من المشاركة، من دون أن تمنع ذلك بشكل رسمي.
وأوضحت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية السابقة، فرانشيسكا ألبانيزي، أنّ: "رحلة مادلين قد انتهت لكن المهمة لم تنته بعد"، مطالبة جميع الموانئ المتوسطية بإرسال قوارب تحمل المساعدات والتضامن إلى قطاع غزة المحاصر.
"سنُبحر، ولو وحدنا"
"إذا تُركنا وحدنا، سنمضي وحدنا. لكننا واثقون أن الشعوب ستتحرك، وأن هذه الرحلة لن تكون النهاية، بل بداية لعودة الناس إلى ميادين فلسطين" هكذا أبرز عدد من منظمي الأسطول في حديثهم لـ"عربي21".
وفي مشهد استثنائي يعيد الاعتبار للتحركات الشعبية العابرة للحدود، تستعد عشرات السفن والقوارب، المحمّلة بمساعدات إنسانية وناشطين من دول المغرب العربي، للإبحار نحو قطاع غزة، ضمن ما يُعرف بـ"أسطول الصمود المغاربي"، كجزء من أكبر تحرّك بحري دولي يهدف إلى كسر حصار الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع، لسنوات طِوال.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التحرّك البارز، قد أتى عقب ما يُناهز الشهرين على قافلة "الصمود البرية" التي انطلقت بتاريخ 10 حزيران/ يونيو الماضي، وتمّ عرقلتها؛ ودعا منظّمو أسطول الصمود المغاربي، عبر بيان، نُشر على مختلف صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 25 تموز/ يوليو 2025، كل الشعوب المغاربية الراغبة في المشاركة بحرا إلى ملء استمارات التسجيل.
وأكّد منظّمو أسطول الصمود المغاربي، أنّ هذه الخطوة تأتي "انصهارا مع الزخم العالمي المناصر للقضية الفلسطينية وللصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني فوق أرضه"؛ فيما أبرز أنّه امتداد لتحرّك مدني دولي واسع، تشارك فيه أكثر من ثلاثين دولة، بالشراكة مع "ائتلاف أسطول الحرية"، و"المسيرة العالمية إلى غزة"، و"تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، في محاولة جديّة لإنهاء العزلة المفروضة على سكان القطاع منذ سنوات.
إلى ذلك، بين الأمواج العالية والآمال الثقيلة، يُبحر أسطول الصمود نحو غزة حاملا معه إرادة شعوب لم تعد تعرف للصمت عُنوانا، لتوصف بكونها: "ليست مجرد سفن.. بل صرخة بحجم جرح"، فهل يصل الصوت؟ أم يسعى الاحتلال -من جديد- لحصار الحقيقة؟.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة حقوق الإنسان الاسطول المغاربي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسطول الصمود المغاربی أسطول الصمود العالمی قطاع غزة نحو غزة عدد من
إقرأ أيضاً:
القبيلة اليمنية .. ركيزة الصمود الشعبي ودرع الوطن في مواجهة الأعداء
الثورة نت /تقرير: جميل القشم
تبلور القبيلة اليمنية، ملامح المشهد الوطني بصمود شامخ يجسّد عمق التاريخ وتماسك الإرث، ويظهر حضورها المتدفق من مختلف المحافظات، قوة اجتماعية فاعلة تمنح اليمن زخماً حياً في توحيد الصف وترسم بوضوح اتجاه البوصلة الوطنية نحو مواجهة العدو ومخططاته.
تتحرك قبائل اليمن اليوم من رؤية واعية تستشعر حجم التحديات التي تُحيط بالبلاد والمنطقة، وتتمسك بدورها المركزي في حماية السيادة وصون الهوية، وتقدّم نفسها سنداً ثابتاً للقضايا الكبرى وفي طليعتها فلسطين، بما يعزّز من حضور اليمن في معادلة الصراع ويكرّس موقفه الأصيل إلى جانب الأمة وقضاياها.
وتبرز خلال المرحلة الراهنة، ملامح جهوزية عالية داخل البنية القبلية، حيث تحتشد اللقاءات الواسعة والوقفات، وتنتظم الصفوف في مشهد يبعث برسالة حاسمة للعدو مفادها أن القبيلة اليمنية على استعداد تام لمواجهة المشاريع التآمرية التي تستهدف اليمن عبر المسارات السياسية أو الإعلامية أو الأمنية وغيرها.
تتعامل القبيلة اليمنية مع مختلف التحديات ببصيرة يقظة ووعي راسخ، مستندة إلى إرث طويل من المواقف الفاصلة في حماية الأرض وصون الكرامة والدفاع عن اليمن وسيادته بشكل غير مسبوق.
تقدّم الحشود القبلية مشهداً موحداً يعكس عمق الانتماء لليمن ويُظهر أمام العدو صورة مجتمع ثابت يُمسك بقراره ويستمد قوته من تاريخه وقيمه وعقيدته بما يكشف قدرة القبيلة على مواجهة محاولات الاختراق وإفشال المخططات التي تستهدف إضعاف البلاد أو التأثير على مسارها ويرسخ في ذات الوقت ارتباطها الوثيق بمصلحة اليمن العليا ويجعلها في طليعة القوى الوطنية القادرة على ترسيخ التوازن الداخلي وصون الاتجاه العام للدولة والمجتمع.
تتواصل المواقف القبلية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية، حيث تمنح القبائل صوتها الواضح دعماً لفلسطين وصمود غزة، وتربط بين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار واعتداءات، وبين ما تواجهه الشعوب العربية والإسلامية من محاولات تطويع واستهداف.
تنظر القبيلة اليمنية إلى فلسطين بوصفها امتداد لقيم العزة والإيمان، وترى في الوقوف إلى جانبها موقفاً أخلاقياً وإنسانياً وعربياً أصيلاً يُعبر عن أصالة الهوية اليمنية، وتمنح هذا الموقف بُعده الواسع من خلال حضور متصل يعزز الوعي بالقضية ويمنحها مكانة راسخة في الوجدان الشعبي ويؤكد استعداد القبيلة لإسناد الشعب الفلسطيني في مسارات الصمود والمواجهة لانتزاع حقوقه المشروعة.
تحمل قبائل اليمن مسؤولية واسعة في مواجهة مشاريع الخونة والعملاء الذين يتحركون وفق مصالح قوى خارجية تسعى إلى تعطيل أي حالة انسجام داخل اليمن، إذ تتعامل مع مثل هذه الظواهر باعتبارها تهديد مباشر للبنية الوطنية، وتقدم خطاباً واضحاً يؤكد التمسك بالمبادئ والقيم التي تحمي البلاد من الداخل، وتدعو إلى اصطفاف وطني يحفظ لليمن استقلالية قراره.
توّجه اللقاءات القبلية رسائل عميقة للداخل والخارج معاً، تتضمن تأكيداً على أن القبيلة مستعدة لكل خيارات المرحلة، وقادرة على مواكبة متطلبات التصعيد السياسي والميداني وفق إطار وطني واضح، وتستند الجهوزية إلى منظومة قيم قائمة على الإيمان بالله، والاعتزاز بالهوية، والالتزام بواجب حماية الأرض والعرض، ما يجعل التحرك القبلي جزءاً من معادلة القوة التي يمتلكها اليمن في وجه التحديات.
ويترجم الوعي الجمعي في الحشود القبلية التي وصفها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأنها أنموذج في إسناد الخيارات التي تحمي البلاد وتدعم القضايا الكبرى، حيث يتحول الحضور القبلي إلى رافعة وطنية تعزّز منسوب الثقة، وتزيد تماسك الصف الداخلي، وتحصّن الجبهة الوطنية في مواجهة التحديات والمخاطر المختلفة.
يرى مراقبون في القبيلة اليمنية أنموذجاً فريداً في الجمع بين الموروث الأصيل وروح العصر، حيث تؤسس لمسار وطني متماسك ينسجم مع قيم المجتمع ويتفاعل مع تطورات المنطقة ويمنح اليمن مكانة بارزة في محيطه الإقليمي والدولي، ويعمل هذا المسار على تحصين البلاد من التدخلات الخارجية ورفع مستوى الاستعداد للتعامل مع أي طارئ وترسيخ حقيقة امتلاك اليمن لركيزة اجتماعية صلبة تحمي مساره وتزيد من رسوخ استقلاله.
يتعزّز هذا المشهد مع اتساع المشاركة الشعبية في الفعاليات القبلية، حيث تلتقي الهوية بالإرادة الحرة، ويتجلى في الميدان حضور رجال يحملون قيم العزة والشهامة ويمثلون خط الدفاع الأول عن اليمن ونصرة فلسطين، ويمنح هذا الحضور الوطن قدرة عالية على مواجهة التحديات ويقدم في الوقت نفسه رسالة واضحة بأن القبيلة اليمنية تشكل مركز الثقل الأخلاقي والاجتماعي في البلاد.
تواصل القبيلة اليمنية توجيه رسائلها الواضحة إلى قوى الاستكبار وأدواتها، مؤكدة أن اليمن حاضر بإرادته الحرة، ومتماسك بقيمه، وممتد بروحه الإيمانية، وقادر على حماية نفسه في كل الظروف، وأن أي رهان على إضعافه يذوب أمام وحدة الموقف وتماسك الصف، واستعداد القبائل لخوض كل استحقاقات المرحلة بثقة ويقين بالنصر.
يقدم الحراك القبلي قراءة سياسية عميقة مفادها أن اليمن يمتلك عمقه الاجتماعي الذي يشكل سنده الأول، وهذا العمق يتقدم اليوم بوعي كامل تجاه كل المخططات التي تستهدف مصير البلاد ويمنح القيادة قاعدة دعم لا تتراجع في كل الخيارات المتعلقة بحماية السيادة ومواجهة التحديات.
ويعتمد هذا الخط الواضح على منظومة قيم متوارثة تقوم على الشهامة والمروءة والشرف، وتمنح القبيلة قدرة على استيعاب التطورات وتقديم مواقف قوية تثبت حضور اليمن في معادلات المنطقة، وتُكرس صوته داخل ساحات الصراع على أساس من العزة والوقوف الى جانب الحق مهما كانت التحديات.
تشكل هذه المنظومة القيمية إرادة حرة صلبة تمنح القبيلة حضوراً كبيرا في كل المنعطفات، وتمكنها من قراءة الأحداث بوعي نافذ وصياغة مواقف ترسخ استقرار اليمن وتصون بنيانه الداخلي وتضع البلاد في موقع الند أمام محاولات الضغط والابتزاز وتستنهض الهبة الشعبية نحو مواقع الدفاع عن الوطن وحماية كرامته وسيادته في مختلف الظروف.
وبالوقفات واللقاءات القبلية الواسعة التي تتردّد أصداؤها على امتداد المحافظات الحرة، تُبرز القبيلة اليمنية قوة وطنية متماسكة تجمع بين الأصالة والقدرة على صناعة الموقف وتؤكد أن اليمن يمتلك ركيزة اجتماعية واعية تحمل الإرادة الحرة وتنهض بمسؤولية حماية البلاد وقضايا الأمة وتثبت حضورها الثابت في مقدمة الصفوف استعداداً لكل تطور وإسناد جبهات الصمود والدفاع عن فلسطين وصون الكرامة اليمنية وترسيخ الثبات الوطني في مواجهة مخططات الأعداء والخونة والعملاء.
سبأ