اللحوم تحمي من السرطان ولا تسببه
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
الدراسة التي تشير إليها تبدو مثيرة للجدل، خصوصًا أنها تتعارض مع الرأي العلمي السائد الذي يدعمه عدد كبير من الأبحاث والدراسات، وكذلك مع توصيات منظمات صحية دولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي صنفت اللحوم المعالجة (مثل النقانق واللحم المقدد) كمسرطنات من المجموعة الأولى، واللحوم الحمراء كمسرطنات "محتملة" (مجموعة 2A).
ما الذي يمكن أن تعنيه هذه الدراسة الجديدة؟
الدراسات التي تشير إلى أن اللحوم قد تحمي من السرطان أو لا ترتبط به بالضرورة، عادة ما:
تعتمد على تحليل بيانات بطرق إحصائية مختلفة، وتأخذ في الاعتبار العوامل الغذائية الأخرى (مثل نوع اللحوم، طريقة الطهي، الكميات المستهلكة، نمط الحياة، النشاط البدني... إلخ)،
أو تحاول تصحيح ما يُعرف بـ"التحيّز في النشر"، حيث يتم نشر الدراسات التي تظهر نتائج سلبية ضد اللحوم أكثر من غيرها.
أمور يجب الانتباه لها:
هل هي دراسة قائمة على الملاحظة؟ إذا كانت كذلك، فإنها لا تثبت السببية، بل الارتباط فقط.
هل نُشرت في مجلة علمية محكمة؟ هذا يعطي مصداقية أكبر.
من هو الجهة الممولة؟ التمويل من قبل صناعة اللحوم مثلاً قد يثير بعض الشكوك حول الحيادية.
هل تأخذ بعين الاعتبار نوعية اللحوم وطريقة الطهي؟ لأن الشواء أو القلي على درجات حرارة عالية يُنتج مركبات مسرطنة مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs).
رغم أن هناك دراسات فردية قد تشير إلى أن اللحوم ليست ضارة كما يُعتقد أو قد تكون مفيدة في بعض السياقات (مثل تناولها ضمن نظام غذائي متوازن، غني بالخضروات، وبدون لحوم معالجة)، فإن الإجماع العلمي الحالي ما زال يحث على:
تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة،
وتفضيل البروتينات النباتية أو اللحوم البيضاء.
وكان قسم أبحاث السرطان في منظمة الصحة العالمية قد صنف اللحوم الحمراء على أنها "مسرطنة محتملة للبشر"، لكن الدراسة الجديدة المثيرة للجدل تُشكك في هذا الرأي، مشيرة إلى أن "البروتين الحيواني قد يحمي من وفيات السرطان بدلاً من أن يسببها".
وقال تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" العلمي واطلعت عليه "العربية.نت" إن البحث الجديد الذي أجرته جامعة "ماكماستر" الكندية يشير إلى عكس الاعتقاد السائد في العالم، حيث وجد أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من البروتين الحيواني قد يكون لديهم في الواقع معدلات وفيات أقل بالسرطان.
وتتضمن أساليب الدراسة فروقاً دقيقة مهمة تُعقّد استنتاجاتها اللافتة، فبدلاً من دراسة اللحوم الحمراء تحديداً، حلل الباحثون استهلاك "البروتين الحيواني"، وهو فئة واسعة تشمل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. ويعد هذا التمييز بالغ الأهمية لأن الأسماك، وخاصةً الأنواع الزيتية منها مثل الماكريل والسردين، مرتبطة بقدرتها على الوقاية من السرطان.
وبجمع جميع البروتينات الحيوانية معاً، ربما تكون الدراسة قد رصدت الآثار الوقائية للأسماك وبعض منتجات الألبان بدلاً من إثبات سلامة اللحوم الحمراء، بحسب ما يؤكد تقرير "ساينس أليرت".
وتُقدّم منتجات الألبان نفسها بصورةً مُعقّدةً في أبحاث السرطان، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنها تُقلّل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بينما قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ويُبرز هذا التباين في الأدلة كيف أن فئة "البروتين الحيواني" الواسعة تخفي فروقاً مهمة بين أنواع الطعام المختلفة.
وتحتوي الدراسة، التي مولتها الرابطة الوطنية لمربي الماشية، وهي جماعة الضغط الرئيسية في صناعة لحوم البقر في أميركا، على العديد من القيود الأخرى. والأهم من ذلك، أن الباحثين لم يُميّزوا بين اللحوم المصنّعة وغير المصنّعة، وهو تمييزٌ أثبتت دراساتٌ لا تُحصى أهميته.
وتُظهر اللحوم المصنّعة، مثل اللحم المُقدّد والنقانق، باستمرار مخاطر إصابةٍ بالسرطان أعلى من قطع اللحم الطازجة غير المُصنّعة. وإضافةً إلى ذلك، لم يتناول البحث أنواعاً مُحدّدة من السرطان، مما يجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت التأثيرات الوقائية تنطبق على نطاقٍ واسع أو على أنواع محددة من السرطان.
ومن المُثير للاهتمام أن الدراسة فحصت أيضاً البروتينات النباتية، بما في ذلك البقوليات والمكسرات ومنتجات الصويا، ووجدت أنها لا تمتلك تأثيراً وقائياً قوياً ضد الوفاة بالسرطان. وتناقض هذه النتيجة أبحاثاً سابقة تُشير إلى ارتباط البروتينات النباتية بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، مما يُضيف طبقةً أخرى من التعقيد إلى صورةٍ مُربكةٍ أصلًا.
ولا تُقلّل هذه النتائج من الفوائد الصحية المُثبتة للأغذية النباتية، التي تُوفّر الألياف ومضادات الأكسدة ومركباتٍ أخرى مُرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحة منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء اللحوم محكمة درجات حرارة البروتین الحیوانی اللحوم الحمراء خطر الإصابة من السرطان التی ت إلى أن
إقرأ أيضاً:
مبتعثو السعودية في أمريكا 2025.. براءات اختراع لعلاج السرطان وجوائز عالمية في الطب والهندسة والأمن السيبراني
في إطار حرص المملكة على الاستثمار في رأس المال البشري الذي تقوم به عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، سجّل الطلبة السعوديون المبتعثون في الولايات المتحدة خلال عام 2025 سلسلة من المنجزات العلمية والبحثية المتميزة.
وأظهرت قائمة المتميزين التي أعدّتها الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة تحقيق 17 إنجازًا نوعيًا، توزّعت بين براءات اختراع، ومراكز أولى في اختبارات مهنية أمريكية، وجوائز بحثية وتدريسية وقيادية، في تخصصات تمتد من علاج السرطان والطب الباطني إلى الفيزياء والفلك والهندسة والأمن السيبراني.
في المجال الطبي سجّل العديد من الطلبة السعوديين براءات اختراع علمية بمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي في تقنيات علاج السرطان والمواد الصديقة للبيئة، إلى جانب نشر أبحاث محكّمة في مجلات عالمية، كما حصد أحد الأطباء السعوديين المركز الأول على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية في الاختبار السنوي لتقييم أطباء الباطنة (In-Training Exam)، محققًا نسبة (100th Percentile)، ليكون الأول في تاريخ جامعته الذي يحقّق هذه النتيجة الكاملة.
وفي مسار الجوائز المهنية حصل طلاب سعوديون على عضوية وجوائز من الجمعية الوطنية للقيادة والنجاح (NSLS)، وجائزة عميد الكلية للقيادة (Dean’s Leadership Award)، إلى جانب عضوية شرفية في جمعية العلاج التنفسي (Lambda Beta Society)، ما يعكس حضورهم القيادي إلى جانب تميّزهم الأكاديمي.
كما حقق أحد المبتعثين جائزة "غافن لووز" التذكارية في قسم الفلك والفيزياء بجامعة "وين ستيت"، فيما نال آخر جائزة "غورلين" لأفضل بحث مقدّم في مؤتمر علمي متخصص، لتتواصل بذلك إسهامات الطلبة السعوديين في تطوير البحث العلمي في الجامعات الأمريكية.
وفي ميدان التعليم والتدريب الطبي حصل العديد من الطلبة على شهادات تقدير من معهد المتعلّم (Learner Institute) التابع لمؤسسة "كليفلاند كلينيك" نظير مشاركتهم الفاعلة في تدريب طلاب الطب، كما نال طلبة سعوديون بجامعة ميامي شهادات أكاديمية متعدّدة من بينها جائزة الحضور المثالي وجائزة المؤثّر الطلابي.
وعلى صعيد الهندسة والتقنية شارك مبتعثون سعوديون في مؤتمرات دولية متقدمة من بينها, مؤتمر تصميم خبرات التعلّم (Learning Experience Design 2025) في جامعة "أفييرو" بالبرتغال، حيث قُبلت أبحاثهم للنشر والعرض، في حين حصد طالب دراسات عليا في الهندسة الميكانيكية لقب أفضل ملصق علمي في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتعليم الهندسة 2025 في مونتريال – كندا.
وفي مجال الأمن السيبراني حقق مشروع بحثي لطالبة سعودية جائزة أفضل عرض تطبيقي في واحد من أقوى المؤتمرات المتخصصة عالميًا، إلى جانب جائزة أفضل ملصق تقني في مؤتمر علمي آخر في التخصص نفسه، مؤكّدًا تنافسية الكفاءات السعودية في أحد أكثر القطاعات الاستراتيجية للمستقبل.
وأكدت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أمريكا الجنوبية الدكتورة تهاني البيز أن هذه المنجزات المتنوعة تعكس ثمرة الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة لبرنامج الابتعاث، وحرص الطلبة السعوديين على تحويل هذه الفرص التعليمية إلى قصص نجاح ملموسة تعود بالنفع على مسيرة التنمية في المملكة، مشيرة إلى أن عام 2025 شكّل محطة بارزة في صعود جيل جديد من الباحثين والأطباء والمهندسين السعوديين في الساحة العلمية العالمية.
الأمن السيبرانيأخبار السعوديةالملحقية الثقافية السعوديةبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاثبرنامج خادم الحرمين للابتعاثالمنجزات العلمية في الخارجقد يعجبك أيضاًNo stories found.