دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقف العالم ساكنًا عندما تدخل الحمام التركي بأجوائه المشبعة بالبخار.

وقال المهندس المعماري والخبير في ثقافة وتاريخ الحمامات التركية، أحمد إغديرليغيل: "في حوض الاستحمام أو أسفل رأس الدش، تكون وحيدًا، أمّا الحمامات فهي مكان عام".

كان حمام "حُرّم سلطان" التاريخي أول حمام تركي يحتوي على قسم للنساء يطابق قسم الرجال تمامًا.

Credit: Hakan Akgun/Anadolu Agency/Getty Images

وأضاف: "إنّه مكان اجتماعي وفريد في التاريخ، حيث تتواصل النساء خارج منازلهن دون الحاجة إلى إذن".

في الماضي، كانت نساء العائلات الثرية يرتدن الحمامات بانتظام، وامتلك بعضهنّ حتّى حمامًا في منازلهن.

ولا تزال النساء في البلدات الصغيرة يرتدن الحمامات هربًا من دورهن كربات بيوت أو للبحث عن عروس لأبنائهن.

تحت "النجوم" التصميم الداخلي لحمام "هُرَّم سلطان" في مدينة إسطنبول التركية.Credit: Hakan Akgun/Anadolu Agency/Getty Images

يتضمن كل حمام ثلاث أقسام على الأقل مصممة بعناية فائقة لتعزيز التجربة، وفقًا لإغديرليغيل.

القسم الأول هو منطقة المدخل، الذي يُدفّأ تقليديًا بموقد حطب تركي أو بالنار.

تحتوي هذه المساحة على غرف لتغيير الملابس وقسم للاسترخاء بعد الاستحمام.

ومن ثمّ يُفتح باب صغير يؤدي إلى غرفة شبه دافئة مزودة بمراحيض، ومرافق إزالة الشعر، وأحواض رخامية.

يتميز القسم الرئيسي والأكبر بمنصة رخامية مرتفعة في الوسط، مع وجود المزيد من الأحواض الرخامية على طول جدرانه.

يحتوي حمّام "زيريك تشينيلي" على مناطق منفصلة للرجال والنساء.Credit: Barbaros Cangurgel

وأوضح إغديرليغيل: "الهيكل مهم للغاية لأنه يمثِّل رحلة إلى الحمام ومن ثمّ العودة منه".

كما أضاف: "تتمتع الغرفة الثانية والثالثة بقبة دائمًا، ويكون ارتفاع الغرفة دائمًا أكبر من عرضها. تُضفي الفتحات في القبة أجواءً مميزة وتزيد من الإحساس باتساع المكان. إنّها تبدو كنجوم في السماء، ويشبه الأمر النظر إلى الكون".

خطوات الحمام التركي يُعد حمام "زيريك تشينيلي" من الحمّامات التركية التاريخية في إسطنبول.Credit: Barbaros Cangurgel

عملت مديرة علاقات الضيوف والعمليات في حمام "زيريك تشينيلي"، إليف كارتال، في مجال الحمامات التركية لـ 20 عامًا تقريبًا.

وتقول إنّه رُغم تقديم معظم الحمامات تقدم مجموعة متشابهة من الخدمات، إلا أنّ "هناك اختلافات في آلية عمل هذه الحمامات، أحيانًا حسب التفضيلات وأحيانًا حسب حالتها الهيكلية".

ومن بين 237 حمامًا في إسطنبول، لم يتبقَّ سوى 60 حمامًا قيد التشغيل. 

بشكلٍ عام، تحتوي معظم الحمامات الصغيرة على مجموعة واحدة فقط من المرافق، ما يعني أنّ على الرجال والنساء استخدامها بشكلٍ منفصل في أوقات مختلفة، وأحيانًا في أيام مختلفة.

تفتح العديد من حمامات إسطنبول أبوابها حتى الساعة 11 مساءً، ولكن يُنصح بالتخطيط والحجز مسبقًا.

أفادت إليف تمتارتار، وهي مُدلّكة تعمل في حمام "زيريك تشينلي" تمتلك خبرة تمتد لـ25 عامًا، أنّ على الزبائن تجنّب بعض الأمور قبل جلستهم في الحمامات التركية.

وشرحت: "لا تقم بإزالة الشعر بالشمع قبل الاستحمام مباشرةً، وتجنب استخدام الكريمات المرطبة والمنتجات الزيتية في اليوم السابق للجلسة، فهي تُقلل من فعالية وكفاءة التقشير لتسبّبه بانزلاق القفاز على الجلد".

شعور بالتجدّد تلعب الرغوة دورًا رئيسيًا في طقوس الحمّام التركي.Credit: Barbaros Cangurgel

في حمام "زيريك تشينلي"، يمسك الموظفون بك بيدهم ويقودونك برفق عبر الغرفة الوسطى إلى قلب الحمام.

هناك، سيغسلونك بالماء الدافئ بعناية، ومن ثمّ يُدعونك للاستلقاء على منشفة فوق المنصة الرخامية.

تبعث حرارة الرخام، الممزوجة بالهواء المشبع بالبخار، شعورًا بالاسترخاء التام، وعندما تنتهي فترة التعرق، والتي تبلغ مدّتها 15 دقيقة، قد يُضطرون لإيقاظكِ.

وباستخدام وعاء صغير، يُسكب عامل الماء على شعركِ ووجهكِ وجسمك، ليُزيل العرق.

ومن ثم يأتي دور خدمة قفاز "كيسي" (kese)، الذي يقشر الجسم.

متعة لا تُنسى يقوم عامل بغسلك من الرأس إلى أخمص القدمين خلال هذه التجربة.Credit: Yasin Akgul/AFP/Getty Images

قد يكون إحساس فرك بشرتك بالقفاز غريبًا بعض الشيء، فسيكون خشنًا أحيانًا، وقد تشعر بالدغدغة أو الدفء أيضًا.

لا تُترك أي بقعة من الجلد تقريبًا دون أن يُلمسها القفاز.

إذا شعرت أنّ الضغط شديد أو لديك مناطق حساسة، فأخبر العامل.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: عادات وتقاليد حمام ا ومن ثم

إقرأ أيضاً:

من الأعلى..مصري يبرز مدينة أموات يقطنها الأحياء في مصر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبدو "مدن الموتى" في مصر كهياكل متكاملة، بقبور متراصة إلى جانب بعضها البعض، تتجاور مع الحقول الخضراء، ومساكن الأحياء.   

في هذه السلسلة من الصور الجوية، يسلط مصور الدرون المصري أسامة شريف الضوء على "مدن الموتى" هذه الواقعة بين محافظتي الجيزة والمنوفية في مصر.

وقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إن "الموت يشكل جزءا من المجتمع وثقافته، فكما نهتم بتوثيق الثقافة الشعبية والعادات اليومية، من المهم أيضا أن نولي اهتماما بثقافة الدفن وكيفية تعامل الأحياء مع موتاهم". 

Credit: @hmkree

أوضح شريف أنه في غالبية الدول العربية والإسلامية، يتم الدفن في حفرة متواضعة تحت الأرض، بحيث يوارى الجثمان الثرى.

أما في مصر، فتضم هذه المقابر مساكن صغيرة فوق الأرض، تُبنى لتستوعب عائلة بأكملها، وتُستخدم عبر أجيال متعاقبة. 

في كثير من الأحيان، يعيش الأحياء بجوار مدن الموتى تلك أو داخلها في بعض الأحياء الفقيرة، ليتجاور عالمي الموت والحياة في تباين صارخ، ومشهد يعد فريدا من نوعه في المنطقة العربية، على حد تعبير مصور الدرون المصري.

Credit: @hmkree

ووثق شريف مشاهد لـ"مدن الموتى" هذه بقرية "جريس" في محافظة المنوفية، حيث أضاف التوثيق من أعلى بعدا آخر للمشهد، وكشف عن مدى اتساع مدن الموتى، التي تبدو كأحياء سكنية مكتظة بمبان متراصة على مساحات شاسعة، وهو مشهد يصعب إدراكه من أي منظور آخر بعيدا عن السماء.

Credit: @hmkree

قال مصور الدرون المصري: "التصوير من الأعلى أو منظور عين الطائر يمنحنا فرصة لرؤية ما اعتدنا عليه بشكل مختلف تماما، فمدن الموتى في مصر نجدها دائمًا بجوار الأحياء السكنية أو الطرقات العامة".

وأضاف: "لكن عند النظر من الأعلى، تتكشف لنا تفاصيل جديدة، إذ يظهر أمامنا ترابط المساحات واتساعها وتنوع أشكال المدافن وأنماطها الهندسية".

Credit: @hmkree

ولفت شريف إلى أنه "يمكن لمباني المقابر أن تكون مطلية بألوان مختلفة، ما يكشف عن طابعها الخاص، إذ تحرص كل عائلة على إضافة لمستها على لون القبر أو شكله".

وأوضح: "هذا الاهتمام بالتفاصيل يعكس امتدادا لإرث حضارتنا المصرية القديمة، فمثلما شيّد أجدادنا الفراعنة هياكل ضخمة مثل الأهرامات ليعبروا عن مكانة الموت وأهمية الدفن في معتقدهم، لا يزال المصريون حتى اليوم يحملون الروح ذاتها من خلال إعطاء هذه المقابر جمالية تجعلها مختلفه عن طرق الدفن في باقي أنحاء المنطقة العربية".

وأشار مصور الدرون المصري إلى أنه "كان لابد من مراعاة حرمة الأموات وخصوصية المقابر بحيث لا يكون التوثيق مجرد مشهد بصري، بل عملا يحافظ على قدسية الموضوع، ويطرحه بشكل مناسب". 

View this post on Instagram

A post shared by حمقري (@hmkree)

وقد لقيت السلسلة التي شاركها  مصطفى عبر حسابه على "إنستغرام" ردود أفعال متباينة، إذ حاول البعض تحليل السبب وراء هذا الشكل المميز للدفن، فمنهم من ربطه بتاريخ مصر القديمة وتأثير فيضان النيل قديمًا، ومنهم من أرجعه إلى طبيعة التربة، وارتفاع منسوب المياه الجوفيه فيها، ما جعل بناء مقابر مرتفعة فوق الارض وسيله لحماية الموتى أنفسهم.

مصرالجيزةنشر الثلاثاء، 07 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • ما حكم لبس السلاسل الفضة للرجال؟.. أمين الإفتاء يُجيب
  • تحذير للرجال: هذه الأطعمة تسبب ضعف الانتصاب
  • عرض شانيل يجمع الإبداع والابتكار في قلب باريس
  • من الأعلى..مصري يبرز مدينة أموات يقطنها الأحياء في مصر
  • المشروبات الغازية.. متعة مؤقتة وسُم بطيء للجسم
  • اعتقال 21 تركيًّا بتهمة الاحتيال على الدولة في مصفاة للذهب
  • مظاهرة حاشدة في العاصمة التركية أنقرة تدعم الفلسطينيين
  • أردوغان يتوجه إلى أذربيجان لحضور قمة منظمة الدول التركية
  • "أبو جيش" يُقدّم نسخة من أوراق اعتماد إلى الخارجية التركية