بات إنجاز المهام المتعددة في آنٍ واحد يُنظر إليه على أنه مهارة مطلوبة وعلامة على الكفاءة، إلا أن الأبحاث الطبية والعصبية تُظهر صورة مغايرة. 

وحذر الدكتور أمير خان، طبيب عام بريطاني بارز، من أن تعدد المهام ليس كما يبدو، بل هو عامل خطير يؤدي إلى إجهاد الدماغ، ويُسرّع من شيخوخته.

في مقطع فيديو نشره على منصة "تيك توك" شاهده أكثر من 33 ألف شخص، أوضح الدكتور خان أن التنقل المستمر بين المهام يؤدي إلى رفع مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر، ويؤثر سلبًا على الذاكرة قصيرة المدى وعلى المادة الرمادية المسؤولة عن التركيز وضبط المشاعر.

النساء أكثر عرضة... وخرافة "التوفيق الفطري"

رغم الاعتقاد السائد بأن النساء أفضل من الرجال في تعدد المهام، وهو ما رسخته أدوارهن التقليدية في المجتمع، تشير دراسات حديثة إلى أن هذه الفروقات مبالغ فيها. ففي استطلاع رأي شمل 2000 شخص، عبّر 60% من المشاركين من الجنسين عن ثقتهم بقدرتهم على أداء مهام متعددة، غير أن الواقع العلمي يناقض ذلك.

إحدى الدراسات وجدت أن 2.5% فقط من الناس يمكنهم إتمام مهمتين في الوقت ذاته دون تراجع في الأداء العقلي أو الجسدي.

دماغ مُنهك وعاطفة مضغوطة

عندما يحاول الإنسان أداء مهمتين تتطلبان الانتباه في آنٍ واحد، يتعين على جانبي القشرة الجبهية الأمامية في الدماغ العمل بشكل منفصل. 

ويؤدي هذا التوتر المتبادل إلى ضعف التركيز، إرهاق إدراكي، وتراجع القدرة على معالجة المشاعر، بحسب ما أفادت به الدكتورة جينيفر ديفيز، خبيرة علم النفس العصبي في جامعة براون.

حتى المهام التي تبدو غير مرهقة مثل تصفح الإنترنت أو متابعة التلفاز أثناء استخدام الهاتف يمكن أن تُجهد الدماغ وتضعف كفاءته. وقد وُجد أن الاستخدام المكثف لشاشات متعددة يرتبط بانخفاض في حجم المادة الرمادية، وزيادة احتمال الإصابة بالقلق والاكتئاب، خاصة بين الشباب من جيل "Z".

عادات يومية تعجل بشيخوخة الدماغ

إلى جانب تعدد المهام، أشار الدكتور خان إلى أربع عادات يومية أخرى تُضعف صحة الدماغ:

الحرمان من النوم: النوم السيئ يؤثر على الجهاز اللمفاوي في الدماغ، وهو المسؤول عن التخلص من السموم، مما يرفع خطر الإصابة بالزهايمر.

التعرض للأخبار الكاذبة: أظهرت الدراسات أن تصفح الأخبار المضللة مرتبط بزيادة القلق والاكتئاب، خاصة بين المراهقين.

تخطي وجبات الطعام: الجلوكوز هو الوقود الأساسي للدماغ، وتخطي الوجبات يؤدي إلى انخفاض التركيز و"ضبابية الدماغ".

الوحدة: الشعور بالعزلة يُضعف القدرات المعرفية ويُضاعف خطر الإصابة بالخرف، تمامًا كما يفعل التدخين الكثيف.

 

تشير هذه التحذيرات إلى حقيقة مفادها أن العقل البشري ليس مُهيأ للتعامل مع الضغوط الرقمية الحديثة وتشتت الانتباه المستمر. وفي عالمٍ تُقاس فيه الكفاءة بعدد المهام المُنجزة، يبدو أن الصحة الذهنية هي الثمن غير المرئي الذي ندفعه بصمت.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المهام استخدام الهاتف القلق والاكتئاب الأبحاث الطبية الكورتيزول تعدد المهام مستويات الكورتيزول تعدد المهام

إقرأ أيضاً:

عبدالله أمبوسعيدي: التركيز على الرياضات الفردية يمثل أهم مرتكزات المرحلة المقبلة

أكد سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» أن خطة عامي 2025 و2026 تأتي استمرارًا لما تحقق من منجزات في الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن الاتحاد يسعى دائمًا إلى البناء على ما تم إنجازه والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التطوير والتوسع في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأوضح أن الخطة تنقسم إلى عدة محاور رئيسية تشمل الأنشطة الخاصة بالألعاب الفردية والألعاب الجماعية، إضافة إلى برامج تنفذ على المستوى المركزي في ديوان عام الوزارة بمحافظة مسقط، وأخرى على مستوى المحافظات التعليمية، حيث تشارك جميع المحافظات في تنفيذها بما يحقق الانتشار والتكامل.

وأضاف سعادته: هذا التنوع في البرامج والأنشطة يسهم في اكتشاف المواهب وصقل المجيدين في الرياضة المدرسية، من خلال شراكات فاعلة مع الاتحادات الرياضية والجهات ذات العلاقة لرعاية هذه المواهب وتطويرها. وأشار أمبوسعيدي إلى أن الاتحاد أطلق هذا العام مراكز للناشئين في عدد من الألعاب الرياضية، أبرزها كرة القدم بالتعاون مع الاتحاد العماني لكرة القدم، على أن تمتد التجربة لاحقًا لتشمل اتحادات أخرى في المستقبل القريب.

وبيّن رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» أن المدرسة تُعد الوحدة الأساسية لاكتشاف المواهب الرياضية، حيث تبدأ عملية الترشيح على مستوى المدرسة ثم المحافظة التعليمية، لتنتقل المواهب المتميزة لاحقًا إلى المراكز الوطنية، مؤكدًا أن هذا التسلسل يهدف إلى بناء قاعدة رياضية متينة على مستوى سلطنة عمان، كما ثمّن الدعم الذي يتلقاه الاتحاد من القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى مساهمة أفراد المجتمع المهتمين بالرياضة المدرسية، مؤكدًا أن تلك الشراكات تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف المنشودة.

كما أكد سعادته أن التركيز على الرياضات الفردية يمثل أحد أهم مرتكزات المرحلة المقبلة، باعتبارها مستقبل سلطنة عمان في التنافس على المستويات الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن الألعاب الجماعية أخذت نصيبها من الاهتمام خلال السنوات الماضية، وحان الوقت لتوسيع دائرة الدعم نحو الألعاب الفردية، وأوضح أن العمل يجري حاليا على تعزيز التنسيق والتكامل بين الاتحادات الرياضية، خاصة تلك المعنية بالألعاب الفردية مثل الاتحاد العُماني لألعاب القوى، مؤكدًا وجود مواهب واعدة قادرة على تحقيق إنجازات مشرفة في هذه الرياضات.

وأضاف عبدالله أمبوسعيدي أن المرحلة القادمة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين الاتحادات الرياضية والاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، بهدف تأسيس شراكة استراتيجية تُسهم في رعاية هذه المواهب وصقل قدراتها، تمهيدًا لانتقالها إلى مستويات أعلى من الاحتراف والتميز. وختم سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية»، تصريحه بالقول: «بلا شك أن تدشين الخطة والفعاليات خطة طموحة بُنيت على ما تحقق من إنجازات سابقة، ونسعى إلى تطويرها وتعزيزها بما يواكب تطلعات المستقبل، ويرسخ مكانة الرياضة المدرسية كمنصة لاكتشاف الأبطال وصناعة النجوم».

مقالات مشابهة

  • أمين الفاتيكان: الوضع في غزة أصبح أكثر خطورة ومأساوية
  • مناقشة سبل تنفيذ مشاريع وأنشطة الذكرى السنوية للشهيد في إب
  • توافق أوروبي خليجي لمواجهة الخطر الحوثي الإيراني على الملاحة البحرية
  • عبدالله أمبوسعيدي: التركيز على الرياضات الفردية يمثل أهم مرتكزات المرحلة المقبلة
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025: استغلوا وقت فراغكم
  • أبرزها عين الجمل.. أطعمة تقوّي الذاكرة وتعزّز التركيز
  • فحص بسيط يكشف عن الإصابة بالخرف قبل عقود من ظهور الأعراض
  • عن الديكتاتوريات الثورية التي لا تُهزم
  • 6 نصائح لتنشيط الذاكرة.. عادات يوصي بها علماء الأعصاب لتقوية التركيز
  • متعة لا تنسى للرجال والنساء.. إليك ما يحدث داخل حمام تركي حقًا