عربي21:
2025-10-08@02:09:44 GMT

تطور التعليم: من الكتاتيب إلى التعلم الرقمي

تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT

شهد التعليم عبر العصور تحولات جذرية تعكس تطور المجتمعات واحتياجاتها المتغيرة. فمنذ أن كان التعليم مقتصرا على الكتاتيب وحلقات العلم في المساجد، وصولا إلى الفصول الذكية والتعلم عن بُعد، قطع الإنسان شوطا طويلا في تطوير أدوات وأساليب التعليم.

في العصور القديمة، كان التعليم محصورا في فئة معينة من المجتمع، وغالبا ما كان شفهيا ويعتمد على الحفظ والتلقين.

في المجتمعات العربية، كانت الكتاتيب هي الوسيلة الأساسية لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والقرآن الكريم، وكانت تقوم بدور محوري في نشر العلم رغم بساطة الإمكانيات. أما في أوروبا، فقد كانت الكنيسة تتحكم في التعليم، وكان الوصول إلى المعرفة حكرا على رجال الدين والنبلاء.

مع مرور الوقت، وخصوصا بعد الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، بدأ التعليم يأخذ طابعا أكثر تنظيما وانتشارا. أنشئت المدارس الرسمية، وأصبح التعليم إلزاميا في كثير من الدول، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة. ظهرت مناهج دراسية منظمة، وبدأ الاهتمام بالعلوم والرياضيات واللغات الأجنبية، ولم يعد التعليم مقتصرا على الجانب الديني فقط.

تطور التعليم لم يكن مجرد تغير في الأدوات والأساليب، بل هو انعكاس لتطور الفكر الإنساني وسعيه المستمر لتحسين جودة الحياة. وبينما نواصل هذا الطريق، يبقى الهدف الأسمى للتعليم هو بناء أجيال قادرة على التفكير، والإبداع، والمساهمة الفاعلة في تقدم أوطانها
في القرن العشرين، ومع التقدم التكنولوجي، بدأت ملامح التعليم الحديث تتشكل. ظهرت الوسائل التعليمية كالسبورة، والمختبرات، وأجهزة العرض، ثم تطورت لتشمل الحواسيب والإنترنت في أواخر القرن. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، دخل التعليم مرحلة التحول الرقمي، حيث أصبح من الممكن التعلم عبر المنصات الإلكترونية من أي مكان وفي أي وقت.

شهد التعليم نقلة نوعية أثناء جائحة كورونا، حيث اضطرت معظم دول العالم إلى الاعتماد الكامل على التعليم عن بُعد. هذا التحدي كشف عن أهمية التكنولوجيا في ضمان استمرارية العملية التعليمية، وفتح الباب واسعا أمام تطوير منصات التعلم الإلكتروني والتطبيقات التعليمية.

اليوم، يشهد التعليم تطورا مستمرا نحو التخصيص والمرونة. أصبح الطالب محور العملية التعليمية، وظهرت مفاهيم جديدة مثل "التعلم المدمج"، و"التعلم القائم على المشاريع"، و"الذكاء الاصطناعي في التعليم"، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات كل طالب بحسب قدراته واهتماماته. كما أصبح التعليم أكثر شمولا، حيث توفرت فرص التعلم لكافة فئات المجتمع بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة.

في الختام، فإن تطور التعليم لم يكن مجرد تغير في الأدوات والأساليب، بل هو انعكاس لتطور الفكر الإنساني وسعيه المستمر لتحسين جودة الحياة. وبينما نواصل هذا الطريق، يبقى الهدف الأسمى للتعليم هو بناء أجيال قادرة على التفكير، والإبداع، والمساهمة الفاعلة في تقدم أوطانها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات التعليم المجتمعات المدارس مجتمع مدارس تعليم مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إعلام فرنسي: فلسطينيون يرون أن حكم بلير لغزة سيكون نكتة القرن

اهتم موقع ميديا بارت وصحيفة لوموند الفرنسيين بالتطورات التي تلت الموافقة على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فنقل الموقع رأي فلسطينيين بأن تنفيذ الخطة يمثل ارتياحا وتنازلا في آن واحد، ساخرين في حديثهم لصحيفة لوموند من حكم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لغزة.

وكتب المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو مقالا في صحيفة لوموند بعنوان "توني بلير وإنكار فلسطين"، أكد فيه أن الشعب الفلسطيني تعلم عبر تاريخه المؤلم، أن مصيره يمكن أن يناقش في أماكن بعيدة جدا عن أرضه، ومن دون مجرد التظاهر بأخذ رأيه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل كسبت المعركة لكنها خسرت الحرب بحسب يديعوت أحرونوتlist 2 of 2إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسيةend of list

ولذلك دعا ترامب، لمناقشة مستقبل غزة صهره جاريد كوشنر وشريكه في رياضة الغولف والأعمال ستيف ويتكوف، إضافة إلى توني بلير، الذي تعمل شركته الاستشارية "معهد توني بلير للتغيير العالمي" منذ أشهر مع سابقيه على تقديم غلاف سياسي لمشروع تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

لمناقشة مستقبل غزة دعا ترامب صهره جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتوني بلير (الأناضول)

وعندما كشف ترامب عن خطته لغزة، أعلن أن توني بلير سيكون إلى جانبه في لجنة "سلام" مكلفة بإدارة القطاع الفلسطيني، وهنا يشير الكاتب إلى أن انخراط توني بلير في خدمة هذا المشروع الأميركي يمثل امتدادا لعقود من العداء للقومية الفلسطينية.

ونبه جان بيير فيليو إلى أن بلير يمثل غطاء أوروبيا لخطة أميركية تنكر الحقوق الفلسطينية، لأنه بدلا من إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، كان هدفه تمهيد الطريق لشراكة إستراتيجية بين إسرائيل والدول العربية، وهي الفكرة التي استعيدت لاحقا في "اتفاقيات أبراهام"، التي تجاوزت القضية الفلسطينية.

وعندما عين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن توني بلير مبعوثا خاصا للجنة الرباعية الدولية، استخدم بلير مهاراته الخطابية للترويج لبرنامج تنمية اقتصادية في الضفة الغربية، على أمل أن يقود "الازدهار النسبي" هناك إلى دفع سكان غزة للتخلص من حركة حماس، بحسب الكاتب.

إعلان

وعندما عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة عام 2009، سر بأن بلير اكتفى "بتحسين" ظروف الاحتلال في الضفة الغربية، من خلال تقليل الحواجز العسكرية من دون إزالتها، وإنشاء بورصة في نابلس، وتشجيع السياحة في بيت لحم، وفق ما يوضح جان بيير فيليو.

وأضاف أنه خلال 8 سنوات من عمله كمبعوث خاص، لم ينتقد بلير قط سياسة الاستيطان في الضفة أو الحصار المفروض على غزة، ويبدو للكاتب أن هذه الانسجام العميق بين بلير ونتنياهو، هو ما يجعله اليوم المرشح المثالي لمرافقة ترامب في فرض وصاية على قطاع غزة.

ويبقى بلير -بحسب الكاتب- مستعدا لتقديم غطاء أوروبي لخطة أميركية تبناها نتنياهو بالفعل، مكررا الدور الذي لعبه عام 2003 في حرب العراق ولكن بطريقة أكثر تواضعا، وذلك في وقت اعترفت فيه المملكة المتحدة بدولة فلسطين، ليبقى رئيس وزراها الأسبق مستمرا في إنكار هذا الحق الأساسي للشعب الفلسطيني.

مشاعر متضاربة

وانطلق ميديا بارت -في تقرير بقلم جوزيف كونفافرو- من المظاهرة التي كانت مقررة أول أمس السبت في مقبرة سخنين، والمخصصة في الأصل لتكريم قبري اثنين من سكان المدينة قتلا على يد الجيش الإسرائيلي قبل 25 عاما في بداية الانتفاضة الثانية، لكنها أقيمت هذه المرة غداة قبول حماس بخطة ترامب أساسا يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار سريع.

وقال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم للموقع إن "هناك للمرة الأولى منذ عامين، بصيص أمل"، وعبر عن مشاعر متضاربة تجاه هذه المبادرة، قائلا "من جهة، نرى إمكانية أن تتوقف المجازر، وأن يحصل إخوتنا على المياه والأدوية ويستعيدوا كرامتهم، ولكن من جهة أخرى، ما زلنا ندافع عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وهو ما تستعد هذه الخطة للتخلي عنه".

أما عابد، من مدينة أم الفحم، فيقول إن "وحده من يملك قلبا من حجر لا يتمنى أن يتوقف نزيف الدم بأي ثمن، لكنني أخشى من مناورات جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لأن هدفه النهائي هو ترحيل سكان غزة".

ويعرج الموقع على مظاهرة أخرى حاشدة وأمل في تل أبيب، إذ اجتمع عشرات الآلاف مساء السبت أمام متحف المدينة للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين والتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، وأطلقوا هتافات جماعية، وحملوا أعلاما إسرائيلية وأميركية متشابكة، وبأيديهم لافتات تقول "أعيدوهم إلى البيت فورا"، "ترامب، شعب إسرائيل معك"، بل وحتى شعارات ضد الحرب.

تقول كاتيا (65 عاما): "كنت آتي هنا كل سبت منذ عامين لكن اليوم، نحن أكثر بـ10 مرات من أي سبت سابق، هناك أمل حقيقي، آمل أن يكون هذا آخر سبت أضطر فيه للمجيء".

تنصيب رجال أعمال لحكم الأراضي الفلسطينية بحجة أننا غير قادرين على حكم أنفسنا وصفة للاستعمار.

بواسطة محمود منى

وصفة للاستعمار

أما في القدس الشرقية فالأمل مشوب بالحذر، وتبدو مشاعر الفلسطينيين الذين يملكون بطاقة إقامة، من دون الجنسية الإسرائيلية، متشابهة، إذ يقول محمود منى، صاحب 3 مكتبات بشارع صلاح الدين، "أنا مستعد لدعم أي مبادرة توقف المجازر، فهذا واجب أخلاقي أولا"، وفق ما يوضح الكاتب.

إعلان

ويتابع أن محمود منى يرى أن الخطة، "حتى إن نجحت في إسكات البنادق، فإنها تخلق نظاما جديدا من القمع، يشبه ما تسبب في سفك الدماء من قبل، مؤكدا أن تنصيب رجال أعمال لحكم الأراضي الفلسطينية بحجة أننا غير قادرين على حكم أنفسنا هو وصفة للاستعمار".

ويقول ابن أخيه أحمد مع ابتسامة ساخرة، عندما سئل عن خطة ترامب: "توني بلير لحكم غزة؟ ستكون نكتة القرن. لقد أثبت فشله من قبل في القضية الفلسطينية، وهو مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف من العراقيين إنه وجه إرث استعماري سبب مأساتنا".

ويضيف أحمد أن الخطة "صيغت في البيت الأبيض على يد رجال بيض يعتقدون أنهم يعرفون حلولا أفضل منا لأرض لا يعرفونها، دون أن يسألونا عن رأينا، في أفضل الأحوال، ستكون اتفاقا لوقف الحرب، لكنها بعيدة عن أي خطة سلام".

مظاهرة في تل أبيب للفنون تطالب بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين (الفرنسية)

وفي الحديث عن اعتراف دول كفرنسا مؤخرا بدولة فلسطين، يقول محمود منى إن الاعتراف يحمل وزنا حتى ولو كان رمزيا، موضحا "يجب ألا ننسى أن إسرائيل تأسست عام 1948 بفضل اعتراف دولي من القوى الكبرى"، بحسب ما أورد ميديا بارت.

ويصيف محمود محذرا "يجب ألا يكون هذا الاعتراف ذريعة لإعادة طرح حل الدولتين الذي أصبح اليوم أكثر استحالة من أي وقت مضى أنا أؤمن بفكرة الدولة الواحدة، رغم الدم والكراهية".

"أما ابن أخي محمود الذي نشأ بعد فشل اتفاق أوسلو، فيقول "الاعتراف بدولة فلسطين لا يغير شيئا على الأرض. الحقائق هي التي تحكم الواقع. والحقائق اليوم هي الاستيطان، وسرقة الأراضي، وتغيير القوانين، وبناء طرق جديدة للمستوطنين"، وفقا للموقع.

وصرح الشاب لميديا بارت قائلا: "من الصعب إقناع شباب فلسطين بحل الدولتين. يجب أن يكون الطرفان راغبين. هل يمكن تصور أن إسرائيل ستفكك كل المستوطنات في الضفة الغربية؟ أما الدولة الواحدة رغم صعوبتها، فهي حلم أجمل وأقل ذكرا".

مقالات مشابهة

  • تطور الاقتصاد المعرفي الخليجي
  • «التعليم الدولي» يستعرض خيارات التعلم الذكية
  • ترامب يعيد صفقة القرن إلى الحياة من شرم الشيخ .. ومصر تمسك بخيوط السلام في غزة.. خبير يعلق
  • تعاقب الأجيال
  • أورنج الأردن تستمر بدعم التعليم الرقمي من خلال رعايتها لمسابقة روبوتات السومو للعام الرابع على التوالي
  • سيناء الحلم الصهيوني منذ هرتزل
  • قائمة أفضل 25 فيلما مصريا في الربع الأول من القرن الـ21
  • إعلام فرنسي: فلسطينيون يرون أن حكم بلير لغزة سيكون نكتة القرن
  • ذهبات العروس
  • فجوة التعزيز في الذكاء الاصطناعي.. لماذا تتحسن بعض مهارات الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من غيرها