مساجد البحيرة تؤدي صلاة الخسوف وسط أجواء روحانية وإقبال شعبي

شهدت مساجد محافظة البحيرة مساء اليوم الأحد أجواء إيمانية فريدة، حيث اصطف المصلون لأداء صلاة الخسوف بعد أن شهد القمر ظاهرة فلكية نادرة جذبت الأنظار وأثارت اهتمام المواطنين.

وقد تحولت المساجد إلى ساحات للخشوع والذكر والدعاء، حيث توافد الأهالي رجالا وأطفالا، في مشهد يجسد ارتباط المجتمع البحراوي بالشعائر الدينية وحرصه على إحياء السنن النبوية الشريفة.

شهدت الصلاة حضورا جماهيريا لافتا، حيث حرص الأهالي على اصطحاب أبنائهم لتعليمهم هذه الشعيرة النبوية، وغرس القيم الدينية في نفوسهم.

وقد أعرب العديد من المواطنين عن سعادتهم بالمشاركة في الصلاة، معتبرين أنها تجربة روحانية مميزة تعزز من أجواء الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع.

 

داخل المساجد ساد السكون والخشوع وتعالت أصوات التكبير والتهليل والدعاء، في أجواء إيمانية امتزجت فيها الروحانية بوقار اللحظة، ووقف المصلون بين يدي الله عز وجل بخشوع، مرددين الأدعية المأثورة، مستشعرين أن هذه الظاهرة ما هي إلا دعوة للتوبة والعودة إلى الله، وتأكيدًا على أن ملكوت السماوات والأرض بيده وحده سبحانه.

وبانتهاء صلاة الخسوف والدعاء، غادر المصلون المساجد بقلوب مطمئنة ونفوس راضية، وقد غمرتهم مشاعر السكينة والروحانية، وتحولت ليلة خسوف القمر بالبحيرة من مجرد ظاهرة فلكية إلى حدث إيماني جامع، وحلقة جديدة من حلقات التلاحم بين الدين والمجتمع، ورسالة واضحة بأن الشعب المصري عمومًا، وأهالي البحيرة خصوصا، يملكون رصيدا إيمانيا عميقا ينعكس في مثل هذه المظاهر الدينية.

 

وعقب الانتهاء من الصلاة، ألقى الأئمة خطبا قصيرة وكلمات وعظية أكدوا فيها أن الخسوف والكسوف آيتان من آيات الله،  وهما تذكرة للعباد بقدرة الخالق سبحانه وتعالى، وحثوا المصلين على اغتنام هذه اللحظات في الاستغفار والدعاء والتوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، مؤكدين أن هذه الظواهر الكونية تدعو إلى التأمل في عظمة الكون ودقة صنع الله جل وعلا.

 

جاءت إقامة الصلاة تنفيذًا لتعليمات وزارة الأوقاف، وبتوجيه من الدكتور أسامة الأزهرى جمعة وزير الأوقاف، وبتنسيق مع مديرية أوقاف البحيرة، التي عممت منشورا على الإدارات الفرعية بضرورة إقامة صلاة الخسوف في المساجد الكبرى التي تؤدى فيها صلاة الجمعة.

جدير بالذكر، أن وزارة الأوقاف، أعلنت عن إقامة صلاة الخسوف، مساء اليوم الأحد، بجميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، وذلك إحياءً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الظواهر الكونية.
 

وكلفت الوزارة مديرياتها الإقليمية بإقامة الصلاة بالمساجد الكبرى في التوقيت المحدد؛ تأكيدًا لدور المساجد في نشر الهدي النبوي وربط الناس بسنة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
 
وشددت الوزارة على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أداها بنفسه، وهي ركعتان: في كل ركعة قيامان وقراءتان بالفاتحة وما تيسّر من القرآن، وركوعان وسجدتان، ويُسن إطالة القراءة والركوع والسجود، ويستحب أن القراءة تكون جهرًا على نحو ما ورد عن الجناب المعظم -صلى الله عليه وسلم-.

أكد علماء الأوقاف أن هذه المناسبات تمثل فرصة لتعزيز القيم الدينية والتربوية لدى الأجيال الناشئة، حيث يتعلم الأطفال والشباب من خلالها أهمية الرجوع إلى الله في كل أمر، وربط الظواهر الكونية بعظمة الخالق، كما أنها تسهم في تعزيز الدور التوعوي للمساجد، ليس فقط كدور للعبادة، وإنما كمؤسسات مجتمعية تؤدي رسالتها في التربية وبناء الوعي.

 

 

المصدر: بوابة الوفد