الأسبوع:
2025-12-13@12:42:23 GMT

المرتقب من مؤتمر السلام حول غزة

تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT

المرتقب من مؤتمر السلام حول غزة

تعلق غالبية دول العالم آمالها الكبيرة على المؤتمر الدولي القادم للسلام بنيويورك حول غزة، وعلي قدرة قادة وزعماء الدول المشاركة في المؤتمر علي تحقيق مزيد من الاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء ووقف حرب الإبادة الوحشية من جانب الكيان المحتل علي قطاع غزة، وبما يحمله هذا المؤتمر الذي ترعاه كل من السعودية وفرنسا بمشاركة دولية غير مسبوقة، من أجل تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل.

ورغم أن هذا المؤتمر قد تم تأجيله سابقاً بسبب الحرب الإسرائيلية الأمريكية غير المبررة علي إيران خلال شهر يونيو الماضي، فإنه قد عاد لينعقد بآماله من جديد يوم 22 من شهر سبتمبر الجاري، محاطا بدعم دولي واسع النطاق من أجل اعتراف عدد من الدول الغربية الهامة بدولة فلسطين، وبإمكانية إحلال السلام، والنظر في المقدرة علي حل الدولتين، وبقدرة المؤتمر على وقف الحرب الإجرامية الإسرائيلية علي قطاع غزة، وبعودة الأسرى الإسرائيليين، وأيضاً بإمكانية قادة الدول المشاركة علي إقناع حماس بنزع سلاحها، وبإصلاح السلطة الفلسطينية من أجل تحقيق تقدم ملموس، وصولاً من إلى إنهاء الصراع، وإحلال السلام في فلسطين والمنطقة.

إن هذا المؤتمر المرتقب يلقى قبولاً من شعوب العالم الحر، ومن كل المنظمات والهيئات الحقوقية، ومن الكثير من قادة ودول العالم، حاملاً على جناحيه شعار إحلال السلام، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، واستعادة أرضهم المغتصبة منذ أكثر من مائة عام، ومع كل تلك الآمال المرتقبة، فإن الخبراء والمحللين لا يتوقعون تحقيق الآمال الكبيرة المعقودة علي هذا المؤتمر، ويرجع ذلك إلى التعنت الأمريكي والدعم الكبير والمتواصل الذي تقدمه واشنطن لدولة الكيان المحتلة، وبخاصة خلال الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، هذا الرئيس الذي أخلف وعوده الانتخابية بتحقيق السلام للفلسطينيين مقابل تغيير مواقفه الداعمة، لتصبح كلها لصالح إسرائيل من خلال إعطائه الضوء الأخضر لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، ورضاه عن ممارسة كافة أعماله الإجرامية الوحشية المتواصلة تجاه غزة، وتجاه الضفة الغربية، وتأييد ترامب لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وضم ظلما أراضيهم لصالح دولة الاحتلال، كما يرى الخبراء والمحللون أيضاً أن الدعم اللامحدود من جانب ترامب لإسرائيل، وظلمه الكبير المتواصل للشعب الفلسطيني يثبت مسئولية أمريكا عن تأخير حل القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المشروعة، وبأنها المسئولة أيضاً عن كل تلك الانتهاكات وجرائم الإبادة والتجويع المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، وباتخاذ أمريكا أساليب عقابية تجاه الشعب الفلسطيني، ومنها موافقتها على وقف دور الأونروا والمنظمات الحقوقية العاملة في الأراضي الفلسطينية، وبمسئولية أمريكا عن وقف كافة المساعدات التي كانت تقدمها للسلطة الفلسطينية، ومؤخراً دعوة أمريكا الدول إلي عدم حضور المؤتمر، وبنيتها في إمكانية توقيع العقوبات علي الدول التي تنوى المشاركة في هذا المؤتمر، والأخطر من ذلك هو منعها قادة السلطة الفلسطينية من الحصول علي التأشيرات اللازمة لحضورهم المؤتمر الأممي، مخالفة بذلك القوانين والأعراف الدولية، وذلك لمنع القادة الفلسطينيين من حضور المؤتمر المنعقد أصلا من أجلهم، الأمر الذي يؤكد أن أمريكا تلك الدولة المهيمنة الآن علي العالم، و المتحكمة في حل قضاياه وازماته هي الدولة الوحيدة القادرة علي حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، رغم هذا الإجماع الدولي الكبير. ولكل تلك الأسباب وغيرها لا يتوقع المراقبون والمحللون أن يتمكن هذا المؤتمر بمخرجاته من تحقيق أي تقدم إيجابي لصالح القضية الفلسطينية، وإن اعترف الكثير من الدول الهامة بالدولة الفلسطينية، وبأن أمريكا بمواقفها غير الأخلاقية والقانونية هي الدولة التي ستقف دوماً كحائط صد منيع لإفشال المؤتمر من أجل الكيان المحتل، مع تشديدها ورفضها القاطع لإحراج إسرائيل في هذا المؤتمر، وبتحذيرها من التحركات الدولية دون التنسيق معها، ما سيتسبب في استمرار حرب الإبادة الوحشية علي غزة، وتقويض عملية السلام، ما يعني أن مخرجات هذا المؤتمر ستكون حبرا علي ورق كما حدث في غيره من المؤتمرات الدولية السابقة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: هذا المؤتمر من أجل

إقرأ أيضاً:

مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين

شهدت مدينة إسطنبول التركية، يومي السبت والأحد (6 و7 كانون الأول/ ديسمبر 2025)، انعقاد مؤتمر "العهد للقدس" تحت عنوان "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة" على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، وذلك بهدف تجديد موقف الإجماع الشعبي العربي والإسلامي والعالمي المتمثل في إدانة الإبادة "الإسرائيلية" في غزة وتجريمها وتفعيل جهود ملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني بكل أشكاله، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه، وكذلك استعادة القدس بهوّيتها العربية ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية.

وانعقد المؤتمر بدعوة من "مؤسسة القدس الدولية" ومشاركة مؤسسات شعبية وأهلية عربية وإسلامية، من بينها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"المؤتمر القومي الإسلامي"، و"المنتدى العالمي للوسطية"، و"رابطة برلمانيون من أجل القدس"، و"منتدى مسلمي أوروبا"، و"هيئة علماء فلسطين"، و"جمعية البركة الجزائرية"، "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين". وتميّز المؤتمر بحضور وفود من العديد من الحركات الإسلامية ووفد كبير من إيران برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، ووفد حزب الله برئاسة مسؤول العلاقات العربية والدولية السيد عمار الموسوي، ووفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي وحركة فتح والتنظيمات الفلسطينية، والعديد من الشخصيات الفلسطينية وحضور شخصيات تركية من البرلمان التركي وحزب العدالة والتنمية، إضافة لشخصيات عالمية عملت من أجل القضية الفلسطينية ولا سيما بعد معركة طوفان الأقصى.

وشهد المؤتمر جلسات عديدة لمناقشة مختلف التطورات والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكيفية مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم، وكذلك مشاريع التطبيع والاتفاقات الأمنية والسياسية مع الكيان الصهيوني، والعمل من أجل تقديم كافة اشكال الدعم للشعب الفلسطيني وخصوصا لأبناء قطاع غزة، وكيفية مواجهة ما يجري في القدس والضفة الغربية من عملية تهويد واستيطان وتهجير للشعب الفلسطيني. وصدرت عن المؤتمر ثلاث عهود ضد التطبيع وضد الإبادة ومن أجل الدفاع عن القدس وفلسطين.

ولا يمكن تلخيص كل الأفكار والاقتراحات التي قدمت خلال المؤتمر خلال يومي العمل وخلال العديد من الجلسات والندوات التي عقدت؛ لأن معظم ما قُدم يشكّل اقتراحات عملية من أجل العمل دفاعا عن القدس وفلسطين. كما شهد المؤتمر انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء لمؤسسة القدس، وتجديد الثقة بالهيئة الإدارية لمؤسسة القدس، وتكريم المناضل معن بشور كونه عميدا للوحدة العربية.

لكن يمكن القول إن كلمة القيادي في حركة حماس والمسؤول عن الحركة في خارج فلسطين، خالد مشعل، من أهم الكلمات لأنها قدمت برنامج عمل من عشر نقاط، وأهمها العمل لتشكيل تحالف عالمي من أجل الدفاع عن فلسطين، وصولا لخوض معركة تجريم الكيان الصهيوني بوصفه كيانا عنصريا كما حصل مع دولة جنوب أفريقيا.

وحذر مشعل من وجود "مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيا وديمغرافيا وأمنيا، وضرب سلاح المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني، واستكمال تهويد القدس وضم الضفة واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان إسرائيل الكبرى".

ودعا مشعل إلى خطوات استراتيجية من بينها: جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي، وتسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، رفض كل أشكال الوصاية والانتداب، حماية سلاح المقاومة، وإنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، وتحرير الأسرى، وبناء وحدة وطنية حقيقية، واعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة التطبيع والهيمنة، وملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية.

هذه الأفكار التي طرحها الأستاذ خالد مشعل ومعظم المتحدثين في المؤتمر والتي ضُمنت في العهود الثلاثة التي صدرت عن المؤتمر؛ يمكن أن تشكل برنامج عمل حقيقيا لكل القوى والحركات الإسلامية والقومية واليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان ولكل المتضامنين مع فلسطين والقدس في المرحلة المقبلة.

وأهمية مؤتمر القدس في إسطنبول أنه يؤكد وجود تيار عالمي وعربي وإسلامي وإنساني متضامن مع القضية الفلسطينية، وأن معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة غيّرت كل السردية حول القضية الفلسطينية في العالم وفتحت الباب أمام نضال عالمي جديد ضد الكيان الصهيوني حتى في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أثبت المؤتمر نجاح القوى والحركات الإسلامية والقومية والعديد من الدول العربية والإسلامية في إمكانية تجاوز مرحلة الخلافات والصراعات التي برزت خلال السنوات الماضية، وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس يمكن أن يشكلا عنوان التلاقي والحوار والتواصل من أجل تجاوز كل الخلافات، والذهاب لتشكيل تحالف تركي إيراني عربي إنساني قادر على مواجهة المرحلة المقبلة والوقوف في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي التدميري والتفتيتي للمنطقة. وأثبت المؤتمر من خلال ما قدم من معلومات وأفكار أن الخطر الحقيقي على كل الأمة والعالم اليوم هو هذا المشروع الصهيوني القائم على الإبادة والعنصرية، وانتهت كل الشعارات التي طُرحت في السنوات الماضية من التخويف من خطر المشروع الإيراني أو الشعارات المذهبية او التخويف من الحركات الإسلامية.

هذا المؤتمر المهم شكّل نقلة نوعية في النضال من أجل القدس وفلسطين، ويمكن أن يشكّل محطة جديدة في هذا النضال وتكون مؤسسة القدس، إضافة لكل المؤسسات الشريكة معها، هي القوة الناظمة والمحركة لبرامج العمل وللتشبيك بين كل القوى والشخصيات والمؤسسات العاملة من أجل القدس وفلسطين، ومن المهم تعميم العهود التي صدرت عن المؤتمر في كل الدول العربية والإسلامية وعلى الصعيد العالمي وترجمتها إلى كل اللغات العالمية.

كما أن انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء في مؤسسة القدس، والتكريم الذي حظي به المناضل معن بشور، والمشاركة الفاعلة من حزب الله وإيران وتركيا والحركات الإسلامية المتنوعة وقوى المقاومة على اختلاف تنوعاتها، والكلمة التي ألقاها ممثل حزب الله السيد عمار الموسوي حول دور الحزب دفاعا عن فلسطين، وحضور شخصيات فاعلة للتضامن مع فلسطين والقدس والإدارة الناجحة للمؤتمر.. كلها مؤشرات مهمة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة من أجل مواجهة مخاطر المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وإعادة الأولوية للقضية الفلسطينية كونها القضية المركزية اليوم على الصعيد العالمي والعربي والإسلامي.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • انطلاق مؤتمر وحدة العناية المركزة في قصر العيني (صور)
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. نهيان بن مبارك يرأس وفد الإمارات في مؤتمر ومنتدى السلام والثقة 2025 بتركمانستان
  • بمشاركة 111 خبيرًا.. انطلاق مؤتمر العيون الدولي بالرياض
  • توصيات مؤتمر إعلام  CIC التاسع لرسم خارطة طريق لمستقبل "الإعلام الغامر"
  • اكتمال ترتيبات مؤتمر المجلس الوطني الإرتري في استوكهولم
  • «الصحة» تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر أورام مصر
  • وزارة الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر “أورام مصر”
  • الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر «أورام مصر»
  • الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر “أورام مصر
  • مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين