في مشهد يعكس استمرار هشاشة المركز العسكري وتعدد مراكز القوة داخل مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، عقد ما سمي القائد الأعلى لما يُعرف بـ"قوات حماية حضرموت"، رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي، اجتماعًا موسعًا ضم قيادات تلك القوات وقادة الألوية التابعة لها، لمناقشة ما وصفه بالأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة.

 

الاجتماع، الذي حضره اللواء مبارك العوبثاني أركان القيادة العامة العميد الركن سالم بن حسينون، تناول مستجدات الأوضاع الأمنية وخطط تطوير التدريب والتأهيل استعدادًا لتخريج دفعة جديدة من المجندين، في خطوة تُضاف إلى سلسلة من التحركات التي تؤكد نشوء تشكيلات عسكرية جديدة داخل إطار الشرعية، لكنها تعمل عمليًا خارج هيكلها القيادي الرسمي.

 

ورغم تأكيد ابن حبريش أن قواته تهدف إلى حماية الأمن والاستقرار في حضرموت، فإن مراقبين يرون في تحركات "قوات حماية حضرموت" تجسيدًا لحالة الانقسام العسكري التي تضرب مناطق الشرعية، حيث تنشأ مكونات مسلحة بمسميات متعددة، وكلٌّ منها يدّعي الانتماء للشرعية، لكنه يمارس سلطته بمعزل عن مؤسسات الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية.

 

ويشير مراقبون إلى أن الخطاب الذي ختم به ابن حبريش الاجتماع، عندما تحدث عن "تحقيق الحكم الذاتي لحضرموت"، يعزز المخاوف من أن هذه القوات تتحول تدريجيًا إلى كيان ذي طابع سياسي ومشروع انفصالي مقنّع، مستفيد من غطاء الشرعية ومناخ الفوضى الذي يتيح للمكونات المحلية التسلح وتوسيع نفوذها دون مساءلة.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو الشرعية عن توحيد الجيش ودمج التشكيلات العسكرية، تنشأ في قلب مناطقها جيوش صغيرة ترفع شعارات الحماية والدفاع، لكنها تمارس في الواقع سلطة الأمر الواقع، وتمتلك معسكرات وموازنات، وتتحرك بمعزل عن وزارتي الدفاع والداخلية.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قوات أبو علي الحضرمي تتوغل في حضرموت وسط استنفار عسكري لقبائل الحلف

الجديد برس| شهدت محافظة حضرموت النفطية شرقي اليمن، الأحد، حالة من الاستنفار العسكري لحلف قبائل حضرموت، تزامناً مع محاولات إماراتية جديدة للتوغل نحو الهضبة النفطية الحيوية، في مشهد يعيد تشكيل تحالفات القوى بالمحافظة. وعقد عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت – أحد أكبر التكتلات السياسية والاجتماعية الموالية للسعودية – اجتماعاً طارئاً مع كبار قادة فصائله العسكرية المتمركزة في وادي وصحراء حضرموت. وجرى خلال الاجتماع، وفقاً للبيان الرسمي للحلف، مناقشة التطورات الجديدة في المحافظة، وذلك ردا على تحركات عسكرية مفاجئة للفصائل الإماراتية. وكشف المتحدث الرسمي باسم حلف القبائل “الكعش السعيدي” أن قوة عسكرية معززة بمختلف أنواع الأسلحة، وتتبع ما يعرف بـ قائد الفصائل الإماراتية في ساحل حضرموت أبو علي الحضرمي، توغلت في مناطق سيطرة الحلف بمديرية الشحر. وأوضح السعيدي أن هذه القوة نفذت عمليات تمشيط في منطقة المقد، قبل أن تنسحب إلى خارج المدينة، معتبراً أن هذه الخطوة جزء من ترتيبات أوسع لتوسيع انتشار هذه القوات صوب الهضبة النفطية الغنية . ويعد هذا التوغل الأول من نوعه لقوات أبو علي الحضرمي، الذي عاد مؤخراً إلى المكلا قادماً من الإمارات، بعد سنوات من نجاح السعودية في إبعاده من عدن. وتعود هذه الشخصية إلى الواجهة في توقيت حساس تشهد فيه المحافظة احتجاجات شعبية واسعة . يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه محافظة حضرموت غلياناً شعبياً جراء تردي الخدمات الأساسية، ما يضع المحافظة أمام مرحلة جديدة من التنافس على النفوذ، بين القوى المحلية التي تدعمها السعودية وأخرى تدعمها الإمارات، في صراع تتصدر ثروات حضرموت النفطية مقدمته .

مقالات مشابهة

  • هيئة قضايا الدولة: فوز العناني بقيادة اليونسكو تتويج لمسيرة مصر في الدفاع عن التراث الإنساني
  • عاجل. خلال لقاء الشرع.. مظلوم عبدي يرفع سقف المطالب الكردية ويدعو لمنطقة حكم ذاتي في سوريا
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في حماية قوات الاحتلال
  • الدفاع السورية: إعادة انتشار قواتنا بحلب رداً على اعتداءات قسد ولا نية لعملية عسكرية
  • الدفاع السورية: ملتزمون باتفاقنا مع قسد ولا نية لأي عمليات عسكرية
  • عاجل | القناة 13: الوفد الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات وصل لشرم الشيخ بتشكيلة أولية دون مشاركة المستوى القيادي الأعلى
  • عاجل | مصادر عسكرية سودانية للجزيرة: قوات الدعم السريع تشن هجوما من 3 محاور على مدينة الفاشر
  • القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت يجتمع بقيادة الألوية العسكرية لمناقشة التطورات وتعزيز الجاهزية
  • قوات أبو علي الحضرمي تتوغل في حضرموت وسط استنفار عسكري لقبائل الحلف