حضارة الأجداد بأنامل الأحفاد.. "تمثال الجيزة الجديد" يزين طريق المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
"وقــف الخلــق ينظـرون جميعــًا.. كيف أبني قواعد المجد وحدي"، كلمات كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم، معبّرًا بها عن عظمة مصر وقوتها أمام العالم، لتشدُو بها كوكب الشرق أم كلثوم فتطرب بها شعوب العالم أجمع، وليس الشعب المصري فحسب، هكذا هو إبداع مصر وفنانوها في مختلف المجالات.
تلك الكلمات التي خرجت من قلبٍ فائضٍ بعشق المحروسة، ما أسرع ما تطرأ على الوجدان فور رؤية التصميم البديع الذي وُضع عند المدخل الشمالي لمحافظة الجيزة، وتحديدًا أمام بوابات طريق مصر – الإسكندرية، ذلك الطريق الممتد حتى المتحف المصري الكبير المنتظر افتتاحه مطلع شهر نوفمبر المقبل.
التمثال المستوحى من أهرامات الجيزة وطبيعة المحافظة التاريخية وحضارتها العريقة، يستقبل ويرحّب بالقادمين إلى المدينة الأثرية الخالدة التي تتميز بآثار الأجداد من قدماء المصريين، أصحاب الحضارة والبناء والتعمير والإبداع في شتى مجالات الفن والهندسة، وهكذا يجسّد التمثال إبداع الأحفاد الموروث عن الأجداد.
ويُعدّ التمثال الذي يجمع بين الفن المصري القديم والمعاصر جزءًا من الأعمال التي تُجهَّز وتعمل عليها محافظة الجيزة تحت رعاية مجلس الوزراء ضمن فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير.
ويعود هذا الإبداع والعمل الفني المُبهر إلى الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت بجامعة المنيا، فهو صاحب الفكرة والتصميم والتنفيذ البديع.
"حرصتُ على وضع دراسة دقيقة لمنطقة أهرامات الجيزة حتى يتناسب التمثال مع طبيعة المكان"، بهذه الكلمات استهلّ عوض حديثه لـ"الوفد"، مؤكّدًا أنه لم يجد أفضل من استلهام النحت المصري القديم وتقديمه بأسلوب حديث ومعاصر في تصميم الفكرة وتنفيذها، معتمدًا على ميوله للأسلوب الهندسي التجريدي في أعماله الفنية.
وقال أستاذ النحت بجامعة المنيا، إنه بعد دراسة المنطقة وطبيعتها الأثرية، وضع التصميم الذي نال إعجاب المسؤولين وحصل على جميع الموافقات قبل الشروع في التنفيذ، مؤكدًا أن التمثال عملٌ فني ضخم تطلّب جهدًا كبيرًا للخروج بهذا الإبداع بعد نحو ثمانية أشهر من العمل المتواصل.
ويبلغ طول التمثال حوالي 27 مترًا، منها 4 أمتار للقاعدة الرخامية، و23 مترًا لطول التمثال نفسه، وقد تم تنفيذه من مادة الحديد التي استُقرّ على اختيارها في النهاية، نظرًا لصعوبة استخدام خامات أخرى بسبب تكلفتها الباهظة، وهذا ما أكده الفنان ضياء عوض.
وأوضح النحات المبدع، أن التشكيل بالحديد أحد الأساليب المُتبعة في النحت، إذ يسهّل عملية التشكيل ويتيح تصميم أحجام كبيرة، بالإضافة إلى الاستعانة بالتكنولوجيا وماكينات الليزر في تشكيله عن طريق اللحام، وقد تم بالفعل اعتماد هذه التقنية في تنفيذ التمثال المبهر.
وشملت مراحل التنفيذ أيضًا معالجات كيميائية واستخدام دهانات "الإيبوكسي" لمقاومة عوامل الجو ومنع تعرّض التمثال للصدأ، إلى جانب منحه لونه النهائي.
وأضاف عوض، أن العمل على التمثال ما زال مستمرًا وفي مراحله النهائية، إذ يُجرى الآن تنفيذ القاعدة الرخامية، فضلًا عن التعاون مع شركة متخصصة لتصميم الإضاءات المحيطة بالتصميم، لاستكمال الشكل المبهر الذي سيظهر به خلال ساعات الليل.
واختتم أستاذ النحت بجامعة المنيا حديثه قائلًا: "التمثال نقلة نوعية وإضافة للهوية المصرية، وأنا سعيد بحالة الجدل والنقاش الفني التي أحدثها التصميم، إذ خلق العمل حراكًا ثقافيًا قويًا بين المهتمين والمختصين وأساتذة الفنون، بين مؤيد وآخر شبه مؤيد وأصحاب آراء مختلفة، وهذا هو المناخ الصحي الذي نحتاجه في المجتمع".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حضارة الأجداد المتحف المصري الكبير طريق المتحف المصري الكبير شاعر النيل حافظ إبراهيم كوكب الشرق أم كلثوم
إقرأ أيضاً:
الاحتفال بالزائر رقم مليون.. 3 ملايين دولار للمتحف الكبير في يانصيب توت عنخ آمون
بدون مقدمات وإسهاب، فأنا رجل لا يحب كثرة الكلام، وأكثره في عالمنا، ضجيج بلا طحين، وسأذهب إلى الفكرة مباشرة، فكرة يمكن أن تغيّر شكل السياحة في مصر، وتحوّل المتحف المصري الكبير من مجرد صرح أثري ضخم إلى منصة عالمية للفرص، واحتفال لا ينتهي بالحضارة المصرية.
هذه الفكرة هي: احتفالية المليون زائر، ويا نصيب توت عنخ آمون.
فكرة بسيطة، مدهشة، وقابلة للتنفيذ فورًا، لكنها قادرة على خلق أكبر حدث سياحي-إعلامي، تشهده مصر منذ افتتاح المتحف نفسه، وفى أقل تقدير سيحقق المتحف منها على الأقل 3 ملايين دولار كل شهرين أو ثلاثة أشهر، دون أن يتكلف جنيها واحدا.
يهدف هذا المشروع إلى تحويل الوصول إلى الزائر رقم مليون (1مليون، 2 مليون، 3 مليون.. إلخ) في المتحف المصري الكبير إلى حدث عالمي مربح من خلال فكرتين مترابطتين تحت اسم جائزة أو يانصيب توت عنخ آمون.
تقوم الفكرة على جائزة عامة وأخرى ذهبية، تمول إحداهما الأخرى، دون أي تكلفة على المتحف، بل مع تعظيم الإيرادات
أولا: الجائزة العامة: صولجان توت عنخ آمون
الفكرة: جائزة تُمنح للزائر الذي يحمل التذكرة رقم مليون.
قيمة الجائزة:
جائزة مالية ضخمة، لتكن مثلا 10 آلاف دولار
رحلة إلى مصر لمدة أسبوع في أي وقت يختاره الفائز خلال العام التالي
تذكرة دخول مجانية مدى الحياة للمتحف
نسخة مقلدة من صولجان توت عنخ آمون
آلية التنفيذ:
شاشة رقمية عند مدخل المتحف تعرض عداد الزوار حتى الأسبوع الذى يتم فيه الاقتراب من المليون زائر.
عندئذ تختفي الأرقام وتظهر صورة صولجان توت عنخ آمون مع عبارة «اقتربنا من الزائر المليوني.. من سيكون صاحب الصولجان؟».
ثانيا: الجائزة الذهبية «القناع الذهبي لتوت عنخ آمون
الفكرة:
تصميم تذكرة ذهبية خاصة تُباع بسعر يعادل ضعف التذكرة العادية، ويمكن زيادة قيمة التذكرة لأكثر من ذلك لنقل 60 أو 100 دولارًا للتذكرة.
وتحمل تصميم التذكرة الأصلية مع إضافات ذهبية بسيطة مستوحاة من القناع الشهير.
آلية الاشتراك:
يمكن شراء التذاكر من داخل المتحف أو عبر الإنترنت
المشاركة مفتوحة عالميًا، حتى لمن لم يزر المتحف فعليًا
قيمة الجائزة:
جائزة مالية ضخمة، لنقل 100 ألف دولار مثلا.
نسخة مقلدة من القناع الذهبي
تذكرة دخول مجانية مدى الحياة
آلية السحب:
في احتفالية الزائر المليون، يقوم هذا الزائر نفسه بسحب رقم فائز من كرة شفافة تحتوي على أرقام التذاكر الذهبية.
يتم إعلان الفائز مباشرة أمام وسائل الإعلام العالمية
ثالثا: التمويل والإيرادات التقريبية
لو افترضنا أن سعر التذكرة الذهبية: 60 دولارا
عدد التذاكر المتوقع بيعها محليا وعالميا في أقل تقدير: 5000 تذكرة
صافي العائد للمتحف حوالى:2.83 مليون دولار.
رابعا: التغطية الإعلامية
بث مباشر لاحتفالية الزائر المليون عبر القنوات المحلية والعالمية
حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان
هل ستكون الزائر المليون؟ / Will You Be the Millionth Visitor?
تغطية عبر شراكات مع كيانات إعلامية
خامسا: الرعاة المحتملون
بنك راعٍ رسمي لإدارة السحب المالي
شركة طيران لتوفير رحلة الفائز
شركات فنادق وسياحة مصرية لتقديم الإقامة
شركات عالمية مثل كوكاكولا، بيبسي، جوجل، فودافون لرعاية الحدث والترويج له
سادسا: المكاسب المتوقعة للمتحف
تحقيق أرباح مباشرة تقترب من الثلاثة ملايين دولار
جذب اهتمام عالمي ورفع عدد الزوار بنسبة لا تقل عن 40% خلال العام التالي
خلق حدث إعلامي وثقافي ضخم يُكرّس مكانة المتحف كمؤسسة عالمية
تحويل الفكرة إلى حدث متكرر كل مليون زائر.
ختامًا: مصر لا تعرض آثارها فقط.. بل تُعيد إحياءها
«يانصيب توت عنخ آمون» ليس مسابقة..
إنه قصة جديدة تُكتب داخل المتحف.
احتفال عالمي يربط الماضي بالمستقبل.
ودعوة مفتوحة لكل إنسان في العالم ليكون جزءًا من الأسطورة.