شبكة اخبار العراق:
2025-10-08@00:59:58 GMT

لشباب العراقي.. النفط الحقيقي للعراق

تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT

لشباب العراقي.. النفط الحقيقي للعراق

آخر تحديث: 3 شتنبر 2025 - 9:20 صبقلم:د.مصطفى الصبيحي حين نتحدث عن مستقبل العراق، فإننا لا نتحدث عن النفط ولا عن السياسة ولا عن المشاريع العملاقة التي تُرسم على الورق، بل نتحدث أولاً عن الشاب العراقي. هذا الشاب الذي يشبه بركاناً من الطموح إذا أُعطي فرصة، ويشبه جمراً تحت الرماد إذا تُرك مهملاً. الشاب العراقي هو مشروع وطن، ومصيره لا ينفصل عن مصير الدولة، فإذا ارتفع ارتفع العراق، وإذا انكسر انكسر معه العراق كله.


اليوم يقف الشاب العراقي عند مفترق طرق. من جهة، يحمل في قلبه أحلاماً واسعة؛ أن يبني بيتاً، أن يكوّن أسرة، أن يجد عملاً يليق بكرامته. ومن جهة أخرى، يواجه جداراً عالياً من البطالة، والإحباط، وضعف الفرص. كثير من الشباب تخرجوا من الجامعات ثم جلسوا على أرصفة الانتظار، كأن الشهادة التي حصلوا عليها لا تكفي إلا لتزيين الجدار. وكثير منهم تركوا أحلامهم في المطار، حين قرروا الهجرة والبحث عن حياة أخرى في أرض أخرى، لأن أرضهم لم تمنحهم ما يستحقون.
إن مستقبل الشاب العراقي ليس شأناً فردياً، بل هو شأن وطني وسياسي واقتصادي وأمني أيضاً. لا يمكن لدولة أن تزدهر فيما شبابها يذبلون. ولا يمكن لحكومة أن تدّعي الاستقرار فيما جيل كامل يعيش على الأمل المؤجل. لهذا فإن الدولة العراقية مطالبة اليوم أن تعيد النظر في معادلة التعامل مع الشباب. لم يعد كافياً أن نقول: “نفتح باب التعيين” وكأن الحل يكمن فقط في الوظيفة الحكومية. التعيين قد يُسكت البعض لفترة، لكنه لا يصنع مستقبلاً، ولا يبني اقتصاداً، ولا يحرر شاباً من الخوف على غده.
ما يحتاجه الشاب العراقي اليوم هو رؤية جديدة، رؤية ترى فيه شريكاً لا عبئاً. يحتاج أن يشعر أن الدولة تفتح له الأبواب لا أن تغلقها. يحتاج إلى قروض صغيرة بفوائد ميسرة ليبدأ مشروعاً، يحتاح إلى حاضنات أعمال تتيح له أن يحول فكرته إلى شركة، يحتاج إلى دعم نفسي يخفف عنه ثقل القلق والبطالة، يحتاج إلى برامج تعليمية وتدريبية تعيد ربطه بسوق العمل، يحتاج إلى مساحة حقيقية للتعبير والمشاركة في القرار، لأن تهميش صوته هو أخطر ما يهدد استقرار أي وطن.
إن الشاب العراقي لا يطلب المستحيل. هو لا يريد أن يعيش في قصور ولا أن يمتلك ثروات طائلة. كل ما يريده هو حياة كريمة. يريد أن يشعر أن علمه له قيمة، أن جهده له معنى، أن صوته مسموع. يريد أن يثق أن الدولة تحسب له حساباً كما تحسب للنفط والغاز والسياسة والأمن. يريد أن يعرف أن مستقبله ليس لعبة في أيدي الظروف، بل مشروع وطني تتبناه الدولة وتدعمه بجدية.
الجانب النفسي هنا هو الأهم. الشاب حين يشعر أنه منسي أو مهمش أو بلا قيمة، يتحول إلى قنبلة صامتة. قد ينفجر غضباً في الشارع، وقد ينفجر يأساً في صمته، وقد يهاجر بلا رجعة. أما حين يشعر أن الدولة تراهن عليه، وتثق بقدراته، وتدعمه معنوياً ومادياً، فإنه يتحول إلى طاقة جبارة قادرة على بناء وطن من الصفر. ولهذا، فإننا نخاطب الدولة العراقية اليوم بنداء صادق: انظروا إلى شبابكم بعبن مختلفة. لا تجعلوا طاقاتهم تُهدر في المقاهي أو في طوابير الانتظار أو على حدود الهجرة. افتحوا لهم الأفق، وفروا لهم القروض، شجعوهم على الاستثمار في أنفسهم وفي بلدهم، قدموا لهم الدعم النفسي والتشجيع المعنوي، أعطوهم مساحة للابتكار والتجريب. فالشاب الذي يحصل على فرصة عادلة سيصنع المعجزات، أما الذي يُحرم منها فلن يجلب سوى مزيد من الإحباط والفوضى.
إن مستقبل الشاب العراقي هو مستقبل العراق نفسه. وحين تضع الدولة هذه الحقيقة نصب عينيها، وتبني سياساتها على أساسها، فإنها تضمن لنفسها استقراراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لعقود. وحين تهمشها، فإنها تراهن على فراغ مخيف لن يملأه إلا الغضب واليأس.
يا شباب العراق، اعلموا أنكم أنتم الثروة الحقيقية، أنتم النفط الذي لا ينضب، أنتم الرأسمال الذي لا يخسر. لا تيأسوا، وابقوا على الحلم، فالدولة قد تتأخر لكنها ستدرك عاجلاً أو آجلاً أن قوتها بكم. ويا دولة العراق، اعلمي أن جيلك الجديد لن ينتظر طويلاً، فإن لم تقدمي له المستقبل الذي يستحق، فسوف يصنعه بنفسه، شاءت السياسة أم أبت .

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الشاب العراقی یحتاج إلى یشعر أن یرید أن

إقرأ أيضاً:

رأي.. الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد يكتب لـCNN: بغداد تقود الجهود لإغلاق مخيم الهول ويحذر من تجاهل المجتمع الدولي

هذا المقال بقلم دكتور عبداللطيف جمال رشيد رئيس جمهورية العراق والآراء الواردة أدناه، تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

في نهاية الأسبوع الماضي، عقد العراق مؤتمرًا رفيع المستوى بشأن مخيم الهول، وذلك على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. لم يكن هذا المؤتمر مجرد إجراء بروتوكولي، بل مثّل نداءً عاجلًا لتحمّل المسؤولية المشتركة في مواجهة واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية والأمنية التي أهملها العالم طويلًا.

لا يزال مخيم الهول في شمال شرق سوريا يمثل بيئة هشة وعالية الخطورة، إذ يضم ما يقارب 10 آلاف متطرف مع عائلاتهم ينحدرون من أكثر من 60 دولة. إنه بؤرة خصبة للتطرف، وكارثة إنسانية متجددة، وصورة حية لفشل المجتمع الدولي في معالجة ما خلّفته الحروب والإرهاب والنزوح.

يعرف العراق هذه الحقائق جيداً، فما زالت جراح الاحتلال الوحشي لداعش ماثلة في الذاكرة. ففي الفترة ما بين عامي 2014 و2017، قُتل ما يُقدَّر بنحو 95 ألفاً إلى 115 ألف شخص في العراق، من مدنيين ومقاتلين. ورغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي في عام 2017 تحقيق النصر العسكري على داعش، غير أن المجتمعات التي أنهكها النزاع بقيت فريسة سهلة للتطرف، بينما تواصل الحكومة مساعيها الحثيثة لسد فجوات الخدمات وبناء استقرار راسخ يعيد الأمل إلى الناس.

01:16الموصل تنهض من جديد.. شاهد كيف أُعيد بناء معالمها بعدما دمرها "داعش"

لقد علّمنا التاريخ أن الأزمات حين تُترك دون حلول تتحول إلى تهديدات دائمة. من معسكرات النازحين بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، إلى أزمات اللاجئين في رواندا وزائير، كانت النتيجة واحدة: الإهمال الدولي يحوّل النزوح المؤقت إلى قنبلة موقوتة.

من هنا، لم ينتظر العراق تحرك الآخرين، بل تحمّل مسؤوليته بالكامل. اتخذنا خطوات صعبة وحاسمة لإعادة مواطنينا من مخيم الهول، عبر عملية منسقة شملت الأبعاد الأمنية والإنسانية والقانونية. وحتى اليوم، أعاد العراق 4915 عائلة (18,830 فردًا) إلى مركز الأمل داخل البلاد، من بينهم 3407 عائلات (12,557 فردًا) تم دمجهم بالفعل في مجتمعاتهم المحلية. كما استقبل العراق 3206 محتجزين من عهدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك في إطار جهد وطني مكثف لإغلاق هذا الفصل المؤلم وفتح صفحة جديدة قائمة على الأمن والاستقرار.

وراء هذه الأرقام قصص بشرية حيّة. كل فرد أعيد من المخيم هو حياة مزقتها الحروب واليوم تدخل مسار إعادة التأهيل والاندماج. لقد وضعنا خطة وطنية شاملة تتضمن الدعم النفسي، التعليم، التدريب المهني والمصالحة المجتمعية، تنفذها أربع مجموعات فنية تضم مؤسسات عراقية وشركاء دوليين. هذا النموذج يشكل إطارًا عمليًا قابلًا للتطبيق أمام دول أخرى تواجه التحديات نفسها. كما أن العراق لا يكتفي بجهوده الوطنية، بل يدعم أيضًا اللوجستيات الخاصة بعمليات الإعادة في دول أخرى، ويؤكد استعداده لمساعدة أي دولة تسعى لإدارة هذا الملف المعقد.

مقالات مشابهة

  • نائب:ورقة الإصلاح المصرفي جعلت المصارف الأجنبية من تتحكم برأس المال العراقي
  • الرئيس العراقي يستقبل وفد الشبكة العربية للإبداع والابتكار
  • وزير الخارجية: واشنطن لم تدر ظهرها للعراق
  • السوق العراقي: جائزة النفط في قبضة القوى العظمى
  • المنتخب العراقي يستعد للملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026
  • رئيس الوزراء العراقي يستقبل وفد الشبكة العربية للإبداع والابتكار
  • حزب الدعوة: لاسيادة ولاكرامة للعراق في ظل حكومة السوداني
  • رأي.. الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد يكتب لـCNN: بغداد تقود الجهود لإغلاق مخيم الهول ويحذر من تجاهل المجتمع الدولي
  • الرئيس السيسي: السلام الحقيقي فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة
  • الهجرة الدولية تدعو بغداد وأربيل إلى أحترام كرامة الإنسان العراقي