الفوضى الجمركية تعمّ والاقتصاد الأميركي تحت ضغط متزايد
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
لم تعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجرد أداة سياسية في صراعات التجارة العالمية، بل تحولت إلى عنصر يفاقم الضبابية ويضغط على مجمل الاقتصاد الأميركي.
وحذر الكاتب بيل دادلي، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، في مقال رأي نشرته وكالة بلومبيرغ من أن هذه السياسات تقود البلاد نحو مسار معقد، قائلا إن "فرص تحقيق هبوط اقتصادي ناعم تتضاءل يوما بعد يوم".
وأكد دادلي أن ما يدور في المحاكم حول شرعية هذه الرسوم ليس سوى جزء من المشكلة، بينما الجزء الأكبر يكمن في اعتماد الاقتصاد الأميركي المتزايد على عوائدها.
حكم قضائي قد يقلب موازين التجارةووفقا لقراءة دادلي، فإن محكمة الاستئناف الفدرالية منحت ترامب مهلة حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول لاستئناف حكم اعتبر أن الرئيس تجاوز صلاحياته الدستورية في فرض الرسوم عبر "قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية".
وإذا ثبت الحكم أمام المحكمة العليا، فإن نسبة الواردات الأميركية الخاضعة لهذه الرسوم ستتراجع من نحو 70% إلى 16% فقط، وفق تقديرات "تاكس فاونديشن".
لكن ترامب، كما يوضح الكاتب، لا يفتقر إلى أدوات بديلة لفرض الرسوم؛ فهو يستطيع اللجوء إلى قوانين الأمن القومي (المادة 232)، أو الممارسات التجارية غير العادلة (المادة 301)، أو العجز التجاري المستمر (المادة 122). غير أن كل خيار منها يعني مزيدا من التعقيد والإجراءات القضائية المطولة، ما يضاعف حالة عدم اليقين ويترك أثرا مباشرا على قرارات الاستثمار والتوظيف.
ضغوط متزايدة على الاحتياطي الفدراليدادلي لفت إلى أن هذه الفوضى تجعل مهمة بنك الاحتياطي الفدرالي أكثر تعقيدا، إذ كان على وشك خفض أسعار الفائدة استجابة لضغوط ترامب.
لكنه أضاف أن بطء انتقال التكاليف إلى المستهلكين سيجعل من الصعب التمييز بين تضخم مؤقت وآخر أكثر ثباتا، وهو ما قد يربك البنك المركزي في الموازنة بين خفض التضخم وتجنب الركود. وبهذا، تصبح مهمة تحقيق "هبوط ناعم" للاقتصاد الأميركي شبه مستحيلة، بحسب الكاتب.
عوائد ضخمة تجعل الرسوم عصية على التراجعأحد أبرز أبعاد الأزمة، بحسب دادلي، يتمثل في الإيرادات الكبيرة التي وفرتها الرسوم، فقد بلغت نحو 30 مليار دولار في يوليو/تموز وحده، أي 3 أضعاف ما جرى تحصيله في الفترة نفسها قبل عام.
كما قدر وزير الخزانة سكوت بيسنت أن العوائد السنوية قد تتجاوز 500 مليار دولار، أي ما يعادل ربع العجز الهائل في الموازنة الأميركية.
إعلانالكاتب شدد على أن هذه الأرقام تجعل من الصعب سياسيا واقتصاديا التراجع عن الرسوم، موضحا أن "أي إدارة مستقبلية لن تستطيع سد فجوة بهذا الحجم عبر خفض الإنفاق، لأن معظم المصروفات الفدرالية موجهة للدفاع والرعاية الصحية وخدمة الدين، وجميعها في مسار تصاعدي خلال العقد المقبل".
وختم دادلي مقاله بالقول إن الولايات المتحدة دخلت في وضع يمكن وصفه بـ"الإدمان على عوائد الرسوم الجمركية"، وهو مسار يضاعف المخاطر على السياسة المالية ويعقد عمل المؤسسات النقدية، وقد يطيل أمد حالة عدم اليقين التي يعيشها الاقتصاد الأميركي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تفويض الجيش الأميركي استهداف سفن يشتبه نقلها مخدرات بالكاريبي
قال وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث اليوم الأحد إن الجيش لديه التفويض لتوجيه ضربات في منطقة البحر الكاريبي لاستهداف سفن يُعتقد أنها تحمل مواد مخدرة غير مشروعة قبالة سواحل فنزويلا.
وقال هيغسيث ،خلال مقابلة أذاعتها فوكس نيوز، "لدينا كل التفويض اللازم. هؤلاء مصنفون على أنهم منظمات إرهابية أجنبية".
وأضح الوزير الأميركي أنه "إذا كنت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أو في منطقة البحر الكاريبي أو إلى الشمال من فنزويلا وتريد تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، فأنت هدف مشروع للجيش الأميركي"
ولم يقدم هيغسيث ولا الرئيس دونالد ترامب دليلا على الاتهامات بأن القوارب المستهدفة كانت تحمل مخدرات. وأخبر ترامب الكونغرس الأسبوع الماضي أنه أعلن أن الولايات المتحدة في "نزاع مسلح غير دولي" مع عصابات المخدرات، دون تقديم أساس قانوني جديد.
ويقول منتقدون إن قصف القوارب محاولة أخرى من ترامب لاختبار نطاق سلطاته الرئاسية. وتساءل الخبراء القانونيون عن سبب تنفيذ الجيش لهذه الهجمات بدلا من خفر السواحل الأميركي، وهو الهيئة المعنية بالقانون البحري في البلاد.
وقال ترامب اليوم الأحد إن التعزيزات العسكرية الأميركية في منطقة البحر الكاريبي "أوقفت تهريب المخدرات من أميركا الجنوبية"، مضيفا في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض "لا توجد مخدرات تأتي عبر المياه. وسندرس طبيعة المرحلة الثانية".
وكان الجيش الأميركي نفذ الجمعة غارة على قارب يشتبه بتهريبه المخدرات قبالة سواحل فنزويلا وأدت الى مقتل 4 أشخاص.
تنديد روسيونددت روسيا اليوم بالضربة الأميركية على القارب، محذرة من مخاطر التصعيد الأميركي المحتمل في منطقة البحر الكاريبي بأكملها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف تحدث إلى نظيره الفنزويلي إيفان جيل هاتفيا.
وأضافت الوزارة "قال لافروف إن روسيا تندد بشدة بالضربة الجديدة التي نفذها الجيش الأميركي في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول على سفينة في المياه الدولية بالقرب من فنزويلا".
إعلانوقالت الوزارة "الوزيران عبرا عن قلقهما البالغ من تصعيد واشنطن لأفعالها في البحر الكاريبي، وهو ما قد يكون له عواقب واسعة النطاق على المنطقة".
وقالت موسكو إنه "من غير المؤكد أن الولايات المتحدة لن تربط بأي شكل من الأشكال بين حربها المعلنة على عصابات المخدرات والوضع في هاييتي".
وحذرت روسيا أيضا من محاولات التفسير الفضفاض لقرار حديث لمجلس الأمن الدولي لزيادة حجم البعثة الأمنية الدولية التي تعاني من نقص التمويل والأفراد منذ 15 شهرا وتحاول التصدي لعصابات مسلحة في هاييتي.
وامتنعت كل من روسيا والصين وباكستان عن التصويت على الإجراء الذي اقترحته الولايات المتحدة وبنما. وصوّت أعضاء المجلس الباقون، وعددهم 13، لصالح القرار.
وقالت الوزارة الروسية "أكد الجانب الروسي دعمه وتضامنه الكامل مع قيادة فنزويلا وشعبها".