القبيلة اليمنية…صوت الشعب ودرع المواجهة
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
في الزمن الذي تتكاثر فيه التحديات ويتسع مدى العدوان الخارجي على اليمن أرضاً وإنساناً، تبقى القبيلة اليمنية الركن الأشد صلابة في معادلة القوة الوطنية. ليست القبيلة مجرد مكوّن اجتماعي يملأ جغرافيا البلاد، بل هي حصن الدولة وصوت الشعب وذراعه الذي لا يتخلى عن اليمن مهما تبدّلت الظروف وتعاقبت المعارك.
منذ اللحظة الأولى للعدوان السعودي الأمريكي، برهنت القبيلة اليمنية أنها سندٌ قوي للقوات المسلحة، وامتداد طبيعي لخط الدفاع الأول عن السيادة.
في كل قرية ووادٍ وقبيلة يتردّد صدى موقف واحد: اليمن لا يُؤخَذ من ظهره. ومن هذا الوعي العميق، صاغت القبيلة دورها التاريخي باعتبارها درع اليمن وجيشه الشعبي الذي يقف كتفاً إلى كتف مع القوات المسلحة، في بنية جهادية فريدة أثبتت بالفعل ـ لا بالقول ـ أنّ اليمن لن يكون ساحة مفتوحة للعدوان مهما اشتدت المؤامرات.
ولأن التاريخ اليمني سجلٌ عامر بمواجهة الغزاة، فقد حافظت القبائل على إرثها المقاوم. هي جيش مكتمل بعزيمته، لا يطلب التجنيد لأن الانتماء للأرض هو الهوية الأولى والسلاح الأول. وحين يستعرض المؤرخون مسيرة اليمنيين ضد الطغاة والغزاة، سيجدون أنّ القبيلة كانت دائماً في مقدمة الصفوف، من شدّة بأسها تتراجع الخيول، ومن صلابتها تتهاوى جيوش مدججة.
ما جرى في السنوات الماضية من صمود أسطوري لم يكن إلا امتداداً لذلك التاريخ المشرّف. واليوم، ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية الأمريكية والتحركات العدوانية في المنطقة، تظهر القبيلة من جديد بحضورها الميداني والعسكري والإعلامي، معلنةً جهوزيتها الكاملة للالتحام مع القوات المسلحة في أي جولة قادمة من الصراع ضد العدو الصهيوني وأدواته.
إنها ليست جهوزية شكلية؛ بل استعداد روحي، وإصرار وطني، ووعي يتجاوز مجرد الدفاع نحو صناعة النصر. القبيلة اليوم تتحرك، تحشد، تعبّئ، وتعيد تشكيل نفسها كرقم استراتيجي في مشروع المواجهة الشاملة، تماماً كما كانت طوال التاريخ اليمني الممتد.
وهكذا، يتجدد دور القبيلة اليمنية باعتبارها صمام أمان للدولة، وركناً راسخاً في معادلة الصمود، ودرعاً لا ينكسر مهما طال أمد العدوان. إنها القبيلة التي لا تنتظر دعوة، ولا تتأخر عن واجب، ولا تتراجع حين يتعلق الأمر بكرامة اليمن وسيادته ومستقبله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"المسار البديل": نرفض قرار مجلس الأمن الذي يشكل وصاية أمريكية على غزة
غزة - صفا
أكدت عضو الهيئة التنفيذية في "حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل" خالدية أبو بكرة أن قرار مجلس الأمن الأخير يشكّل آلية وصاية أمريكية بمظلة دولية مفروضة على قطاع غزة، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله.
واعتبرت أبو بكرة في تصريح صحفي أن القرار محاولة لتحقيق الأهداف التي فشل الاحتلال في إنجازها عبر حرب الإبادة الوحشية المستمرة منذ 25 شهرًا.
وقالت إن القرار “يعمل فعليًا على نزع قطاع غزة عن باقي الجغرافيا الفلسطينية ومحاولة فرض وقائع جديدة تتناقض مع وحدة الأرض والشعب والقضية، ما يفتح الطريق أمام إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق الرؤية الأميركية–الإسرائيلية”.
وأضافت أن هذا القرار لا يمكن النظر إليه إلا بوصفه جزء من مسار سياسي يسعى إلى “تفكيك القوى المقاومة وفرض قيادة عميلة على مقاس مشروع الاحتلال”.
وحذّرت أبو بكرة من أن تكليف القوة الدولية بمهام داخل غزة، وفي مقدمتها نزع سلاح المقاومة، ينزع عنها صفة الحياد ويحوّلها إلى طرف مباشر في الصراع إلى جانب الاحتلال.
وشددت على أن أي قوة عسكرية تُفرض تحت هذا العنوان “لن تكون سوى امتداد للعدوان وأداة لإخضاع القطاع”.
ودعت أبو بكرة قوى المقاومة الفلسطينية إلى المسارعة في إعلان جبهة وطنية موحدة تقود نضال شعبنا، وتقطع الطريق على مشاريع التصفية ومحاولات تفريغ إنجازات السابع من أكتوبر، باعتبارها إنجازات تراكمية في مسار الشعب من أجل التحرير والعودة.
واختتمت بالتأكيد أن الشعب الفلسطيني “لن يقبل بأي شكل من أشكال الوصاية الدولية”، وأن المقاومة ستبقى صاحبة الحق في تقرير مستقبل غزة وكامل التراب الفلسطيني، بعيدًا عن مشاريع الهيمنة والوصاية الخارجية.