#الأم_ليست_دائما_على_حق..
#أحمد_حسن_الزعبي
• #خاص_سواليف
• مقال الأحد 5-10-2025
كانت تمحو #الكلمات، ثم تأمره أن يعيد #الكتابة من جديد، فيقلب #الحروف ،ويحيد عن #السطر ، ويتوه في قراءة #الأرقام ، فتشتاط #الأم غضباً..ثم تمحو ما كتب وتأمره ان يبدأ من جديد حتى تثقب ورقة #الدفتر التي يحاول أن يحلّ عليها الواجب المدرسي.
لديه مشكلة في #الجمع_والطرح ، والعدّ التنازلي ، والقفز العددي وكل طرق الحساب البسيطة ، لذلك كانت اشارة “x” تملأ صفحات كتابه مع توبيخ صريح من المعلّمين..هذا كان يسبب شعوراً مضاعفاً لدى أمه بأن “معجزة من الله أن يجعله يفهم”..
ذات مرّة باع قلمه ومسطرته وكامل قرطاسيته مقابل لعبة على شكل سيّارة ، وعاد الى البيت “يعنعن” باللعبة السخيفة ، رفعت الأم يديها الى السماء وقالت: ” يا رب..لم وهبتني هذا #الثور وقد بلغت من العمر عتيّاً ؟.. يا رب كل يوم هذا #الأحمق يحضر لي #مصيبة ، ضارب أو مضروب ، #سفيه، #غبي ،كذّاب ، فاقد التركيز، مهمل بدراسته…يا رب فقط ان مددت بعمره ، انا لا أتوقع أن يصبح ذاتاً مهمّة ، لذا لا أطلب منك سوى أن تمنحه مهنة بسيطة يعتاش منها..كي لا يموت جوعاً أو حماقةً..
كبُر #الولد، لكنه على عكس ما توقّعت الست الوالدة ، فلح بالتجارة كثيراً ، فأصبح #مليونيرا في غضون سنوات ثم مليارديرا، ثم #رئيس_أقوى_دولة بالعالم مرة واحدة وها هو “يترشّح” لــ #جائزة_نوبل_للسلام بكامل حماقته وكذبه.
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com
مقالات ذات صلة حماس تنفي الادعاءات المفبركة حول مسار المفاوضات وتسليم السلاح 2025/10/05المصدر: سواليف
كلمات دلالية: خاص سواليف الكلمات الكتابة الحروف السطر الأرقام الأم الدفتر معجزة من الله الصف الأول الجمع والطرح الثور الأحمق مصيبة سفيه غبي الولد مليونيرا جائزة نوبل للسلام
إقرأ أيضاً:
أمامة اللواتي ليست وحدها
شاركت أمامة اللواتي في أسطول الصمود العالمي بهدف كسر الحصار عن غزة، وكنتُ قد تحدثتُ سابقًا عن الأسطول في مقال منشور (جريدة عمان، 9 سبتمبر 2025) فهذا ليس حديثا عن الأسطول، لكنه حديث عن أمامة التي واجهت المخاطر في سبيل قضية إنسانية عادلة، لكن بعد أن تم أخذها مع آخرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، اختلفت ردات الفعل بين مؤيد ومناصر وبين معارض لاعتبارات الواقعية السياسية و«المحرمات الدينية»، لكن المهم في ذلك، هو أن أمامة اللواتي التي غامرت بنفسها استطاعت أن تجسد -مثل الآخرين الذين شاركوا في أسطول الصمود كذلك- صفات العارف المسؤول، وتكون وسيطًا بين المرء ونفسه ليعلم كيف يُمكن أن يكون كائنًا عارفًا (إبستيميًا) ومسؤولًا في الأزمنة الرمادية.
ناقشت ليندا زاجزيبسكي الفضائل الفكرية والتي تتحقق في العارف المسؤول، فالمعرفة تكتسب من الرغبة التي تنبع من ضمير حي للوصول إلى الحقيقة، مما يحقق لدى المرء مزايا مكتسبة منها الفضائل التي تكتسب بجهد مثل الشجاعة والرحمة والأمانة الفكرية والانفتاح الذهني، ومن هنا يمكن النظر إلى أن المعرفة ليست تلك المتعلقة بحيازة أكبر قدر من المعلومات، بل المعرفة باعتبارها فعلًا أخلاقيًا ومسؤولًا اتجاه المعرفة ذاتها أولا، واتجاه ما يُفعل بها ثانيا، وهذا يتطلب في العموم صدقًا وشجاعةً للوصول إليه، ودربة نفسية مستمرة. وهكذا يُمكن القول إن معرفة أمامة اللواتي وحسها الأدبي والأخلاقي دفعها لأن تخاطر بكل ما عندها، وبأغلى شيء يملكه الإنسان- حياته- من أجل قضية عادلة تؤمن بها، فحولت هذه الفضائل الفكرية إلى واقع، وجعلت من نفسها في موقع المسؤولية عن كسر الحصار.
وفي محاولة تحليل للمقطع الأخير الذي ظهرت فيه أمامة بعد أن تم اختطافها من قبل إسرائيل مع آخرين في أسطول الصمود، يمكن تلمس أنها قد استخدمت جمل مثل «محاولتي للقيام بمهمة إنسانية ملتزمة بالقانون الدولي وذلك لكسر الحصار عن غزة» والضمائر في هذه الجملة تدل على الفاعلية في إنتاج الفعل، ما يشير إلى مسألة الوعي بخطورة المهمة والمخاطرة فيها، مع الوعي بالدافع الإنساني والقانون الدولي وأهمية كسر الحصار عن غزة، وهو تحدٍّ واضح لسردية عدم القدرة على القيام بأي شيء سوى الأفعال الناعمة، بل يتعدى الأمر ذلك إلى الفعل الحقيقي وقدرة هذه التحركات على كسر الحصار، فضلا عن ذلك تبدو النبرة في المقطع هادئة دالة عن المعرفة المسؤولة لا الانفعال العاطفي فقط. وفي العموم، تتضح الصورة الإطارية الأكبر أن امرأة عربية من عمان تواجه جميع السلطات الكولونيالية والتعسف الإسرائيلي، وأهمية موقعها في المشاركة في كسر هذا الحصار، متحدية بذلك القوى الكبرى في العالم.
إن المنتقدين لها بعد ظهور المقطع في مواقع التواصل الاجتماعي ينطلقون من منطلقين هما الواقعية السياسية و«التحريم الديني»، والمنطلق الأول يفترض أن هذه المهمة فاشلة من البداية لذا لا يجب الذهاب فيها، وهذا منطلق تبريري لا معنى له، لأنه يفترض أنه يجب حساب موازين القوى في أي تحرك، إضافة لإلقاء المسؤولية على صنّاع القرار فقط دون الفاعل الاجتماعي، فكيف يكون كذلك والمهمة تقع على الجميع من حيث هي مسؤولية تاريخية وإنسانية وأخلاقية لا يُمكن التملص منها، فهي واقعة على كل كائن عارف، ويدرك مقدار ما يحدث من ظلم وإبادة جماعية في غزة. وكذلك تنطلق هذه الفرضية من أن الواقع لابد أن يبقى كما هو دون القدرة على تغييره، مما يصنع أشخاصًا يلغون وجودهم تمامًا وقدرتهم على الاختيار الحر، مع تفويض آخرين للاختيار بدلا منهم، ليتماهوا بذلك في وسط هلامي يحسبونه موجودًا في الواقع، وليس له وجود إلا في الخيال.
أقول إن أمامة ليست وحدها لسببين، الأول أنها ليست وحدها من شاركت في هذا الأسطول، بل عشرات الأشخاص الذين آمنوا بأهمية دورهم في كسر الحصار عن غزة وقدرتهم على التأثير في العالم الذي بقي في حالة المتفرج دون أن يقوم بأي شيء، فهؤلاء آمنوا بمعرفتهم وإنسانيتهم وأخلاقياتهم وانطلقوا منها. أما الثاني فهو أن حالة أمامة الحالية في السجون الإسرائيلية يجعلنا أمام مسؤوليتنا في الحيلولة دون تمادي الاحتلال الصهيوني أن يتمادى أكثر، فكل منطلق يُمكن أن يعرف المرء به نفسه من خلاله يحتم عليه هذه المسؤولية، فالعماني ينطلق من عمانيته للمطالبة بتحرير المختطفين الذين من بينهم عمانية، والإنسان ينطلق من إنسانيته في هذا التحرك كذلك، والمتدين، بل وحتى الذي لا يجعل هويته إلا منطلقة من حيث هو كائن عقلاني، عليه أن يتحمل مسؤوليته العقلانية. أمامة ليست وحدها المسؤولة، وليست وحدها في قبضة الاحتلال، وفي الوقت نفسه ليس عليها أن تبقى وحدها، بل ألقت الصوت وعلينا أن نكون الوسيط بين هذا الصوت وبين التحرك لتحريرها ومن معها للعودة إلى أوطانهم سالمين، ولا يجب أن تكون هذه المبادرة هي الأخيرة لكسر الحصار على غزة، لأن المسؤولية الفردية والجماعية ليس لأحد أن يعتذر منها، بل هي واجب على الجميع حتى تزول إسرائيل.