سيناريوهان لتأثير سيطرة ترامب على المركزي الأميركي
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
تصاعدت انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الاتحادي ضمن محاولاته لإخضاعه لسياساته، ولم يكتف بإقناع رئيس البنك جيروم باول، بل حاول إقالة حاكمة المؤسسة المصرفية الأميركية الأولى ليزا كوك، وعيّن أحد كبار مستشاريه الاقتصاديين.
وحسب بلومبيرغ، يرى مؤيدو ترامب أن هذا يعكس إصلاحًا طال انتظاره للاحتياطي الاتحادي الذي فشل في تحقيق هدفه للتضخم لأكثر من 4 سنوات ويعاني من فرط التفكير الجماعي، كما يرون أن خفض الفائدة قبل الانتخابات كان هدفه إعادة انتخاب الديمقراطيين أكثر من الحفاظ على استقرار الاقتصاد.
أما منتقدو ترامب فيرون أن هذا يُمثل استحواذًا سياسيا حزبيا، ومحاولةً لتنصيب أغلبية ساحقة من مؤيدي خفض الفائدة في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية.
وبالنسبة لترامب، لا شيء أقل من خفض أسعار الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية سيُجدي نفعًا.
يرتكز استقلال الاحتياطي الفدرالي على مبدأ أن الكونغرس الأميركي، وليس الرئيس، هو من يملك سلطة تحديد مهمته، وأن الاحتياطي الفدرالي يتحكم في كيفية إنجازها.
وتوقعت بلومبيرغ سيناريوهين لكيفية تأثير السيطرة السياسية على الاحتياطي الاتحادي على الاقتصاد الأميركي، وفي كليهما يتمثل التأثير على المدى القريب في "بريق زائف" من النمو الصحي وانخفاض البطالة. أما "الواقع المؤلم" المتمثل في زيادة التضخم وارتفاع الفائدة الاسمية وضعف النمو، فيستغرق بعض الوقت ليظهر.
وفي السيناريو الأكثر تطرفًا، يتجه الجمهوريون إلى انتخابات عام 2028 والاقتصاد في حالة ركود تضخمي.
حسب بلومبيرغ، قد يكون من المغري اعتبار هجمات ترامب نوعًا من التلميحات الكاذبة التي تهدف إلى إقناع مؤيديه بأنهم سيكونون أفضل حالًا لو خفف كبار رجال المال من سيطرتهم، لكن العواقب في حال نجاح ترامب أشد خطورة وأكثر واقعية، والسبب بسيط هو أنه إذا كان السياسيون هم من يحددون السياسة النقدية فسيكون ثمة إغراء لتحفيز الاقتصاد قبل الانتخابات، بما في ذلك انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 التي ستحدد ما إذا كان ترامب سينهي ولايته بكونغرس متعاون معه أم مقسّم (بين ديمقراطيين وجمهوريين).
إعلانوهذا يعني أن الأميركيين سيستمتعون بفوائد ارتفاع معدلات التوظيف والنمو، لكنهم سيتعاملون مع التضخم المرتفع لاحقًا، بذلك سيكون جميع الأميركيين في وضع أسوأ.
وهذا ما حدث بالفعل في سبعينيات القرن الماضي، إذ دعا الرئيس ريتشارد نيكسون رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي -آنذاك- آرثر بيرنز لمساعدته في انتخابات عام 1972 من خلال إبقاء الفائدة منخفضة، وعندما وفّى بيرنز بوعوده وفاز نيكسون استمر التضخم في الارتفاع تدريجيا، وبدعم من حظر النفط العربي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك نحو 15% عام 1980، الأمر الذي تطلب "صدمة فولكر" المتمثلة في رفع كبير في الفائدة، وتسبب في حدوث ركودين عميقين للسيطرة على مؤشر أسعار المستهلك.
سيناريوهان أمام الاحتياطي الأميركييتمتع الاحتياطي الفدرالي بمهمة مزدوجة لتحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار:
في السيناريو الأول، تفترض بلومبيرغ أن الاحتياطي الاتحادي سيُولي أهمية كبرى للحفاظ على انخفاض معدل البطالة بدلاً من خفض التضخم إلى المستوى المستهدف، وهو موقف غالبا ما يُفضله السياسيون.وفي هذا السيناريو، ثمة تخفيضان إضافيان للفائدة الأميركية، ومع إدراك هذا التحول في السلوك، أصبحت توقعات التضخم أقل ثباتا، في حين يتجه التضخم إلى 3%.
أما السيناريو الثاني، وهو الأكثر تطرفا، فيفترض استحواذا سياسيا مفاجئا، وفيه يخفض الاحتياطي الاتحادي الفائدة إلى 1%، وهو ما يُفضّله ترامب ويُبقيه ثابتا بغض النظر عن بيانات التضخم.في هذه الحالة من المتوقع أن ترتفع توقعات التضخم بشكل ملحوظ، ويفشل الاحتياطي الفدرالي في الاستجابة، ويزدهر الاقتصاد لكن لفترة وجيزة فقط. ومع تجاوز التضخم 4%، من المتوقع فقدان الاحتياطي الفدرالي استقلاله، ويعني هذا ارتفاع تكاليف الاقتراض لخمس سنوات بمقدار 3%، في حين سيُطالب المستثمرون بتعويض عن خطر استمرار ارتفاع التضخم.
وما يبدو طفرة في عام 2026 قد يتحول بسرعة إلى ركود تضخمي بحلول عام 2027، قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتشير بلومبيرغ إلى مخاطر على وضع الدولار كعملة احتياطية، إذ يخشى المستثمرون الأجانب أن تنخفض قيمته بسبب التضخم.
وأجملت بلومبيرغ تقريرها بأن تآكل استقلال الاحتياطي الفدرالي قد يُسهم في نمو قصير الأجل، لكن تكاليف التوظيف والتضخم والإنتاج على المدى الطويل ستجعله خيارًا خاسرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الاحتیاطی الفدرالی الاحتیاطی الاتحادی
إقرأ أيضاً:
استطلاع رأي: من المرجح خفض سعر الفائدة من البنك المركزي الخميس المقبل
يعقد البنك المركزي المصري اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس المقبل، وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن البنك ربما يخفض سعر الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس في المتوسط، ذلك ووسط انقسام بين المحللين بشأن الإبقاء عليها دون تغيير أو خفضها بمقدار 100 نقطة أساس.
ويرى عدد من المحللين أن ارتفاع معدل التضخم بقدر أعلى من المتوقع في أكتوبر 2025 ربما يجبر البنك المركزي على إبقاء سعر الفائدة دون تغيير بعد خفضها بمقدار 625 نقطة أساس منذ بداية العام الجاري، بينما يتوقع محللون آخرون خفضها.
وتوقع 14 محللا شملهم استطلاع رويترز أن تقرر لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خفض سعر الفائدة على الإيداع إلى 20.5% من 21% حالياً وسعر الفائدة على الإقراض إلى 21.5% من 22% سابقاً.
وجاء في مذكرة أصدرها بنك أبوظبي التجاري أن «أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال إيجابية للغاية، رغم تسارع مؤشر أسعار المستهلكين في أكتوبر الماضي، وهو ما يفسح المجال للخفض».
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن ارتفع على نحو فاق التوقعات ليصل إلى 12.5% خلال الشهر الماضي مقابل 11.7% في سبتمبر 2025، منهياً بذلك اتجاهاً هبوطياً استمر لنحو أربعة أشهر، ويعزى ذلك بقدر ما إلى ارتفاع أسعار الوقود ووضع قانون جديد يسمح لملاك العقارات برفع الإيجارات بوتيرة أسرع.
وقال محمد أبو باشا من رئيس وحدة تحليل الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار «إي إف جي هيرميس»: «قراءة التضخم المرتفعة في أكتوبر، والانتظار لتقييم أثر الزيادة الأحدث في أسعار الوقود، يدفعاننا لتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع لجنة السياسة النقدية القادم».
وخفض البنك المركزي سعر الفائدة بشكل تدريجي خلال العام الجاري، إذ أجرى البنك خفضاً بواقع 225 نقطة أساس في أبريل و100 نقطة أساس في مايو، و200 نقطة أساس في أغسطس، و100 نقطة أساس في أكتوبر 2025.
اقرأ أيضاًسعر الذهب الآن في مصر.. عيار 21 بكام؟
وزير المالية: تعزيز الحوار مع المستوردين والمستخلصين ووكلاء الشحن الجوى حول منظومة «ACI»
حسام هيبة: نستهدف زيادة مساهمة الاستثمارات الخاصة في الناتج القومي المصري لـ 32%