السجن لناشط سوداني بتهمة «الإساءة للجيش» و«التعاون مع الدعم»
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
حكم السجن على الناشط لا يمثل حالة معزولة، وإنما ضمن سلسلة من أحكام مشابهة صدرت مؤخراً في سياق التضييق على حرية التعبير.
التغيير: وكالات
أصدرت محكمة مروي بالولاية الشمالية- شمالي السودان، هذا الأسبوع، حكماً بالسجن لمدة 11 عاماً على الناشط السياسي معتصم محيي الدين، وذلك بعد أن أدانته بتهمتي “الإساءة للقوات المسلحة” و”التعاون مع الدعم السريع”.
وبحسب روايات محلية وتقارير إخبارية، فإن معتصم، الذي نزح من الخرطوم بعد اندلاع الحرب ليستقر في قريته حبراب المحس حيث جذوره، لم يكن سوى متطوعٍ بسيط في تعليم الأطفال هناك، لكن في 25 يناير 2025، داهمت قوة مسلحة مقر إقامته واقتادته إلى جهة غير معلومة.
وظل أهله عاجزين عن التواصل معه أو معرفة مكان احتجازه، قبل أن يتضح لاحقاً أنه محتجز لدى الاستخبارات العسكرية بمروي.
وبعد أسابيع من الغموض، جاء الحكم القاسي الذي أثار استياء حقوقيين وناشطين رأوا أن “جريمته الوحيدة” كانت التعبير عن رفضه للحرب وانتقاد الأوضاع الراهنة.
تضييق على الحرياتويرى مراقبون أن قضية معتصم لا تمثل حالة معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من الأحكام المشابهة التي صدرت في الفترة الأخيرة ضد ناشطين ومواطنين، في سياق تضييق متزايد على حرية التعبير.
ففي ولاية نهر النيل، صدر حكم بالسجن 5 سنوات على الطالب عمر أحمد عبد الهادي بتهم “التحريض، وتقويض النظام، والتعاون مع أعداء الدولة”، وهو ما اعتبرته أسرته “حكماً ظالماً”.
وفي نهاية ديسمبر 2024، أصدرت محاكم في مناطق تحت سيطرة الجيش أحكاماً بالإعدام أو السجن المؤبد بحق ما يقارب 250 شخصاً- بينهم نساء وأطفال- بتهمة التعاون مع الدعم السريع.
كما شهدت ولايات مثل الجزيرة والبحر الأحمر صدور أحكام بالإعدام شنقاً على متهمين بالتعاون مع الدعم السريع، من بينهم امرأة أُدينت بعد العثور على رسائل هاتفية وصور مع مسلحين. وقد رُوّج لتلك الأحكام كعقوبة رادعة ورسالة سياسية في آن واحد.
ولم تقتصر القضايا على النشاط السياسي أو الميداني، إذ حكم على الشاب مصطفى الغزالي بالسجن 10 سنوات بسبب “مزحة عبر واتساب” اعتُبرت إساءة وتعاوناً مع الدعم السريع، رغم تأكيده أنها كانت مجرد دعابة لا علاقة لها بالنزاع.
وأشارت تقارير حقوقية أيضاً إلى أن القضاء السوداني ينظر حالياً في ملفات أكثر من ألفي شخص متهمين بالتعاون مع الدعم السريع، بينهم ناشطين وسياسيين، ما يثير جدلاً واسعاً حول عدالة الإجراءات القضائية وملاءمتها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
الوسومالبحر الأحمر الجزيرة الجيش الحريات الدعم السريع السودان السياسيين المحاكمة الناشطين الولاية الشمالية مروي نهر النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البحر الأحمر الجزيرة الجيش الحريات الدعم السريع السودان السياسيين المحاكمة الناشطين الولاية الشمالية مروي نهر النيل مع الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ميليشيا الدعم السريع تستخدم غازات كيميائية سامة في الفاشر ضد المدنيين الأبرياء
أفادت مصادر طبية مسؤولة في مدينة الفاشر، اليوم الأحد، بأن ميليشيا الدعم السريع قد استخدمت غازات كيميائية سامة في هجماتها على عدة مواقع داخل المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بأعراض خطيرة تشمل التشنجات، الهلوسة، والتقيؤ الشديد الناتج عن استنشاق الغازات.
وأوضحت مصادر للصحفي المقيم بالفاشر معمر إبراهيم، أن الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية في المدينة يعانون من صعوبات تنفسية حادة واضطرابات عصبية، مع تسجيل حالات حرجة بين الأطفال والنساء.
واضاف معمر في منشور له: “وصفت إحدى المصادر الطبية الوضع بأنه كارثي، مشيرة إلى أن الغازات المستخدمة تُصنف كمواد سامة محظورة دولياً بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية”.
وفقًا للتقارير، تم إطلاق هذه الغازات عبر مسيّرات انتحارية مزودة بأسطوانات ألمنيوم صغيرة وقوارير بلاستيكية تحمل المواد الكيميائية، مما يتيح توزيعها على مساحات واسعة داخل الأحياء السكنية والمناطق المدنية. وقد حدثت الهجمات الرئيسية في يومي السبت والجمعة الماضيين، مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع في محيط المدينة.
وحذرت المصادر الطبية من الخطر الوشيك لهذه المواد على حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في الفاشر، التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية بسبب الحصار المستمر منذ أشهر.
من جانبها، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن يوم أمس شهد حادثة مثيرة للقلق، حيث قامت مسيَّرات تتبع للمليشيا بإلقاء مقذوفات غريبة في مناطق مدنية. وبحسب شهود عيان، صدرت من هذه المقذوفات روائح قوية وغريبة يُعتقد أنها تحتوي على مواد سامة أو مهيِّجة.
وأضافت مقاومة الفاشر: “حتى اللحظة لم تصدر أي جهة رسمية بياناً تفصيلياً، لكن مصادر طبية أكدت أن الأعراض الظاهرة تشير إلى وجود مواد كيميائية”.
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب