حضانة الأطفال بين القانون والواقع.. متى تنتهي؟ ومتى تُسحب من الأم؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
دخلت أحكام الحضانة في قانون الأحوال الشخصية دائرة الاهتمام مجددًا، بعدما كثرت النزاعات بين الأزواج السابقين حول حق رعاية الأطفال.
وتُعد المادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929 من أهم المواد الحاكمة لهذه المسألة، حيث تحدد سن انتهاء الحضانة، وترتيب المستحقين لها، وضوابط الرؤية، والحالات التي يجوز فيها سحب الحضانة مؤقتًا.
تنص المادة 20 على أن:
"ينتهي حق حضانة النساء ببلوغ الصغير عشر سنوات، وبلوغ الصغيرة اثنتي عشرة سنة، إلا أنه يجوز للقاضي الإبقاء على الطفل في يد الحاضنة – دون أجر – إذا تبين أن مصلحته تقتضي ذلك، وحتى زواج الصغيرة."
بهذا يمنح القانون مرونة للقاضي لتقدير مصلحة الطفل، وليس بالضرورة أن تُنتزع الحضانة فور بلوغ السن القانونية.
الحضانة تثبت في المقام الأول للأم، ثم تنتقل بالترتيب إلى النساء من جهة الأم أولًا، ثم من جهة الأب، وذلك على النحو التالي:
الأم
أم الأم (الجدة للأم)
أم الأب (الجدة للأب)
الأخوات الشقيقات
الأخوات لأم
الأخوات لأب
بنات الأخوات
الخالات والعمات من الجهتين... إلخ
وفي حال عدم وجود حاضنة مؤهلة من النساء أو انتهاء مدة حضانة النساء، تنتقل الحضانة إلى العصبات من الرجال بحسب ترتيبهم في الميراث، مع تقديم الجد الصحيح على الإخوة.
وإذا لم يوجد أحد من العصبات، تنتقل الحضانة إلى محارم الصغير من الرجال غير العصبات، مثل:
الجد لأم
الأخ لأم
ابن الأخ لأم
العم والخال... حسب الترتيب القانوني
حق الرؤية.. والامتناع يهدد بسحب الحضانة مؤقتًايُقرّ القانون بحق كل من الأبوين – وكذلك الأجداد حال غيابهما – في رؤية الصغير أو الصغيرة. وإذا تعذر الاتفاق على تنظيم الرؤية، تولى القاضي تحديدها، بشرط أن تتم في مكان لا يضر بالطفل نفسيًا.
ولا يُنفذ حكم الرؤية قهرًا، لكن في حال تكرار امتناع الحاضن عن التنفيذ دون عذر، يملك القاضي إصدار حكم واجب النفاذ بنقل الحضانة مؤقتًا إلى من يليه في الترتيب، لمدة يحددها بنفسه.
متى تسقط الحضانة؟إضافة إلى تجاوز السن القانونية، أو زواج الحاضنة، يمكن أن تسقط الحضانة أو تُنقل مؤقتًا في حالات مثل:
الإضرار النفسي أو البدني بالصغير
ثبوت عدم صلاحية الحاضنة
الامتناع المتكرر عن تنفيذ حكم الرؤية دون مبرر
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قانون الأحوال الشخصية قانون الأحوال الشخصية رعاية الأطفال الأطفال أحكام الحضانة الأزواج مؤقت ا
إقرأ أيضاً:
سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟
سؤال: هل #اللغة_الصينية حاجة لنا أم #رفاهية؟
أ.د #رشيد_عباس
قرأتُ مؤخراً خبر توقفتُ عنده شيء من الوقت, الخبر جاء على لسان احد القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم التي نقدّرها ونكنّ لها كل الاحترام, الخبر يقول: ندرس إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. انتهى الخبر, وهنا لابد لي من طرح التساؤل الآتي والذي من شأنه أن ينجلي معه الأمر: كيف ستندرج (لُغة) معقدة التراكيب مع حيثياتها الثقافية والايدولوجية الواسعة في منهاجنا الحكومية؟
طاما الحديث عن لًغة صينية وليس عن مادة أو مساق صيني دراسي, فأنا كغيري أفهم عند الحديث عن إدراج (لًغة صينية) في مناهجنا الحكومية, أن اللَّغة الصينية بعد فترة زمنية محددة ستصبح لًغة محلية ثانية بعد اللَّغة العربّية, كون اللَّغة الإنجليزية وبعد عدة عقود من دخولها في مناهجنا الحكومية لم تصبح لًغة محلية ثانية يتحدث ويعمل بها المجتمع الأردني بعد اللَّغة العربيّة, بل على العكس الطالب قضي بها على الأقل 12 سنة دراسية, وعند التقدم لامتحاناتها لم تتجاوز نسب النجاح الحقيقية في أحسن الظروف وفي بعض مهاراتها إلى ما نسبته 20 %, وبالذات في امتحان شهادة الدراسة الثانوية.
اعتقد جازماً أن الدول التي لديها لًغة محلية ثانية دخلت حيثيات وأيدولوجيات هذه اللَّغة الجديدة من باب مكوناتها الايدولوجية كون اللَّغة الأصلية لًغة سامحة لذلك, مؤكداُ هنا أن اللَّغة العربيّة بمكوناتها الأيدولوجية لن تسمح لدخول لًغة محلية ثانية كاللَّغة الصينية أو أية لًغة محلية ثانية في عالمنا العربي.
طالما الحديث عن (لًغة) وليس عن مساق أو مادة دراسية في مشروع وزارة التربية والتعليم والرامي إلى إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. فهذا بالضرورة يعني أن (اللَّغة الصينية) والتي تحمل في ثناياها الايدولوجية أنماط معيشية وفكرية وسلوكية شديدة التعقيد ستصبح فيما بعد لًغة منطوق بها في المجتمع الأردني! وهذا ضرب من الخيال, فكما فشلت اللَّغة الإنجليزية ذات العقود الطويلة في مناهجنا الدراسية كلًغة منطوق بها في المجتمع الأردني, فأن مصير اللَّغة الصينية سيكون أكثر فشلاً وتراجعا في هذا المجال.
هناك أولويات أكثر الحاحاً من إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية تتمثل في مراجعة الامتحانات الوطنية للصفوف الثلاث الأولى والمتعلقة بإخفاقاتهم وتراجعهم في اللَّغة العربية / لًغة الأم وبالذات في مهاراتي القراءة والكتابة, فضلاُ عن اخفاقات طلبة الصفوف (4 – التوجيهي) في موضوع التعبير/ الإنشاء في اللَّغة العربية لًغة الأم والتي دلّلت عليها كثير من الاختبارات والامتحانات أن 85% من طلبة هذه الصفوف ليس لديهم قدرات ومهارات على كتابة 150 كلمة حول موضوع معين بشكل جيد ودون وجود اخطاء إملائية عديدة ودون وجود تراكيب لًغوية ونحوية مليئة بالأخطاء.
ويبقى السؤال, كيف ندرس إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية وطلبتنا وربما مجتمعنا للآسف الشديد لديه مزيد من الاخفاقات في اللَّغة العربّية / لًغة الأم في مهاراتها الأربع (قراءة, كتابة, تحدث, استماع), معتقداً هنا أن على الوزارة وقبل أن تُفكر في إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية أن ترتب بيتها من الداخل.. وأقصد هنا تمكين جميع المعنيين من مهارات اللَّغة العربّية الأربع, كيف لا والتعامل مع (اللَّغة) الصينية كلًغة وليس كمساق أو مادة دراسية يحتاج إلى فكر أيدولوجية صناعي, ويحتاج إلى مجتمع منتج وليس مستهلك, وأن نتحرر من سؤال مهم مفاده: ما هي عائلتك؟ وصولاً إلى سؤال: ما هي مهاراتك؟
مع ملاحظة أنه لا يوجد عدد ثابت للحروف الصينية, فهي بالآلاف, ولإتقان القراءة والكتابة اليومية يحتاج الطالب إلى أكثر من 2500 حرف تقريباً, وللمتعلمين لا بد من التركيز على 4000 حرف ليتمكنوا المتعلم فهم النصوص واستيعاب دلالاتها.. مع ملاحظة أن مفردات اللَّغة الصينية هي مفردات انتاجية في طابعها العام, في حين أن مفردات اللغة العربية للأسف الشديد هي مفردات انتاجية في طابعها العام, وهذا لن يستقيم مع أنماط حياتنا اليومية.
الحروف العربّية تسير على خطين, والحروف الإنجليزية تسير على أربعة خطوط في حين أن الحروف الصينية لا تسير على أية خطوط بل تتكون من أكثر من ثمانية ضربات (سكتات) أساسية مع متغيراتها وقواعد ترتيبها.. الأمر الذي يجعل لًغتنا العربّية الجميلة لًغة القرآن الكريم ترفض بشدة أن يكون لها (ضرة) صينية تنافسها على الصفحات العربّية, وذلك لأسباب أيدولوجية عميقة, لكن ربما تكون مناهجنا قابلة لاستيعاب مساق أو منهاج مدرس أو جامعي صيني بسيط جداً ليس إلا.
وبعد..
الصين حضارة عظيمة لا يمكن استحضار ثقافتها من خلال لًغة معقدة التراكيب, ثم أن التكنولوجيا والاقتصاد يأتي عن طرق (الفكر) وليس عن طريق اللَّغة يا معشر القوم, مع تقديري للذين يفكروا في هذا المجال, كون الصين دولة اقتصادية قااااادمة.., لا بد لنا من أن نبقى على لًغة الأم ذات الـ(28) حرفاً أو ربما ألـ(29), حيث الاختلاف حول الهمزة والألف على أنها حرف واحد, ولا أن نخسر لًغة الأم وجاراتها, وبعدها سينطبق علينا ما حصل لطائر (الغراب) والذي حاول ذات يوم تقليد مشية الحمامة الانيقة.. لكنه فشل في ذلك, وعندما أراد العودة إلى مشيته الاصلية.. اكتشف انه نسيها تماماً, فظل طيلة حياته يمشي بشكل غريب ومضحك بين هذا وذاك.