في حديث القرآن الكريم عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بيان للمؤمنين بأن المواجهة المستمرة ستكون معهم بخلاف المشركين وغيرهم، وهو كلام أكده الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- وقال إن التفضيل الذي كان لهم بسبب قيامهم على أمر الله والعمل به، فلما بدلوا وعصوا استحقوا اللعنة والغضب قال الله تعالى ((قل أؤنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل)) المائدة 60.
تحدثت الآيات الأولى عن استهزائهم بنداء المسلمين للصلاة واتخاذها هزوا ولعبا وأنهم ينقمون على المؤمنين إيمانهم بالكتب والرسل جميعا وبالإسلام والقرآن؛ وانهم دخلوا في الإسلام، لكنهم لم يسلموا، بل خرجوا بكفرهم ؛ويسارعون في الإثم والعدوان وأكل السحت وحتى المتدينين منهم لا ينهونهم عن قول الإثم وأكل السحت وصولا إلى تطاولهم على رب العالمين ووصفه بما لا يليق ((يد الله مغلولة غلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا)) وأنهم لن يزدادوا إلا عنادا وكفرا كلما شاهدوا الآيات البينات؛ العداوة بينهم إلى يوم القيامة يوقدون الحروب ويسعون في الأرض فسادا.
حينما امتلكت القوى الاستعمارية القوة، مكنتهم من احتلال فلسطين (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، فلسطين لم تكن طارئة على الوجود بل قديمة قدم الحضارات الإنسانية التي مرت عليها والأمم.
عاش فيها الأنبياء والرسل؛ لكن الاستعمار مارس أبشع أنواع الإجرام من أجل القضاء عل سكانها وتسليمها لليهود الذين كانوا يريدون وطنا يجتمعون فيه هرباً من اضطهاد المجتمعات الغربية النصرانية لهم، لكنهم اليوم يريدون القضاء على سكان فلسطين وطردهم بحجة (أرض الميعاد).
كثير من علماء الانثربولوجيا يؤكون انه لا صلة ليهود اليوم بيهود التوراة الذين عاشوا على أرض فلسطين مع بقية القبائل العربية.
د. جمال حمدان في كتابه “اليهود انثربولوجيا” –أكد أن يهود اليوم لا صلة لهم بيهود التوراة، يهود اليوم أوروبيون سلاف أواريون أكثر منهم ساميون.
عالم الانثربولوجيا البريطاني الجنسية جيمس فنتون، توصل في بحثه عن اليهود إلى أن 95 %من اليهود في الكيان المحتل ليسوا من بني إسرائيل التوراة، بل أجانب متحولون.
المؤرخ اليهودي فرنسي الجنسية (جوزيف ريناس) وكثير من المؤرخين اليهود المعاصرين يؤكدون أن يهود اليوم المعاصرين لا ينتمون إلى أي عصر له صلة بفلسطين ولا يدعي ذلك إلا كاذب أو جاهل.
في بداية توطينهم، استندوا إلى وعد بلفور باعتبار أن بريطانيا العظمي كانت تسيطر وتستعمر فلسطين وتستطيع فرض ما تشاء، ولما قامت الثورات العربية عليها صرح رئيس وزرائها -آنذاك- (ونستون تشرشل) أمام مجلس العموم أن وعد بلفور(فلسطين لن تكون وطنا للقادمين الجدد من اليهود) العرب صدقوا ذلك وكان سكان فلسطين حينها 750 ألفا منهم 700 ألف عربي ومسلم ومسيحي و30 ألفا من القبائل العربية التي اعتنقت اليهودية واستمرت عليها والباقي من زوار الأماكن المقدسة.
العرب والمسلمون وثقوا في الإمبراطوريات الاستعمارية وركنوا إليها ووعودها، لكن المؤامرة اتخذت كل الإمكانيات من أجل تمكين اليهود وتوطينهم. استحدثوا مسمى الانتداب لفرض سيطرتهم على أقاليم الإمبراطورية العثمانية والألمانية بعد هزيمتهما وضمنوا صك الانتداب (دول الحلفاء الكبرى وافقت على أن تعهد إدارة فلسطين التي كانت تابعة فيما مضى للدولة العثمانية إلى دولة منتدبة، تختارها الدول المشار إليها تنفيذا للمادة 22 من ميثاق عصبة الأمم.. وأقرت إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على أن يفهم جليا أنة لن يؤتى بعمل من شأنه أن يضر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة الآن في فلسطين).
اليهود سيتم السماح لهم بأن يكونوا طائفة إلى جانب الطوائف الأخرى تنفيذا لوعد بلفور وصك الانتداب، لأن من يملك القوة يفرض الواقع؛ والقوة حولت فلسطين من مكان آمن هروبا من الاضطهاد إلى أرض ميعاد يجب قتل وإبادة كل من فيها بناء على وجود حق تاريخي وديني مزعوم لأقوام لا صلة لهم بأرض فلسطين، فاليهود لم يطردوا منها وعاشوا قبائل متفرقة في الجزيرة العربية وعاشت القبائل العربية من قبلهم ومن بعدهم وتواجدهم فيها كجماعات طارئة استولت علي السلطة والحكم ثم غادرت، مثل الرومانيين واليونانيين والفرس وغيرهم.
الإدعاء بوجود حق ديني وتأريخي تم الانتقال إليه لتجاوز سقوط وفساد الاعتماد على (وعد بلفور؛ وصك الانتداب؛ وقرار التقسيم) وكل قرارات الأمم المتحدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يمكنها من التوسع (إسرائيل الكبرى) ويكفي في الرد عليه ما قاله اللورد البريطاني سيدنهام في مجلس العموم(من الممكن التعاطف مع تطلعات الدين، لكن من المستحيل الاعتراف بحقوق على الأرض المقدسة لصهاينة القرنين الـ الـ19 والـ20، الذين هم في معظمهم ليسوا من أصل يهودي ولم يروا القدس أبدأ).
معظم الطوائف اليهودية المتدينة، ترى أن إقامة دولة لليهود خطيئة، لأن ذلك ضد إرادة الله، فقد عاقبهم بالشتات في الأرض لعصيانهم وتمردهم عليه سبحانه وتعالى .
القوة والمطامع الاستعمارية حولت الحقيقة (فلسطين) إلى سراب لا يمكن تحقيقه أو الوصول إليه دون بذل التضحيات وحولت الوهم (كيان الاحتلال) إلى حقيقة واقعة على الأرض تفرض إملاءاتها .
اليهود عاشوا في كنف الخلافة الإسلامية يديرون المكائد ويعينون كل أعداء الإسلام والمسلمين، رغم أنهم عاشوا متمتعين بكل حقوقهم، لأنهم أهل كتاب وأهل ذمة، يدفعون الجزية مقابل الحماية لهم وهي تماثل الزكاة.
استغل الحلفاء قوتهم فسيطروا على البلدان العربية وقبل مغادرتهم سلموا مقاليد السلطة للخونة والعملاء حتى يضمنوا استمرار سياساتهم واستعانوا باليهود الذين يكتنزون من الحقد والبغض والعداوة للإسلام والمسلمين أكثر من غيرهم، وشاهد ذلك أن كل زعماء الدول الداعمة لكيان الاحتلال من المسيحيين؛ كما جاء في تساؤل د. محمد الشنقيطي: يعتمرون القبعة اليهودية ويذرفون دموعهم عند حائط البراق (المبكى) ولا يذهبون إلى كنيسة القيامة أو كنيسة المهد وهما أقدس مقدسات المسيحية على وجه الأرض.
الإجرام الذي يمارسونه من خلال جرائم الإبادة والتهجير القسري وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وإبادة كل كائن حي على وجه الأرض، أساس لإثبات صلتهم بالتوراة المحرفة وأنهم يهود ويستحقون الاستيلاء على أرض فلسطين وطرد سكانها منها ومنعهم من العودة إليها، لكنهم في ذات الوقت مُنعوا من إجراءات فحص الحمض النووي الذي سيؤكد أن سكان فلسطين هم الساميون، أما اليهود الذين تم استقدامهم من شتى بقاع الأرض، فليس لهم أدنى ارتباط بأرض فلسطين، خاصة وأن القبائل العربية هي من سلالة سام بن نوح.
القبائل العربية اعتنقت اليهودية واعتنقت النصرانية وتعايشت مع قبائل اليهود الذين وفدوا إلى الجزيرة العربية طمعا في أن يحظوا بشرف أن يكون النبي الخاتم منهم، لكن لما اختار الله خاتم الأنبياء والمرسلين محمداً بن عبدالله الصادق الأمين من العرب، بارزوا بالعداوة والبغضاء.
مؤامرات الحلفاء سلخت فلسطين من الأمتين العربية والإسلامية وسلمتها لليهود وحاربوا معهم وأقاموا كيان الاحتلال وحاربوا فلسطين واستعانوا بالخونة والعملاء والمجرمين والقتلة والطغاة والمستبدين والأعراب والمنافقين وفي كل الجبهات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية؛ حاربوا معهم في المفاوضات والإعلام وقادوا كل حملات الكذب والتشويه والتضليل.
فلسطين ليست أولى ثمرات التعاون بين الإجرام والمجرمين، بل إن كل المعتركات والحروب والمصائب والنكبات التي مرت بأقطار الأمتين العربية والإسلامية هي ثمرة التعاون بينهم والله سبحانه وتعالى حذرنا منهم بقوله ((ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) البقرة 217.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سرايا القدس في مرور عامين على معركة طوفان الأقصى: نتوجه بالتحية إلى يمن النخوة والعزة الذين لا زالوا على العهد
الثورة نت /..
وجهت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، التحية إلى “يمن النخوة والعزة” الذين لا زالوا على العهد يواصلون ضرب الكيان الصهيوني منذ عامين بالصواريخ والمسيرات والزوارق المفخخة نصرة لغزة وأهلها.
وقالت السرايا، في بيان عسكري بمناسبة مرور عامين على معركة طوفان الأقصى: “نُبرق بالتحية إلى إخواننا في يمن النخوة والعزة ونخص منهم إخواننا في حركة أنصار الله نعم العون والنصير الذين لا زالوا على العهد يواصلون ضرب الكيان الصهيوني منذ عامان بالصواريخ والمسيرات والزوارق المفخخة نصرة لغزة وأهلها”.
وخاطبت جماهير الشعب الفلسطيني “الصابر المحتسب” قائلة: “تمر علينا اليوم الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى البطولية والتي تتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لانطلاقتنا الجهادية المباركة، التي شكلت مرحلةً مفصليةً في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني”.
وذكرت السرايا أن هذه المرحلة “كتبت فيها المقاومة الفلسطينية واحدةً من أعظم المعارك ضد النازية والظلم الصهيوني لشعبنا على مدار عقود من الزمن، مارس فيها العدو كافة أشكال القتل والتدمير والتهجير ضد أبناء شعبنا في كل مكان في القدس المباركة وفي الضفة المحتلة وفي قطاع غزة، فقصف وحاصر وجوع، ليُسجل أسوأ محرقة ومأساة على مر العصور وعلى مرأى من العالم المتفرج بصمت”.
وأضافت: “لقد نفذت المقاومة الفلسطينية قبل عامين، عمليةً مباركةً ضد مواقع جيش العدو على طول السلك الزائل شرق قطاع غزة، سطر فيها مجاهدونا الأبطال مشاهد عظيمة من البطولة والإقدام والفداء، وقد ظفروا بعدد كبير من الأسرى الجنود والضباط، وخاضوا الاشتباكات المباشرة من نقطة الصفر تمكن خلالها مجاهدونا من قتل المئات من جنود العدو وأسروا العشرات، وقدمت خلالها مقاومتنا قوافل من خيرة مقاتليها شهداء وجرحى وأسرى”.
وتابعت: “ومنذ هذا التاريخ تواصل مقاومتنا التصدي لهذا العدو المجرم القاتل، الذي أعلن حرباً مجنونة وفتاكة بالقتل الجماعي لعشرات آلاف المواطنين العزل في غزة غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ ولكنه لم يجد سبيلًا للنيل من عزيمة شعبنا الثابت المتجذر والمتمسك بأرضه ووطنه”.
وأكدت سرايا القدس أن المقاومة حرصت على مدار عامين من القتال على وقف هذه الحرب وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وقدمت كل المرونة اللازمة لإبرام اتفاق شرطه الوحيد ضمان وقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب، إلا أن حكومة مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية نتنياهو، واصلت الحرب لتحقيق أهداف ائتلافه المتطرف”.
وأردفت: “عامان على معركة طوفان الأقصى، وما زلنا نواصل مواجهة فرق جيش العدو وألويته وكتائبه، التي تُدمر بيوت وشوارع ومباني غزة، ونتصدى لقواته ونوقع فيها الخسائر في أطول معركة مع هذا العدو منذ تأسيس كيانه المؤقت، قدمنا خلالها مئات المقاتلين والقادة شهداء الذين كانوا في طليعة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني خلال عامين من القتال الشرس والصمود منقطع النظير بأقل الامكانات على طريق القدس والتحرير، هذه المعركة التي شهدت ثباتاً كبيراً لمقاومتنا منعت العدو من تحقيق أهدافه التي أعلنها”.
وأكدت سرايا القدس مع مرور العام الثاني لمعركة طوفان الأقصى المباركة، أن “مقاومة شعبنا وفي مقدمتها سرايا القدس وكتائب القسام مُستمرة ما دام الاحتلال قائم، ولن تدخر جُهداً في قتاله فلقد أعددنا أنفسنا لحرب استنزاف طويلة لن تتوقف ولن تتراجع إلا بزواله”.
وأشارت إلى أن مصير عملية ما يسمى بعربات “جدعون 2” الصهيونية التي تتخذ التدمير الممنهج والقتل الجماعي والإرهاب النفسي لأبناء الشعب الفلسطيني لن تكون إلا مزيداً من الخيبة والهزيمة والانكسار.
كما أكدت السرايا أنها وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية لن ندخر جُهداً لإيجاد الوسيلة لإنهاء هذه الحرب والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنه حرصت لتحقيق ذلك منذ شهور طويلة.
شددت على أن أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة تبادل مشرفة يلتزم فيها الكيان الصهيوني بإنهاء الحرب، وأن أي طريقة أخرى لن تُعيدهم، مجددة التأكيد على أن سلاح المقاومة هو سلاح وجد لتحرير الأرض ولقتال العدو لن يُغمد إلا بتحقيق هذين الهدفين.
ووجهت سرايا القدس “التحية إلى كتائبنا المباركة في الضفة المحتلة، التي كانت جزءاً أصيلاً من هذه المعركة، فالتحية لكتائب جنين ونابلس وطولكرم وطوباس وكل المقاومين وندعوهم لتصعيد المواجهة ومواصلة ضرب هذا العدو بكل قوة واقتدرا”.
كما وجهت التحية لأرواح فدائيي الأردن وأبطال أساطيل وقوارب كسر الحصار، والأحرار من شعوب العالم الداعمة والمناصرة للقضية الفلسطينية أمام الغطرسة والإجرام الأمريكي الصهيوني.
واستطردت: “نوجه التحية لأسرانا الأبطال في سجون التعذيب والاضطهاد الصهيونية، ونشد على أيديهم ونعلم أن سياسة العدو قاسية بحقهم، ولكننا نعدهم بأن الحرية باتت قريبة، وأن الفرج قادم لا محالة”.
ومضت قائلة: “نُبرق بالتحية الكبيرة لإخوان السلاح والدم في حزب الله، الذين شكلوا لنا سنداً مهماً وكبيراً وقدموا خيرة قادتهم ومجاهديهم في هذه المعركة المباركة، وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله”.
وأكملت سرايا القدس: “نوجه التحية إلى الإخوة في الجمهورية الإسلامية الايرانية الذين كانوا شركاء في هذه المعركة بشكل مباشر في ثلاث مواجهات مباشرة مع العدو وقدموا خلالها ثُلة عظيمة من الشهداء العلماء والقادة الكبار نستذكر منهم شهيد فلسطين الحاج رمضان الذي كان جزءاً أصيلاً في كل إعدادات مقاومتنا لمواجهة هذا الكيان الغاصب”.
وأكدت في ختام بيانها العسكري قائلة: “جهادنا مستمر وقتالنا ماضٍ حتى القدس إن شاء الله”.