في مقال رأي نُشر يوم الاثنين الثامن من سبتمبر/أيلول، دعا أكثر من 400 صحفي ناطق باللغة الفرنسية باريس إلى رفع تعليق إجلاء الصحفيين الغزيين الراغبين في ذلك، ومنح الصحافة الدولية إمكانية الوصول الفوري إلى الميدان.

وجاء في رسالتهم التي وجهوها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحقيق: منظمات غير ربحية بأميركا تستخدم لدعم حرب إبادة غزةlist 2 of 2أهالي الأسرى: نتنياهو خائن وهو أسوأ عدو لليهودend of listسيدي الرئيس:

اسمحوا لنا باستقدام زملائنا الفلسطينيين من غزة، نحن أكثر من 400 صحفي وإعلامي فرنسي وناطق بالفرنسية، ندعم منذ يوليو/تموز الماضي إعداد ملفات الإجلاء واستقبال زملائنا الفلسطينيين من غزة، الذين يحتفظ معظمهم بعلاقات وثيقة مع فرنسا.

شخص يحمل لافتة عليها صور وأسماء صحفيين فلسطينيين اغتالهم الاحتلال بمستشفى ناصر في 25 أغسطس/آب 2025، مريم أبو دقة محمد سلامة، أحمد أبو عزيز، حسام المصري ومعاذ أبو طه (رويترز)

إن بعض هؤلاء يعملون مع هيئات إخبارية كبرى مثل "لوموند"، وقناة "بي إف إم" التلفزيونية، ووكالة "فرانس برس"، وقناة "إل سي آي". هؤلاء الصحفيون، الذين يخاطرون بحياتهم، يوفرون للفرنسيين إمكانية الوصول إلى المعلومات رغم التعتيم الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل، والذي حوّل غزة إلى "منطقة موت" حقيقية للمهنة.

ونحن من جانبنا، نلتزم بالشروط الصارمة لإعداد ملفات زملائنا، نجمع وثائق هويتهم، ونجمع شهادات العمل من وسائل الإعلام الفرنسية أو الأجنبية التي عملوا بها، ونجمع وعود العمل وإثباتات السكن والدعم المالي ونوفر لهم السكن الذي يحفظ كرامتهم.

إنهم صحفيون نزيهون

نحن نعرفهم: إنهم صحفيون نزيهون يستحقون الاحترام ويُشرفون مهنتهم، بعيدًا كل البعد عن الصورة التي تُنسب إليهم في الحملات الدعائية. ففي أغسطس/آب كشفت إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود "خلية شرعنة" تابعة للجيش الإسرائيلي، مهمتها هي فبركة ملفات كاذبة تربط الصحفيين بحماس في محاولة لتبرير إعدامهم.

إعلان

ووفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمات غير حكومية مُعترف بها، قُتل 220 منهم بالفعل في غارات إسرائيلية، مما يجعل غزة أعنف صراع في تاريخ الصحافة. ​​ومع ذلك -منذ تعليق عمليات الإجلاء- قُتل 11 صحفيًا، وأعلنت الأمم المتحدة حالة مجاعة في غزة، واعتمدت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية (آي إيه جيه إس) قرارا رائدا يُقر بأن أفعال إسرائيل في غزة تُطابق تعريف الإبادة الجماعية.

وفي هذه الأثناء، شنت إسرائيل هجوما على مدينة غزة، واقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

الصحفية مريم دقة كانت تعمل مع أسوشيتد برس ووسائل إعلام اغتالتها إسرائيل (أسوشيتد برس)

قد يلقى الصحفيون الذين نساعدهم نفس مصير الصحفيين الذين قتلوا، ونعني بمن نريد مساعدتهم أولئك المدرجين بالفعل على قائمة وزارة الخارجية الفرنسية. وها هو أحد الصحفيين ممن عُلِّقت عملية إجلائهم يذكرنا قائلا "بصفتي صحفيًا ميدانيًا، بدأت أخشى الخروج والتنقل، أخشى أن أُقتل وأن أصبح مجرد خبر منسي بعد ساعات قليلة من الآن".

السلطات الفرنسية تُعلِّق جميع عمليات الإجلاء من غزة

مع ذلك -ومنذ أكثر من شهر- علَّقت السلطات الفرنسية جميع عمليات إجلاء الفلسطينيين من غزة، دون استثناء. وووفق الرسالة يأتي هذا التعليق عقب اكتشاف منشور قديم وصف بأنه معادٍ للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي لطالبة غزّية أُجليت إلى فرنسا، مما أدى إلى فتح تحقيق داخلي.

فما نتائج هذا التحقيق؟ كيف يُمكن لمنشور واحد أن يُؤدِّي إلى تعليق جميع عمليات الإجلاء، بما في ذلك إجلاء المرضى والجرحى والعائلات المؤهلة للمّ شملها؟

ويجري هذا في الوقت الذي تخضع فيه كل عملية إخلاء لإجراءات أمنية وتحقيقية تتولاها بشكل رئيسي وحدة تنسيق أعمال الحكومة في تلك المناطق، وهي وحدة عسكرية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي -بالنسبة لنا- يُعد هذا القرار بمثابة عقاب جماعي.

إن تعليق الإجلاء يؤثر أيضًا على الأكاديميين والطلاب، الذين أصبحت عودتهم إلى المدارس مُهددة، والفنانين والعائلات التي كان من المفترض لم شملها.

يُذكرنا هذا بمصير أحمد شامية، المهندس المعماري وأستاذ الهندسة الذي توفي في مايو/أيار الماضي بسبب نقص الرعاية الطبية، رغم أنه كان من المفترض أن ينقل إلى فرنسا عبر برنامج "التوقف المؤقت" المُعلّق الآن أو بمصير عمر حرب -الأكاديمي الشهير- الذي توفي بسبب المرض وسوء التغذية في الخامس من سبتمبر/أيلول الحالي.

تضامنًا مع زملائنا

لقد حشد العديد من غرف الأخبار ونقابات وجمعيات الصحفيين، بالإضافة إلى منظمة مراسلون بلا حدود، جهودها لمطالبة وزارة الخارجية الفرنسية برفع تعليق عمليات الإجلاء هذه. وبعد 22 شهرًا من ظروف عمل غير إنسانية تفاقمت بسبب الجوع، يفتقر هؤلاء الصحفيون الآن إلى القوة اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

نحن الصحفيون الفرنسيون والناطقون بالفرنسية، نؤكد مجددًا تضامننا مع زملائنا الفلسطينيين الذين يوثقون يومًا بعد يوم تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة، ولهذا السبب فإننا نرغب في أن نستقبلهم هنا بطريقة تليق بتضحياتهم الكثيرة.

دور فرنسا الحاسم

وستستفيد فرنسا من تطبيق المبادئ الإنسانية ومبادئ حماية الصحافة التي تُروّج لها في كل مكان، "لماذا لا نحظى بحماية دولية كغيرنا من الصحفيين حول العالم أم أن دمنا لا قيمة له؟" يتساءل صحفي على قائمة الإجلاء.

الأكاديمي الفلسطيني الدكتور عمر حرب مات جوعا (الصحافة الفلسطينية)

ومن الضروري الآن أن تُسخّر فرنسا مواردها للمساعدة في منع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المستمرة في غزة، حتى يتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة على أرضهم.

إعلان

ينبغي أن يكون دورها الدبلوماسي حاسمًا في ضمان وصول الصحفيين الدوليين إلى غزة ودعم استئناف عمليات إجلاء زملائهم الغزّاويين، الذين أُعدّت قضاياهم بالفعل أو لا تزال قيد الإعداد. وأخيرًا، يُعدّ تبسيط الإجراءات ووضع برنامج مُخصّص للصحفيين أمرًا أساسيًا لتسهيل مغادرة أولئك الذين لم يعد بإمكانهم البقاء في البلاد.

وهذه مجموعة من الصحفيين المرموقين الذين وقعوا هذا الالتماس:

الموقعون:

ألان كافال، صحفي في "لوموند"، حائز على جائزة "بايو" وجائزة "ألبرت لوندر".

أنييس بريانسون-مارجولي، صحفية وسكرتيرة أولى "للنقابة الوطنية للصحفيين".

أنيت جيرلاخ، صحفية في "آرتي".

أريان لافريلو، صحفية في موقع "ديسكلوجر".

أنطوان تشوزفيل، صحفي وسكرتير أول "للنقابة الوطنية للصحفيين".

أوريلي شارون، صحفية ومخرجة أفلام وثائقية في "فرانس كالتشر".

عزيزة نايت سيبها، رئيسة تحرير "فرانس 24" ونائبة رئيس "فرانس 24" (إس دي جاي).

بنجامين بارت، صحفي في "صحيفة لوموند".

كريستوف بولتانسكي، صحفي، كاتب عمود.

دومينيك فيدال، صحفي ومؤرخ.

إديث بوفييه، صحفية ومخرجة.

إدوي بلينيل، صحفي معروف في "بارت".

إليز ديكامبس، الأمينة العامة "لنقابة الصحفيين".

هيلين لام ترونج، صحفية ومخرجة، حائزة على جائزة "ألبرت لوندر".

هيرفي كيمبف، صحفي في "ريبورتير".

إينيس ليرو، صحفية ومؤلفة.

منى شوليت، صحفية وكاتبة مقالات، رئيسة دار النشر "موند ديبلوماتيك".

نيكولا حنين، مؤلف، صحفي سابق.

نيكولا فيسكوفاتشي، صحفي ومخرج مستقل.

بابلو أيكيل، صحفي، الأمين العام "للنقابة الوطنية للصحفيين" بفرنسا.

بابلو بيلاود-فيفيان، رئيس تحرير مجلة "ريغار".

بول موريرا، صحفي ومدير مجلة "بريميير ليني".

بيير جاكمين، رئيس تحرير مجلة "بوليتيس".

روزا موسوي، رئيسة تحرير صحيفة "لومانيتيه".

صوفي نيفيل كاردينالي، صحفية، حائزة على جائزة "ألبرت لوندر".

فيرونيك غيمار، صحفية في إذاعة "فرنسا الدولية".

هذا فضلا عن مئات الصحفيين الآخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات عملیات الإجلاء فی غزة من غزة

إقرأ أيضاً:

1092 مريضاً توفوا في غزة لتأخر الإجلاء الطبي

نيويورك (وكالات)

أعلن ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أمس، نقلاً عن السلطات الصحية في غزة، أن نحو 1092 مريضاً في قطاع غزة توفوا أثناء انتظار الإجلاء الطبي بين يوليو 2024 ونوفمبر2025.
وقال بيبركورن، إنه من المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الرقم الحقيقي وغير ممثل بشكل كامل، لأنه يعتمد فقط على الوفيات المبلغ عنها. وتابع أن منظمة الصحة العالمية دعت المزيد من الدول إلى استقبال مرضى من غزة، وعودة عمليات الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقا لبيبركورن، كانت 18 من أصل 36 مستشفى و43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة تعمل بشكل جزئي، وكان هناك نقص حاد في الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية اللازمة لعلاج أمراض القلب، وغيرها من الأمراض. 
وقال إنه على الرغم من تحسن معدلات الموافقة على الإمدادات إلى غزة، لا تزال عملية إدخال الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة «بطيئة ومعقدة بلا داعٍ».

أخبار ذات صلة «الهجرة الدولية»: الأمطار تعرض النازحين للخطر أميركا تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام

مقالات مشابهة

  • ترامب: ضرر كبير سيلحق بالأشخاص الذين هاجموا قواتنا في سوريا
  • شهادة صحفي حول تعرضه للاغتصاب في سجون الاحتلال
  • السامعي يزور أضرحة شهداء الإعلام الذين استهدفهم العدو الإسرائيلي في العاشر من سبتمبر
  • 1092 مريضاً توفوا في غزة لتأخر الإجلاء الطبي
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • طارق الشناوي: عمار الشريعي أحد أهم الموهوبين الذين ظهروا في العالم العربي
  • خلال اتصال هاتفي.. السيسي يؤكد لماكرون دعم مصر لوحدة السودان وإنهاء الحرب
  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • بعد 20 عاما.. صحفي بريطاني يعود إلى الضفة ليجدها أسوأ مما تخيّل
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة